الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
أقسام التوحيد
-
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
1 -
توحيد الربوبية 2 - وتوحيد الألوهية 3 - وتوحيد الأسماء والصفات.
1) توحيد الربوبية: الرب له أربعة معان: هو الإله والسيد، والمالك والمصلح، كل هذه الأسماء موجودة في رب العالمين، ومعنى العالمين أن يراد به كل موجود سوى الله. وتوحيد الربوبية هو الإقرأر بأن الرب خالق كل شيء مثل الخلق والرزق، والإحياء والإماتة، وتدبير الأمور وإنزال الغيت ونحو ذلك.
وهذا النوع من التوحيد قد أقر به الكفار على عهد محمد صلى الله عليه وسلم ولم يدخلهم في الإسلام قال تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} (سورة المؤمنون 75). {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (سورة لقمان 24).
يعترفون بأن هذه الأشياء خلقها الله ولكنهم لا يؤمنون به، ويعبدون أوثانا ويقولون تقربنا إلى الله زلفى. وليس للعالم صانعان متكافآن في الصفات والأفعال
…
والرب هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه، ثم يهديه إلى جميع مصالحه ومنافعه التي بها كماله وسعادته في الدارين يهديه إلى اجتناب المضار التي فيها فساده وهلاكه فيجتنبها. وهذا التوحيد توحيد الربوبية حق لا ريب فيه
…
ففي القرآن الكريم مواضع كثيرة تنتظم هذا الإسم الجليل قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (سورة الفاتحة). وقال: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} (سورة الرعد 31).
وقال: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} (سورة هود 161). وقال: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (سورة الفرقان 58). وقال: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا * رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} (سورة المزمل 8). إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ربوبيته.
2) توحيد الألوهية: هو توحيد الله بأفعال العباد التي تعبدهم بها، وشرعها لهم مثل الدعاء والذبح والنذر والإستعانة والإستغاثة إلى غير ذلك وهذا النوع من التوحيد هو الذي جحده الكفار وكانت الخصومة فيه بين الرسل وأممهم من لدن نوح إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى:{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (سورة الزمر 62).
والشرك أنواع: يجب أن يكشف الغطاء عن هذه الأنواع. والله عز وجل ما أرسل رسله وأنزل كتبه وخلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما من المخلوقات التي لا تعد ولا تحصى إلا ليعرف ويعبد ويوحد، ويكون الدين كله لله، والطاعة كلها له، والدعاء له وحده. قال تعالى في (سورة الذاريات) {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}. وقال:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} (سورة الحجر). إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على توحيده وقدرته. ولقد أوجب الله على المسلم المكلف أن يعرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، وأن يعبده وحده لا يشرك به شيئا وأن يقوم الناس له بالقسط، والقسط هو العدل، ومن أعظم العدل التوحيد، ومن أقبح الظلم لله سبحانه وتعالى الشرك. قال تعالى:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (سورة لقمان 12). والشرك بالله أكبر الكبائر لا يغفره الله.
وإذا عرفت أن التوحيد هو العدل، والشرك هو الظلم والجور فحينئذ تعرف أحكم الحاكمين وأعلم العالمين. وتعلم أيضا أن ما فرضه الله على عباده من العبادات والطاعات حق، وما حرم عليهم من الفواحش والمخالفات لأحكامه فهو في صالح الناس وتفاوت الطاعات والمعاصي يكون على حسب مراتب الإيمان فلما كان الشرك منافيا للتوحيد كان أكبر الكبائر على الإطلاق، وحرم الله الجنة على كل مشرك، وأباح دمه وماله لأهل التوحيد. وأبى الله سبحانه وتعالى أن يقبل من المشرك عملا، أو يقبل فيه شفاعة، أو يستجيب له في الآخرة دعوة. إن الشرك أجهل الجاهلين بالله حيث جعل له ندا من خلقه، وهذا غاية في القبح والظلم. هل يشرع الله
سبحانه وتعالى التقرب إليه بالشفعاء والوسائط كما يفعل الناس مع ملوك الدنيا؟ هذا يستحيل على الله قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (سورة المدثر 38). يمتنع أن تأتي به شريعة سماوية ولهذا لا يغفر الله الشرك من دون سائر الذنوب كما قال في كتابه الكريم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (سورة النساء 47)
…
الشرك أنواع: شرك يتعلق بذات المعبود وأسمائه وصفاته وأفعاله هذا الشرك يسمى شرك. ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه العزيز وبما وصفه به رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. شرك التعطيل هو أقبح أنواع الشرك، كشرك فرعون، إذ قال لسيدنا موسى عليه السلام: وما رب العالمين؟ وقال تعالى مخبرا عنه: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} (سورة غافر 37). فالشرك والتعطيل متلازمان، فكل مشرك معطل.
والشرك الثاني هو شرك الدعوة المشار إليه بقوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} (سورة العنكبوت 65). وأما الشرك الثالث فهو شرك المحبة، قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} (سورة البقرة 164). والشرك الرابع: شرك الإرادة والقصد، قال تعالى:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ} (سورة هود 15). وينقسم الشرك إلى أكبر وأصغر: الشرك الأكبر هو اتخاذ الند إلى الله سبحانه وتعالى بأن يدعوه أو يرجوه أو يخافه أو يحبه كمحبة الله، أو يذبح له أو ينذر له؛ أما الشرك الأصغر فهو اتخاذ كل وسيلة يتطرق بها إلى الشرك، الأكبر، كقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت ولولا الله وأنت، وكذلك الرياء في العبادات والأعمال
والتصنع للخلق والحلف بغير الله، وهذا من الله ومنك وأنا بالله وبك. ومالي إلا الله وأنت، وأنا متوكل على الله وعليك.
والفرق بين الشرك الأكبر والأصغر: هو أن الشرك الأكبر لا يغفر لصاحبه، وأما الشرك الأصغر فتحت مشيئة الله. والشرك الأكبر محبط لجميع الأعمال. وأما الشرك الأصغر فلا يحبط إلا العمل الذي قارنه الشرك الأكبر مخرج من الملة الإسلامية، وأما الشرك الأصغر فلا يخرج منها. إن صاحبه الشرك الأكبر خالد في النار، وأما الشرك الأصغر فكغيره من الذنوب وقيل إنه لا يغفر لصاحبه إلا بالتوبه كالشرك الأكبر والله أعلم ..
3) توحيد الأسماء والصفات
إن توحيد الأسماء والصفات هو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة من صفات الله، التي وصف بها نفسه على الحقيقة، وعدم التعرض لها بشيء من التكييف أو التمثيل أو التشبيه والتأويل أو التحريف أو التعطيل، وهو الإعتقاد بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. قال تعالى:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (سورة الإخلاص).