المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما - فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - جـ ٧

[حسن بن علي الفيومي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب قراءة القرآن

- ‌الترغيب في قراءة القرآن في الصلاة وغيرها وفضل تعلمه وتعليمه والترغيب في سجود التلاوة

- ‌الترهيب من نسيان القرآن بعد تعلمه وما جاء فيمن ليس في جوفه منه شيء

- ‌الترغيب في دعاء يدعى به لحفظ القرآن

- ‌الترغيب في تعاهد القرآنه وتحسين الصوت به

- ‌الترغيب في قراءة سورة الفاتحة وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة البقرة وآل عمران وما جاء فيمن قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيها

- ‌الترغيب في قراءة آية الكرسي وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قراءة سورة الكهف أو عشر من أولها أو عشر من آخرها

- ‌التَّرْغِيب فِي قِرَاءَة سُورَة يس وَمَا جَاءَ فِي فَضلهَا

- ‌الترغيب في قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك

- ‌الترغيب في قراءة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} وما يذكر معها

- ‌الترغيب في قراءة إذا زلزلت وما يذكر معها

- ‌الترغيب في قراءة ألهاكم التكاثر

- ‌الترغيب في قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

- ‌الترغيب في قراءة المعوذتين

- ‌كتاب الذكر والدعاء

- ‌الترغيب في الإكثار من ذكر الله سرا وجهرا

- ‌الترغيب في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى

- ‌الترهيب من أن يجلس الإنسان مجلسا لا يذكر الله فيه ولا يصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌الترغيب في كلمات يكفرنا لغط المجلس

- ‌الترغيب في قول لا إله إلا الله وما جاء في فضلها

- ‌الترغيب في قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له

- ‌الترغيب في التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد على اختلاف أنواعه

- ‌الترغيب في جوامع من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير

- ‌الترغيب في قول لا حول ولا قوة إلا بالله

- ‌الترغيب في أذكار تقال بالليل والنهار غير مختصة بالصباح والمساء

- ‌الترغيب في آيات وأذكار بعد الصلوات المكتوبات

- ‌الترغيب فيما يقوله ويفعله من رأى في منامه ما يكره

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل

- ‌الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما

- ‌الترغيب فيما يقوله من حصلت له وسوسة في الصلاة وغيرها

- ‌الترغيب في الاستغفار والإكثار منه في الليل والنهار

- ‌الترغيب في كثرة الدعاء وما جاء في فضله

- ‌الترغيب في كلمات يستفتح بها الدعاء وبعض ما جاء في اسم الله الأعظم

- ‌الترغيب في الدعاء في السجود ودبر الصلوات وجوف الليل الأخير

- ‌[الترهيب من استبطاء الإجابة وقوله دعوت فلم يستجب لي]

- ‌الترهيب من رفع المصلي رأسه إلى السماء وقت الدعاء وأن يدعو الإنسان وهو غافل

- ‌الترهيب من دعاء الإنسان على نفسه وولده وخادمه وماله

- ‌الترغيب في إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والترهيب من تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم كثيرا دائما

- ‌كتاب البيوع(1)وغيرها

- ‌مشروعية البيع:

- ‌التَّرْغِيب فِي الاكْتِسَاب بِالْبيع وَغَيره

- ‌الترغيب في البكور في طلب الرزق وفيه وما جاء في نوم الصبحة

- ‌[الترغيب في ذكر اللّه تعالى في الأسواق ومواطن الغفلة]

الفصل: ‌الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما

‌الترغيب فيما يقول إذا خرج من بيته إلى المسجد وغيره وإذا دخلهما

قَالَ الْحَافِظ كَانَ الْأَلْيَق بِهَذَا الْبَاب أَن يكون عقيب الْمَشْي إِلَى الْمَسَاجِد لَكِن حصل ذُهُول عَن إمْلَائِهِ هُنَاكَ وَفِي كل خير.

