المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌131 - باب الصلاة في الثوب الذي يصيب أهله فيه - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٤

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌112 م- باب من قال: المستحاضة تغتسل من ظهر إلى ظهر

- ‌113 - باب من قال: تغتسل كل يوم مرة، ولم يقل: عند الظهر

- ‌1)].***114 -باب من قال: تغتسل بين الأيام

- ‌115 - باب من قال: توضأ لكل صلاة

- ‌1).***116 -باب من لم يذكر الوضوء إلا عند الحدث

- ‌117 - باب في المرأة ترى الكدرة والصفرة بعد الطهر

- ‌118 - باب المستحاضة يغشاها زوجها

- ‌119 - باب ما جاء في وقت النفساء

- ‌(19/ 239 - 240)].120 -باب الاغتسال من الحيض

- ‌121 - باب التيمم

- ‌(111).***122 -باب التيمم في الحضر

- ‌123 - باب الجنب يتيمم

- ‌124 - باب إذا خاف الجنب البرد، أيتيمم

- ‌125 - باب في المجروح [وفي نسخة: المجدور] يتيمم

- ‌126 - باب في المتيمم يجد الماء بعدما يصلي، في الوقت

- ‌127 - باب في الغسل يوم الجمعة

- ‌1)].***128 -باب في الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة

- ‌129 - باب في الرجل يُسْلِم فيؤمر بالغسل

- ‌(12/ 88).***130 -باب المرأة تغسل ثوبها الذي تلبسه في حيضها

- ‌131 - باب الصلاة في الثوب الذي يصيب أهله فيه

- ‌132 - باب الصلاة في شُعُر النساء

- ‌133 - باب في الرخصة في ذلك

- ‌134 - باب المني يصيب الثوب

- ‌(1/ 125).***135 -باب بول الصبي يصيب الثوب

- ‌(1/ 245).***136 -باب الأرض يصيبها البول

- ‌137 - باب في طهور الأرض إذا يبست

- ‌باب في الأذى يصيب الذيل

- ‌باب في الأذى يصيب النعل

- ‌138 - باب الإعادة من النجاسة تكون في الثوب

- ‌139 - باب البصاق يصيب الثوب

- ‌2 - كتاب الصلاة

- ‌1 - باب فرض الصلاة

- ‌2 - باب في المواقيت

- ‌3 - باب في وقت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان يصليها

- ‌4 - باب في وقت صلاة الظهر

الفصل: ‌131 - باب الصلاة في الثوب الذي يصيب أهله فيه

قال أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب (3289): "وأخشى أن تكون: خولة بنت اليمان؛ لأن إسناد حديثهما واحد".

وتعقبه ابن حجر في الإصابة فقال: "لا يلزم من كون الإسناد إليهما واحدًا -مع اختلاف المتن- أن تكونا واحدة

".

قال البيهقي: "قال إبراهيم الحربي: الوازع بن نافع: غيره أوثق منه، ولم يسمع خولة بنت نمار أو يسار إلا في هذين الحديثين".

وقال البيهقي قبل ذلك عن هذين الحديثين: "وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسنادين ضعيفين"؛ يعني: حديث ابن لهيعة، وحديث الوازع.

وقال الذهبي في تهذيب السنن (2/ 833): "الوازع: ليس بثقة، قاله أحمد ويحيى، وخولة لم تعرف بغير هذا".

وقال ابن الملقن: "الحديث ضعيف من طريقيه".

قلت: هذا حديث منكر؛ علي بن ثابت الجزري: صدوق؛ لكن الحمل فيه على الوازع بن نافع العقيلي الجزري؛ فإنه: متروك، منكر الحديث، عامة ما يرويه غير محفوظ، بل روى أحاديث موضوعة [اللسان (8/ 367)].

فيبقى ابن لهيعة على تفرده بهذا الحديث.

***

‌131 - باب الصلاة في الثوب الذي يصيب أهله فيه

366 -

. . . الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، عن معاوية بن أبي سفيان: أنه سأل أخته أم حبيبة -زوج النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه؟ فقالت: نعم؛ إذا لم ير فيه أذى.

• حديث صحيح.

أخرجه النسائي (1/ 155/ 294)، وابن ماجه (540)، والدارمي (1/ 369/ 1376)، وابن خزيمة (1/ 380 - 381/ 776)، وابن حبان (6/ 101/ 2331)، وأحمد (6/ 427)، وإسحاق (4/ 240/ 2052)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 463)، وابن أبي شيبة (2/ 228/ 8411)، وعبد بن حميد (1555)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (54)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 419/ 3072 و 3073)، وأبو يعلى (47/ 13/ 7126)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 61/ 2388)، والطبراني في الكبير (23/ 220/ 405)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3218/ 7410)، والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 407)، والبغوي في شرح السُّنَّة (2/ 431/ 522)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 17).

