الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواه معمر عن الزهري به مرسلًا مختصرًا. أخرجه عبد الرزاق (3/ 286/ 5652).
والمرسل: أشبه بالصواب، والله أعلم].
6 -
حديث سهل بن سعد، وسلمة بن الأكوع، وأبي حميد الساعدي، وأبي هريرة [أخرجه الحارث بن أبي أسامة (204 - بغية الباحث)، والروياني (1110)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 199)][ومدارها جميعًا على: محمد بن عمر الواقدي، وهو: متروك، متهم، وفي أسانيدها من يجهل].
7 -
حديث ابن مسعود [اختلف في وصله وإرساله، والراجح إرساله][أخرج الموصول والمرسل: ابن ماجه (1158)، وابن أبي شيبة (1/ 448/ 5183) و (1/ 449/ 5190)، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في أحكام القرآن (368 و 370 و 371)، وانظر: علل الدارقطني (5/ 136/ 772)].
8 -
حديث أبي هريرة [أخرجه الشافعي في الأم (1/ 199)، وفي المسند (66)، والبيهقي في المعرفة (2/ 484/ 1759)، [وفي إسناده: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو: متروك، كذبه جماعة][وصوابه: موقوف على أبي هريرة. أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 449/ 5188) و (7/ 310/ 36370)، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في أحكام القرآن (375)].
* وانظر في المراسيل:
ما أخرجه عبد الرزاق (3/ 187/ 5258 و 5259) و (3/ 188/ 5260 و 5263) و (3/ 189/ 5265)، وابن أبي شيبة (1/ 448/ 5180) و (1/ 449/ 5195)، وإسماعيل بن إسحاق القاضي في أحكام القرآن (355 و 356 و 360 و 365 و 379 و 38
2).
***
229 -
باب الرجل يخطب على قوس
1096 -
. . . شهاب بن خِراش: حدثني شعيب بن رُزَيق الطائفي، قال: جلست إلى رجلٍ له صحبةٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال له: الحكم بن حَزْنٍ الكُلَفي، فأنشأ يحدثنا، قال: وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سابعَ سبعةٍ - أو: تاسعَ تسعةٍ - فدخلنا عليه، فقلنا: يا رسول الله! زُرناك فادع الله لنا بخير، فأمر بنا، وأمر لنا بشيءٍ من التمر، والشأنُ إذ ذاك دونٌ، فأقمنا بها أيامًا شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام متوكئًا على عصًا، أو قوسٍ، فحمد الله وأثنى عليه، كلماتٍ خفيفاتٍ طيباتٍ مباركاتٍ، ثم قال:"أيها الناس، إنكم لن تطيقوا - أو: لن تفعلوا - كلَّ ما أُمرتم به، ولكن سدِّدوا، وأبشروا".
[قال أبو علي:] سمعت أبا داود قال: ثبَّتني في شيء منه بعضُ أصحابنا، [وقد كان انقطع من القرطاس].
* حديث حسن
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 331)، وابن خزيمة (2/ 352/ 1452) [إلى قوله: مباركات]. وأحمد (4/ 212)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (4/ 212)، وابن سعد في الطبقات (5/ 516)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (1/ 151/ 480 - السفر الثاني)، وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (2/ 869)، وأبو يعلى (12/ 205/ 6826)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (2/ 157/ 711)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 57/ 1792)، وابن قانع في المعجم (1/ 207)، والطبراني في الكبير (3/ 213/ 3165)، وأبو الفتح الأزدي في المخزون (57)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 711/ 1903)، والبيهقي في السُّنن الكبرى (06/ 3 2)، وفي الصغرى (1/ 216/ 625)، وفي المعرفة (2/ 490/ 1727)، وفي الدلائل (5/ 354)، والخطيب في المتفق والمفترق (2/ 788/ 480)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (23/ 209 و 210).
رواه عن شهاب بن خراش: سعيد بن منصور، وعمرو بن خالد الحراني، والحكم بن موسى، وبدل بن المحبر، والهيثم بن خارجة [وهم ثقات]، ويزيد بن خالد بن مرشل بن يزيد بن نمير القرشي [ثقة. الجرح والتعديل (9/ 259)، الثقات (9/ 275)، تاريخ الإسلام (15/ 450)].
وفي رواية الحكم بن موسى [عند أحمد وأبي يعلى والبغوي وغيرهم]، وسعيد بن منصور [عند ابن سعد]: وأمر بنا فأُنزلنا، وأمر لنا بشيء من تمر، ووقع في بعض نسخ أبي داود [من رواية سعيد بن منصور]: فأمر بنا - أو: أمر لنا - بشيءٍ من التمر، وهو غلط، والصواب ما أثبته، وإن كان قد رواه البيهقي في الصغرى من طريق أبي داود بالشك.
وفي رواية الهيثم بن خارجة [عند ابن أبي خيثمة]: فدعا لنا، وأمر بنا أن نُنزل، وفي رواية الحكم بن موسى:"يا أيها الناس! إنكم لن تفعلوا، ولن تطيقوا كل ما أُمرتم به، ولكن سدِّدوا، وأبشروا"، وهي رواية بالعطف أيضًا لسعيد بن منصور عند ابن المنذر، وفي بعض الروايات [عند أبي يعلى وابن قانع، وكذا للبغوي]: "أيها الناس! إنكم لن تطيقوا كل ما أمرتم به، ولكن سدِّدوا وقاربوا"، هكذا بدون ذكر:"لن تفعلوا".
وانظر في الأوهام: ما أخرجه ابن قانع في المعجم (1/ 351).
قال أبو القاسم البغوي: "ولا أعلم أن الحكم بن حزن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا".
وقال النووي في المجموع (4/ 446)، وفي تهذيب الأسماء (1/ 168)، وفي الخلاصة (2800):"حديث حسن".
وحسن إسناده ابن حجر في التلخيص (2/ 65).
وهذا إسناد متصل، سمع بعضهم من بعض، وشعيب بن رُزَيق الثقفي الطائفي: لا بأس به، سمع الحكم بن حزن الكلفي وشهد له بالصحبة، سمع منه شهاب بن خراش [انظر: تاريخ ابن معين للدارمي (411)، التاريخ الكبير (4/ 217)، الجرح والتعديل (4/ 5 34)، التهذيب (2/ 173)، الإصابة (3/ 398)].
وشهاب بن خراش بن حوشب، أبو الصلت الشيباني، ابن أخي العوام بن حوشب: قال ابن المبارك، وابن المديني، وابن معين، والعجلي:"ثقة"، وقال أبو زرعة:"ثقة، صاحب سنة"، وقال مرة:"لا بأس به"، وقال عبد الرحمن بن مهدي:"لم أر أحدًا أحسن وصفًا للسُّنَّة منه"، وقال ابن معين أيضًا والنسائي:"ليس به بأس"، وقال أحمد:"ما أرى به بأسًا"، وقال مرة:"لا بأس به"، وقال أبو حاتم:"صدوق، لا بأس به"، هكذا وثقه هؤلاء الأئمة، وهم جهابذة النقاد، وفيهم أبو حاتم الرازي المعروف بتعنته في الرجال.
ولم يتكلم فيه أحد إلا بعد هؤلاء بعشرات السنين، مثل ابن حبان وابن عدي، حيث قال ابن حبان:"كان رجلًا صالحًا، وكان ممن يخطئ كثيرًا، حتى خرج عن حد الاحتجاج به؛ إلا عند الاعتبار"، وقال ابن عدي:"ولشهاب أحاديث ليست بكثيرة، وفي بعض رواياته ما ينكر عليه، ولا أعرف للمتقدمين فيه كلامًا فاذكره"[تاريخ ابن معين للدارمي (413)، مقدمة مسلم. سؤالات أبي داود (269)، مسائل حرب الكرماني (481 - ط. الرشد)، معرفة الثقات (739)، الجرح والتعديل (1/ 273 و 274) و (4/ 362)، المحدث الفاصل (317)، الكامل (4/ 34) (6/ 161 - ط. الرشد)، تاريخ أسماء الثقات (557)، سؤالات السلمي (167)، المدخل إلى الإكليل (45)، شرح أصول الاعتقاد (1/ 63)، الحلية (8/ 166)، تاريخ دمشق (23/ 206)، الأنساب (2/ 288)، الميزان (2/ 281)، السير (8/ 284)، ونعته بالإمام القدوة العالم، تاريخ الإسلام (11/ 180)، إكمال التهذيب لمغلطاي (6/ 297)، التهذيب (2/ 180)].