2484 -

عَن أنس رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا خرج الرجل من بَيته فَقَالَ بِسم الله توكلت على الله وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِالله يُقَال لَهُ حَسبك هديت وكفيت ووقيت وَتَنَحَّى عَنهُ الشَّيْطَان رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَلَفظه قَالَ إِذا خرج الرجل من بَيته فَقَالَ بِسم الله توكلت على الله لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِالله يُقَال لَهُ حِينَئِذٍ هديت وكفيت ووقيت وَتَنَحَّى عَنهُ الشَّيْطَان فَيَقُول لَهُ شَيْطَان آخر كَيفَ لَك بِرَجُل هدي وكفي وَوُقِيَ

(1)

.

قوله: عن أنس رضي الله عنه، تقدم.

قوله صلى الله عليه وسلم: "قال إذا خرج الرجل من باب بيته أو باب داره كان معه ملكان موكلان به فإذا قال: بسم الله، قالا: هديت، فإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قالا: وقيت، فإذا قال: توكلت على الله، قالا: كفيت، قال:

(1)

الترمذي (3426)، وقال: حديث حسن غريب، والنسائي في عمل اليوم والليلة (9917)، وابن حبان (822)، وأبو داود (5095)، والبيهقي (5/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (449).

ص: 506

فيلقاه قريناه فيقولان ماذا تريدان من رجل قد هدي وكفي ووقي، وقالت عائشة رضي الله عنها: إذا خرج الرجل من منزله فقال: باسم الله قال الملك هديت وإذا قال ما شاء الله قال الملك كفيت وإذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله قال الملك وقيت، أخرجه الترمذي

(1)

، وقد مدح الله التوكل وحث عليه فقال تعالى:{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}

(2)

، وقال تعالى:{وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}

(3)

وقال {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}

(4)

وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)}

(5)

{وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}

(6)

والآيات في ذلك كثيرة وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "التوكل نصف العبادة" قال الإمام أحمد: التوكل عمل القلب، ومعنى ذلك أنه ليس بقول اللسان ولا عمل الجوارح ولا هو من باب العلوم والإدراكات، وقال بعضهم: التوكل هو انطراح القلب بين يدي الله تعالى كانطراح الميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء، وقال أهل الحنفية: التوكل هو الثقة بما عند الله تعالى والإياس عما في أيدي الناس وقال بشر الحافي يقول أحدهم توكلت على الله يكذب على الله تعالى لو توكل على الله رضي بما يفعل الله، وسئل

(1)

سبق.

(2)

سورة المجادلة، الآية:10.

(3)

سورة يوسف، الآية:67.

(4)

سورة الطلاق، الآية:3.

(5)

سورة النمل، الآية:79.

(6)

سورة آل عمران، الآية:173.

ص: 507

يحيى بن معاذ: متى يكون الرجل متوكلا؟ قال: إذا رضي بالله وكيلا، وأجمع القوم على أن التوكل لا ينافي بالأسباب بل يصح التوكل إلا مع القيام بالأسباب وغلا فهو بطالة وتوكل فاسد، قال سهل بن عبد الله: من طعن في الحرفة فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان فالتوكل حال النبي صلى الله عليه وسلم والكسب سنة فمن عمل على حاله فلا يتركن سنته، وأقوال القوم في ذلك واسعة

(1)

.

قوله: "ولا حول ولا قوة إلا بالله" تقدم أنها كنز من كنوز الجنة، ومعناها: لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله هكذا ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام أنه قال له ذلك

(2)

.

واعلم أن في هذه الأحاديث إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يقول عند حال خروجه من بيته هذا الكلام العظيم ليحترز بذلك من الشيطان وجنوده لأنه يقول الملك حسبك أي يكفيك فقد هديت وكفيت ووقيت ويتنحى عنه الشيطان.

(1)

مدارج السالكين (2/ 114 - 117) باختصار.

(2)

أخرجه البزار (2004 و 2005)، وأبو يعلى كما في المطالب (3427)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 200). والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 362) عن ابن مسعود.

قال الهيثمي في المجمع 10/ 99: رواه البزار بإسنادين: أحدهما منقطع، وفيه عبد الله بن خراش، والغالب عليه الضعف، والآخر متصل حسن.

