الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التَّرْغِيب فِي قِرَاءَة سُورَة يس وَمَا جَاءَ فِي فَضلهَا
2262 -
عَن معقل بن يسَار رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ قلب الْقُرْآن يس لا يقْرؤهَا رجل يُرِيد الله وَالدَّار الْآخِرَة إِلَا غفر الله لَهُ اقرؤوها على مَوْتَاكُم رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَابْن مَاجَه وَالْحَاكِم وَصَححهُ
(1)
.
قوله: عن معقل بن يسار [هو أبو عبد الله، ويقال: أبو يسار، وأبو علي معقل بن يسار بن معبر بن حراق بن لأى بن كعب بن عبيد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المزنى البصرى.
ومعبر بضم الميم، وفتح العين المهملة، وكسر الموحدة المشددة، وقيل: معير بكسر الميم، وإسكان العين، وفتح المثناة تحت، وحراق بضم الحاء المهملة، وقيل: حسان بدل حراق، ويقال لأولاد عثمان وأوس ابنى عمرو: بنو مزينة، نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة، وكان معقل هذا من مشهورى الصحابة، شهد بيعة الرضوان، ونزل البصرة، وبها توفى في آخر خلافة معاوية، وقيل: توفى أيام يزيد. روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة وثلاثون حديثا، اتفقا على حديث، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم
(1)
أحمد (20300)، وأبو داود (3121)، والنسائي (10914)، وابن ماجه (1448)، والحاكم (1/ 565)، والطبراني في المعجم الكبير (20/ رقم 511)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5785).
بحديثين. روى عنه عمرو بن ميمون، وأبو عثمان النهدى، والحسن البصرى، قال أحمد بن عبد الله العجلى: ليس في الصحابة من يكنى أبا على غير معقل بن يسار هذا، وهذا الذي قال مردود، فقد سبق أن طلق بن علي كنيته أبو علي. وذكر الحاكم أبو أحمد وغيره أن قيس بن عاصم كنيته أبو على، وقيل: أبو قبيصة، وكان لمعقل دار بالبصرة، وإليه ينسب نهر معقل الذي في البصرة، وإليه أيضا ينسب التمر المعقلى الذي بالبصرة، وفى صحيح مسلم، عن معقل بن يسار هذا، قال: لقد رأيتنى يوم الشجرة والنبى صلى الله عليه وسلم يبايع الناس، وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشر مائة، ولم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر
(1)
].
قوله صلى الله عليه وسلم "قلب القرآن يس لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر الله له" قوله قلب القرآن يس يعني أن الله تعالى جعل لقارئها الفضل والحسنات كثيرا فجعل في قراءنها فضلا كما فضل القلب على جميع الجسد وقلب كل شيء لبه وخالصه.
قوله صلى الله عليه وسلم "اقرؤوها على موتاكم" أي على المحتضرين ذكره الآجري في كتاب النصيحة من حديث أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من ما ميت يقرأ عليه سورة يس إلا هون عليه"
(2)
ورواه أبو حاتم أيضا وقال: أراد من حضرته المنية لأن الميت يقرأ وكذلك "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" قال بعضهم: أما
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 106 ترجمة 593).
(2)
أخرجه ابن شاهين في فضائل الأعمال (250).
في التلقين فمسلم وأما في قراءة يس فذلك نافع للمحتضر وللميت، وعن عائشة رضي الله عنه أن رسول الله قال صلى الله عليه وسلم قال:"إن من القرآن لسورة تشفع لقارئها وتغفر لمستمعها ألا وهي سورة يس تدعى في التوراة المعمة" قيل: يا رسول الله وما المعمة؟ قال: "تعم صاحبها بخير الدنيا وتدفع عنه أهاويل الآخرة وتدعى الدافعة والقاضية، قيل: يا رسول الله وكيف ذلك، قال: تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضي له كل حاجة، من قرأها عدلت له عشرين حجة ومن سمعها كانت له كألف دينار تصدق بها في سبيل الله ومن كتبها وشربها [أدخلت] جوفه ألف دواء وألف نور وألف رأفة وألف يقين وألف رحمة وألف هدى ونزع عنه كل دواء وغل" ذكره الترمذي من حديث عائشة والترمذي الحكيم في نوادر الأصول من حديث أبي بكر
(1)
، وقال يحيى بن أبى كثير: بلغني أن من قرأها ليلا لم يزل في فرح حتى يصبح ومن قرأها حين يصبح لم يزل في فرح حتى يمسي، وقد حدثني من جربها، قال ابن
(1)
أخرجه آدم ابن الضريس في فضائل القرآن (216 و 217)، والترمذي الحكيم في النوادر (1352)، والعقيلى (2/ 143)، وأبو الشيخ في جزء شيوخه (2)، والبيهقي في الشعب (4/ 97 - 96 رقم 2237) عن أبي بكر.