قلت: أما ابن حبان فإنما أنكر عليه حديثًا واحدًا في ذم المرجئة والقدرية، وأنهم:"ملعونون على لسان سبعين نبيًا [أخرجه: الحسن بن سفيان في الأربعين (9)، وابن حبان في المجروحين (1/ 362)، والآجري في الشريعة (308 و 393)، والبيهقي في الاعتقاد (237)، وفي القضاء والقدر (428)، والهروي في ذم الكلام (59)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (235)، والذهبي في السير (11/ 418)، وقال: "وهذا منكر"]، ومداره على سويد بن سعيد عن شهاب بن خراش، فلماذا تُلحق التبعة بشهاب بن خراش دون سويد بن سعيد؛ وسويد وإن كان صدوقًا في نفسه؛ إلا أنه تغير بعدما عمي، وصار يتلقن، فضعِّف بسبب ذلك، فالأولى إلحاق التبعة في هذا الحديث بسويد لا بشهاب، لا سيما مع عدم إنكار الأئمة لهذا الحديث على شهاب بن خراش، وقد أورده الذهبي في الميزان (2/ 250) في ترجمة سويد بن سعيد منكرا به عليه، ولم يورده في ترجمة شهاب (2/ 281)،
بل لم يذكر ابن أبي حاتم لشهاب حديثًا واحدًا في العلل، ولا حتى العقيلي في ضعفائه، وأما دعوى أن سويدًا قد توبع عليه عند ابن بطة في الإبانة (2/ 9/ 121884) و (4/ 111/ 1530)، فلا تسلِّم؛ فإن ابن بطة نفسه متكلم فيه، روى بعض حديثه بغير سماع، وله أباطيل، وقد تكلم فيه الدارقطني والخطيب، حتى قال الخطيب عن حديث من روايته:"هذا باطل، والحمل فيه على ابن بطة"، فاعتذر له الذهبي فقال:"أفحش العبارة، وحاشى الرجل من التعمد، لكنه غلط، ودخل له إسناد في إسناد"، وقال الذهبي أيضًا:"ولابن بطة مع فضله أوهام وغلط"، وحمل عليه ابن حجر في اللسان [تاريخ بغداد (10/ 371)، الميزان (3/ 15)، السير (529/ 16)، اللسان (5/ 342)]، فقد يكون دخل له حديث في حديث.
ثم كيف تشتهر رواية سويد بن سعيد وهو متكلم فيه، ولا تُعرف رواية الثقة الحجة أبي توبة الربيع بن نافع إلا من طريق ابن بطة؟!.
• وأما ابن عدي فلم ينكر عليه سوى حديثين، أحدهما لشهاب بن خراش عن الثوري، في حديث أبي هريرة مرفوعًا:"يحسر الفرات عن جبل من ذهب"، وقد تفرد فيه بزيادة منكرة:"ولا تقوم الساعة إلا نهارًا"، وقد أنكرها ابن عدي لتفرد ابن خراش بها عن الثوري، دون بقية أصحاب الثوري، لكن لماذا نحمل التبعة على ابن خراش، والمتفرد عنه بهذه الرواية هو هشام بن عمار [انظر: الحلية (7/ 143)، تاريخ دمشق (23/ 207)، أمالي الشجري (2/ 278)]، وكان قد كبر فصار يتلقن، وقد أنكروا عليه أحاديث تلقنها [انظر مثلًا: الحديث المتقدم في السُّنن برقم (907 م)]، وكان الدارقطني لما تكلم عن هذا الحديث في عِلَله (10/ 190/ 1967) (5/ 967/ 1132 - ط. الريان) أشار إلى ذلك حيث قال:"قاله هشام بن عمار عن شهاب، ووهم في ذلك"، وعليه فالأقرب عندي أن الوهم في هذه الزيادة من قِبَل هشام بن عمار، وأما شهاب بن خراش فهو من عهدتها بريء، والله أعلم.
• وأما الحديث الثاني: حديث أنس مرفوعًا: "أخاف على أمتي بعدي: تكذيبًا بالقدر، وصدقًا بالنجوم": فهو ثابت من حديث ابن خراش، مروي عنه من طرق متعددة [انظر مثلًا: مسند أبي يعلى (4135)، القضاء والقدر للبيهقي (420 و 421)، تاريخ دمشق (23/ 207 و 208)]، لكنه حديث تحمله فأداه كما سمعه، والعهدة فيه على شيخه، وهو: يزيد بن أبان الرقاشي، وهو: ضعيف، يحدث عن أنس بن مالك بما فيه نظر، وفي بعض طرقه أن شهاب بن خراش استثبت فيه من أبان بن أبي عياش، وأبان: متروك، منكر الحديث، فبرئ أيضًا شهاب بن خراش من عهدته، لذا أعله الذهبي بالرقاشي في السير (8/ 287) فقال:"وهو كلام صحيح؛ لكن الحديث واهٍ لمكان الرقاشي"، فبرأ ساحة شهاب، والله أعلم.
ثم هذا ابن عدي يشهد لابن خراش بأنه لم يقدح فيه أحد من الأئمة المتقدمين، ولم
يجرحوه بشيء، إلا بكون بعضهم أنزله عن مرتبة الثقات الضابطين المتقنين إلى مرتبة من خف ضبطهم شيئًا، ومع ذلك فهم لم ينكروا عليه حديثًا واحدًا بعينه، ولم يذكروه بجرحة، وأن أوهامه يسيرة محتملة في عموم مروياته، وعلى هذا: فقد ظهر لنا أن الأوهام التي لأجلها تكلم فيه ابن حبان وابن عدي ليست منه، وإنما هي أوهام غيره، وعلى سبيل التنزل نقول: لماذا نلزق به هذه الأوهام جزمًا مع احتمال كونها من غيره ممن هم أضعف منه، أو ثبت عنهم الوهم في أحاديث أخرى، فلماذا إذًا نسقط الاحتجاج بالرجل، وهو باقٍ عندهم في طبقة من يحتج بحديثه، ولو انفرد به، طالما لم يخالف أحدًا من الثقات، والله أعلم.
• وأما ما نقله مغلطاي في إكمال التهذيب (6/ 297) عن زكريا بن يحيى الساجي قوله عن شهاب: "ضعيف، يحدث بأحاديث مناكير، روى عن مروان بن نهيك، عن سعيد التمار، عن أنس بن مالك يرفعه: "من مات وهو يرى السيف في أمتي
…
"" الحديث، فلا أراه يثبت عن الساجي؛ فإن الساجي هو أحد شيوخ ابن عدي الذين أكثر عنهم، ونقل عنه أقواله في الرجال، بل إنه اطلع على كتابه في العلل الذي تكلم فيه عن الضعفاء [انظر: الكامل (1/ 266)]، فكيف يفوته هذا النقل عن شيخه الذي أكثر عنه، واطلع على كتابه، بل يصرح بعد ذلك بأنه لا يعلم فيه جرحًا عن الأئمة المتقدمين، فيقول:"ولا أعرف للمتقدمين فيه كلامًا فأذكره".
ولو فرضنا صحة هذا النقل؛ فيقال فيه مثل ما قيل في الأحاديث الثلاثة السابقة، فإن علة هذا الحديث هو سعيد التمار، وبه أعلَّ الحديثَ: العقيلي في الضعفاء (2/ 102)، وابن حبان في المجروحين (1/ 317)، وابن عدي في الكامل (3/ 388).
وقد أخرجه أيضًا: ابن بشران في الأمالي (197).
وسعيد التمار: قال فيه البخاري: "في حديثه نظر"، وقال ابن حبان: "قليل الحديث، منكر الرواية، يروي عن أنس ما لا أصل له،
…
"، وقال ابن عدي: "وما أرى أن لسعيد التمار عن أنس حديثًا غير هذا"، ولم يتكلم في شهاب بشيء [تاريخ ابن معين للدارمي (393)، التاريخ الكبير (3/ 460)، الجرح والتعديل (4/ 76)، الثقات (4/ 290)، اللسان (4/ 88)].