وضعفه الألباني في الضعيفة (3355).

ص: 508

2485 -

وَعَن عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من مُسلم يخرج من بَيته يُرِيد سفرا أَو غَيره فَقَالَ حِين يخرج آمَنت بِالله اعتصمت بِالله توكلت على الله لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِالله إِلَّا رزق خير ذَلِك الْمخْرج رَوَاهُ أَحْمد عَن رجل لم يسمه عَن عُثْمَان وَبَقِيَّة رُوَاته ثِقَات

(1)

.

قوله: عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، تقدم الكلام على مناقبه.

قوله: "ما من مسلم يخرج من بيته يريد سفرا أو غيره فقال حين يخرج آمنت بالله اعتصمت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله" الحديث، الإيمان في اللغة هو التصديق بالقلب بالله وملائكته وكتبه ورسله قال الله تعالى:{وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا}

(2)

أي: بمصدق، وسيأتي الكلام على ذلك مبسوطا في حديث جبريل المطول، والاعتصام هو التمسك [بالشيء، افتعال منه][بل الإيمان المفسر بهذا هو الإيمان شرعا أما هو في اللغة فمجرد التصديق قاله كاتبه]، وتقدم الكلام على التوكل في أول هذا الباب وعلى الحوقلة في الذكر وفي باب لا حول ولا قوة إلا بالله.

2486 -

وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول من خرج من بَيته إِلَى الصَّلَاة فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك بِحَق السَّائِلين عَلَيْك وبحق خروجي إِلَيْك إِنَّك تعلم أَنه لم يخرجني أشر وَلَا بطر وَلَا سمعة وَلَا

(1)

أحمد (471)، والأصبهاني في الترغيب (1276)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 128)، رواه أحمد عن رجل عن عثمان، وبقية رجال ثقات.

(2)

سورة يوسف، الآية:17.

ص: 509

رِيَاء خرجت هربا وفرارا من ذُنُوبِي إِلَيْك خرجت رَجَاء رحمتك وشفقا من عذابك خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أَسأَلك أَن تنقذني من النَّار بِرَحْمَتك وكل الله بِهِ سبعين ألف ملك يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَأَقْبل الله عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ حَتَّى يفرغ من صلَاته ذكره رزين

(1)

وَلم أره فِي شَيْء من الأُصُول الَّتِي جمعهَا.

إِنَّمَا رَوَاهُ ابْن مَاجَه بِإِسْنَاد فِيهِ مقَال وَحسنه شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْحسن رحمه الله وَلَفظه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول من خرج من بَيته إِلَى الصَّلَاة فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك بِحَق السَّائِلين عَلَيْك وبحق ممشاي هَذَا فَإِنِّي لم أخرج أشرا وَلَا بطرا وَلَا رِيَاء وَلَا سمعة وَخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أَسأَلك أَن تعيذني من النَّار وَأَن تغْفر لي ذُنُوبِي إِنَّه لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت أقبل الله إِلَيْهِ بِوَجْهِهِ واستغفر لَهُ سَبْعُونَ ألف ملك

(2)

.

قوله: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، تقدم الكلام على مناقبه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "من خرج من بيته إلى الصلاة فقال اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك" إلى آخره تقدم الكلام عليه في المشي إلى المساجد.

(1)

............................

(2)

ابن ماجه (778)، وأحمد (11156)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (86)، والطبراني في الدعاء (421)، والبيهقي في الدعوات الكبير (65)، والبغوي في مسند ابن الجعد (2119)، قال البوصيري في الزوائد (1/ 274)، هذا إسناد مسلسل بالضعفاء، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5571).

