المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌192 - باب حذف التسليم - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ١١

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌190 - باب الرد على الإمام

- ‌(1/ 471).* * *191 -باب التكبير بعد الصلاة

- ‌192 - باب حذف التسليم

- ‌193 - باب إذا أحدث في صلاته يستقبل

- ‌194 - باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة

- ‌195 - باب السهو في السجدتين

- ‌196 - باب إذا صلى خمسًا

- ‌197 - باب إذا شك في الثنتين والثلاث من قال: يلقي الشك

- ‌198 - باب من قال: يتمُّ على أكبر ظنه

- ‌199 - باب من قال: بعد التسليم

- ‌200 - باب من قام من ثنتين ولم يتشهد

- ‌201 - باب من نسي أن يتشهد وهو جالس

- ‌ 273).***202 -باب سجدتي السهو فيهما تشهد وتسليم

- ‌203 - باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة

- ‌204 - باب كيف الانصراف من الصلاة

- ‌205 - باب صلاة الرجل التطوعَ في بيته

- ‌206 - باب من صلى لغير القبلة ثم علِم

- ‌تفريع أبواب الجمعة

- ‌207 - باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة

- ‌(2/ 733).208 -باب الإجابة أيةُ ساعةٍ هي في يوم الجمعة

- ‌209 - باب فضل الجمعة

- ‌210 - باب التشديد في ترك الجمعة

- ‌211 - باب كفارة من تركها

- ‌212 - باب من تجب عليه الجمعة

- ‌(2/ 266).213 -باب الجمعة في اليوم المطير

- ‌214 - باب التخلف عن الجماعة في الليلة الباردة أو الليلة المطيرة

- ‌215 - باب الجمعة للمملوك والمرأة

- ‌216 - باب الجمعة في القُرى

- ‌(2/ 0 56).***217 -باب إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد

- ‌(24/ 211)].***218 -باب ما يُقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة

- ‌219 - باب اللُّبس للجمعة

- ‌220 - باب التحلُّق يومَ الجمعة قبلَ الصلاة

- ‌221 - باب في اتخاذ المنبر

- ‌222 - باب موضع المنبر

- ‌223 - باب الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال

- ‌224 - باب في وقت الجمعة

- ‌225 - باب النداء يوم الجمعة

- ‌(24/ 193)].***226 -باب الإمام يكلِّم الرجلَ في خطبته

- ‌227 - باب الجلوس إذا صعِد المنبر

- ‌228 - باب الخطبة قائمًا

- ‌2).***229 -باب الرجل يخطب على قوس

الفصل: ‌192 - باب حذف التسليم

* تابع عبد الرزاق عليه:

محمد بن بكر البرساني، وحجاج بن محمد [وهما من ثقات أصحاب ابن جريج]:

عن ابن جريج: أخبرني عمرو بن دينار؛ أن أبا معبد مولى ابن عباس أخبره؛ عن ابن عباس، قال:"رفعُ الناسِ الصوتَ بالذكر عند الفراغ من المكتوبة؛ كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله"، قال ابن عباس: كنت أعلم به إذا سمعته [لفظ البرساني عند الطبراني، بإسناد صحيح إليه].

أخرجه مسلم (583/ 122)، وأبو عوانة (1/ 552/ 2066)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 183/ 1294)، وأحمد (1/ 367)، والطبراني في الكبير (11/ 427/ 12212).

• وانظر في الباب:

مصنف عبد الرزاق (2/ 245/ 3226)، مصنف ابن أبي شيبة (1/ 270/ 3102)، أنساب الأشراف (7/ 24)، غريب الحديث لإبراهيم الحربي (2/ 451).

وانظر: شرح مسلم للنووي (5/ 84)، المجموع (3/ 451)، الفتح لابن رجب (5/ 235)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (4/ 8)، الفتح لابن حجر (2/ 326).

* * *

‌192 - باب حذف التسليم

1004 -

. . . محمد بن يوسف الفريابي: حدثنا الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حذفُ السلام سُنَّةٌ".

قال عيسى: نهاني ابن المبارك عن رفع هذا الحديث.

قال أبو داود: سمعت أبا عمير عيسى بن يونس الفاخوري الرملي، قال: لما رجع الفريابي من مكة ترك رفع هذا الحديث، وقال: نهاه أحمد بن حنبل عن رفعه.

* حديث منكر

أخرجه ابن خزيمة (1/ 362/ 734)، والحاكم (1/ 231)، وأحمد (2/ 532)[سمعه من الفريابي بمكة]، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (2/ 172/ 281)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 102).

رواه عن محمد بن يوسف الفريابي هكذا مرفوعًا: أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي الفلاس [وهما إمامان، ثقتان حافظان].