مروان بن نهيك: قال فيه ابن معين: "لا أعرفه"، كما قال في شيخه سعيد التمار [تاريخ ابن معين للدارمي (799)، التاريخ الكبير (7/ 372)، الجرح والتعديل (8/ 274)، الثقات (7/ 483)، الكامل (6/ 385)، اللسان (8/ 33)].
• والحاصل: فإن شهاب بن خراش: ثقة، وحديثه هذا حديث حسن، والله أعلم.
* ومما روي أيضًا في الاعتماد على العصا في خطبة الجمعة:
1 -
حديث سعد بن عائذ المؤذن، المعروف بسعد القرظ:
يرويه عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعدٍ القَرَظُ - مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثني
أبي، عن جدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالًا أن يُدخل أصبعيه في أذنيه،
…
الحديث بطوله، وفيه:
وكان إذا خطب في الحرب خطب على قوس، وإذا خطب في الجمعة خطب على عصا.
وهو حديث منكر؛ تقدم تخريجه بطرقه، وفصلت الكلام عليه تحت الحديث رقم (505)، والحديث رقم (520).
2 -
حديث ابن عباس:
يرويه الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبهم يوم الجمعة في السفر، متوكئًا على قوسٍ قائمًا.
أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 288)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 366/ 399)، ومن طريقه: البغوي في شرح السُّنَّة (4/ 247/ 1074)، وفي الشمائل (881).
وهذا حديث باطل؛ لأجل الحسن بن عمارة؛ فإنه: متروك الحديث، واتهم، يحدث عن الحكم بن عتيبة بما ليس من حديثه [التهذيب (1/ 407)].
* ولم يتابعه عليه الا من هو مثله:
رواه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطبهم في السفر، متوكئًا على قوسه.
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 310/ 12098 و 12099).
إبراهيم بن عثمان أبو شيبة العبسي: متروك الحديث، روى عن الحكم أحاديث مناكير [التهذيب (1/ 76)، الميزان (1/ 47)]، وهذا منها.
3 -
حديث عبد الله بن الزبير:
يرويه عبد الله بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب بمخصرة في يده، وفي رواية: كان يشير بمخصرة إذا خطب.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 377)، والبزار (6/ 169/ 2211)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (2/ 429/ 434)[وسقط من إسناده عبد الله بن الزبير]. والدارقطني في الأفراد (1/ 604/ 3530 - أطرافه)، وتمام في الفوائد (650)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 167)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 243/ 1070).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن ابن الزبير، ولا نعلم له طريقًا عن ابن الزبير إلا هذا الطريق".
وقال الدارقطني: "تفرد به أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن عنه، وتفرد به عنه: ابن لهيعة".
قلت: هو حديث ضعيف؛ فإن ابن لهيعة: ضعيف.
• وروي مرسلًا عن عطاء [عند: البيهقي في السُّنن (3/ 256)، وفى المعرفة (2/ 490/ 1726)].
• وعن ابن شهاب الزهري، ويأتي ذكره تحت الحديث الآتي برقم (1098).
• وانظر في المراسيل أيضًا: ما أخرجه عبد الرزاق (3/ 169/ 5182).
• وأما حديث البراء بن عازب؛ فإنه في خطبة العيد، وسيأتي الكلام عليه في موضعه من السُّنن إن شاء الله تعالى، برقم (1145)، وقد خرجت بعض طرقه في كتابي: بحوث حديثية في الحج (228).
• وكذلك حديث جابر بن عبد الله [عند: أحمد (3/ 314)]، في خطبة العيد، وسيأتي الكلام عليه أيضًا في الموضع المشار إليه، وأصله في الصحيحين [البخاري (961 و 978)، مسلم (885)] بدون ذكر القوس، وهو عند أبي داود برقم (1141).
* وحديث الحكم بن حزن في الاتكاء على العصا أو القوس في خطبة الجمعة: واقعة عين، لا عموم لها، وليس معنا دليل صحيح غير هذا يدل على أن ذلك وقع من النبي صلى الله عليه وسلم إلا في هذه المرة، والصحابة قد وصفوا خطبته صلى الله عليه وسلم، ومنبره، واستناده إلى الجذع، وقيامه، وجلوسه على المنبر، ولم يذكروا اتكاءه على عصا أو قوس، مما يدل على أن ذلك لم يكن عادته صلى الله عليه وسلم، ولو فعله على العادة لنقل، وهو مما تتوافر الهمم والدواعي إلى نقله، فلما لم ينقل لنا - فيما صح - إلا من هذا الحديث الواحد الدال على كونه واقعة عين، يتطرق إليها الاحتمال، دل على أن السُّنَّة عدم الاتكاء على العصا في الخطبة، فإن فعله أحدٌ لم يُنكَر عليه؛ لفعله صلى الله عليه وسلم مرة واحدة، لكن لا يتخذه عادةً وسنةً، والله أعلم.
***
1097 -
. . . عمران، عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض، عن ابن مسعود؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهَّد قال:"الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضرُّ إلا نفسه، ولا يضرُّ اللهَ شيئًا".
* حديث ضعيف
سبق أن خرجته في الذكر والدعاء، في خطبة الحاجة (2/ 634/ 292)، وهذا حديث ضعيف، لتفرد عمران بن داور به عن قتادة، ولا يحتمل تفرده، ولجهالة راوييه: أبو عياض وعبد ربه، والصحيح عن ابن مسعود في خطبة الحاجة: بدون الزيادة التي في آخره: "أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا
…
"، وبزيادة الآيات الثلاث.
* ورويت هذه الزيادة أيضًا:
من حديث ابن عباس [عند الشافعي في الأم (1/ 202)، وفي المسند (67)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (2/ 496/ 1741)][وفي إسناده: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو: متروك، كذبه جماعة].
***
1098 -
قال أبو داود: حدثنا محمد بن سلمة المرادي: أخبرنا ابن وهب، عن يونس؛ أنه سأل ابن شهاب، عن تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فذكر نحوه، قال:"ومن يعصهما فقد غوى"، ونسأل الله ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه، ويطيع رسوله، ويتبع رضوانه، ويجتنب سَخَطه، فإنما نحن به وله.
* حديث مرسل
أخرجه أبو داود هنا في سننه. وفي المراسيل (57).
وأخرجه أيضًا من طريق ابن وهب: البيهقي (3/ 215).
ولفظه بتمامه: أخبرني يونس؛ أنه سال ابن شهاب عن تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة؟ فقال ابن شهاب: "إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى"، نسأل الله ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه، ويطيع رسوله، ويتبع رضوانه، ويجتنب سخطه، فإنما نحن به وله.
وإسناده صحيح إلى ابن شهاب الزهري، ومراسيل الزهري: من أوهى المراسيل، وهي شبه الريح، ليست بشيء [انظر: تاريخ ابن معين للدوري (3/ 221/ 1027)، المعرفة والتاريخ (1/ 386)، الجرح والتعديل (1/ 245)، المراسيل لابن أبي حاتم (1 و 2)، سنن البيهقي (1/ 147) و (10/ 307)، الكفاية للخطيب (386)، تاريخ دمشق (55/ 368 و 369)، الفتح لابن رجب (2/ 408) و (4/ 379) و (5/ 410) و (6/ 493)، البدر المنير (9/ 73)].
قال يحيى بن سعيد القطان: "مرسل الزهري شرٌّ من مرسل غيره؛ لأنه حافظ، وكلما قدر أن يسمي سمى، وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه"[تاريخ دمشق (55/ 368)، السير (5/ 338)، جامع التحصيل (90)].
وقال الذهبي في السير (5/ 339): "مراسيل الزهري كالمعضل؛ لأنه يكون قد سقط منه اثنان، ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه، ولما عجز عن وصله، ولو أنه يقول: عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن عدَّ مرسل الزهري كمرسل سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير ونحوهما فإنه لم يدر ما يقول، نعم مرسله كمرسل قتادة ونحوه"، ثم ذكر عن الشافعي قوله:"إرسال الزهري ليس بشيء؛ لأنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم".
• قال أبو داود في المراسيل (56): حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، قال: كان صدر خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى".
أسأل الله ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه، ويطيع رسوله، ويتبع رضوانه، ويجتنب سخطه، فإنما نحن به وله.
وإسناده صحيح إلى ابن شهاب الزهري مرسلًا.