ص: 510

2487 -

وَعَن حَيْوَة بن شُرَيْح قَالَ لقِيت عقبَة بن مُسلم فَقلت لَهُ بَلغنِي أَنَّك حدثت عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رضي الله عنهما أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُول إِذا دخل الْمَسْجِد أعوذ بِالله الْعَظِيم وبوجهه الْكَرِيم وسلطانه الْقَدِيم من الشَّيْطَان الرَّجِيم قَالَ أقط قلت نعم قَالَ فَإِذا قَالَ ذَلِك قَالَ الشَّيْطَان حفظ مني سَائِر ذَلِك الْيَوْم رَوَاهُ أَبُو دَاوُد

(1)

.

قوله: عن حيوة بن شريح [هو أبو زرعة حيوة بن شريح الحضرمي، ويقال: الكندي المصري. قال ابن المبارك: ما ذكر لي رجل إلا وجدته دون ما قيل إلا حيوة بن شريح، سمع عقبة بن مسلم، روى عنه الليث بن سعد، وابن المبارك مات سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وخمسين ومائة، قال أحمد: ثقة ثقة ووثقه ابن معين وقال أبو حاتم: حيوة أعلى القوم، وهو ثقة، وأحب إلى من المفضل بن فضالة. قال ابنه: ومن الليث؟، قال: الليث أحب إلي، وهو أفضل الرجلين وقال عبد الله بن وهب: ما رأيت أحدا أشدا استخفاء بعمله من حيوة بن شريح، وكان يعرف بالإجابة، وكنا نجلس إليه للفقه، فكان كثيرا مما يقول لنا: أبدلني الله بكم عمودا أقوم إليه أتلو كلام ربي. ثم فعل ما قال، ثم تألى أن لا يجلس إلينا أبدا، وما كنا نأتيه وقت صلاة إلا دخل وأغلق دوننا ودونه الباب ووقف يصلي، وقال ابن المبارك: ما وصف لي أحد، ورأيته إلا كانت رؤيته دون صفته إلا حيوة بن شريح فإن رؤيته كانت أكبر من صفته، وقال أحمد بن سهل الأردني، عن خالد بن الفزر: كان حيوة

(1)

أبو داود (466)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.

ص: 511

بن شريح دعاء من البكائين، وكان ضيق الحال جدا، فجلست إليه ذات يوم، وهو متخل وحده يدعو، فقلت: رحمك الله، لو دعوت الله أن يوسع عليك في معيشتك؟! فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا، فأخذ حصاة من الأرض، فقال: اللهم فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا، فأخذ حصاة من الأرض، فقال: اللهم اجعلها ذهبا، فإذا هي والله تبرة في كفه ما رأيت أحسن منها فرمى بها إلى، وقال: ما خير في الدنيا إلا للآخرة. ثم التفت إلي فقال: هو أعلم بما يصلح عباده. فقلت: ما أصنع بهذه؟ فقال: استنفقها. فهبته والله أن أراده وقال أبو سعيد بن يونس: مات سنة ثلاث وخمسين ومئة، وقال أبو نصر الكلاباذي: مات سنة تسع وخمسين ومئة

(1)

].

قوله: لقيت عقبة بن مسلم [عقبة بن مسلم التجيبي، أبو محمد المصري القاص، إمام مسجد الجامع العتيق بمصر روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، ثقة].

قوله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل المسجد: "أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم" إلى آخره، قال:"أقط" قلت: نعم، قال صاحب المغيث

(2)

: أقط بالألف للاستفهام بمعنى أحسب وهو الاكتفاء مفتوحه القاف ساكنة الطاء وهي لا تقع إلا بعد الماضي المنفي، قال العلماء: يستحب لداخل المسجد أن يقدم رجله اليمنى في الدخول واليسرى في الخروج

(1)

تهذيب الكمال (7/ ترجمة 1580).

(2)

المجموع المغيث (2/ 724).