ص: 241

هكذا رواه عن الليث جماعة من أصحابه، مثل: عيسى بن حماد؛ زغبة، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ومحمد بن رمح، وشبابة بن سوار، وحجاج بن محمد، وعبد الله بن عبد الحكم، ويحيى بن بكير، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، وابنه شعيب بن الليث، وكاتبه عبد الله بن صالح، وشعيب بن حرب، وكامل بن طلحة الجحدري، وبشر بن عمر الزهراني، والحسن بن موسى الأشيب (14).

• ورواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، والليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، يقول: سألت أم حبيبة

فذكره مثله.

أخرجه ابن خزيمة (776)، وابن الجارود (132)، وابن المنذر (2/ 158/ 721)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3074)، لكن رواه عن عمرو وحده. والطحاوي (1/ 50)، والطبراني في الكبير (23/ 220 و 221/ 406 و 408) عن عمرو وحده. والبيهقي (2/ 410).

ورواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (54)، من طريقين آخرين عن ابن لهيعة به.

وبهذا يكون الحديث قد رواه عن يزيد بن أبي حبيب: الليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وعبد الله بن لهيعة.

وتابعهم أيضًا: جعفر بن ربيعة [هو: ابن شرحبيل بن حسنة الكندي المصري: ثقة]، ومحمد بن إسحاق [هو: ابن يسار: صدوق مدني، نزل العراق]:

روياه عن يزيد، عن سويد، عن معاوية بن حديج، عن معاوية بن أبي سفيان، بنحوه.

أخرجه ابن خزيمة (776)، وأحمد (6/ 325)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (54)، والطحاوي (1/ 50).

• وخالف هؤلاء الخمسة:

عبد الحميد بن جعفر [صدوق، ربما أخطأ. التهذيب (2/ 474)]، فرواه عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاوية بن حديج، عن معاوية بن أبي سفيان: أنه سأل أم حبيبة:

فذكره بنحوه.

أخرجه الدارمي (1/ 369/ 1375).

فأسقط عبد الحميد بن جعفر: سويد بن قيس من الإسناد وهمًا منه.

هكذا رواه أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد [وهو: ثقة ثبت]، عن عبد الحميد به، وخالفه: الواقدي [وهو: متروك]، فرواه عن عبد الحميد كالجماعة.

أخرجه ابن بشران في الأمالي (788).

والمحفوظ ما رواه الجماعة، لا سيما وفيهم الليث بن سعد وعمرو بن الحارث.

وهذا إسناد مصري صحيح؛ إلا أني لا أعرف لسويد بن قيس سماعًا من معاوية بن

ص: 242

حديج، إلا من طرق غير محفوظة [انظر: التاريخ الكبير (4/ 143)، علل الدارقطني (6/ 266/ 1123)، مستدرك الحاكم (2/ 92)، السنن الكبرى للبيهقي (6/ 330)].

احتج به: أبو داود، والنسائي، وصححه: ابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود.

وتقدم معنا هذا الإسناد تحت الحديث رقم (267).

• وله طريق آخر عن أم حبيبة:

يرويه معاوية بن صالح، قال: حدثنا ضمرة بن حبيب: أن محمد بن أبي سفيان الثقفي حدثه: أنه سمع أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، وعليَّ وعليه ثوب واحد، فيه كان ما كان.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 103)، وأحمد (6/ 325 و 426)، وإسحاق (4/ 241/ 2053)، وابن أبي شيبة (2/ 228/ 8410)، والطبراني في الكبير (23/ 245/ 491)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 107).

رواه هكذا عن معاوية بن صالح: زيد بن الحباب، وعبد الرحمن بن مهدي، وبشر بن السري.

وخالفهم: عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال: حدثني معاوية، عن ضمرة بن حبيب، عن عنبسة بن أبي سفيان: أنه سمع أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نصلي في الثوب الواحد، وفيه كان ما كان، قالت: أصلي فيه ويصلي فيه؛ يعني: الثوب الذي يجامع فيه.

أخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 325/ 3297)، وفي مسند الشاميين (3/ 173/ 2018).

قال: حدثنا بكر بن سهل: نا عبد الله بن صالح به.

قال في الأوسط: "لم يرو هذا الحديث عن عنبسة إلا ضمرة، تفرد به معاوية".

قلت: خالف فيه عبد الله بن صالح جماعة الثقات -وفيهم الإمام الثبت عبد الرحمن بن مهدي-، فقال:"عنبسة" بدل: "محمد"، فلا أدري الوهم فيه من عبد الله بن صالح، فإنه كان كثير الغلط، أم من بكر بن سهل، وقد ضعفه النسائي وتكلم الناس فيه، ولم يوثق [اللسان (2/ 344)]، والأرجح عندي أن الوهم فيه من بكر بن سهل؛ فإن له زلات تثبت وهنه [راجع الحديث المتقدم برقم (148)].