• وقال أبو داود في المراسيل (58): حدثنا محمد بن سلمة: حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا خطب: "كل ما هو آتٍ قريبٌ، لا بُعْدَ لما هو آتٍ، لا يعجل الله لعجلة أحد، ولا يخِفُّ لأمر الناس، ما شاء الله لا ما شاء الناس، يريد الله أمرًا ويريد الناس أمرًا، ما شاء الله كان ولو كره الناس، ولا مبعِّدَ لما قرَّب الله، ولا مقرِّبَ لما بعَّد الله، لا يكون شيء إلا بإذن الله جل وعز".
وأخرجه من طريق ابن وهب أيضًا: البيهقي في السُّنن (3/ 215)، وفي الأسماء والصفات (371).
* وممن وهم في هذا الحديث فوصل إسناده:
ابن أخي الزهري محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله [كان سيئ الحفظ، تفرد عن عمه بأحاديث لم يتابع عليها، وهذا منها. التهذيب (3/ 616)، شرح علل الترمذي (2/ 676)]، فرواه عن عمه، عن سالم، عن أبي هريرة، موقوفًا عليه.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 89)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 30).
• ورواه الواقدي، عن ابن أخي الزهري، عن سالم، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 90)، والواقدي: متروك، متهم.
وحديث أبي هريرة هذا بكلا الوجهين: منكر، وقال العقيلي بأنه لم يتابعه عليه أحد.
قلت: إنما هو من مراسيل الزهري، وقد روي من كلام ابن مسعود بإسناد منقطع [انظر: جامع معمر (11/ 159/ 20198)، المعجم الكبير (9/ 98/ 8523)، شعب الإيمان (4/ 200/ 4786)، الأسماء والصفات (371)، الإبانة لابن بطة (4/ 86/ 1495)].
• وقال أبو داود في المراسيل (55): حدثنا ابن السرح، وحدثنا سليمان بن داود: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبدأ فيجلس على المنبر، فإذا سكت المؤذن قام فخطب الخطبة الأولى، ثم جلس شيئًا يسيرًا، ثم قام فخطب الخطبة الثانية، حتى إذا قضاها استغفر، ثم نزل فصلى.
قال ابن شهاب: فكان إذا قام أخذ عصا فتوكأ عليها وهو قائم على المنبر، ثم كان أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان؛ يفعلون مثل ذلك.
وإسناده صحيح إلى ابن شهاب الزهري مرسلًا.
* وفي الباب أيضًا، مما لم أذكره في تخريج الذكر والدعاء (2/ 634/ 292): حديث جابر بن عبد الله:
يرويه سليمان بن بلال [وعنه: خالد بن مخلد، وابن أبي أويس، ويحيى بن صالح]، وسفيان الثوري [وعنه: وكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن كثير العبدي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وعبد الله بن الوليد العدني، وأبو أحمد الزبيري، وأبو داود عمر بن سعد الحفري، وأبو همام محمد بن محبب، ومؤمل بن إسماعيل، وعصام بن يزيد]، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، ويحيى بن سعيد القطان، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ووهيب بن خالد، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي [وهم ثقات]، ويحيى بن سليم الطائفي [صدوق، سيئ الحفظ]، ومحمد بن جعفر بن محمد بن علي الهاشمي [تكلم فيه، ولم يترك. المغني (2/ 563)، اللسان (7/ 30)]، ومصعب بن سلام [الأكثر على تضعيفه، وهو: ضعيف، يقلب الأسانيد، لكنه هنا وافق الثقات في روايتهم. انظر: التهذيب (4/ 84)]، وغيرهم:
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله؛ أنه سمعه يقول: خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة: يحمد الله ويثني عليه، ثم يقول على إثر ذلك، وقد علا صوته، واشتد غضبه، واحمرت وجنتاه؛ كأنه منذر جيش، يقول:"صبَّحكم أو مسَّاكم" ثم يقول: "بعثت أنا والساعة كهاتين" وأشار بأصبعه الوسطى والتي تلي الإبهام، ثم يقول:"إن أفضل الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، من ترك مالًا فلأهله، ومن ترك دينًا أو ضياعًا فإليَّ وعليَّ". لفظ سليمان بن بلال [لم يسق مسلم لفظه بتمامه].
ولفظ الثقفي [عند مسلم]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش، يقول:"صبَّحكم ومسَّاكم"، ويقول:"بعثت أنا والساعة كهاتين"، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى، ويقول:"أما بعد، فإن خيرَ الحديثِ كتابُ الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة"، ثم يقول:"أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالًا فلأهله، ومن ترك دينًا أو ضياعًا فإليَّ وعليَّ".
ولفظ وكيع عن الثوري [عند أحمد (3/ 371) وغيره، ولم يسق مسلم لفظه بتمامه]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم فيخطب [الناس]، فيحمد الله ويثني عليه بما هو أهله، ويقول:"من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، إن خير الحديث كتاب الله [وفي رواية ابن المبارك عند النسائي وغيره: إن أصدق الحديث كتاب الله]، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، [وكل بدعة ضلالة] [زاد في رواية ابن المبارك عند النسائي وغيره: وكل ضلالة في النار"، ثم يقول:"بعثت أنا والساعة كهاتين"]، وكان إذا ذكر الساعة احمرت وجنتاه، وعلا صوته، واشتد غضبه؛ كأنه منذر جيش، [يقول:]
"صبحكم مساكم، من ترك مالًا فللورثة، ومن ترك ضياعًا أو دينًا فعليَّ وإليَّ، وأنا أولى بالمؤمنين".
ولفظ محمد بن كثير وعبد الرزاق وأبي أحمد الزبيري وأبي داود الحفري ومؤمل بن إسماعيل، عن الثوري [عند أبي داود وأبي عوانة وعبد الرزاق]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من ترك مالًا فلأهله، ومن ترك دينًا أو ضياعًا فإليَّ وعليَّ".
هكذا مختصرًا، واللفظ لابن كثير [عند أبي داود].
ورواه أبو ضمرة بنحو رواية وكيع عن الثوري، وقال:"صبَّحَتْكم الساعة أو مسَّتكم"[كما عند المخلص].
وقال يحيى بن سعيد القطان في أوله: كان يقول في خطبته بعد التشهد: "إن أحسن الحديث كتاب الله عز وجل،
…
" [كذا عند أحمد (3/ 319)]، وقال مرة: كان إذا فرغ من خطبته قال: "إن أحسن الحديث كتاب الله،
…
" [عند ابن نصر في السُّنَّة (73)]، وروي مختصرًا عند النسائي (1311)، بلفظ: يقول في صلاته بعد التشهد
…
، وقوله: صلاته: وهمٌ، إنما هي: خطبته؛ كما رواه عن القطان: أحمد بن حنبل، وبندار محمد بن بشار.
أخرجه مسلم (867)، وأبو عوانة (3/ 328/ 3131 - إتحاف المهرة) و (3/ 329/ 3132 - إتحاف المهرة) و (3/ 5628/444 و 5629)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 454 و 455/ 1951 - 1953)، وأبو داود (2954)[مختصرًا بآخره]. والنسائي في المجتبى (3/ 58/ 1311) و (3/ 188/ 1578)، وفي الكبرى (2/ 84/ 1235) و (2/ 308/ 1799) و (5/ 384/ 5861)، وفي الرابع من الإغراب (1)، وابن ماجه (45 و 2416)، والدارمي (1/ 80/ 206)، وابن خزيمة (3/ 143/ 1785)، وابن حبان (1/ 186/ 10) و (7/ 331/ 3062)، وابن الجارود (297 و 298)، والحاكم (4/ 523)[ووهم في استدراكه]. وأحمد (3/ 310 و 319 و 338 و 371)، والشافعي في المسند (65)، وابن المبارك في الزهد (1596)، وفي المسند (87)، وعبد الرزاق (8/ 291/ 15262)، ونعيم بن حماد في الفتن (1774)، وابن سعد في الطبقات (1/ 376 - 377)، وابن أبي الدنيا في قصر الأمل (124)، وفي الأهوال (3)، وابن وضاح في البدع (53)، وابن أبي عاصم في السُّنَّة (24)، وابن نصر المروزي في السُّنَّة (73 و 74)، وأبو بكر الفريابي في القدر (448)، وأبو يعلى (4/ 85/ 2111) و (4/ 90/ 2119)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (1 272)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 61/ 1798)، والطبراني في الأوسط (9/ 160/ 18 94)، والآجري في الشريعة (84 و 408)، والرامهرمزي في الأمثال (8)، وابن بطة في الإبانة (1/ 313/ 148) و (4/ 85/ 1491)، وأبو طاهر المخلص في الثامن من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (2)(1579 - المخلصيات)، وفي سبعة مجالس من أماليه (39)(3133 - المخلصيات)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (1/ 76/ 82 و 83)، والسهمي في تاريخ جرجان (365)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 189)، وقال: "هذا
حديث صحيح ثابت من حديث محمد بن علي"، والبيهقي في السُّنن (3/ 206 و 207 و 213 و 214) و (6/ 351)، وفي المعرفة (2/ 495/ 1738 - 1740)، وفي الاعتقاد (229)، وفي الأسماء والصفات (148 و 439)، وفي المدخل (202)، وأبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام (417)، والبغوي في شرح السُّنَّة (15/ 99/ 4295)، وقال: "حديث صحيح"، وفي الشمائل (638)، وأبو القاسم الأصبهاني في الحجة (2/ 27/ 12)، وابن عساكر في المعجم (534)، وفي تاريخ دمشق (51/ 228)، وغيرهم.