ص: 512

لحديث أنس

(1)

رضي الله عنه أنه قال: من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى رواه الحاكم في المستدرك، وقال البخاري: كان ابن عمر يفعله ويستحب أيضًا أن يقول: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم إلى آخره باسم الله والحمد لله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك اللهم اجعلني من أوجه من توجه إليك وأقرب من تقرب إليك وأنجح من دعاك وتضرع وأربح من سألك وطلب إليك، حكاه الروياني في البحر في صلاة الجمعة وإذا خرج من المسجد وقدم رجله اليسرى ولا يلبسها بل يضعها على النعل ثم يخرج رجله اليمنى فيلبسها ثم يلبس اليسرى ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويقول جميع ما ذكرنا في الدخول إلا أنه يقول: اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك بدل رحمتك، زاد ابن السني في روايته "وإذا خرج فليصل على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل [اللهم] أعذني من الشيطان [الرجيم] " قال النووي: روينا في كتاب ابن السني في عمل اليوم والليلة

(2)

عن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أحدكم إذا أراد أن يخرج من المسجد تداعت جنود إبليس واجتمعت كما تجتمع النحل على يعسوبها فإذا قام أحدكم على باب المسجد فليقل اللهم إني أعوذ بك من إبليس وجنوده فإنه إذا قالها لم يضره" واليعسوب: ملك النحل وأميره،

(1)

سبق.

(2)

عمل اليوم والليلة لابن السني (155).

ص: 513

وقيل: ذكر النحل الذي لا يتم لها رواح ولا إياب ولا عمل ولا مرعى [الآية]

(1)

.

فائدة: يستحب لمن دخل المسجد أن يصلي ركعتين قبل أن يجلس لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس" متفق عليه، وإن تكرر دخوله المسجد لما رواه الأثرم في سننه "أعطوا المساجد حقها! " قالوا: وما حقها يا رسول الله؟ قال: "تصلوا ركعتين بل أن تجلسوا" وهي سنة بإجماع المسلمين، وحكى القاضي عياض

(2)

عن داود الظاهري وجوبها عملا لظاهر الحديث "إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين" وفي الحديث تصريح بكراهة الجلوس بلا صلاة وهي كراهة تنزيه وفيه استحباب التحية في أي وقت كان وهو مذهبنا وبه قال جماعة وكرهها أبو حنيفة ومالك والأوزاعي والليث بن سعد في وقت النهي، وأجاب أصحابنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو عمل لا سبب له لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بعد العصر ركعتين قضاء سنة الظهر فخص وقت النهي وصلى فيه ذات السبب وهو لم يترك التحية في حال من الأحوال بل أمر الذي دخل المسجد يوم الجمعة وهو يخطب فأمره أن يقوم فيركع ركعتين مع أن الصلاة في حال الخطبة ممنوع منها إى التحية فلو كانت التحية تترك في حال من الأحوال لتركت الآن لأنه قعد وهي مشروعة قبل القعود ولأنه كان يجهل حكمها ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قطع خطبته وكلمه وأمره أن يصلي التحية فلولا شدة الاهتمام بالتحية في جميع الأوقات لما اهتم هذا

(1)

إعلام الساجد (ص 347 - 348).

(2)

إكمال المعلم بفوائد مسلم (3/ 279).

ص: 514

الاهتمام ولا يشترط أن ينوي التحية بل يكفيه ركعتان من فرض أو سنة راتبة وغيرهما ولو نوى بصلاته التحية والمكتوبة انعقدت صلاته وحصلتا له ولو صلى جنازة أو سجدة شكر أو تلاوة أو صلى ركعة بنية التحية لم تحصل له التحية على الصحيح من المذهب، فلو دخل المسجد في وقت الكراهة بقصد أن يصلي التحية لم يشرع له التحية كام لو قرأ آية السجدة في الصلاة بقصد السجود فسجد فإن صلاته تبطل

(1)

.

فرع: لو دخل المسجد وقد أقيمت الصلاة لم تستحب له التحية لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة مكتوبة" والأصح أنه يسمر قائما إلى أن يحرم بالصلاة، وقال الحناطي في فتاويه: لو دخل المسجد والإقامة تقام فلا يقوم بل يقعد فإذا فرغت الإقامة قام، قال المحاملي: تستحب التحية إلا في حالين أحدهما إذا دخل والإقامة تقام، والثاني: إذا دخل المسجد الحرام فإنه يبدأ بالطواف فإنه تحية البيت ويصلي بعده ركعتى الطواف

(2)

.

