الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سليمان عليه السلام
ووُهِبَ لداود ابنُه سليمان إنعامًا من الله عليه وتفضلًا لتقر عينه به، وكان سليمانُ كثير التوبة والرجوع إلى الله والإنابة إليه، ورُفِعَت لداود وابنه سليمان عليهما السلام قضية بشأن خصمين؛ لأحدهما غنم انتشرت ليلًا في حَرْث (زرع) الآخر فأفسدته، وكَانَ حَرْثُهُمْ عِنَبًا نَفَشَتْ فِيهِ الْغَنَمُ، أَيْ: رَعَتْ لَيْلًا، فَقَضَى دَاوُدُ بِالْغَنَمِ لَهُمْ، فَمَرُّوا عَلَى سُلَيْمَانَ فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: لَا، وَلَكِنْ أَقْضِي بَيْنَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا الْغَنَمَ فَيَكُونَ لَهُمْ لَبَنُهَا وَصُوفُهَا وَمَنْفَعَتُهَا، وَيَقُومُ هَؤُلَاءِ عَلَى حَرْثِهِمْ حَتَّى إِذَا عَادَ كَمَا كَانَ رَدُّوا عَلَيْهِمْ غَنَمَهُمْ.
وخَرَجَتْ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا صَبِيَّانِ لَهُمَا، فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَأَخَذَ وَلَدَهَا. فَقَالَتْ هَذِهِ لِصَاحِبَتِهَا: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ أَنْتِ، وَقَالَتْ الْأُخْرَى: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ عليه السلام فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عليه السلام فَأَخْبَرَتَاهُ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَقْطَعُهُ بَيْنَكُمَا نِصْفَيْنِ، لِهَذِهِ نِصْفٌ، وَلِهَذِهِ نِصْفٌ، فَقَالَتْ الْكُبْرَى: نَعَمْ، اقْطَعُوهُ، وَقَالَتْ الصُّغْرَى: لَا تَقْطَعْهُ يَرْحَمُكَ اللهُ، هُوَ ابْنُهَا. فَقَالَ: هُوَ ابْنُكِ. فَقَضَى بِهِ لِلَّتِي أَبَتْ أَنْ يَقْطَعَهُ.
وورِثَ سليمانُ أباهُ داودَ في النبوة والعلم والملك، وقال متحدثاً بنعمة الله عليه وعلى أبيه: يا أيها الناس، عَلَّمنا الله فهم أصوات الطير، وأعطانا من كل شيء أعطاه الأنبياء والملوك، إن هذا لهو الفضل المبين.
وكَانَ لِنَبِيِّ اللهِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عليه السلام مِائَةُ امْرَأَةٍ. فَقَالَ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى نِسَائِي، فَلَتَحْمِلْنَّ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ وَلَتَلِدَنَّ فَارِسًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: قُلْ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ.
فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا، فَلَمْ يَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، جَاءَتْ بِنِصْفِ إِنْسَانٍ
(1)
. وعرضت عليه عصرًا الخيول الأصيلة السريعة، تقف على ثلاث قوائم، وترفع الرابعة، فلم تزل تُعْرض عليه تلك الخيول الأصيلة حتى غربت الشمس. فقال سليمان: إني آثرت حب المال -ومنه هذه الخيل- على ذكر ربي حتى غابت الشمس وتأخرتُ عن صلاة العصر، ردوا علي هذه الخيل. فردوها عليه، فبدأ يضرب بالسيف سوقها وأعناقها
(2)
.
ولما فرغ سليمان بن داود عليه السلام من بناء بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالاً ثلاثة: سأل الله حكماً يصادف حكمه؛ فأعطاه الله إياه. وسأل الله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده؛ فأعطاه إياه. وألا يأتي هذا المسجد
(3)
أحد لا يريد إلا الصلاة فيه؛ أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه. قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة.
