المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(24/ 211)].***218 -باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ١١

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌190 - باب الرد على الإمام

- ‌(1/ 471).* * *191 -باب التكبير بعد الصلاة

- ‌192 - باب حذف التسليم

- ‌193 - باب إذا أحدث في صلاته يستقبل

- ‌194 - باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة

- ‌195 - باب السهو في السجدتين

- ‌196 - باب إذا صلى خمسًا

- ‌197 - باب إذا شك في الثنتين والثلاث من قال: يلقي الشك

- ‌198 - باب من قال: يتمُّ على أكبر ظنه

- ‌199 - باب من قال: بعد التسليم

- ‌200 - باب من قام من ثنتين ولم يتشهد

- ‌201 - باب من نسي أن يتشهد وهو جالس

- ‌ 273).***202 -باب سجدتي السهو فيهما تشهد وتسليم

- ‌203 - باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة

- ‌204 - باب كيف الانصراف من الصلاة

- ‌205 - باب صلاة الرجل التطوعَ في بيته

- ‌206 - باب من صلى لغير القبلة ثم علِم

- ‌تفريع أبواب الجمعة

- ‌207 - باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة

- ‌(2/ 733).208 -باب الإجابة أيةُ ساعةٍ هي في يوم الجمعة

- ‌209 - باب فضل الجمعة

- ‌210 - باب التشديد في ترك الجمعة

- ‌211 - باب كفارة من تركها

- ‌212 - باب من تجب عليه الجمعة

- ‌(2/ 266).213 -باب الجمعة في اليوم المطير

- ‌214 - باب التخلف عن الجماعة في الليلة الباردة أو الليلة المطيرة

- ‌215 - باب الجمعة للمملوك والمرأة

- ‌216 - باب الجمعة في القُرى

- ‌(2/ 0 56).***217 -باب إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد

- ‌(24/ 211)].***218 -باب ما يُقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة

- ‌219 - باب اللُّبس للجمعة

- ‌220 - باب التحلُّق يومَ الجمعة قبلَ الصلاة

- ‌221 - باب في اتخاذ المنبر

- ‌222 - باب موضع المنبر

- ‌223 - باب الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال

- ‌224 - باب في وقت الجمعة

- ‌225 - باب النداء يوم الجمعة

- ‌(24/ 193)].***226 -باب الإمام يكلِّم الرجلَ في خطبته

- ‌227 - باب الجلوس إذا صعِد المنبر

- ‌228 - باب الخطبة قائمًا

- ‌2).***229 -باب الرجل يخطب على قوس

الفصل: ‌(24/ 211)].***218 -باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة

وقال في الاستذكار (2/ 386): "ليس في شيء من آثار هذا الباب ما ذكرناه منها وما سكتنا عنه أن صلاة الجمعة لم يقمها الأئمة في ذلك اليوم، وإنما فيها أنهم أقاموها بعد إذنهم المذكور عنهم، وذلك عندنا لمن قصد العيدين غير أهل المصر، والله أعلم".

• وأختم هذا الباب بكلام مفيد لشيخ الإسلام أبي العباس بن تيمية يبين فيه الحكمة من هذا الترخيص، حيث يقول:"وأيضًا: فإنه إذا شهد العيد حصل مقصود الاجتماع، ثم إنه يصلي الظهر إذا لم يشهد الجمعة، فتكون الظهر في وقتها، والعيد يحصِّل مقصودَ الجمعة، وفي إيجابها على الناس تضييق عليهم، وتكدير لمقصود عيدهم، وما سن لهم من السرور فيه والانبساط، فإذا حبسوا عن ذلك عاد العيد على مقصوده بالإبطال، ولأن يوم الجمعة عيد ويوم الفطر والنحر عيد، ومن شأن الشارع إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد أدخل إحداهما في الأخرى، كما يدخل الوضوء في الغسل، وأحد الغسلين في الآخر، والله أعلم" [مجموع الفتاوى ‌

(24/ 211)].

***

218 -

باب ما يُقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة

1074 -

. . . أبو عوانة، عن مُخَوَّل بن راشد، عن مسلمٍ البَطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة:{تَنْزِيلٌ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْر} .

• حديث صحيح.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 159/ 956)، وفي الكبرى (1/ 491/ 1030)، وأبو عوانة (7/ 116/ 7435 - إتحاف المهرة)، وابن حبان (5/ 129/ 1821)، وأحمد (1/ 328)، والبزار (11/ 235/ 5007)، وابن الباغندي في الأول مما رواه الأكابر عن الأصاغر (17)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (3/ 39/ 488)، والطحاوي (1/ 414)، والطبراني في الكبير (12/ 23/ 12376).