تنبيه: وإذا صلى ركعتي التحية نوى بهما التقرب إلى الله تعالى لا إلى المسجد وقولهم المسجد معناه تحية رب المسجد لأن الإنسان إذا دخل بيت الملك فإنما يجيء الملك لا بيت الملك قاله ابن العماد في كتابه الذي سماه [تسهيل المقاصد

(3)

].

فرع: يستحب لمن دخل المسجد إن ينوي الاعتكاف عند الدخول ليكتب

(1)

تسهيل المقاصد (لوحة 34 و 35).

(2)

تسهيل المقاصد (لوحة 35).

(3)

تسهيل المقاصد (لوحة 36).

ص: 515

به أجر الاعتكاف مع أجر الصلاة وسواء دخل المسجد أو الاستراحة أو الأكل أو النوم [لقوله]صلى الله عليه وسلم اعتكف فواق [ناقة] فكأنما أعتق [نسمة]

(1)

قال النووي

(2)

في كتابه التبيان: وهذا الأدب ينبغي أن يعتني به ويشاع ذكره ويعرفه الصغار والعوام فإنه مما يغفل عنه قال في كتاب الأذكار: ينبغي للمار أن ينوي الاعتكاف فإن بعض أصحابنا قال يصح اعتكاف من دخل المسجد مارا والأفضل أن يقف لحظة ثم يمر.

فرع أيضًا: قال في الإحياء يكره دخول المسجد على غيره وضوء بل صار بعض السلف إلى أنه كالجنب يمر فيه ولا يجلس، نقل ذلك عن سعيد بن المسيب والحسن البصري قال الغزالي فلو دخل وجلس يستحب أن يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنها تعدل الركعتين في الفضل حكاه النووي عن بعض السلف وجزم به ابن يونس وابن الرفعة وزاد ابن الرفعة ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقال النووي

(3)

في الأذكار قال بعض أصحابنا: من دخل المسجد فلم يتمكن من صلاة التحية لحديث أو شغل يستحب أن يقول أربع مرات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر إلى آخره، فقد قال به بعض السلف وهذا لا بأس به

(4)

أ. هـ.

(1)

تسهيل المقاصد (لوحة 8).

(2)

التبيان في آداب حملة القرآن (ص: 78).

(3)

الأذكار للنووي ت الأرنؤوط (ص: 32).

(4)

إعلام الساجد (ص 304).

ص: 516

قال ابن بطال في شرح البخاري عن جابر بن زيد الإمام الكبير التابعي أنه قال إذا دخلت المسجد فصل فيه فإن لم تصل فاذكر الله تعالى فإنك قد صليت

(1)

أ. هـ.

فائدة: التحيات سبع: الأول: تحية المسجد بصلاة ركعتين، ثانيها: تحية البيت الطواف كما صرح به الأصحاب، ثالثها: تحية الحرم بالإحرام بالحج والعمرة قاله المحاملي وغيره، رابعها: تحية منى بالرمي ذكره في الشامل؛ خامسها: تحية عرفة بالوقوف؛ سادسها: تحية المسلم بالسلام، سابعها: تحية المسجد بالنسبة إلى الخطيب يوم الجمعة الخطبة، قاله النووي في نكت التنبيه بناء على أنه لا يستحب له تحية المسجد وفيها خلاف قاله الزركشي

(2)

.

تنبيه: التحية في قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا}

(3)

الآية، والتحية قيل السلام والسلام أنواع سلام المودة وسلام المؤانسة معناه أنت سالم مني وأنا سالم منك وسلام المفارقة عند القيام من المجلس وهو سنة وسلام المشاركة مثل له العلماء بقوله تعالى:{سَلَامٌ عَلَيْكَ}

(4)

وبقوله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}

(5)

بمعنى تركوهم ومضوا

(1)

إعلام الساجد (ص 304).

(2)

إعلام الساجد (ص 109).

(3)

سورة النساء، الآية:86.

(4)

سورة مريم، الآية:47.