وطوّع الله لسليمان الريح شديدة الهبوب تجري بأمره إذا أمرها إلى أرض الشام. تسير في الصباح مسافة شهر، وتسير في المساء مسافة شهر، وتنقاد بأمره لينة لا زعزعة فيها مع قوتها وسرعة جريها، تحمله حيث أراد. وسيّل اللهُ له عين النحاس ليصنع من النحاس ما يشاء، وسخر له من الجن من يعمل بين يديه بأمر ربه، وذلل له الشياطين يأتمرون بأمره، فمنهم البناؤون يعملون له ما أراد من مساجد للصلاة ومن قصور، وما يشاء من صور، وما يشاء من قصاع مثل حياض الماء الكبيرة، وقدور الطبخ الثابتات فلا يُحرَّكْنَ لعِظَمِهِن. ومنهم الغواصون الذين يغوصون في البحار، فيستخرجون الدرر منها. والذي يميل من الجن عمَّا أُمِر به من العمل يناله عذاب أليم. ومن الشياطين أيضاً مردة سُخِّروا له، فهم بأمره موثقون في الأغلال لا يستطيعون التحرك. وقيل له: يا سليمان، هذا عطاؤنا الذي أعطيناكه استجابة لما طلبت منا، فأعط من شئت، وامنع من شئت، فلن تحاسب في إعطاء أو منع. وقيل: اعملوا - يا آل داود - شكرَاً لله على ما أنعم به عليكم، وقليل من عباد الله هم الشكورون على ما أنعم الله عليهم.
(1)
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَ قَالَ إِنْ شَاءَ اللهُ؛ لَحَمَلَتْ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ، فَوَلَدَتْ فَارِسًا، وَلَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَجْمَعُونَ.
(2)
قيل أنه ذبحها وجعلها صدقة للفقراء، فلا يبقى منها شيء يشغله عن ذكر الله.
(3)
يعني المسجد الأقصى بِبَيْتَ الْمَقْدِسِ.
وجُمِع لسليمان جنوده من البشر والجن والطير، فهم يُسَاقون بنظام، حتَّى إذا جاؤوا إلى وادي النمل (موضع بالشام) قالت نملة من النمل: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم؛ حتَّى لا يهلككم سليمان وجنوده وهم لا يعلمون بكم، إذ لو علموا بكم لما داسوكم.
فلما سمع سليمان كلامها تبسّم ضاحكًا من قولها هذا، وقال داعيًا ربه سبحانه: ربّ وفقني وألهمني أن أشكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ وعلى والديَّ، ووفقني أن أعمل عملًا صالحًا ترتضيه، وأدخلني برحمتك في جملة عبادك الصالحين.
وتعَهَّد سليمان الطيرَ وتفقّدهم فلم ير الهدهد، فقال: ما لي لا أرى الهدهد؟ أمنعني من رؤيته مانع؟ أم كان من الغائبين؟، فلما تبين له غيابه قال: لأعذبنّه عذابًا شديدًا، أو لأذبحنّه عقابًا له على غيابه، أو ليأتيني بحجة واضحة تبين عذره في الغياب.
فمكث الهدهد في غيابه زمنًا غير بعيد، فلما جاء قال لسليمان عليه السلام: اطلعت على ما لم تطلع عليه، وجئتك من أهل سبأ بخبر صادق لا شك فيه.
إني وجدت امرأة تحكمهم، وأُعطِيت هذه المرأة من كل شيء من أسباب القوة والملك، ولها سرير عظيم تدير مِن عليه شؤون قومها. وقد وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله سبحانه وتعالى، وحسَّن لهم الشيطان ما هم عليه من أعمال الشرك والمعاصي، فصرفهم عن طريق الحق، فهم لا يهتدون إليه. وأضلهم لئلا يسجدوا لله الَّذي يُخْرِج ما ستره في السماء من المطر، وفي الأرض من النبات، ويعلم ما يخفيه الناس من الأعمال وما يظهرونه، لا يخفى عليه من ذلك شيء. الله الذي لا معبود بحق غيره، هو رب العرش العظيم.
فقال سليمان عليه السلام للهدهد: سننظر أصدقت فيما تدعيه عن مملكة سبأ، أم كنت من الكاذبين. ثم كتب سليمان كتابًا، وسلمه للهدهد، وقال له: اذهب بكتابي هذا فارمه إلى أهل سبأ وسلّمهم إياه، وتنحّ عنهم جانبًا بحيث تسمع ما يرددون بشأنه.
