الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوة خيبر
ولما كانت خيبر معقل خيانة وعداوة من اليهود الذين تم إجلاؤهم من المدينة فقاموا بدعم قريش والأحزاب وتحريضهم على غزو المدينة وحرضوا بقية يهود المدينة، واستمروا في إعلان العداء والتأليب على المسلمين بكل ما استطاعوا؛ خَرَجَ إليهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم في أول السنة السابعة بجيش من الصحابة وسار إِلَى خَيْبَرَ فَجَاءَهَا لَيْلاً، وَكَانَ اللَّه سبحانه وتعالى، قَدْ وَعَدَ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ بِفَتْحِهَا، فَقَالَ سُبْحَانَهُ:{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَوْمًا بِلَيْلٍ لَا يُغِيرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ. قَالَ أَنَسٌ: فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ بِغَلَسٍ فَرَكِبَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَا رَدِيفُ أَبِى طَلْحَةَ فَأَجْرَى نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى زُقَاقِ خَيْبَرَ وَإِنَّ رُكْبَتِى لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَانْحَسَرَ الإِزَارُ عَنْ فَخِذِ نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنِّى لأَرَى بَيَاضَ فَخِذِ نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» . قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. وَقَدْ خَرَجَ الْقَوْمُ إِلَى أَعْمَالِهِمْ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ، فَقَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ.
(1)
قَالَ: وَأَصَبْنَاهَا عَنْوَةً
(2)
، وَجُمِعَ السَّبْيُ فَجَاءَهُ دِحْيَةُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِى جَارِيَةً مِنَ السَّبْىِ. فَقَالَ: «اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً» . فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَىٍّ فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى نَبِىِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَىٍّ سَيِّدِ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ مَا تَصْلُحُ إِلَاّ لَكَ. قَالَ «ادْعُوهُ بِهَا» . قَالَ فَجَاءَ بِهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْىِ غَيْرَهَا» . وَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا.
(1)
وفي رواية: قالوا: محمد والخميس.
(2)
وكانت حصوناً عديدة، آخرها فتحت صلحاً.
وقد جعل الله تعالى فتح خيبر على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وأَعْطَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يهودَ خَيْبَرَ أَنْ يَعْمَلُوهَا وَيَزْرَعُوهَا وَلَهُمْ شَطْرُ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نَتْرُكُكُمْ عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا"، فَأَقَرُّوهُ، فَأَقَرَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1)
وفي أثناء غزوة خيبر حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر الأهلية، وأخبر أنها رجس، وأمر بالقدور فألقيت وهي تفور بلحومها، وأمر بغسل القدور بعد، وأحل حينئذ لحوم الخيل وأطعمهم إياها، كما نهى صلى الله عليه وسلم عن متعة النساء.
(1)
حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه فِي إِمَارَتِهِ إِلَى تَيْمَاءَ وَأَرِيحَا بعد إفساد ظهر منهم. وَأَجْلَى كَذَلِكَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه، يَهُودَ فَدَكَ وَنَصَارَى نَجْرَانَ أَيْضًا مِنَ الحِجَازِ، وَقيل أنه لَمْ يُخْرِجْ أَهْلَ تَيْمَاءَ وَوَادِي القُرَى؛ لأنَّهُمَا مِنْ أَرْضِ الشَّامِ لَا مِنَ الحِجَازِ.