والمحفوظ: رواية الجماعة، وإسنادها رجالها ثقات، غير محمد بن أبي سفيان، وهو: ابن العلاء بن جارية الثقفي أبو بكر الدمشقي: الذي يروي عن قبيصة بن ذؤيب ويوسف بن الحكم، وعنه: الزهري، وأبو عمر الأنصاري، وضمرة بن حبيب، وتميم بن عطية، وليس هو بالأموي أخي معاوية بن أبي سفيان، وذلك لأمرين:

الأول: أن زيد بن الحباب [وهو: ثقة] نسبه ثقفيًا؛ فقال في روايته: "محمد بن أبي سفيان الثقفي".

ص: 243

والثاني: أن البخاري، وأبا حاتم، وابن حبان، لم يفرقا بين الذي يروي عن أم حبيبة وبين الذي يروي عن قبيصة، ويوسف بن الحكم، بل جعلوهما واحدًا، وتابعهم على ذلك: ابن سميع، كما في تاريخ دمشق.

قال ابن حبان في ثقات التابعين: "محمد بن أبي سفيان الثقفي: يروي عن أم حبيبة، روى عنه ضمرة بن حبيب بن صهيب، وهو الذي روى عنه الزهري، عن يوسف بن الحكم، عن محمد بن سعد".

وعلى هذا فإن محمد بن أبي سفيان الثقفي هذا: حسن الحديث، روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين [انظر: التاريخ الكبير (1/ 103)، الجرح والتعديل (7/ 275)، الثقات (5/ 378)، تاريخ دمشق (49/ 157) و (53/ 108)، التهذيب (3/ 576)].

فهذا إسناد شامي حسن، سمع بعضهم من بعض، وبه يصح حديث الباب؛ حديث أم حبيبة.

• وله إسناد آخر عن معاوية بن أبي سفيان:

أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 420 و 421/ 3075 و 3076)، والطبراني في الكبير (23/ 221/ 407)، وفي مسند الشاميين (3/ 342 و 343/ 2436 و 2437)، وابن عدي في الكامل (5/ 360).

من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، وعبد الجبار بن عمر الأيلي:

كلاهما عن عطاء الخراساني: عن يحيى بن أبي المطاع [وهو: الأردني، ثقة][وفي رواية: مطرف بن مطاع الغفاري، ولم أقف له على ترجمة]: أنه سمع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، يقول: دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب موشح به في مسجد في بيتها، ورأسه يقطر. قلت: يا أم المؤمنين! ألا أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد؟ قالت: نعم، وهو الذي كان فيه ما كان.

عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني: ضعيف روى عن أبيه أحاديث منكرة [التهذيب (3/ 72)]، وعبد الجبار بن عمر الأيلي: منكر الحديث [التهذيب (2/ 469)].

وخالفهما فأسقط الواسطة بين عطاء ومعاوية من الإسناد:

إسماعيل بن عياش، قال: أخبرني عطاء الخراساني، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: دخلت على أم حبيبة

، فذكره بنحوه.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 276/ 3166)، وفي المسند (3/ 383/ 327 - مطالب)، وأبو يعلى (13/ 61/ 7140).

وهذا أولى بالصواب، فإن إسماعيل بن عياش روايته عن أهل الشام مستقيمة، وهذا منها، فإن عطاء بن أبي مسلم الخراساني نزل الشام، وعليه:

فالإسناد ضعيف؛ لانقطاعه، فإن عطاء لم يدرك جماعة من الصحابة ممن ماتوا بعد

ص: 244

معاوية بزمان، بل قيل: إنه لم يسمع من أحد من الصحابة صلى الله عليه وسلم[انظر: المراسيل (156)، جامع التحصيل (238)، تحفة التحصيل (229)، التهذيب (3/ 108)].

• وانظر فيما لا يصح أيضًا لانقطاعه، أو لوهاء إسناده: مسند أبي يعلى (13/ 364/ 7373)، المعجم الأوسط للطبراني (6/ 226 - 227/ 6256)، تاريخ بغداد (4/ 53)، فتح الباري لابن رجب (2/ 135).

• ومن شواهد هذا الحديث:

1 -

ما رواه برد بن سنان، عن سليمان بن موسى، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامع فيه.

أخرجه أحمد (6/ 217)، وابن أبي شيبة (2/ 227/ 8406).

هكذا رواه إسماعيل ابن علية، عن برد بن سنان، وخالفه: العلاء بن برد بن سنان [ضعيف. اللسان (5/ 463)]، فرواه عن أبيه، عن مكحول، عن سليمان بن يسار، عن عائشة قالت:

فذكره.