واستلمت الملكة الكتاب، وقالت: يا أيها الأشراف إني ألقي إلي كتاب كريم جليل. مضمون هذا الكتاب المرسل من سليمان المفتتح بـ "بسم الله الرحمن الرحيم": ألا تتكبروا، وأتوني منقادين مستسلمين لما أدعوكم إليه من توحيد الله وترك ما أنتم عليه من الشرك به، حيث عبدتم الشمس.
ثم قالت الملكة: يا أيها الأشراف والسادة، بيِّنوا لي وجه الصواب في أمري، ما كنت قاضية أمرًا حتَّى تَحضروني، وتظهروا رأيكم فيه.
فقال لها الأشراف من قومها: نحن أصحاب قوة عظيمة، وأصحاب بأس قوي في الحرب، والرأي ما ترينه فانظري ماذا تأمريننا به فنحن قادرون على تنفيذه.
قالت الملكة: إن الملوك إذا دخلوا قرية من القرى أفسدوها بما يقومون به من القتل والسَّلْب والنَّهْب، وصيَّروا سادتها وأشرافها أذلاء بعد ما كانوا فيه من العزة والمنعة، وكذلك يفعل الملوك دائمًا إذا تغلبوا على أهل قرية؛ ليزرعوا الهيبة والرعب في النفوس.
وإني مرسلة إلى صاحب الكتاب وقومه هدية، وأنظر ماذا تأتي به الرسل بعد إرسال هذه الهدية.
فلما جاء رسولها ومن معه يحملون الهدية إلى سليمان أنكر عليهم سليمان إرسال الهدية قائلًا: أتمدونني بالأموال لتثنوني عنكم، فما أعطاني الله من النبوة والملك والمال خير مما أعطاكم، بل أنتم الذين تفرحون بما يُهْدَى إليكم من حطام الدنيا.
ثم قال سليمان عليه السلام لرسولها: ارجع إليهم بما جئت من هدية، فلنأتينها وقومها بجنود لا طاقة لهم بمواجهتهم، ولنخرجنهم من سبأ وهم أذلة مهانون بعد ما كانوا فيه من العزة إن لم يأتوني منقادين.
وقال سليمان عليه السلام مخاطبًا أعيان أهل ملكه: يا أيها الملأ، أيكم يأتيني بسرير ملكها قبل أن يأتوني منقادين؟، فأجابه مارد من الجن قائلًا: أنا آتيك بسريرها قبل أن تقوم من مجلسك هذا الَّذي أنت فيه، وإني لقوي على حمله أمين على ما فيه، فلن أنقص منه شيئًا.
وقال الذي عنده علم من الكتاب: أنا آتيك بسريرها قبل أن ترمش عينك؛ فلما رأى سليمان سريرها مستقرًّا عنده قال: هذا من فضل ربي سبحانه؛ ليختبرني أأشكر نعمه أم أكفرها؟ ومن شكر الله فإنما نَفْع شكره عائد إليه، فالله غني لا يزيده شكر العباد، ومن جحد نعم الله فلم يشكره له فإن ربي غني كريم. ثم قال سليمان عليه السلام: غيِّروا لها سرير ملكها عن هيئته التي كان عليها ننظر: هل تهتدي إلى معرفة أنَّه سريرها، أم تكون من الذين لا يهتدون إلى معرفة أشيائهم؟
فلما جاءت ملكة سبأ إلى سليمان قيل لها اختبارًا لها: أهذا مثل عرشك؟ فأجابت طبق السؤال: كأنه هو، فقال سليمان: وأعطانا الله العلم من قبلها لقدرته على مثل هذه الأمور، وكنا منقادين لأمر الله مطيعين له، وصرفها عن توحيد الله ما كانت تعبد من دون الله اتباعًا لقومها، وتقليدًا لهم، إنها كانت من قوم كافرين بالله، فكانت كافرة مثلهم.