رواه عن أبي عوانة: مسدد بن مسرهد، وعفان بن مسلم، وحجاج بن منهال، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ويحيى بن حماد ختن أبي عوانة [وهم ثقات]، ويحيى بن عبد الحميد الحماني [صدوق حافظ؛ إلا أنه اتُّهم بسرقة الحديث. التهذيب (4/ 370)].

زاد ابن أبي الشوارب [عند البزار]: ويقرأ في الجمعة بسورة الجمعة، و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} .

***

ص: 400

1075 -

. . . شعبة، عن مخوَّل، بإسناده ومعناه، وزاد: في صلاة الجمعة بسورة الجمعة، {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} .

حديث صحيح

أخرجه مسلم (879)، وأبو عوانة (2/ 131/ 2554)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 464/ 1976)، والنسائي في المجتبى (3/ 111/ 1421)، وفي الكبرى (2/ 287/ 1748)، وابن خزيمة (1/ 266/ 533)، وأحمد (1/ 226 و 340)، والطيالسي (4/ 361/ 2758)، والبزار (11/ 234/ 5006)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (3/ 39/ 488)، والطبراني في الكبير (12/ 23/ 232 و 12375)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 182)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (969 وه 97)، والبيهقي (3/ 200)، وابن عبد البر في التمهيد (16/ 326)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 37).

رواه عن شعبة: يحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، ومحمد بن جعفر غندر، وأبو داود الطيالسي، ووهب بن جرير، ويحيى بن حماد، وعمرو بن مرزوق، وسعيد بن الربيع أبو زيد الهروي [هم ثقات، وفيهم أثبت الناس في شعبة].

ولفظ خالد [عند النسائي وابن خزيمة]: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ يوم الجمعة في صلاة الصبح {الم (1) تَنْزِيلُ} ، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} ، وفي صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين.

وهذه الزيادة في القراءة في الجمعة زادها أيضًا: يحيى القطان، وغندر، والطيالسي، وأبو زيد الهروي، وعمرو بن مرزوق [لكنه فرقه حديثين].

• هذا هو المحفوظ عن شعبة في إسناد هذا الحديث، وانظر فيمن وهم في إسناده على شعبة: ما رواه الطبراني في الأوسط (2/ 101/ 1385)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 182 و 183)، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (955)، وغيرهم.

• ورواه عبدة بن سليمان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن نمير، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ووكيع بن الجراح، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن يوسف الفريابي، والحسين بن حفص، وأسود بن عامر [وهم ثقات، وفيهم من أثبت أصحاب الثوري: ابن مهدي ووكيع وأبو نعيم]، ومؤمل بن [إسماعيل صدوق، كثير الخطأ]، وزائدة بن قدامة [وعنه: معاوية بن عمرو، وهو: ثقة، وكان راوية لزائدة]:

عن سفيان الثوري، عن مخوَّل بن راشد، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة:{الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة، والمنافقين. وفي رواية: بسورة الجمعة، و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} .

ص: 401

أخرجه مسلم (879)، وأبو عوانة (2/ 131/ 2555)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 464/ 1975)، وابن ماجه (821)، وأحمد (1/ 354)، وعبد الرزاق (2/ 117/ 2728) و (3/ 180/ 5234)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (252)، وابن أبي شيبة (1/ 471/ 5448) و (1/ 472/ 5454)، وابن الباغندي في الأول مما رواه الأكابر عن الأصاغر (15 و 16)، والطحاوي (1/ 414)، والطبراني في الكبير (12/ 22/ 12373)، وفي الأوسط (5/ 181/ 5008)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (944 وه 94)، والبيهقي في السُّنن (3/ 201)، وفي المعرفة (2/ 487/ 1718)، وفي الشعب (2/ 489/ 2490).

قال الطبراني في الأوسط بعد أن أخرجه من طريق زائدة في جملة أحاديث: "لم يرو هذه الأحاديث عن زائدة إلا معاوية بن عمرو وحسين الجعفي ".

قلت: فدل على أن معاوية بن عمرو لم ينفرد به عن زائدة، بل تابعه عليه: حسين بن علي الجعفي، وهو: ثقة أيضًا.

• هذا هو المحفوظ عن الثوري في إسناد هذا الحديث، وانظر فيمن وهم في إسناده على سفيان: ما رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 70).

• ورواه شريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]، ومغيرة بن مقسم الضبي [ثقة متقن، وعنه: زائدة بن قدامة]:

عن مخوَّل بن راشد، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر: {تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

أخرجه الترمذي (520)، والنسائي في المجتبى (2/ 159/ 956)، وفي الكبرى (1/ 491/ 1030) و (10/ 321/ 11575)، وابن خزيمة (1/ 533/266)، وابن الباغندي في الأول مما رواه الأكابر عن الأصاغر (18)، والطحاوي (1/ 414)، والطبراني في الكبير (12/ 23/ 12377)، وفي الأوسط (8/ 102/ 1407)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (971).