(5)

سورة الفرقان، الآية:63.

ص: 517

سالمين من الإثم

(1)

.

فرع: ولو اتصلت المساجد بعضها ببعض فدخل واحد وصلى التحية ثم دخل مسجدا آخر لم تستحب التحية على الصحيح بناء على الصحيح أن المساجد المتصلة تعطي حكم المسجد الواحد في اتصاله الصفوف وغيرها

(2)

والله أعلم.

2488 -

وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول من خرج من بَيته إِلَى الْمَسْجِد فَقَالَ أعوذ بِالله الْعَظِيم وسلطانه الْقَدِيم من الشَّيْطَان الرَّجِيم رَبِّي الله توكلت على الله فوضت أَمْرِي إِلَى الله لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِالله قَالَ لَهُ الْملك كفيت وهديت ووقيت ذكره رزين.

قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه، تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "من خرج من بيته إلى المسجد، فقال: أعوذ بالله العظيم وسلطانه القديم [من الشيطان الرجيم] ربي الله توكلت على الله فوضت أمري إلى الله لا حول ولا قوة إلا بالله".

قوله "فوضت أمري" التفويض أم لا يختار العبد شيئا من أمر دنياه بل يكل اختياره ذلك إلى مولاه ثم لا يختار خلاف ما يختار له، قيل: التفويض يكون قبل نزول القضاء والتسليم يكون بعده، والتسليم: الانقياد وهو إظهار العبودية وقد مدح الله تعالى أنبياءه بالتفويض والتسليم فقال في حق إبراهيم صلوات الله

(1)

تسهيل المقاصد (لوحة 36).

(2)

تسهيل المقاصد (لوحة 64).

ص: 518

وسلامه عليه {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)}

(1)

وفي حق موسى عليه السلام {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ}

(2)

قيل: التوكل: براءة وهو صفة المؤمنين والتسليم واسطة وهو صفة الأولياء، وقيل: التفويض [صفة الموحدين وقيل التوكل صفة العوام ثم التسليم] وهو [صفة] الخواص والرضى هو سرور القلب بمر القضاء، وقيل: إن [تفويض] العبد إلى الله تعالى علمه أنه عدل في قضائه غير متهم في حكمه، والصبر: ترك الشكوى من ألم البلوى أ. هـ.

2489 -

وَعَن جَابر رضي الله عنه أَنه سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول إِذا دخل الرجل بَيته فَذكر الله عِنْد دُخُوله وَعند طَعَامه قَالَ الشَّيْطَان لَا مبيت لكم وَلَا عشَاء وَإِذا دخل فَلم يذكر الله عِنْد دُخُوله قَالَ الشَّيْطَان أدركتم الْمبيت وَإِذا لم يذكر الله عِنْد طَعَامه قَالَ الشَّيْطَان أدركتم الْمبيت وَالْعشَاء رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه

(3)

.

قوله: وعن جابر رضي الله عنه، وهو: ابن عبد الله تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله" سيأتي الكلام على هذا الحديث في كتاب الطعام.

(1)

سورة البقرة، الآية:131.

(2)

سورة غافر، الآية:44.

(3)

مسلم (2018)، وأبو داود (3765)، والنسائي في الكبرى (6757)، وابن ماجه (3887)، والبخاري في الأدب المفرد (1096)، وأحمد (15108)، وابن حبان (819)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (157)، والحاكم (2/ 401)، والبيهقي في شعب الإيمان (5829).

ص: 519

2490 -

وَعَن أنس بن مَالك رضي الله عنه: قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَا بني إِذا دخلت على أهلك فَسلم فَتكون بركَة عَلَيْك وعَلى أهل بَيْتك رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن عَليّ بن زيد عَن ابْن الْمسيب عَنهُ وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب

(1)

.

قوله: وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم لأنس: "يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم فتكون بركة عليك وعلى أهل بيتك" الحديث.