* وانظر في المناكير والأباطيل والموضوعات مما روي في خطب النبي صلى الله عليه وسلم:
* حديث أبي هريرة وابن عباس في خطبة طويلة جدًّا: أخرجه الحارث بن أبي أسامة (205)[وفي إسناده: داود بن المحبر، وهو: متروك، متهم بالوضع].
• حديث شداد بن أوس: وأوله: "إن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر، وإن الآخرة وعد صادق، يحكم فيها ملك قادر،
…
": أخرجه أبو جعفر ابن البختري في الرابع من ستة مجالس من أماليه (82)، والطبراني في الكبير (7/ 288/ 7158)، وابن عدي في الكامل (3/ 361)، والدارقطني في الأفراد (1/ 420/ 2283 - أطرافه)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 264)، والبيهقي (3/ 216) [بإسنادين؛ في الأول: سعيد بن سنان أبو مهدي الحمصي، وهو: متروك، منكر الحديث، قال الدارقطني: "يضع الحديث"، التهذيب (2/ 25)، الميزان (2/ 143)] [وفي الثاني: إرسال، زبيد بن الحارث لم يدرك شداد بن أوس، وليث بن أبي سليم: ضعيف لاختلاطه وعدم تميز حديثه، ومحمد بن حميد الرازي: حافظ ضعيف كثير المناكير، وعبيد بن كثير أبو سعيد العامري التمار: متروك الحديث. اللسان (5/ 360)].
• حديث زيد بن خالد الجهني: قال: تلقفت هذه الخطبة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك،
…
فذكر خطبة طويلة منكرة؛ كأنها رؤوس الحكم تستملحها العقول: أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (5/ 413/ 1266)، والخرائطي في اعتلال القلوب (198)، وابن عدي في الكامل (1/ 41)، والدارقطني في السُّنن (4/ 247)، وأبو ذر الهروي في فوائده (5)، والقضاعي في مسند الشهاب (55 و 202 و 336 و 1233)، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 1253/106)، وابن عساكر في المعجم (702)، والرافعي في التدوين (3/ 185) [وفي إسناده: مصعب بن خالد بن زيد بن خالد، وابنه عبد الله بن مصعب: قال ابن القطان: "مصعب وابنه: غير معروفين"، وقال الذهبي:"عبد الله بن مصعب بن خالد الجهني عن أبيه عن جده؛ فرفع خطبة منكرة، وفيهم جهالة"، بيان الوهم (4/ 605/ 2149)، الميزان (2/ 506)، اللسان (5/ 16)].
***
1099 -
. . . سفيان بن سعيد: حدثني عبد العزيز بن رفيع، عن تميم الطائي، عن عدي بن حاتم؛ أن خطيبًا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يطع الله ورسوله
[فقد رشد]، ومن يعصهما، فقال:"قُم - أو: اذهب - بئس الخطيب [أنت] ".
* حديث صحيح
أخرجه أبو داود هنا، وأعاده بإسناده ومتنه في كتاب الأدب، برقم (4981).
وأخرجه أيضًا من طريق سفيان الثوري: مسلم (870)، وأبو عوانة (11/ 123/ 13789 - إتحاف المهرة)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 457/ 1956)، والنسائي في المجتبى (6/ 90/ 3279)، وفي الكبرى (5/ 229/ 5505)، وابن حبان (7/ 37/ 2798)، والحاكم (1/ 289)[فأخطأ في استدراكه]. وأحمد (4/ 256 و 379)، وابن أبي شيبة (6/ 74/ 29574)، والطحاوي في المشكل (8/ 3318/371)، والطبراني في الكبير (17/ 98/ 234)، وأبو عمرو الداني في المكتفى (5)، والبيهقي في السُّنن (1/ 86) و (3/ 216)، وفي المعرفة (2/ 497/ 1744).
رواه عن سفيان الثوري: يحيى بن سعيد القطان [وهذا لفظه]، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الله بن الوليد العدني، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي.
ولفظ وكيع [عند مسلم وأحمد]: أن رجلًا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصمها فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله".
ولفظ ابن مهدي [عند أحمد والطحاوي، وما بين المعكوفين للنسائي]: جاء رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتشهد أحدهما، فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما [فقد غوى]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بئس الخطيب أنت، قم"، وبنحوه رواه الفريابي وأبو حذيفة [عند الطبراني].
* ورواه أبو بكر بن عياش [ثقة، صحيح الكتاب]، وقيس بن الربيع [ليس بالقوي]، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي [متروك، كذبه جماعة]:
عن عبد العزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة، عن عدى بن حاتم، قال: تشهد رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصمها فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسكت! فبئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله". لفظ قيس [عند الطيالسي].
ومثله لفظ أبي بكر بن عياش إلى قوله: "فبئس الخطيب أنت" دون آخره.
أخرجه الشافعي في الأم (1/ 202)، وفي المسند (67)، والطيالسي (1026)(2/ 363/ 1119 - ط. هجر بدون الزيادة)، والطبراني في الكبير (17/ 98/ 235)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 310 - 311)، والبيهقي في المعرفة (2/ 497/ 1743)، والبغوي في شرح السُّنَّة (12/ 360/ 3391).
هكذا تابع قيسُ بن الربيع وكيعًا على زيادة: "قل: ومن يعص الله ورسوله"، وهي زيادة محفوظة، اعتمدها مسلم في صحيحه، بل إن مسلمًا لم يخرج الحديث إلا من طريق وكيع وحده، فقد أتى بهذه الزيادة: ثقة حافظ متقن، يُعتمد على حفظه، وقد توبع عليها، ووكيع من أحفظ الناس، كان مطبوع الحفظ، حتى قدمه ابن معين على ابن مهدي في سفيان الثوري، وقدمه أحمد مرة على ابن مهدي، وقال:"كان مطبوع الحفظ، وكان وكيع حافظًا حافظًا، وكان أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيرًا كثيرًا"[انظر: الجرح والتعديل (1/ 221) و (9/ 37)، تاريخ بغداد (13/ 471)، السير (9/ 140)، التهذيب (4/ 311)، وغيرها]، ومن ادعى إدراج هذه الزيادة فدعوى لا دليل عليها.
* وانظر في معنى الحديث: الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم (407)[مع التنبه لخطأ الباحث في الترجيح، وخطأ ما ذهب إليه من توهيم رواية وكيع التي اعتمدها مسلم في صحيحه، واقتصر عليها، وهي رواية محفوظة، لا غبار عليها].
***
1100 -
قال أبو داود: حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن خبيب، عن عبد الله بن محمد بن معن، عن بنت الحارث بن النعمان، قالت: ما حفظت {ق} ، إلا من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، [كان] يخطب بها كل جمعة، قالت: وكان تنُّورُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنُّورُنا واحدًا.
قال أبو داود: قال روح بن عبادة: عن شعبة، قال: بنت حارثة بن النعمان، وقال ابن إسحاق: أم هشام بنت حارثة بن النعمان.