ثم قيل لها: ادخلي الصرح وهو كهيئة السطح، فلما رأته ظنته ماءً فكشفت عن ساقيها لتخوضه، قال سليمان عليه السلام: إنه صرح مُمَلَّس من زجاج، ودعاها إلى الإسلام، فأجابته إلى ما دعاها إليه قائلة: رب إني ظلمت نفسي بعبادة غيرك معك، وانقدت مع سليمان لله رب المخلوقات جميعها.
ولما مات سليمان عليه السلام مَكَثَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصَاهُ -وَهِيَ مِنْسَأَتُه- مُدَّةً طَوِيلَةً لم تحدد
(1)
، فَلَمَّا أَكَلَتْهَا دابةُ الْأَرْضِ، وَهِيَ الْأَرَضَةُ
(2)
، ضَعُفَتْ وَسَقَطَ إِلَى الْأَرْضِ،
(1)
قيل أنها: سنة. وأنهم لَمْ يَعْلَمُوا مُنْذُ كَمْ مَاتَ؟ فَوَضَعُوا الْأَرَضَةَ عَلَى الْعَصَا، فَأَكَلَتْ مِنْهَا يَوْمًا وَلَيْلَةً، ثُمَّ حَسِبُوا عَلَى ذَلِكَ النَّحْوِ، فَوَجَدُوهُ قَدْ مَاتَ مُنْذُ سَنَةٍ.
(2)
وهي: النمل الأبيض، الذي يأكل الخشب.
وَعُلِمَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ بِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ؛ فتَبَيَّنَتِ الْجِنُّ -وَالْإِنْسُ أَيْضًا- أَنَّ الْجِنَّ لَا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ، كَمَا كَانُوا يَتَوَهَّمُونَ وَيُوهِمُونَ النَّاسَ ذلك؛ إذ لو كانوا يعلمونه لما مكثوا في العذاب المذلّ لهم، وهو ما كانوا عليه من الأعمال الشاقة التي يعملونها لسليمان عليه السلام ظنًّا منهم أنه حيٌّ يراقبهم أو أنه في غفوة أو في سِنَةٍ من النوم.
وإنَّ اليهودَ لما نبذوا كتاب الله تعالى، وانحرفوا عن عبادة الله وحده، ابتلوا بعبادة الشياطين والتقرب إليهم بالكفر وتعلم السحر منهم، واتبعوا ما تدعيه الشياطين التي كفرت وعَلَّمت الناسَ السحرَ وادّعت أن سليمان كان ساحراً وأن ملكه قام على السحر، والحقيقة أن سليمان عليه السلام لم يكن ساحراً ولم يكفر، بل كان نبياً صالحاً آتاه الله ملكاً عظيماً، ولكن الشياطين هم الذين كفروا بتعلّم وتعليم الناس السحر
(1)
. كما ادعى اليهود كذلك أن سليمان بنى هيكلاً مزعوماً، وإنما الذي بناه سليمان هو مسجد بيت المقدس -كما تقدم-.
(1)
قال الله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ). وقيل عن (هاروت وماروت): إنهما ملكان أنزلهما الله، تشكلا للناس؛ ليتعلموا منهما السحر حتى تكشف أسرار السحر التي كان يعملها السحرة، فأراد الله تكذيبهم بواسطتهما، وحتى يعلم الناس أن معجزات الأنبياء هي آيات من الله لا يستطيع الناس الإتيان بمثلها، أما السحر فهو تخييل وعلم يتعلم بعد أن يكفر صاحبه ويتعلمه من الشياطين. وقيل: إنّ هاروت وماروت رجلان تظاهرا بالصلاح ببابل، كانا يعلمان الناس السحر، وظن الناس أنهما ملكان نزلا من السماء؛ لما رأوه فيهما من التقوى، وبلغ مكر هذين الرجلين حين رأيا حسن اعتقاد الناس بهما أنهما صارا يقولان لكل من أراد أن يتعلم منهما:"إنما نحن فتنة فلا تكفر"، يقولان ذلك لإيهام الناس أن علمهما إلهي، وأنهما لا يقصدان إلا الخير، كما يفعل ذلك كثير من الدجالين في سائر الأزمان، وسميا ملَكين (بفتح اللام) لتلقيب الناس لهما بذلك، وفي أول الآية بيان أن الذين يعلّمون الناس السحر إنما هم شياطين، والله أعلم.