قال الترمذي: "حديث ابن عباس: حديث حسن صحيح، وقد رواه سفيان الثوري وشعبة وغير واحد عن مخوَّل".

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن مغيرة إلا زائدة، ولا عن زائدة إلا يحيى، تفرد به علي بن مسلم"[حديث زائدة عند الباغندي والطبراني].

قلت: أما حديث شريك فهو حديث صحيح، تابع فيه شريك غيره من الثقات الحفاظ، مثل: سفيان الثوري، وشعبة، وأبي عوانة.

وأما حديث المغيرة فلا يثبت من حديثه، فقد تفرد به: علي بن مسلم بن الهيثم المؤدِّب الشروي [وهو: مجهول الحال. الإكمال لابن ماكولا (5/ 134)، الأنساب (3/ 423)،

ص: 402

توضيح المشتبه (5/ 91)]، عن يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي [وهو: ثقة]، عن زائدة بن قدامة [وهو: ثقة ثبت]، عن المغيرة به.

والمعروف عن زائدة في هذا: ما رواه معاوية بن عمرو وحسين بن علي الجعفي، كلاهما عن زائدة، عن سفيان الثوري، عن مخول به، وتقدم ذكره في حديث سفيان.

ولحديث ابن عباس طرق أخرى، منها:

1 -

روى حسين بن محمد بن بهرام التميمي، وشاذان أسود بن عامر، وأبو داود الطيالسي، ويحيى بن عبد الحميد الحماني [وهم ثقات، عدا الأخير فمتكلم فيه]:

عن شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ يوم الجمعة في صلاة الصبح:{الم (1) تَنْزِيلُ} ، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

أخرجه أحمد (1/ 272 و 307 و 316)، والطيالسي (4/ 360/ 2756)، والطحاوي (1/ 414).

• خالفهم فأوقفه: يزيد بن هارون [ثقة متقن]، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، قال: ما صليت خلف ابن عباس يوم الجمعة الغداة إلا قرأ بسورة فيها سجدة.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 5445/471).

وهذا من سوء حفظ شريك، يضطرب فيه، فأحيانًا يرفعه وهو المحفوظ، وقصر فيه هنا حيث أوقفه.

• ورواه الجراح بن الضحاك [الكندي صالح الحديث، ولا يثبت عنه، ففي الإسناد إليه: محمد بن حميد الرازي، وهو حافظ ضعيف، كثير المناكير]، وموسى بن عقبة [ثقة، وهو ثابت عنه]:

عن أبي إسحاق، عن سعيد، عن ابن عباس به مرفوعًا.

أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 37 - 38/ 12433)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (445)، وأبو طاهر السلفي فيما انتخبه على شيخه أبي الحسين الطيوري "الطيوريات"(861).

2 -

خالفهم: إسرائيل بن أبي إسحاق، وسفيان الثوري [وهما من أثبت أصحاب أبي إسحاق]، وحمزة بن حبيب الزيات [ثقة، وعنه: بكر بن بكار القيسي، وهو: ضعيف]، ومعمر بن راشد [ثقة ثبت في الزهري وابن طاووس]:

فرووه عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة في الفجر: {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ} .

زاد الثوري: ويقرأ في الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} .

ص: 403

أخرجه أحمد (1/ 354)، وعبد الرزاق (2/ 117/ 2729)، والبزار (11/ 90/ 4800) و (11/ 235 - 236/ 5008)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 127/ 1886) (4/ 141/ 1875 - ط. الفلاح) [وسقط من إسناده: أبو إسحاق]. وأبو القاسم الحامض في المنتقى من الجزء الأول من حديثه (20)، والطبراني في الكبير (12/ 13/ 23332 و 12334)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (199)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 180)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (968)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 183).

قلت: وهذا هو المحفوظ عن أبي إسحاق السبيعي، وإسناده صحيح.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين؛ إلا من حديث مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ولا نعلم أسند أبو إسحاق عن مسلم غير هذا الحديث"، وليس كما قال.

3 -

وروى هدبة بن خالد، وعفان بن مسلم، وعبد الصمد بن عبد الوارث [وهم ثقات]، وعبد الله بن أبي بكر بن الفضل العتكي البصري [صدوق]، وروح بن أسلم [الباهلي: ضعيف]:

عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن عزرة بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة:{الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

أخرجه ابن حبان في الصحيح (5/ 128/ 1820)، وفي الصلاة (7/ 117/ 7435 - إتحاف المهرة)، وأحمد (1/ 334)، والبزار (11/ 228/ 4997)، وأبو يعلى (4/ 408/ 2530)، والطحاوي (1/ 414)، والطبراني في الكبير (12/ 42/ 12417)، وفي الأوسط (8/ 240/ 8514)، وأبو الحسن العيسوي في فوائده (23).