* حديث صحيح
أخرجه من طريق غندر محمد بن جعفر عن شعبة به:
مسلم (873/ 51)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 458/ 1959)، والنسائي في الرابع من الإغراب (158 و 159)، وابن خزيمة (3/ 144/ 1786)، والحاكم (1/ 284)[ووهم في استدراكه]. وأحمد (6/ 463)، والبيهقي (3/ 211).
ووقع في جميع المصادر: بنت أو: ابنة حارثة بن النعمان، ولم يقع في شيء منها: بنت الحارث، كذا مذكرًا، فقد رواه مسلم والنسائي وابن خزيمة عن شيخ أبي داود؛ بندار محمد بن بشار به؛ ووقع عند مسلم والنسائي: عن بنت الحارثة بن النعمان، وعند ابن خزيمة: عن ابنة الحارثة بن النعمان، وتابعهم أحمد بن سلمة بن عبد الله النيسابوري الحافظ الحجة فرواه عن بندار به، وقال: عن ابنةٍ لحارثة بن النعمان [عند البيهقي]، وهكذا رواه أحمد عن غندر به، فقال: عن ابنة حارثة بن النعمان، ومن طريقه رواه الحاكم وأبو نعيم.
فتبين بذلك خطأ رواية: بنت الحارث بن النعمان، وإنما هي: بنت الحارثة بن النعمان.
قال ابن خزيمة: "ابنة الحارثة هذه هي: أم هشام بنت حارثة".
* ورواه روح بن عبادة، وأبو داود الطيالسي، وحجاج بن محمد المصيصي، وشبابة بن سوار، وآدم بن أبي إياس، وأبو النضر هاشم بن القاسم، والنضر بن شميل [وهم ثقات، أكثرهم أثبات]، وأبو عتاب [سهل بن حماد الدلال: صدوق]: عن شعبة به.
لكن انقلب اسم التابعي في رواية روح بن عبادة، فقال: محمد بن عبد الله بن معن [عند أبي نعيم]، وقال الطيالسي: عن ابن معن، نسبه لجده [وكذا وقع من روايته عند البيهقي في المعرفة].
قال هاشم بن القاسم، والنضر بن شميل، واللفظ لهاشم: ثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، قال: سمعته من عبد الله بن محمد بن معن، قال: سمعت بنت حارثة بن النعمان الأنصارية، قالت: لقد رأيتُنا وتنورُنا وتنورُ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدٌ، وما حفظت {ق} إلا من فيه يوم الجمعة وهو يخطب. وقال النضر: يخطب بها يوم الجمعة على المنبر. [ذكرا فيه السماع].
أخرجه أبو عوانة (18/ 321/ 23686 - إتحاف)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 458/ 1959)، والحاكم (1/ 284)[ووهم في استدراكه]، والطيالسي (3/ 213/ 1749)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (5/ 205/ 2334)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 136/ 3361)، وأبو يعلى (13/ 72/ 7150)، والبيهقي في المعرفة (2/ 492/ 1732).
* وقد رواه أحمد بن منيع: نا روح بن عبادة: نا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، قال: سمعت معن بن عبد الله، أو: محمد بن عبد الله بن معن، عن خارجة بن النعمان [وفي الإتحاف: حارثة بن النعمان]، قال: لقد رأيتُنا وإن تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد، وما نعلمت سورة {ق} إلا من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يخطب بها يوم الجمعة.
أخرجه ابن منيع في مسنده (2/ 287/ 1536 - إتحاف الخيرة)، وعنه حفيده: أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (2/ 291/ 874).
وقد وقع الوهم في هذه الرواية في موضعين: الأول: في اسم التابعي، وإنما هو: عبد الله بن محمد بن معن، كذا رواه عن شعبة جماعة الثقات من أصحابه، والثاني: في اسم صحابي الحديث، وإنما هو: ابنة حارثة بن النعمان، والله أعلم [وانظر: الإصابة (2/ 367)].
ورجال هذا الإسناد كلهم ثقات مشهورون؛ عدا عبد الله بن محمد بن معن: قال البخاري: "يعد في أهل المدينة، سمع بنت حارثة، سمع منه خبيب بن عبد الرحمن"، [التاريخ الكبير (5/ 187)، الجرح والتعديل (5/ 155)، الثقات (7/ 50)، الميزان (2/ 490)،
التهذيب (2/ 427)]، فهو وإن انفرد بالرواية عنه: خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري المدني؛ إلا أنه قد أخرج له مسلم في صحيحه، وصحح له: ابن خزيمة وأبو عوانة والحاكم، والراوي عنه: تابعي، ومدني مثله، وهذا مما يرفع من حاله، ولم يأت في روايته بما ينكر؛ بل تابعه عليها جماعة رووه عن ابنة حارثة بن النعمان به مثله، وهم: عمرة بنت عبد الرحمن، ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وهذا مما يدل على أنه حفظ ما تحمله، وأداه كما سمعه، فلا يعيبه جهالته وقلة روايته، ولا يمنع ذلك من تصحيح حديثه طالما أنه قد حفظ وضبط، وقد سبق الكلام مرارًا عن حديث المجهول، فقد قررت أن حديث المجهول إذا كان مستقيمًا فإنه يكون مقبولًا صحيحًا؛ فالحكم على الراوي بالجهالة لا يمنع من تصحيح حديثه، راجع ذلك تحت الحديث رقم (759)، عند حديث هُلْب الطائي [وانظر أيضًا فيما قبلته أو رددته من حديث المجهول: ما تحت الحديث رقم (788)، الشاهد الرابع، حديث أم سلمة، وما تحت الحديث رقم (795)، وما تحت الحديث رقم (825)، والحديث رقم (991)].
* وأما حديث ابن إسحاق فوصله:
مسلم (873/ 52)، وأحمد (6/ 435 - 436)(12/ 6689/ 28099 - ط. المكنز)، والطبراني في الكبير (25/ 143/ 345)[وفي سنده تقديم وتأخير]. والبيهقي في السُّنن (3/ 211)، وفي المعرفة (2/ 492/ 1731).
من طريق: يعقوب بن إبراهيم بن سعد: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: لقد كان تنورُنا وتنورُ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدًا، سنتين، أو سنة وبعض سنة، وما أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر، إذا خطب الناس.
* ووصله البخاري في التاريخ الكبير (8/ 283 - 284)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 458/ 1960)، وابن خزيمة (3/ 144/ 1787)(3/ 265/ 1787 - ط. الميمان)، (18/ 320/ 23686 - إتحاف)، والحاكم (1/ 284)، وابن سعد في الطبقات (8/ 442)، وابن أبي شيبة (1/ 450/ 5202)(2/ 115 - ط. الهندية)(2/ 559/ 5242 - ط. الرشد)(4/ 82/ 5245 - ط. عوامة)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (5/ 85/ 2192)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (2/ 797/ 3453 - السفر الثاني)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 136/ 3360) و (6/ 137/ 3362)، وأبو يعلى (13/ 71/ 7149)، والطبراني في الكبير (25/ 142/ 343 و 344)[وفي سنده سقط، وكذا وقع لأبي نعيم في المعرفة]. وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3574/ 8065)، وأبو العباس
المستغفري في فضائل القرآن (924)، والبيهقي في السُّنن (3/ 211)، وفي الشعب (2/ 489/ 2491)، وابن بشكوال في الغوامض (10/ 653).
من طريق: جرير بن عبد الحميد، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبدة بن سليمان، وعبد الله بن نمير:
عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد الله، عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: قرأت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} من فغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس. لفظ جرير [عند ابن خزيمة والحاكم].
ولفظه من رواية ابن راهويه عنه: جرير، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: لقد مكثنا سنة أو سنتين، وإن تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم لواحدٌ، وما تعلمت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} إلا من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعلم الناس، يقرؤها كل جمعة على المنبر.
وفي رواية عبد الأعلى [عند البيهقي بإسناد صحيح إليه]: عن محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: لقد كان معنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوتنا، وإن تنورَنا وتنورَه واحدٌ سنتين أو سنة وبعض أخرى، وما أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ بها كل يوم جمعة على الناس إذا خطبهم.
ووقع في رواية عبدة [عند البخاري في التاريخ]: عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن أم هاشم بنت حارثة بن النعمان، قالت:
…
فذكره بالقصة الثانية وحدها.
