الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سرق؟ قال: نعم. قلت: وإن شرب الخمر؟. قال: نعم وإن رغم أنف أبي الدرداء. قال أبو الدرداء: فإن عاوده في الرابعة. فلا بأس أن يناله بضرب خفيف. واحتج له بما رواه عن معاذ قال: قلت: يا رسول الله أو نؤاخذ بكل ما نقول؟ ويكتب علينا. فضرب النبي صلى الله عليه وسلم منكب معاذ مرارا ثم قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكبّ الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم- وفي ضمن ذلك طلب المتعلم باحتمال الصبر على تأديبه وزجره.
ولطمة عالم في الخدّ مني
…
ألذ إليّ من شرب الرحيق
وذكر الكاساني في أصول البدائع: أن عبد لله بن عباس قيّد عبدا له يعلمه تأويل القرآن، قال: وبه جرت العادة في سائر الأمصار من غير نكير فصار إجماعاا اهـ منه.
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن عكرمة قال: كان ابن عباس يضع في رجلي الكبل، ويعلمني القرآن والسنن. انظر ص 133 من ج 2 من القسم الثاني «1» .
باب مناظرة الصحابة بين يدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
ذكر أبو نعيم في أدب العلم: أنه لا بأس بالمناظرة والمماراة في العلم بحضرة العالم، ثم أسند إلى أبي هريرة قال: لقد رأيتنا يكثر مراؤنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ولا بدّ مع هذا من مراعاة ما يختص بأدب الحضور بين يدي الشيخ «2» .
باب في آداب طالب العلم المنصوص عليها لأهل القرون الأولى ومنها تعلم الآداب المعروفة لطالب العلم في زمن النبوة
عقد لذلك بابا الإمام أبو نعيم في آداب المتعلم، ذكر فيه أمورا.
أولا: ملازمة السواك، وهو أول ما ندب إليه من هذه الخصال، قال ما نصه: وليعلم أنه لا يخلو إذا غشي المجالس من مجالسة العلماء، ومخاطبة الحكماء ومذاكرة المتعلمين، ومجادلة المخالفين فليتعاهد نفسه بما يصلحه ويزينه وليبدأ بالسواك، فليلزمه. وخرّج لذلك عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كانوا يدخلون على النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستاكون، فقال: يدخلون علي ولا يستاكون فلولا أن اشق على أمتي لفرضت عليهم السواك، كما فرضت عليهم الصلاة [روى البخاري في كتاب الجمعة باب 8 عن أبي هريرة: لولا
…
الخ ص 214/ 1] .
ثانيا: قص أظفاره إذا طالت، لما أخرجه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن خبر السماء. فقال: أتسألني عن خبر السماء، وتدع أظفارك كأظفار الطير، فيها الخباثة والتفث [رواه أحمد ج 5/ 417] .
(1) تأديب المتعلمين بالضرب والزجر ليس بمحمود على إطلاقه، وإن كان مطلوبا في بعض الأحوال. مصححه.
(2)
كثرة المراء والجدال بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم مسألة فيها نظر، فليحرر. مصححه.
ثالثا: تنقية براجمه ورواجبه لحديث ابن عباس «1» أن جبريل ابطأ علي النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك فقال: كيف لا يبطأ علي وأنتم حولي لا تستنقون، ولا تقلمون أظفاركم، ولا تقصون شواربكم، ولا تنقون رواجبكم، قال أبو نعيم: البراجم العقد التي في مفاصل قصبات الأصابع من باطن، والرواجب: ملتقى رؤوس السلاميات إذا قبض القابض كفّ شخص.
رابعا: هو اغتساله مهما أحس من نفسه ريحا أو عرقا يتأذى به، لما رواه عن عائشة قالت: كان الناس يأتون الجمعة من العوالي فيأتون في الغبار والعرق، فيخرج منهم الريح، فأتى إنسان منهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تطهرتم لهذا اليوم [رواه البخاري في كتاب الجمعة باب 15 ص 217/ 1] .
خامسا: أخذه من شاربه إذا طال، لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعفوا اللحى وخذوا من الشارب [روى مالك في الموطأ عن ابن عمر كتاب الشعر ص 947: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخفاء الشوارب وإعفاء اللحى] .
سادسا: تسكينه من شعره إذا كان ذا شعر، لما رواه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا أشعث الرأس فقال: أما يجد هذا ما يسكن به شعره [رواه أحمد ج 3/ 357] .
سابعا: أن لا يغافل الترجل والتدهن، لحديث جابر قال: كان لأبي قتادة وفرة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال: إدهنها وأكرمها.
ثامنا: اجتهاده في نظافة ثوبه، وتحرزه من الوسخ عليه، لما رواه أيضا عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم فرأى رجلا أشعث. قال: أما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه، ويلم شعثه. وروي عن أبي صالح قال: ما كنت أتمنى من الدنيا إلا ثوبين أبيضين أجالس فيهما أبا هريرة [انظر مسند أحمد ج 3/ 357] .
تاسعا: أن يمسّ من الطيب إذا وجد إليه سبيلا لما رواه عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يخرج إلى أصحابه ثقيل الريح، وكان إذا كان في آخر الليل مسّ طيبا.
عاشرا: اجتنابه للطعام الذي فيه رائحة كريهة؛ لما رواه «2» عن عطاء قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه البقلة، فلا يقربنّ مساجدنا.
إحدى عشر: غسله ليده إذا أكل زهيما لئلا يؤذي محاذيه، لما رواه عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذا اللحم شيئا فليغسل يده من وضره، لا يؤذي من يحاذيه [روى أحمد ج 4/ 180 حديثا بمعناه عن سهل بن الحنظلية: من أكل لحما فليتوضأ] .
الثاني عشر: احترازه من اشتغال العالم أو جليسه بالجشاء بل يكظمه، لما رواه «3» عن ابن عمر أن رجلا تجشأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كف جشاءك عنا.
(1) رواه أحمد عن ابن عباس 1/ 243.
(2)
مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة رقم 69 ص 394/ 1.
(3)
ابن ماجه في كتاب الأطعمة باب 50 ج 2/ 1111.