• خالفهما فأوقفه: محمد بن يحيى الذهلي [إمام، ثقة حافظ]، رواه عن الفريابي، عن الأوزاعي به موقوفًا.

ص: 16

أخرجه ابن خزيمة (735)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 102).

° ورواه أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، فقال: حدثنا محمد بن يوسف: ثنا سفيان، عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن بن حيوية، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:"حذف السلام سُنَّة". هكذا موقوفًا.

أخرجه العجلي في الثقات (2276 - ترتيبه)(65/ أ - مخطوط).

فلت: وهذه الرواية وهمٌ بزيادة سفيان الثوري في الإسناد بين الفريابي والأوزاعي، وإنما يرويه الفريابي عن الأوزاعي بلا واسطة، والعجلي: ثقة إمام [تاريخ بغداد (4/ 214). السير (12/ 505)].

وهذا الوجه [أعني: وقفه عن الفريابي] هو الصحيح عن الفريابي بعد تراجعه عن رفعه لما نهاه عنه أحمد، وإن كان قد رواه عنه مرفوعًا كما تحمله عنه، لذا قال الدارقطني في العلل (9/ 247/ 1736): "والصحيح عن الفريابى: موقوفًا.

والغريب أن ابن عساكر ذهب إلى ترجيح المرفوع، فقال:"والصحيح أنه مرفوع؛ فقد رواه ابن المبارك والهقل بن زياد عن الأوزاعي مرفوعًا"، قلت: وهو خلاف الصواب؛ فإنما يُعرف عنهما موقوفًا.

• ورواه عن الأوزاعي مرفوعًا أيضًا:

أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري [ثقة حافظ]، ومبشر بن إسماعيل الحلبي [ثقة]، وعمارة بن بشر المصيصي [شيخ، له أوهام، هذا منها. تاريخ دمشق (34/ 299)، التهذيب (3/ 207)، الميزان (3/ 173)]، عن الأوزاعي به مرفوعًا.

أخرجه ابن خزيمة (735)، والحاكم (1/ 231)، ويعقوب بن سفيان في مشيخته (142 - الثالث)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 102).

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد استشهد بقرة بن عبد الرحمن في موضعين من كتابه، وقد أوقف عبد الله بن المبارك هذا الحديث عن الأوزاعي".

* خالفهم فأوقفه: عبد الله بن المبارك، وهقل بن زياد، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وعيسى بن يونس [وهم ثقات، وفيهم ابن المبارك وهقل، وهما أثبت أصحاب الأوزاعي، على قول. شرح العلل (2/ 730)، التهذيب (4/ 282)]:

عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:"حذف السلام سُنَّة".

أخرجه الترمذي (297)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 171/ 280)، وابن خزيمة (735)، والحاكم (1/ 231)، والبزار (14/ 296/ 7905)، والبيهقي (2/ 180)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 209/ 701).

• وقد اختلف فيه على ابن المبارك:

أ - فرواه عبد الله بن وهب، وعبدان عبد الله بن عثمان، وعبد الرحمن بن مهدي،

ص: 17

وحرمي بن عمارة، وعلي بن حجر [وهم ثقات]، عن ابن المبارك به هكذا موقوفًا.

ب - وخالفهم فوهم في رفعه: محمد بن عقبة الشيباني [ثقة]، فرواه عن ابن المبارك، عن الأوزاعي به مرفوعًا.

أخرجه البيهقي (2/ 180).

• ويغلب على ظني أن الوليد بن مسلم قد رواه أيضًا عن الأوزاعي موقوفًا [ابن حبان في الصلاة (16/ 82/ 20421 - إتحاف المهرة)، مسائل ابن هانئ (2034)، علل الدارقطني (9/ 247/ 1736)].

* قلت: فالمحفوظ فيه عن الأوزاعي الوقف؛ قال الدارقطني في العلل (9/ 247/ 1736): "والصحيح عن الأوزاعي أنه موقوف على أبي هريرة".

* وهذا الحديث قال ابن المبارك في معناه: "يعني: أن لا تمده مدًا"[جامع الترمذي (297)]، وفي صحاح ابن السكن إثر هذا الحديث؛ أن الأوزاعي سئل عنه فقال:"معناه: إذا سلم الإمام لم يصِلِ السلام بجلوسٍ حتى يقوم أو ينصرف"[البدر المنير (3/ 518)]، وسئل أبو عبد الله البوشنجي عن حذف السلام؟ فقال:"أنه لا يمد السلام، ويحذفه"[سنن البيهقي (2/ 180)]، وقال ابن الأثير في جامع الأصول (5/ 413)، وفي النهاية (1/ 356):"المراد بحذف السلام: تخفيفه، وترك الإطالة فيه"، وقيل غير ذلك.