وأما رواية ابن نمير [عند ابن أبي شيبة، ومن طريقه: ابن أبي عاصم والطبراني وابن بشكوال] ففيها إشكال حيث وقع في الإسناد: "عن يحيى بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة"، وإنما هو: يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، رجل واحد، وقد تحرفت "بن عبد الرحمن" إلى "عن عبد الرحمن"، فجعلته رجلين، ولا أدري أهو تحريف قديم في نسخ المصنف، أم هو وهم من الرواة، لا سيما وقد وقع في نسخ المصنف اختلاف آخر، ففي بعضها: أم هاشم ابنة جارية أو حارثة، وفي البعض الآخر: أم هشام ابنة جارية أو حارثة، وإنما هي: أم هشام ابنة حارثة، وأخاف أن يكون ابن أبي شيبة الحافظ نفسه لم يضبط هذا الحديث، وقد رواه الطبراني من طريقه لكن بإسقاط ذكر يحيى بن عبد الله، ورواية ابن نمير هذه سببت إشكالًا لبعضهم فادعى الانقطاع بين يحيى بن عبد الله وبين أم هشام، وأن بينهما: عبد الرحمن بن سعد بن زرارة [انظر: بيان الوهم (2/ 387/ 389)]، وذلك لا يصح.
ثم وجدت بعد ذلك أن ابن سعد قد رواه في الطبقات (8/ 442)، قال: أخبرنا
عبد الله بن نمير: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: لقد مكثنا سنة [وفي رواية ابن أبي شيبة: سنتين] أو سنة وبعض سنة، وإن تنورَنا وتنورَ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدٌ، وما أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرؤها على الناس في كل جمعة إذا خطبهم.
قال ابن سعد: "هكذا قال عبد الله بن نمير: أم هاشم، وهي أم هشام".
وبهذه الرواية يزيد احتمال كون الوهم في الإسناد إنما هو من ابن أبي شيبة نفسه، وأن ابن نمير قد رواه كالجماعة، فقال: عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صعد بن زرارة، والله أعلم.
وبهذا تأتلف رواية ابن نمير مع رواية الجماعة عن ابن إسحاق، غير أنه هو الذي قال: أم هاشم، وهي: أم هشام بنت حارثة، والله أعلم.
قال أبو بكر ابن خزيمة: "يحيى بن عبد الله هذا هو: ابن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، نسبه إبراهيم بن سعد"، وكذا قال الحاكم، وقد وقع منسوبًا إلى جده الأعلى زرارة من رواية جرير عند أبي نعيم، ونسبه عن جرير: إسحاق بن راهويه، وقد نسبه أيضًا عبد الأعلى وعبدة وابن نمير، كما سبق بيانه.
* هكذا رواه إبراهيم بن سعد [ثقة حجة، أثبت الناس في ابن إسحاق]، وجرير بن عبد الحميد [ثقة]، وعبدة بن سليمان الكلابي [ثقة ثبت]، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى [ثقة]، وعبد الله بن نمير [ثقة]: عن ابن إسحاق به هكذا.
* وخالفهم: جرير بن حازم، قال: سمعت محمد بن إسحاق، يحدث عن بنت حارثة بن النعمان، ....
أخرجه أبو عوانة (18/ 321/ 23686 - إتحاف).
قال أبو عوانة: "كذا وقع عندي، وإنما هو: محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر،
…
"، فذكره على الصواب.
قال ابن حجر في الإتحاف: "ولم يقم إسناده"، وهو كما قال، والمحفوظ: رواية الجماعة عن ابن إسحاق.
قلت: ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة: تابعي ثقة، تقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (1052)، الشاهد التاسع، وصوابه: يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، والله أعلم [انظر: التاريخ الكبير (8/ 283 و 286)، الجرح والتعديل (9/ 162)، التهذيب (4/ 370)].
• وانظر أيضًا فيمن وهم في إسناده على عبد الله بن أبي بكر، أو فيمن رواه عنه من المتروكين: ما أخرجه الشافعي في الأم (1/ 201)، وفي المسند (66)، وابن سعد في الطبقات (8/ 442)، والبيهقي في المعرفة (2/ 1729/491 و 1730).
* ورواه علي بن المبارك [ثقة، من أصحاب يحيى]، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي [ثقة، من أثبت أصحاب يحيى]:
عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن [بن أبي زرارة]، عن ابنة حارثة بن النعمان، قالت: حفظت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} من فيَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر بوم الجمعة.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 148)، وفي الأوسط (1/ 314/ 1514)، والنسائي في المجتبى (3/ 107/ 1411)، وفي الكبرى (2/ 282/ 1732)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 64/ 1803)، والطبراني في الكبير (25/ 141/ 341)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 88).
تنبيه: رواه ابن المنذر عن البخاري به، لكن وقع في إسناده: محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، والذي في التاريخ: محمد بن عبد الرحمن بن أبي زرارة، وذلك في ترجمة: محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وهو الأقرب للصواب.
وهذا إسناد رجاله ثقات، وشيخ يحيى هنا هو: محمد بن عبد الرحمن سعد بن زرارة المدني، نسب إلى جده، وهو: محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، ويقال: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وهو: ثقة، من السادسة، وروايته عن الصحابة مرسلة، فيروي عن جابر بواسطة، وعن قيس بن سعد بواسطة، وعن كعب بن مالك بواسطة، وهكذا عن بقية الصحابة الذين روى عنهم، ولا يصح سماعه من أبي سعيد الخدري، ففي إسناده عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب، وهو: ليس بالقوي، وبين وفاة أبي سعيد ومحمد خمسون سنة على أقل تقدير، أو ستون سنة، وفي خبر ابن موهب أنه كان يأتي أبا سعيد من اليمامة، وهو إنما كان عاملًا عليها أيام عمر بن عبد العزيز، وقد ولي عمر الخلافة بعد وفاة أبي سعيد بما يزيد على (25) سنة [انظر: طبقات ابن سعد (1/ 286)، التاريخ الكبير (1/ 148)، التاريخ الأوسط (1/ 314/ 1516)، الجرح والتعديل (7/ 316)، رجال صحيح البخاري لأبي نصر الكلاباذي (2/ 660)، التعديل والتجريح (2/ 657)، تاريخ دمشق (54/ 85)، التهذيب (3/ 625)].
• خالفهما: الأوزاعي [وعنه: الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد]، فرواه عن يحيى بن أبي كثير، عن ابنة حارثة بن النعمان، قالت: لقد مكثنا وآل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا، وما لنا ولهم إلا تنور واحد نخبز فيه، فحفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم {ق} ، مما يقرأ بها على المنبر يوم الجمعة.
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 137/ 3364)، والطبراني في الكبير (25/ 142/ 342)، وأبو العباس المستغفري في فضائل القرآن (925).
وهذه الرواية وهمٌ؛ فإن الأوزاعي لم يكن يقيم حديث يحيى بن أبي كثير، لم يكن
عنده في كتاب، ضاع كتابه عن يحيى، فكان يحدث به من حفظه، ويهم فيه [شرح علل الترمذي (2/ 677)]، والمحفوظ عن يحيى: رواية شيبان وعلي بن المبارك، وقد تابعه عليه: سفيان بن عيينة:
* فقد رواه سفيان بن عيينة [وعنه: أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد المسندي، ومحمد بن ميمون الخياط]، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ابن أخي عمرة - سمعته منه قبل أن يجيء الزهري -[وفي رواية: وكانوا يقولون: هذا عامل عمر بن عبد العزيز، فجلست إليه وأنا ابن خمس عشرة سنة]، عن امرأة من الأنصار، قالت [وفي رواية المسندي: قال: سمعت امرأة تقول]: كان تنورنا وتنور النبي صلى الله عليه وسلم واحدًا، فما حفظت {ق} إلا منه كان يقرؤها.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 148 - 149)، وفي الأوسط (1/ 313/ 1513)، وأحمد (6/ 435)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (199 - 200)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 88)، وابن بشكوال في الغوامض (10/ 652).
قال ابن صاعد: "هذه المرأة هي بنت حارثة بن النعمان".