قال البزار: "وهذا الحديث رواه ابن عباس، ولا نعلم روي عن ابن عباس إلا من طريقين؛ أحدهما: رواه مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وقتادة، عن عزرة، وفي حديث مسلم زيادة فأخرناه؛ لنذكره في موضعه بلفظه".

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا همام بن يحيى".

قلت: هو حديث صحيح، ولم ينفرد به همام.

• وروى بهز بن أسد، وعبد الله بن يزيد المقرئ [وهم ثقتان]:

عن همام، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

وروى عبد الصمد بن عبد الوارث [ثقة]، قال: حدثنا همام: حدثنا قتادة، عن صاحب له، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة بالجمعة والمنافقين.

أخرجه أحمد (1/ 361)، والطبراني في الكبير (12/ 42/ 12418).

ص: 404

وهذا حديث صحيح، والرجل الذي أبهمه عبد الصمد هو: عزرة بن عبد الرحمن.

4 -

ورواه أسود بن عامر [شاذان: ثقة]، قال: أخبرنا بُكير بن أبي السَّميط [بصري، لا بأس به، يهم أحيانًا على قتادة. مسند البزار (10/ 4158/95)، السُّنن الكبرى للنسائي (3/ 326/ 3148)، علل ابن أبي حاتم (1/ 657/226)، المجروحين (1/ 195)، التهذيب (1/ 247)]، قال قتادة: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في صلا الغداة يوم الجمعة:{تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

أخرجه أحمد (1/ 334)(2/ 742/ 3156 - ط. المكنز).

هكذا أسقط بكيرٌ عزرة بن عبد الرحمن من الإسناد فوهِم، والمحفوظ إثباته، وبذا يكون بكير قد تابع همامًا على أصل الحديث، لكن همامًا أثبت عزرة، وأسقطه بكير.

5 -

ورواه حماد بن شعيب، عن أبي فروة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في كل جمعة في صلاة الغداة {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 35/ 12422).

قلت: هذا حديث باطل؛ إنما يُعرف عن أبي فروة عن أبي الأحوص، ويأتي ذكره في الشواهد في حديث ابن مسعود، وحماد بن شعيب: ضعفوه، وقال البخاري:"فيه نظر"[اللسان (3/ 270)]، وشيخ الطبراني: محمد بن زكريا الغلابي: متروك، متهم بالوضع [اللسان (7/ 139)، شعب الإيمان (1/ 247)، دلائل النبوة للبيهقي (1/ 139) و (2/ 427)].

قال الدارقطني في العلل (5/ 331/ 923): "ووهم فيه" يعني: حماد بن شعيب.

6 -

وروى أسد بن موسى: نا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة:{الم (1) تَنْزِيلُ} ، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

أخرجه ابن خزيمة (1/ 533/266)، والطبراني في الكبير (12/ 45/ 12462).

قال ابن خزيمة: "خبر غريب غريب".

رواه عن أسد بن موسى: الفضل بن يعقوب الرخامي [ثقة حافظ]، والمقدام بن داود [الرعيني: ضعيف، وسماعه من أسد صحيح. انظر ما تقدم في ترجمته تحت الحديث رقم (728)، الطريق (14)]، وعليه: فالحمل في هذا الحديث على أسد بن موسى المصري نفسه، فقد كان كثير الغرائب، وهو هنا يتفرد بهذا الحديث عن حماد بن سلمة، ولم يتابعه عليه أحد من أصحاب حماد البصريين، ولا الغرباء، ولا يُعرف من حديث أيوب السختياني على كثرة أصحابه الجامعين لحديثه إلا من هذا الوجه، فكيف ينفرد رجل من أهل مصر بمثل هذا الإسناد البصري الصحيح، وقد أخرج به الشيخان أحاديث؟!

7 -

ورواه أيضًا: عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن

ص: 405

عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر: {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، وسورة من المفصل. وفي رواية: وربما قال: و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

أخرجه أبو عوانة (2/ 131/ 2556)، والطبراني في الكبير (11/ 19/ 10900)، وابن عدي في الكامل (6/ 281).

هكذا رواه عن عبد الرزاق: الحسن بن أبي ربيع [هو الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي الجرجاني، نزيل بغداد: صدوق]، وإسحاق بن إبراهيم الدبري [راوي المصنف، وقد تُكُلِّم في روايته عن عبد الرزاق، فإنه ممن سمع من عبد الرزاق بأخرة بعدما عمي وأضر، وقد روى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة، وكان يصحف، ويحرف. شرح العلل لابن رجب (2/ 754)، اللسان (2/ 36)]، ومحمد بن إسحاق السجزي [يروي عن عبد الرزاق الأباطيل. اللسان (6/ 550)].