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (217/ 1/ 389) و (4/ 381/ 3611).

والمعروف: ما رواه ابن علية: الثقة الثبت، وإسناده ضعيف؛ لانقطاعه؛ فإن سليمان بن موسى الأشدق، قال فيه البخاري:"لم يدرك أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم[علل الترمذي الكبير (176)، تحفة التحصيل (137)] [قال ابن حجر في الإتحاف (16/ 2/ 1106): "وهو منقطع"]، ثم إن سليمان بن موسى: صدوق، عنده مناكير [التهذيب (2/ 111)]، وانظر: علل الدارقطني (14/ 332/ 3676).

2 -

وما رواه الحسن بن يحيى الخشني: حدثنا زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأسه يقطر ماءً فصلى بنا في ثوب واحد، متوشحًا به، قد خالف بين طرفيه، فلما انصرف، قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! تصلي بنا في ثوب واحد؟ قال: "نعم، أصلي فيه، وفيه"؛ أي: قد جامعت فيه.

أخرجه ابن ماجه (541)، وابن سعد في الطبقات (1/ 463)، والبزار (10/ 44/ 4105)، والطبراني في مسند الشاميين (2/ 207/ 1196)، وابن عدي في الكامل (2/ 324)، وتمام في الفوائد (96)، وابن عساكر في تاريخه (38/ 421) و (41/ 353).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، إلا الكلام الأول في الصلاة في ثوب واحد، فأما الزيادة من صلاته في ثوب فيه جنابة فلا نعلم أحدًا زاده بإسناد صحيح، والحسن بن يحيى: ليس به بأس، وزيد بن واقد: ليس به بأس في الحديث يجمع حديثه، وبقية الإسناد ثقات مشهورون".

قلت: الإسناد من لدن زيد بن واقد فمن فوقه: إسناد شامي صحيح، لكن تفرد به: الحسن بن يحيى الخشني الدمشقي، أصله من خراسان، وهو في الأصل: صدوق، إلا أنه

ص: 245

سيئ الحفظ، كثير الوهم والغلط، ويحدث من حفظه، لذا وقع في رواياته مناكير كثيرة، فوهاه بعضهم مثل: ابن معين، والنسائي، والدارقطني، وابن حبان، ومشاه واحتمله بعضهم، مثل: أحمد، وأبي حاتم، ودحيم، وابن عدي [انظر: التهذيب (1/ 417)].

ومن كان هذا حاله، فلا يحتمل تفرده عن الثقات المشاهير؛ فهو حديث منكر.

وابن عدي مع كونه ممن احتمله ومشاه، فقال في آخر ترجمة (2/ 324):"وهو ممن تحتمل رواياته"، إلا أنه عد حديثه هذا في ضمن ما أنكر عليه من أحاديث، ثم قال: "وللحسن بن يحيى من الحديث جزء أو أقل

، وأنكر ما رأيت له هذه الأحاديث التي أمليتها".

3 -

وما رواه عبيد الله بن عمرو الرقي [ثقة فقيه]، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: يصلي في الثوب الذي يأتي فيه أهله؟ قال: "نعم؛ إلا أن يرى فيه شيئًا فيغسله".

أخرجه ابن ماجه (542)، وابن حبان (6/ 102/ 2333)، وأحمد (5/ 89 و 97)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (5/ 97)، وأبو يعلى (13/ 454 و 465/ 7460 و 7479)، وابن أبي حاتم في العلل (1/ 192/ 550)، والطبراني في الكبير (2/ 215/ 1881)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (3/ ب)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 111)، والذهبي في السير (8/ 312).

صححه ابن حبان.

وقال البوصيري في الزوائد: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".

وقال الذهبي: "هذا حديث صحيح، من العوالي لأمثالنا".

قلت: هو حديث معلول؛ وهم في رفعه عبيد الله بن عمرو الرقي؛ إنما هو: موقوف.

فقد رواه أبو عوانة [ثقة ثبت]، وأسباط بن محمد [ثقة]، عن عبد الملك بن عمير، قال: سئل جابر بن سمرة وأنا عنده، عن الرجل يصلي في الثوب الذي يجامع فيه أهله؟ قال: صلِّ فيه، إلا أن ترى فيه شيئًا فتغسله، ولا تنضحه، فإن النضح لا يزيده إلا شرًّا. هكذا موقوفًا.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 227/ 8407)، والطحاوي (1/ 53).

قال الإمام أحمد في المسند (5/ 89): "هذا الحديث لا يُرفع عن عبد الملك بن عمير".

وقال أبو حاتم: "كذا مرفوعًا، وإنما هو موقوف".

وقال الدارقطني في الأفراد (2/ 442/ 1869 - أطرافه): "تفرد برفعه عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك".

***

ص: 246