الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان جملة من أنواع الشرك
هذه الجمل تأتي على ألسنة الناس من غير أن يعلموا أنها شرك، فتحبط أعمالهم، ويخلدون في أعظم العذاب وأشد العقاب، ومعرفة ذلك واجبه، وقد قال بعض الأئمة: أن الردة تحبط الأعمال، وتبين منه زوجته، المرتد عن دينه هو الكافر بعد إسلامه، فمن أشرك بالله، أو جحد ربوبيته، أو صفة من صفاته، أو بعض كتبه، أو رسله أو سب الله إلى غير ذلك مما تذكره كتب الردة تشكل أنواعا من اعتقاد وقول وفعل واستهزاء.
فيتعين على كل مسلم أن يعرف القول أو الفعل الذي يؤدي إلى الكفر حتى يجتنبه ولا يقع فيه فيحبط عمله، ويلزمه قضاؤه، وتبين زوجته عند هؤلاء الأئمة، والشافعي رضي الله عنه يقول إن الردة إذا لم تحبط العمل لكنها تحبط ثوابه، فلم يبق الخلاف بينه وبين غيره إلا في القضاء فقط، فمن أنواع الكفر والشرك أن يعزم الإنسان عليه في زمن بعيد أو قريب، أو يعلقه باللسان أو القلب على شيء، فيكفر حالا، أو يعتقد ما يوجبه أو يفعل أو يتلفظ بما يدل عليه، سواء أصدر عن اعتقاد أو عناد، أو استهزاء، كأن يعتقد قدم العالم ولو بالنوع، أو نفي ما هو ثابت لله تعالى بالإجماع المعلوم من الدين بالضرورة كإنكار أصل علمه أو قدرته، أو كونه يعلم الجزء أو اثبات ما هو منفي عنه، وكذلك اللون، أو أنه متصل بالعالم أو خارج عنه
…
وكل من فعل فعلا أجمع المسلمون على أنه لا يصدر إلا من كافر، وان كان مصرحا بالاسلام كالمشي إلى الكنائس مع أهلها بزيهم من الزنانير، أو يلقي ورقة فيها شيء من القرآن، أو علم شرعي، أو فيها اسم الله تعالى، بل أو اسم نبي أو ملك في نجاسة، أو قذر ظاهر كمني أو مخاط، أو بصاق أو يلطخ مسجدا بنجس، أو يشك في نبوة نبي، أو في إنزال كتاب كالتوراة، والإنجيل أو زبور داود، وصحف إبراهيم صلى الله عليه وسلم، أو في آية من القرآن مجمع عليها، وفي تكفير من يضلل الأمة، أو تكفير الصحابة رضوان الله عليهم، أو ينكر مكة، أو الكعبة، أو المسجد الحرام، أو ينفي صفة
الحج أو هيئته المعروفة، وكذلك الصلاة والصوم، أو كصلاة العيدين، أو استحل محرما كصلاة بغير وضوء، وكإيذاء مسلم، أو كافر ذمي بلا مسوغ شرعي، أو حرم حلالا كالبيع والنكاح، أو يقول عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم كان أسود اللون، أو ليس بقريشي، وكل من أنكر صفة كانت ثابتة له فقد كفر، أو قال يأتي نبي بعده فقد كفر أو قال لا أدري أهو الذي بعث بمكة ومات بالمدينة أو غيره، أو قال النبوة مكتسبة، أو يصل إليها بصفاء القلب، أو الولي أفضل من النبي، أو أنه يوحي إليه، وأن لم يدع النبوة، أو يدخل الجنة قبل موته، أو يعيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومثله غيره من الأنبياء وكذلك الملائكة، أو يلعنه، أو يسبه، أو يستخف أو يستهزيء به، أو بشيء من أفعاله كلحس الأصابع أو يلحق به نقصا في نفسه، أو نسبه، أو دينه، أو فعله أو يعرض به، أو يشبهه بشيء على طريق الإزدراء، أو التصغير لشأنه، أو الغض منه، أو تمني له مضرة أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم، أو عبث في جبهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر ومنكر من القول وزور، أو ما جرى له من البلاء والمحنة عليه، أو بعوارض البشرية الجائزة أو المعهودة لديه، فيكفر بواحدة مما ذكر إجماعا، ولا تقبل توبته عند أكثر العلماء، وقد قتل خالد بن الوليد رضي الله عنه من قال له عند صاحبكم، وعد هذه الكلمة تنقيصا له صلى الله عليه وآله وسلم
…
أو يرضى بالكفر لكافر أو يقول كافر لمسلم، لقني كلمة الإسلام ويكون المسلم خطيبا فيؤخر ويقول حتى أفرغ من الخطبة، أو يقول لمسلم يا كافر بلا تأويل لأنه سمى الإسلام كفرا، أو يسخر بأمر من أوامر الله، أو نهيه، أو وعده ووعيده، كأن يقول لو أمرني بكلام لم أفعله، أو جعل القبلة ها هنا ما صليت إليها، أو لو أعطاني الجنة ما دخلتها استخفافا أو عنادا، أو لو أخذني بترك الصلاة مع ما بي من الشدة أو المرض ظلمني، أو شهد ملك أو نبي ما صدقته أو إن كان ما قاله النبي صدقا نجونا فقد كفر لأن فيه نقصا لمرتبة النبوة، أو قيل قلم أظافرك فإنه سنة قال لا أفعل، أو قال لا حول ولا قوة إلا بالله لا تغني من جوع ومثلها في ذلك سائر الأذكار، أو قال المؤذن يكذب، أو صوته كالجرس، وأراه تشبيهه لناقوس
النصارى، أو سمى الله على محرم كالخمر استهزاء، أو (قال) لا أخاف القيامة استهزاء، أو نسب إلى الله أو شبه العلماء والوعاظ والمعلمين على هيئة مزرية بحضور جماعة حتى يضحكوا، أو قال إن شئت توفني مسلما أو كافرا، أو نسب إلى زور في التحريم، أو قال اليهود خير من المسلمين، أو قال استخفافا شبعت من القرآن، أو الصلاة، أو الذكر أو نحو ذلك، أو قال سماع الأغاني من الدين، أو أنه يؤثر في القلب أكثر من القرآن إلى غير ذلك من الأقوال والأفعال التي تخالف الله ورسوله سواء كان عنادا أو استهزاء فإن صاحبها يخرج عن الإسلام وتسمى هذه الأقوال ردة، ومعنى الردة الرجوع عن الإسلام كما جاء في كتاب الله عز وجل في (سورة البقرة):{وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} .
ومن أراد الاستيفاء في هذا الباب، فليرجع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وما استنبطه العلماء المجتهدون العاملون في ذلك
…