قال البيهقي: تفرد به محمد بن عبد الرحمن هذا عن سليمان، وهو منكر.
وأخرجه الخطيب (3/ 671)، وابن الجوزى في الموضوعات (1/ 246) عن أنس.
قال ابن الجوزى: أما حديث أنس فقال الدارقطني: محمد بن عبد يكذب ويضع.
وأما حديث أبي بكر فقال النسائي: محمد بن عبد الرحمن الجدعاني متروك الحديث.
وقال الألباني: ضعيف جدا الضعيفة (3260).
عطية: وتصديق ذلك التجربة، وفي مسند الحارث بن أبي أسامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من قرأها وهو خائف أو جائع شبع أو عطشان روي أو عار كسي أو مريض شفي" حتى ذكر [خلالا]، كثيرة، قال ابن [الرفعة]، ويستحب أن تقرأ عند المريض مطلقا، ففي رباعيات أبي بكر الشافعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما من مريض يقرأ [عنده (يس)] إلا مات ريانا وأدخل قبره ريانا وحشر يوم القيامة ريانا" واستحب أبو الشعثاء التابعي الكبير قراءة سورة الرعد عند المحتضر وكان ذلك واللّه أعلم لقوله تعالى {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}
(1)
وقال الجيلي: يستحب تجريع المحتضر ماء فإن العطش يغلب من شدة النزع فيخاف منه إزلال الشيطان إذ ورد أنه [يأتي بماء] زلال يقول [قل: لا إله غيري] حتى أسقيك، نسأل الله الثبات عند الممات
(2)
أ. هـ، قاله القرطبي في تذكاره
(3)
..
2263 -
وَرُوِيَ عَن أنس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن لكل شَيْء قلبا وقلب الْقُرْآن يس وَمن قَرَأَ يس كتب الله بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَة الْقُرْآن عشر مَرَّات زَاد فِي رِوَايَة دون يس رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث غَرِيب
(4)
.
(1)
سورة الرعد، الآية:11.
(2)
النجم الوهاج (3/ 12).
(3)
التذكار (ص 202 - 204).
(4)
الترمذي (2887)، والدرامي (3459)، والبيهقي في شعب الإيمان (2460)، قال أبو حاتم في العلل (1652)، حديث باطل لا أصل له، وقال الألباني موضوع في ضعيف الجامع (1935).
2264 -
وَعَن جُنْدُب رضي الله عنه: قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من قَرَأَ يس فِي لَيْلَة ابْتِغَاء وَجه الله غفر لَهُ رَوَاهُ مَالك وَابْن السّني وَابْن حبَان فِي صَحِيحه
(1)
.
قَالَ المملي رضي الله عنه وَيَأْتِي فِي بَاب مَا يَقُوله بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار غير مُخْتَصّ بصباح وَلا مسَاء ذكر سُورَة الدُّخان.
قوله: وروي عن أنس تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات" الحديث، وذكر أبو جعفر النحاس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لكل شيء قلب وقلب القرآن يس من قرأها نهارا كفي همه ومن قرأها ليلا غفر ذنبه. وقال شهر بن حوشب يقرأ أهل الجنة طه ويس، وعن محمد بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث، وفيه: وإن في كتاب الله لسورة تدعى الفريدة يدعى صاحبها الشريف يوم القيامة تشفع لصاحبها أكثر من ربيعه ومضر وهي سورة يس
(2)
. وذكر الثعلبي عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم يومئذ وكان له بعدد من فيها حسنات"
(3)
.
(1)
ابن حبان (2574)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (676)، والدرامي (3460)، والطبراني في الصغير (417)، والبيهقي في شعب الإيمان (2463)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5785، 5787، 5788).
(2)
التذكار (ص 203 - 204).
(3)
أخرجه الثعلبى (8/ 119) من طريق أيوب بن مدرك عن أبي عبيدة عن الحسن عن أنس بن مالك. وقال الألباني: موضوع الضعيفة (1246).