قلت: هو حديث غريب، حيث لم يشتهر عن عبد الرزاق، ولا هو في المصنف، ولا يُعرف إلا من هذا الوجه.

وقد سأل ابنُ الجنيد يحيى بن معين عن حديث عبد الرزاق هذا، فقال ابن معين:"لا أعرفه، من حدثكم هذا، مؤمل؟ قلت: لم أسمعه منه، وقد رواه، قال: ليس هذا بشيء، إنما هو عن ابن طاووس عن أبيه مرسل؛ وحمل على مؤمل، ثم قال لي يحيى: يحدث من حفظه زيادة"[سؤالات ابن الجنيد (753)].

وقال ابن عدي بعد أن أخرج هذا الحديث في ترجمة السجزي: "وهذه الأحاديث التي أمليتها لمحمد بن إسحاق السجزي عن عبد الرزاق عن معمر والثوري: كلها غير محفوظة، وله غيرها مما لا يتابعه عليه أحد من الثقات"، وكان قال عنه في أول ترجمته:"ضعيف، يقلب الأحاديث ويسرقها".

وقد وجدت في مصنف عبد الرزاق [وهو من رواية الدبري](3/ 181/ 5237)، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الجمعة بسورة الجمعة، و {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} . هكذا مرسلًا، فلعله مراد ابن معين، والله أعلم.

• وانظر أيضًا فيما لا يصح: ما أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 91).

ولحديث ابن عباس شواهد، منها:

1 -

حديث أبي هريرة:

يرويه سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر: {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

أخرجه البخاري (891 و 1068)، ومسلم (880/ 65)، وأبو عوانة (2/ 131/ 2553)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 465/ 1977)، والنسائي في المجتبى (2/ 159/ 955)، وفي الكبرى (1/ 491/ 1029) و (10/ 214/ 11329)، والدارمي (1/

ص: 406

435/ 1542)، وأحمد (2/ 430 و 472)، وعبد الرزاق (3/ 181/ 5239)، وابن أبي شيبة (1/ 471/ 5450)، وابن الأعرابي في المعجم (1/ 368/ 712)، وأبو الفضل الزهري في حديثه (315)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (972)، والبيهقي (3/ 201)، والبغوي في الشمائل (535).

هكذا رواه عن الثوري: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ووكيع بن الجراح، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الرزاق بن همام، وروح بن عبادة، وأبو داود الحفري عمر بن سعد [وهم ثقات، وفيهم أثبت الناس في الثوري].

ورواه: ابن وهب، وأبو داود الطيالسي، وأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي القطيعي [وهم ثقات]، وغيرهم:

عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح يوم الجمعة، بـ {الم (1) تَنْزِيلُ} ، في الركعة الأولى، وفي الثانية:{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)} .

أخرجه مسلم (880/ 66)، وأبو عوانة (15/ 188/ 19129 - إتحاف المهرة)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 465/ 1978)، وابن ماجه (823)، والطيالسي (4/ 133/ 2501).

• ولحديث أبي هريرة إسناد آخر لكنه منكر: أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 68/ 7986).

2 -

حديث ابن مسعود:

رواه عمرو بن أبي قيس [ليس به بأس]، وعمران بن عيينة [صالح، ضعفه أبو زرعة، وقال أبو حاتم: "لا يحتج بحديثه؛ فإنه يأتي بالمناكير"، التهذيب (3/ 321)]، ومسعر بن كدام [ثقة ثبت، لكنه لا يثبت عنه؛ ففي الإسناد إليه: عبد الله بن سليمان بن يوسف العبدي البعلبكي، وهو ليس بالمعروف، وله غرائب، وقد تفرد به عن أبي إسحاق الفزاري عن مسعر به. الكامل (4/ 235)، تاريخ بغداد (9/ 463)، اللسان (4/ 490)]، وحمزة بن حبيب الزيات [ثقة، وعنه: بكر بن بكار، وهو: ضعيف]، وأبو مالك النخعي [عبد الملك بن الحسين: متروك، منكر الحديث]:

عن أبي فروة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة:{الم (1) تَنْزِيلُ} ، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

قال إسحاق بن سليمان الرازي [أحد رواته عن عمرو بن أبي قيس]: "هكذا حدثنا عمرو، عن عبد الله، لا أشك فيه".