* قال الترمذي: "قال علي بن حجر: وقال ابن المبارك: يعني: أن لا تمده مدًا.

هذا حديث حسن صحيح، وهو الذي يستحبه أهل العلم، وروي عن إبراهيم النخعي أنه قال: التكبير جزم، والسلام جزم، وهقل يقال: كان كاتب الأوزاعي" [كذا الحكم في نسخ الترمذي، وفي مستخرج الطوسي، وفي الأحكام الكبرى (2/ 286)، وفي الوسطى (1/ 415)، وفي المجموع (3/ 446)، وفي تحفة الأشراف (10/ 432/ 15233 - ط. الغرب)، وفي البدر المنير (3/ 517)، وغيرها، وفي شرح السُّنَّة: حسن، فقط].

وقال عباس الدوري في تاريخ ابن معين (3/ 89/ 373): "سمعت يحيى يقول في حديث قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "حذف السلام سُنَّة"، قال يحيى: كان عيسى بن يونس يرفعه، فقال له ابن المبارك: لا ترفعه، فكان بعدُ لا يرفعه"[رواه عن الدوري: ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 269)].

وقال ابن هانئ في مسائله لأحمد (2033): "وسئل عن: حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "حذف السلام سُنَّة"؟

قال أبو عبد الله: هذا شيء رواه قرة، وهو: ضعيف، وحذف السلام: أن يجيء الرجل إلى القوم فيقول: السلام عليكم، ومدَّ بها أبو عبد الله صوته شديدًا، ولكن ليقل: السلام عليكم، وخفف أبو عبد الله صوته، قال: يقول هكذا".

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 363/ 131): "قيل لأبي: حديث أبي سلمة عن أبي هريرة: حذف السلام سُنَّة؛ منهم من يقول: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: "ليته

ص: 18

يصح عن أبي هريرة"، قلت: رواه ابن وهب، عن عيسى بن يونس وعبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: حذف السلام سُنَّة؟ فقال أبي: هو حديث منكر".

وقال ابن القطان في بيان الوهم (5/ 142/ 2385): "وهو لا يصح لا موقوفًا هكذا، ولا مرفوعًا كما ذكره أبو داود، من أجل أنه في حاليه من رواية قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل، الذي يقال له: كاسر المد، وهو ضعيف، ولم يخرج له مسلم محتجًا به، بل مقرونًا بغيره"، وقال في موضع آخر (5/ 2747/510):"صححه الترمذي، ولم ينبه أبو محمد على أنه من رواية قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل، وهو منكر الحديث"، وكذا في (5/ 695).

قلت: فهو حديث منكر؛ لتفرد قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل عن الزهري به دون أصحاب الزهري الثقات على كثرتهم، وتقدمهم في الحفظ والضبط والإتقان، وكثرة الرواية عن الزهري، وطول صحبته، واختصاصهم به، مثل: مالك ومعمر والزبيدي وشعيب وعقيل ويونس وابن عيينة، وهم خلق كثير، فكيف ينفرد عنهم قرة بهذا، وهو: ليس بقوي، روى أحاديث مناكير، وقال فيه أحمد:"منكر الحديث جدًّا"[انظر: التهذيب (3/ 438)، وقد تقدم معنا مرارًا].

وانظر: الآداب الشرعية (1/ 361).

* وقد احتج بعضهم في هذا المعنى:

بما روي مرفوعًا: "التكبير جزم، والسلام جزم"، قال ابن الملقن في البدر المنير (3/ 516):"هذا الحديث لا أعلم من رواه هكذا مرفوعًا؛ وإنما أعرفه من قول إبراهيم النخعي: التكبير جزم، والسلام جزم"، وقال ابن حجر في التلخيص (1/ 225): "لا أصل له بهذا اللفظ،

".

قلت: قول إبراهيم النخعي هذا علقه الترمذي في جامعه (297) بعد حديث: "حذف السلام سُنَّة"، بصيغة التمريض، كما تقدم ذكره.

ووصل أوله: عبد الرزاق في المصنف (2/ 2553/74)، عن يحيى بن العلاء، عن مغيرة، عن إبراهيم.

ويحيى بن العلاء البجلي الرازي: كذاب، يضع الحديث [التهذيب (4/ 380)، الميزان (4/ 397)].

فلا يثبت في هذا حديث ولا أثر [تقدم تحت الحديث رقم (837)].

* ومما احتج به بعضهم أيضًا في هذا الباب:

ما رواه الثوري، عن نسير بن ذعلوق، عن خليد الثوري، قال: سمعت عمار بن ياسر، يقول: احذفوا هذه الصلاة قبل وسوسة الشيطان.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 198)، وعبد الرزاق (2/ 367/ 3728)،

ص: 19