اعلم أنه يستحب للإنسان إذا دخل بيته أن يسلم سواء كان في البيت آدمي أم لا لقول الله تعالى {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً}

(2)

والحديث الآخر "توكلت على الله" وينبغي أن يكثر من ذكر الله تعالى ودعائه لما روى عن أبي مالك، واسمه: الحارث وقيل عبيد، وقيل:[عبيد الله] وقيل [عمرو، وقيل: كعب بن عاصم، وقيل: كعب بن كعب، وقيل: عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا [ولج] الرجل بيته فليقل اللهم إن أسألك خير المولج، خير المولج باسم الله ولجنا وباسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا ثم يسلك على أهله" رواه أبو داود ولم يضعفه

(3)

ولا يتكلم حتى يتمكن من الجلوس وإذا

(1)

الترمذي (2698)، وقال: حديث حسن صحيح غريب. وقال الألباني في تحقيق الكلام الطيب (ص 28) حديث حسن صحيح فإن له طرقًا كثيرة يتوقى بها الحديث كما قال الحافظ ابن حجر.

(2)

سورة النور، الآية:61.

(3)

أخرجه أبو داود (5096). وضعفه الألباني في ضعيف الكلم الطيب (62/ التحقيق الثاني).

ص: 520

تكلم تكلم التودد والرفق لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم خيركم لأهله" قاله أبو الليث السمرقندي

(1)

، قال النووي: وروينا في موطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى أنه بلغه أنه يستحب إذا دخل بيتا غير مسكون أن يقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين

(2)

أ. هـ.

2491 -

وَرُوِيَ عَن سلمَان الْفَارِسِي رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من سره أَن لَا يجد الشَّيْطَان عِنْده طَعَاما وَلَا مقيلا وَلَا مبيتا فليسلم إِذا دخل بَيته وليسم على طَعَامه رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ

(3)

.

قوله: وروي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن لا يجد الشيطان عند طعاما ولا مقيلا ولا مبيتا فليسلم إذا دخل بيته وليسم على طعامه" سيأتي الكلام على ذلك في كتاب الطعام.

2492 -

وَعَن أبي أُمَامَة رضي الله عنه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ ثَلَاثَة كلهم ضَامِن على الله عز وجل رجل خرج غازيا فِي سَبِيل الله عز وجل فَهُوَ ضَامِن على الله حَتَّى يتوفاه فيدخله الْجنَّة بِمَا نَالَ من أجر أَو غنيمَة وَرجل رَاح إِلَى الْمَسْجِد فَهُوَ ضَامِن على الله حَتَّى يتوفاه فيدخله الْجنَّة أَو يردهُ بِمَا نَالَ من أجر أَو غنيمَة وَرجل دخل بَيته بِسَلام فَهُوَ ضَامِن على الله عز وجل رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

(1)

بستان العارفين (ص 407).

(2)

الأذكار (ص 25).

(3)

الطبراني في المعجم الكبير (6102)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 38)، وفيه أبو الصباح عبد الغفور، وهو متروك.

ص: 521

وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَلَفظه قَالَ ثَلَاثَة كلهم ضَامِن على الله إِن عَاشَ رزق وكفي وَإِن مَاتَ دخل الْجنَّة رجل دخل بَيته بِسَلام فَهُوَ ضَامِن على الله فَذكر الحَدِيث

(1)

.

قوله: وعن أبي أمامة رضي الله عنه، تقدم الكلام عليه.

قوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل" الحديث، ومعنى "ضامن على الله تعالى": أي صاحب ضمان، والضمان: الرعاية للشئ، كما يقال: تَامِرٌ، ولَابنٌ: أي صاحب تمر ولبن، ومعناه كأنه في رعاية الله تعالى وما أجزل هذه العطية ذكره النووي

(2)

في أذكاره أ. هـ وتقدم الكلام على ذلك أيضا في مواضع من هذا التعليق.

(1)

ابن حبان (499)، والحاكم (2/ 73)، وصححه، ووافقه الذهبي، والبيهقي (9/ 166)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3053).

(2)

يراجع: الأذكار للنووي ت الأرنؤوط (ص: 32).

ص: 522