أخرجه الترمذي في العلل (149)، وابن ماجه (824)، والبزار (5/ 430/ 2066)، وأبو القاسم الحامض في المنتقى من الجزء الأول من حديثه (21)، والطبراني في الكبير (10/ 108/ 10116)، وفي الأوسط (7/ 8/ 6693)، وفي الصغير (887) [ووقع عنده:

ص: 407

أراه عن أبي مرة]. وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (200)، وفي التاسع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (218)(2105 - المخلصيات)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (965 - 967)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 183)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 93).

وقع في رواية عمران بن عيينة [عند الترمذي والمستغفري:] أبو فروة الجهني.

وفي رواية عمرو بن أبي قيس [عند ابن أبي حاتم]: عن أبي فروة الهمداني.

وفي علل الدارقطني (5/ 329/ 923): "يرويه أبو فروة مسلم بن سالم الجهني".

لكنه رجع فقال في الأفراد (2/ 43/ 3902 - أطرافه): "وهو عروة بن الحارث"؛ إلا أن يكون هذا التفسير من ابن طاهر صاحب الأطراف، والله أعلم.

وقال المستغفري: "أبو فروة الجهني: اسمه مسلم بن سالم النهدي".

قلت: الجهني هو: مسلم بن سالم النهدي، أبو فروة الأصغر، الكوفي، وهو: صدوق، من السادسة، بينما الهمداني هو: عروة بن الحارث، أبو فروة الأكبر، الكوفي، وهو: ثقة، من الخامسة، واحتمال كونه الهمداني أرجح؛ لأن ابن عيينة نسبه في روايته همدانيًا [كما سيأتي عند عبد الرزاق في المصنف]، وقال أبو نعيم:"اسمه عروة بن الحارث"[الحلية (7/ 183)]، ولعله لذلك ترجم لهذا الحديث المزي في التحفة (6/ 398/ 9501) بقوله:"عروة بن الحارث أبو فروة الهمداني، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود"، واللّه أعلم.

قال البزار بعد أن رواه من طريق عمران بن عيينة: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث أبي فروة عن أبي الأحوص عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

وقال الطبراني (887)[وقد رواه من طريق مسعر]: "لم يروه عن مسعر إلا أبو إسحاق الفزاري، تفرد به: عبد الله بن سليمان".

قلت: قد وهِم من وصل هذا الحديث، فقد رواه الحفاظ مرسلًا:

رواه سفيان الثوري، وابن عيينة، وزهير بن معاوية، وزائدة بن قدامة [وهم ثقات أثبات]، وحجاج بن أرطأة [ليس بالقوي]:

عن أبي فروة الهمداني، قال: سمعت أبا الأحوص، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة بتنزيل السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

أخرجه عبد الرزاق (2/ 118/ 2731)، وابن أبي شيبة (1/ 470/ 5442)، وعلقه الترمذي في العلل (149)، والدارقطني في العلل (5/ 330/ 923).

وهذا هو الصواب: مرسل بإسناد صحيح.

قال الترمذي: "سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث، فقال: روى عمرو بن أبي قيس، عن أبي فروة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله.

ص: 408

وروى سفيان الثوري، عن أبي فروة، عن أبي الأحوص، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، فكأن هذا أشبه.

قلت له: فإن زائدة روى عن أبي فروة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، فلم يعرف حديث زائدة، ولا حديث عمران بن عيينة".

وقال أبو حاتم في العلل (586) وقد سئل عن طريق عمرو بن أبي قيس وأبي مالك النخعي، فقال:"وهِما في الحديث، رواه الخلق، فكلهم قالوا: عن أبي فروة، عن أبي الأحوص، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم مرسل".

ورواه عمرو بن قيس الملائي [ثقة متقن، وهو غريب من حديثه]، ومحمد بن عياش بن عمرو العامري [قال أبو حاتم:"هو شيخ كوفي، لا أعلم روى عنه غير عبيد الله الحنفي"، وقال الدارقطني:"صالح، عزيز الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات، التاريخ الكبير (1/ 202)، الجرح والتعديل (8/ 51)، العلل لابن أبي حاتم (402)، الثقات (7/ 412 و 420)، سؤالات البرقاني (447)، تلخيص المتشابه في الرسم (1/ 385)]، ومحمد بن عبيد الله العرزمي [متروك]:

عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبي الأحوص، عن عبد الله به مرفوعًا.

أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 100/ 10085)، وفي الأوسط (6/ 6659/374)، وفي الصغير (986)، وفي مسند الشاميين (1/ 295/ 515)، وفي حديثه لأهل البصرة بانتقاء ابن مردويه (125)، وأبو علي الصواف في الثالث من فوائده (110)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 151)، وعلقه الدارقطني في العلل (5/ 923/331).