وقال أحمد في العلل (1/ 192/ 178) و (2/ 150/ 1834): "حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ابن أخي عمرة، قال سفيان: سمعته منه قبل أن يجيء الزهري، قال سفيان: جالسته وأنا ابن خمس عشرة، جاء ها هنا فأقام، وكنت لا أعقل الحديث جيدًا، وكان عمر بن عبد العزيز استعمله على اليمامة، وكان له فضل".
قلت: لو صح سماعه المذكور من طريق عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر المسندي [وهو: ثقة حافظ]، لا تصل إسناده، ولصار تابعيًا بهذه الرواية، والله أعلم.
***
1101 -
قال أبو داود: حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدثني سماك، عن جابر بن سمرة، قال: كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قصدًا، وخطبته قصدًا، يقرأ آياتٍ من القرآن، ويُذكِّر الناس.
* حديث صحيح
أخرجه مسلم (862) و (866)، وتقدم تخريجه برقم (1093 - 1095)، وقد سبق أن خرجت طرفًا منه تحت الحديث رقم (795)، الشاهد الرابع، وخرجت بعض طرقه تحت الحديث رقم (805).
***
1102 -
. . . سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن أختها، قالت: ما أخذتُ ق إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقرؤها في كل جمعة.
قال أبو داود: كذا رواه يحيى بن أيوب، وابن أبي الرجال، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان.
* حديث صحيح
أخرجه مسلم (872/ 50)، وأبو عوانة (18/ 321/ 23686 - إتحاف)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 458/ 1958)، والبيهقي (3/ 211).
رواه عن سليمان بن بلال: يحيى بن حسان التنيسي، ومروان بن محمد الدمشقي الطاطري [وهذا لفظه]، وإسماعيل بن أبي أويس.
ولفظ يحيى بن حسان [عند مسلم]: عن أختٍ لعمرة، قالت: أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة.
***
1103 -
قال أبو داود: حدثنا ابن السرح: حدثنا ابن وهب: أخبرني يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن أختٍ لعمرة بنت عبد الرحمن، كانت أكبر منها، بمعناه.
* حديث صحيح
أخرجه عن أبي داود به: أبو عوانة (18/ 321/ 23686 - إتحاف).
وأخرجه مسلم (872/ 50)، قال: وحدثنيه أبو الطاهر به، وهو ابن السرح.
وأخت عمرة بنت عبد الرحمن لأمها هي: أم هشام بنت حارثة بن النعمان.
* هكذا رواه سليمان بن بلال [مدني ثقة]، ويحيى بن أيوب [الغافقي المصري: ليس به بأس]، عن يحيى بن سعيد الأنصاري به.
* ورواه ابن أبي الرجال، فتابعهما في إسناده، وخالفهما في تعيين الصلاة:
رواه عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن يحيى بن سعيد [ووقع عند أحمد: قال: ذكره يحيى بن سعيد]، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: ما أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} إلا من وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصلي بها في الصبح.
أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 157/ 949)، وفي الكبرى (1/ 489/ 1023) و (10/ 270/ 11456)، وأحمد (6/ 463)، وابنه في زيادات المسند (6/ 463)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 137/ 3363)، والمحاملي في الأمالي (109 - رواية ابن البيع)، وابن عدي في الكامل (4/ 285)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3575/ 8066).
قال ابن عدي بعد أن أخرج هذا الحديث في ترجمة ابن أبي الرجال: "وابن
أبي الرجال هذا: قد وثقة الناس، ولولا أن في مقدار ما ذكرتُ من الأخبار بعض النكرة لما ذكرت، وحديث يحيى بن سعيد عن عمرة عن أم هشام: ابن أبي الرجال يرويه عنه"، يعني: أنه قد تفرد به عنه، ولا يُعرف إلا به، وقد خالفه فيه الناس، لذا عده فيما يستنكر عليه.
هكذا جعل ابن أبي الرجال هذه الواقعة في صلاة الصبح، وخالفه اثنان من الثقات فجعلاها في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقرأ بها على المنبر، في كل جمعة.
وهكذا رواه جماعة عن أم هشام بنت حارثة، وعليه: فإن هذا وهم من عبد الرحمن بن أبي الرجال، وهو: ليس به بأس، يخطئ في حديث عمرة، والمحفوظ رواية الجماعة، وأن قراءة سورة ق كانت على المنبر في خطبة الجمعة، والله أعلم.
وأما ما روي عند الطبراني في الكبير (25/ 343/142) من ورود هذه اللفظة: في صلاة الصبح، فهو من التخليط الذي وقع للطبراني في رواية ابن نمير، وقد سبق التنبيه عليها، كما قد سبق الحديث عن رواية ابن أبي الرجال هذه تحت الحديث رقم (817)، الشاهد التاسع.
* ومما جاء أيضًا في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة غير ما تقدم ذكره:
1 -
حديث يعلي بن أمية:
يرويه سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان بن يعلي بن أمية، عن أبيه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ على المنبر: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ} ، لفظ الجماعة عن ابن عيينة، وزاد حجاج ومحمد بن عباد [عند البخاري وغيره]:{لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77].
أخرجه البخاري في الصحيح (3230 و 3266 و 4819)، وفي خلق أفعال العباد (604 و 605)، ومسلم (871)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 457/ 1957)، وأبو داود (3992)، والترمذي في الجامع (508)، وفي العلل (143)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(3/ 21 - 22/ 475)، والنسائي في الكبرى (10/ 251/ 11415)(11/ 319/ 11591 - ط. التأصيل)، وأحمد (4/ 223)، والحميدي (787)، وعبد الرزاق في التفسير (3/ 202)، وأبو عمر الدوري في قراءات النبي صلى الله عليه وسلم (102)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 64/ 1802)، وابن قانع في المعجم (3/ 217)، وأبو الفرج الأصبهاني في الأغاني (12/ 390)، والطبراني في الكبير (22/ 260/ 671)، والبيهقي في السُّنن (3/ 211)، وفي البعث والنشور (573)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 253/ 1078)، وقال:"هذا حديث متفق على صحته".
قال الترمذي في الجامع: "حديث يعلى بن أمية: حديث حسن صحيح غريب، وهو حديث ابن عيينة".
وقال في العلل: "سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث حسن، وهو حديث ابن عيينة الذي ينفرد به".
قلت: ولا يضره؛ فإنه إمام مكثر، ثقة حافظ، يحتمل التفرد من مثله، لا سيما عن شيخه عمرو بن دينار، فقد كان أثبت الناس فيه، ثم إنه قد احتج به الشيخان في صحيحيهما، كما ترى في التخريج.
قال أبو داود: "يعني: بلا ترخيم"، وقال الدوري:"بالكاف".
رواه عن ابن عيينة: علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والحميدي، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد، وحجاج بن منهال، وأحمد بن عبدة، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ويحيى بن أبي بكير، وعبد الله بن عبد الصمد الموصلي، ومحمد بن عباد بن الزبرقان المكي [وهم ثقات]، وغيرهم.
ووقع عند البخاري (3230) من رواية ابن المديني: قال سفيان: في قراءة عبد الله: {ونادوا يا مال} ؛ يعني: بالترخيم.
2 -
حديث أبي سعيد الخدري:
يرويه عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عياض بن عبد الله بن سعد، عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر {ص} فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يومٌ آخرُ قرأها، فلما بلغ السجدة تشزَّن الناس للسجود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنما هي توبة نبي، ولكني رأيتكم تشزَّنتم للسجود"، فنزل فسجد وسجدوا.
أخرجه أبو داود (1410)، في سجود القرآن، ويأتي الكلام عليه في موضعه، إن شاء الله تعالى.
* ويأتي هناك أيضًا تخريج قصة عمر بن الخطاب:
التي رواها ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي، عما حضر ربيعة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى إذا جاء السجدة نزل، فسجد وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة، قال: يا أيها الناس إنا نمر بالسجود، فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه، ولم يسجد عمر رضي الله عنه.
أخرجه البخاري (1077).
3 -
حديث أبي بن كعب:
رواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أبي بن كعب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الجمعة تبارك وهو قائم، فذكرنا بأيام الله،
…
الحديث، وفيه قصة في الإنصات للخطيب.
أخرجه ابن ماجه (1111).
ويأتي تخريجه قريبًا إن شاء الله تعالى في باب الكلام والإمام يخطب، في أحاديث الباب، تحت الحديث رقم (1113).