الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله –عز وجل
-
1411-
أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن عاصم، ثنا أبو أسامة قال: حدثني طلحة بن يحيى، حدثني أبو بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا كان يوم القيامة دفع إلى كل مؤمن رجل من أهل الملل، فقيل: هذا فداؤك من النار)) .
1412-
وأخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا إبراهيم بن محمد قال: ثنا أحمد بن علي، ثنا إبراهيم بن محمد بن عروة، ثنا حرمي بن عمارة، ثنا شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوبٍ أمثال الجبال يغفرها الله –عز وجل ويضعها على اليهود والنصارى - فيما أحسب قال
⦗ص: 194⦘
أبو روح هو حرمي بن عمارة -: لا أدري الشك مني أو منه قال أبو بردة: فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال: أبوك حدثك بهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: نعم، وفي غير هذه الرواية: فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله ثلاث مرات أن أبا موسى حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديثان في صحيح مسلم. وفي ذلك رجاء عظيم للمؤمن إذ يدفع إليه فداؤه من الكفار فإن قيل: كيف يضع الله –تعالى- ذنوب المسلمين على اليهود والنصارى، وقد قال الله –تعالى:{ولا تزر وازرة وزر أخرى} وقال تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة} ؟ وقالوا أيضاً: هذا يرده العقل. والجواب: إن الخبر إذا صح وجب قبوله، وقد قال الله تعالى:{وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم} قال بعض العلماء: لله –تعالى- بالمسلمين من الألطاف ما لا يصل إليه أوهامهم ولا يتصورها عقولهم، ومن شديد النقمة للكفار ما لا يقدر قدره، وإذا جاز أن يكفر الإنسان مدة يسيرة فيعاقبه الله في النار أبد الأبد فلم لا يجوز أن يضع عليه من ذنوب المسلمين ما لم يفعله)) .
1413-
أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا إسماعيل الصفار، ثنا عبد الله المنادي، ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، ثنا سعيد الجريري عن عقبة بن وساج قال:
((كان لأبي مسلم الخولاني جار يهودي يكنى فكان يمر به ويقول: يا أبا مسلم أسلم تسلم فيقول: إن لي ديناً خير من دينك، قال: فمر به ذات يوم وهو قائم يصلي، فلما انصرف قال له: يا أبا مسلم ألم أكن أدعوك إلى هذا الدين فتأبى علي؟ قال: بلى، ولكن قرأت في التوراة غير المبدلة: إن هذه الأمة تأتي يوم القيامة على ثلاثة أصناف، صنف يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، وصنف يحاسبون حساباً يسيراً،
⦗ص: 195⦘
ويبقى صنف أوزارهم على ظهورهم كأمثال الجبال، فيقول الله لملائكته: يا ملائكتي من هؤلاء! فيقولون: هؤلاء عباد من عبادك كانوا يشهدون أن لا إله إلا أنت، قال: فيقول تبارك وتعالى، خذوا أوزارهم وضعوها على المشركين فيدخلون الجنة)) .