• وقد وقع من طريق عمرو بن قيس [عند الطبراني في الصغير، وفي حديثه لأهل البصرة] زيادة في آخره، قال: يديم ذلك، وهي زيادة منكرة، وقد رواه الطبراني بنفس إسناده في الأوسط وفي مسند الشاميين بدونها.

قال الطبراني في الصغير [وقد رواه من طريق عمرو بن قيس]: لم يروه عن عمرو بن قيس إلا ثور، ولا عن ثور إلا الوليد بن مسلم، تفرد به: دحيم، ولا كتبناه إلا عن محمد بن بشر".

قلت: هو إسناد كوفي، تفرد به أهل الشام، ورجاله ثقات، وشيخ الطبراني: محمد بن بشر بن يوسف الأموي الدمشقي؛ قال الدارقطني: "صالح" وقال ابن عدي: "وكان أروى الناس عن هشام بن عمار، كانت عنده كتبه كلها، وراقة [سؤالات السهمي (16)، تاريخ دمشق (52/ 151)، تاريخ الإسلام (23/ 74)]، قلت: فإن كان تفرد به؛ فهو غريب جدًّا، ولا أظنه يثبت من حديث عمرو بن قيس الملائي.

وقال الدارقطني في الأفراد (2/ 47/ 3935 - أطرافه): "تفرد به أبو علي الحنفي عن محمد بن عياش عن أبي إسحاق".

ورواه حجاج بن نصير [هو: ضعيف]: ثنا شعبة قال: أبو إسحاق أخبرني، عن

ص: 409

أبي فروة، قال شعبة: فلقيته فحدثني أبو فروة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود به مرفوعًا.

أخرجه الدارقطني في العلل (5/ 231/ 923) وأبو نعيم في الحلية (7/ 183).

قال أبو نعيم: "غريب من حديث شعبة عن أبي فروة، واسمه عروة بن الحارث، وتفرد به عنه: حجاج بن نصير".

وقال العقيلي في الضعفاء بعد حديث علي الآتي ذكره: "ورواه حجاج بن المنهال، عن شعبة، عن أبي فروة، عن أبي الأحوص، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وهو أولى"[اللسان (1/ 283)، ولم أجده في المطبوع من الضعفاء (1/ 54)].

وقال الدارقطني في العلل (5/ 330/ 923): "وخالفه أصحاب شعبة: غندر، ومعاذ، وابن مهدي، وغيرهم، فرووه عن شعبة، عن أبي فروة، عن أبي الأحوص مرسلًا".

وقال في الأفراد (2/ 43/ 3902 - أطرافه): "غريب من حديث أبي إسحاق عن أبي فروة عنه، تفرد به شعبة، وتفرد به حجاج بن نصير عنه، وتفرد به حماد بن الحسن عن حجاج.

وهو أيضًا غريب من حديث شعبة عن أبي فروة متصلًا ....

وغيره يرويه عن شعبة عن أبي فروة عن أبي الأحوص مرسلًا.

وكذلك رواه الثوري وزائدة وغيرهما عن أبي فروة".

قلت: فلا يصح وصله من حديث شعبة؛ إنما هو مرسل.

• وأرسله أيضا عن أبي إسحاق: شريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]، وميسرة بن حبيب النهدي [كوفي ثقة]:

عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} .

أخرجه أحمد (1/ 272)، وعلقه الدارقطني في العلل (5/ 231/ 923).

قال الدارقطني في العلل (5/ 923/332)(8/ 512/ 923) بعد ذكر طرق حديث أبي الأحوص هذا: "والصحيح: المرسل"، ثم قال:"حديث أبي الأحوص: القول فيه قول من أرسله".

وقال في الأفراد (2/ 43/ 3902 - أطرافه): "غريب من حديث أبي إسحاق عن أبي فروة عنه، تفرد به شعبة، وتفرد به حجاج بن نصير عنه، وتفرد به حماد بن الحسن عن حجاج.

وهو أيضًا غريب من حديث شعبة عن أبي فروة متصلًا.

وقد وصله عن أبي فروة جماعة، منهم: عمرو بن أبي قيس، وسليمان التيمي، ومسعر، ومحمد بن جابر، وعبد الله بن الأجلح - وهو عروة بن الحارث [يعني: أبا فروة]- عن أبي الأحوص، مثل قول حجاج عن شعبة.

ص: 410

وغيره يرويه عن شعبة عن أبي فروة عن أبي الأحوص مرسلًا.

وكذلك رواه الثوري وزائدة وغيرهما عن أبي فروة".

• وقال ابن رجب في الفتح (5/ 383): "وإرساله أصح عند: البخاري وأبي حاتم والدارقطني".

وروى الحسين بن واقد مروزي: ليس به بأس، له أوهام ومناكير عن أبي إسحاق وغيره. التهذيب (1/ 438)، الميزان (1/ 549)، سؤالات المروذي والميموني (146 و 444)، وقد تقدم ذكره مرارًا، انظر مثلًا: ما تقدم برقم (896)]، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة يوم الجمعة: {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

أخرجه الترمذي في العلل (147)، والبزار (5/ 133/ 1720)، والبيهقي (3/ 201).

قال الذهبي في تهذيب السُّنن (3/ 1131/ 5111): "إسناده صالح".

قلت: هو إسناد كوفي تفرد به رجل من أهل مرو، فهو غريب جدًّا؛ فأين أصحاب أبي وائل، ثم أين أصحاب عاصم بن أبي النجود على كثرتهم؟.

• فإن قيل: قد رواه عبد الملك بن الوليد بن معدان، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبش وأبي وائل، عن عبد الله به مرفوعًا.

أخرجه البزار (5/ 231/ 1842).

قال البزار: "وهذه الأحاديث لا نعلم رواها عن عاصم عن أبي وائل وزر، فجمعهما إلا عبد الملك بن الوليد".

فيقال: هذه متابعة ساقطة، وهو حديث منكر بهذه الزيادة، عبد الملك بن الوليد بن معدان الضبعي البصري: ضعيف، روى أحاديث لا يتابع عليها، وهذا منها.

• فإن قيل: قد قدم البخاري والبزار حديث هذين على حديث الحارث بن نبهان الآتي؟ فيقال: الترجيح لا يعني التصحيح والاحتجاج، وإنما يقدم حديث الحسين بن واقد وعبد الملك بن الوليد على رواية الحارث بن نبهان؛ لأنهما أرفع منه حالًا، ومع ذلك فيبقى الحديث غريبًا؛ لتفرد الغرباء والضعفاء به عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود، ولا يصح الحديث ويثبت بتفرد أمثال هؤلاء، والله أعلم.

• وروي عن ابن مسعود من وجهين آخرين لا يصحان أيضًا، أحدهما معضل، والاخر منكر [أخرجه عبد الرزاق (3/ 181/ 52328)، والبزار (5/ 34/ 1593)، والطبراني في الأوسط (7/ 175/ 7201)].

3 -

حديث سعد بن أبى وقاص:

رواه الحارث بن نبهان، قال: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: {الم (1) تَنْزِيلُ} ، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

ص: 411

أخرجه ابن ماجه (822)، والبزار (3/ 358/ 1158)، وأبو يعلى (2/ 135/ 813)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 217)، والهيثم بن كليب الشاشي في مسنده (74)، وابن عدي في الكامل (2/ 191)، وعلقه: الترمذي في العلل (148).

قلت: وهذا حديث منكر؛ الحارث بن نبهان: متروك، منكر الحديث.

قال الترمذي: "فسألت محمدًا [يعني: البخاري]، فقال: حديث الحسين بن واقد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله: أصح، قال محمد: والحارث بن نبهان: منكر الحديث، ضعيف".

وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، والحارث بن نبهان فقد تقدم ذكرنا له، وقد خالفه الحسين بن واقد، وعبد الملك بن الوليد بن معدان، فروياه عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، وهو عندي الصواب".

وقال ابن عدي بعد أن روى حديثين بهذا الإسناد: "وهذان الحديثان بهذا الإسناد: لا يرويهما فيما أعلمه عن عاصم غير الحارث بن نبهان".

4 -

حديث علي بن أبي طالب:

يرويه إبراهيم بن زكريا المعلم الضرير، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة يوم الجمعة: "تَنزِيلُ" السجدة، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} .

أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 54)، وابن المظفر في غرائب شعبة (147)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 183).

قال أبو نعيم: "غريب من حديث شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث، تفرد به: إبراهيم بن زكريا".

قلت: هو حديث باطل منكر؛ إبراهيم بن زكريا أبو إسحاق الضرير المعلم: منكر الحديث، يحدث عن الثقات بالواطيل [راجع ترجمته تحت الحديث رقم (1054)].

ورواه يحيى بن عقبة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي، به مرفوعًا.

أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 223).

قال ابن عدي: "وهذا عن أبي إسحاق يرويه يحيى بن عقبة".

قلت: هو حديث منكر باطل؛ تفرد به عن أبي إسحاق السبيعي: يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، وهو: منكر الحديث، متهم [اللسان (8/ 464)].

• وله إسناد آخر عن علي، لكنه واهٍ [أخرجه الطبراني في الصغير (267)، وفي الأوسط (3/ 222/ 2979)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 345 - 346)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 291)]، [وفي إسناده حفص بن سليمان القارئ، وهو: متروك الحديث].

° وأما ما جاء في تخصيص المغرب والعشاء من ليلة الجمعة بقراءة فلا يصح فيه

ص: 412