الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1414-
أخبرنا أبو نصر بن هارون بنيسابور، ثنا الإمام أبو عثمان الصابوني، إملاءً، أنبأ حاتم بن محمد بن يعقوب الهروي، ثنا أبو العباس الفربري، ثنا محمد بن الحسين بن سماعة، ثنا أبو نعيم قال:
((رأيت أعرابياً وقد أقبل بجنازة فقال: بخٍ بخٍ طوبى لك، فقلت: أعرابي أتعرفه؟ قال: لا، ولكن علمت أنه قدم على أرحم الراحمين)) .
فصل
1415-
سمعت عبد الصمد بن أحمد بن أبي جابر النيسابوري قال: سمعت الإمام أبا عثمان الصابوني، قال: سمعت أبا بكر: محمد بن أحمد بن عبدوس قال: سمعت أبا بكر: محمد بن حمدون بن خالد يقول: سمعت أحمد بن الوليد أبا بكر البغدادي بالرملة يقول: سمعت سعيد بن نصير يقول: سمعت سيار بن حاتم يقول: سمعت جعفر بن سليمان الضبعي يقول: سمعت محمد بن المنكدر يقول: سمعت جابر بن عبد الله –رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مر رجل فيمن كان قبلكم بجمجمةٍ فنظر إليها فقال: يا رب
⦗ص: 196⦘
أنت أنت وأنا أنا: أنت العواد بالمغفرة، وأنا العواد بالذنوب، ثم خر ساجداً فقيل له: ارفع رأسك، أنا العواد بالمغفرة، وأنت العواد بالذنب، فرفع رأسه فغفر له)) .
1416-
أخبرنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن علي السمسار (سنة خمس وسبعين)، أنبأ أبو محمد: جعفر بن محمد بن جعفر الفقيه قراءة عليه في داره (سنة سبع وتسعين)، ثنا أبو إسحاق: إبراهيم بن محمد الحافظ، ثنا أحمد بن علي، ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه عن ابن مسعود –رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن آخر من يدخل الجنة رجل يمشي على الصراط مرةً ويكبو مرة وتسفعه النار مرةً، فإذا التفت إليها قال: الحمد لله الذي نجاني منك لقد أعطاني الله –عز وجل شيئاً لم يعطه أحداً من الأولين ولم يعطه أحداً من الآخرين، فترفع له شجرة فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من مائها، ويقول الله –عز وجل: يا ابن آدم لعلي إن أدنيتك منها أن تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله، وربه –عز وجل يعلم أنه سيسأله غيرها، لأنه يرى ما لا صبر عليه، فيدنيه الله –عز وجل: منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة أخرى هي أحسن من تلك الشجرة الأولى فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله –عز وجل يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: بلى يا رب، ولكن هذه الشجرة لا أسألك غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه –عز وجل يعلم أنه سيسأله غيرها، وربه –عز وجل يعذره أنه يرى
⦗ص: 197⦘
ما لا صبر له عليه، فيدنيه الله –عز وجل منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة على باب الجنة هي أحسن من الشجرتين الأوليين فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة، فأستظل بظلها وأشرب من مائها. ويقول الله –عز وجل: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها. فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله –عز وجل: لعلي إن أدنيتك منها أن لا تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه –عز وجل يعلم أنه سيسأله غيرها، وربه –عز وجل يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلني الجنة فيقول الله –عز وجل أيسرك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ فيقول: أي رب أتستهزئ بي، وأنت رب العالمين؟ قال: - لا أستهزئ بك، ولكني على ما أشاء قدير)) .
1417-
أخبرنا أبو الحسين الهمداني، أنبأ أبو الحسن الفقيه، ثنا غياث، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا أبو بكر البغدادي، ثنا يحيى بن عبد الحميد، نا جعفر بن عبد الصمد بن معقل قال:
((سمعت رجلاً يسأل عمي وهباً في المسجد الحرام فقال: حدثني عن زبور داود –عليه السلام فقال: -وجدت في آخره ثلاثين سطراً: يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو يحبني أدخلته الجنة، يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو يخاف عذابي لم أعذبه. يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو مستحيي من معاصي أنسيت حفظته ذنوبه. يا داود اسمع مني –والحق أقول- لو أن عبداً من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوباً ثم ندم حلب شاةٍ فاستغفرني مرةً واحدةً فعلمت من قلبه أنه لا يريد أن يعود إليها ألقيتها عنه أسرع من هبط المطر إلى الأرض. يا داود اسمع مني –والحق أقول- لو أن عبداً
⦗ص: 198⦘
من عبادي أتاني بحسنةٍ واحدةٍ حكمته في جنتي. قال داود –عليه السلام: إلهي من أجل ذلك لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك. يا داود: إنما يكفي أوليائي السير من العمل كما يكفي الطعام من الملح. هل تدري يا داود متى أتولاهم؟ إذا طهروا قلوبهم من الشرك ونزعوا من قلوبهم الشك وعلموا أن لي جنةً وناراً وأنا أحيي وأميت وأبعث من في القبور، ولم أتخذ صاحبةً ولا ولداً، فإن توفيتهم بسير من العمل وهم يوقنون بذلك، جعلته عظيماً، هل تدري يا داود من أسرع الناس مراً على الصراط: الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبة من ذكري. هل تدري يا داود أي المؤمنين أحب إلي؟ الذي إذا قال: لا إله إلا الله اقشعر جلده، إني أكره له الموت كما يكره الوالد لولده، ولا بد له منه، إني أريد أن أسره في دار سوى هذه، فإن نعيمها فيها بلاء، ورخاءها فيها شدة فيها عدو ولا يألونهم فيه خبالاً، من أجل ذلك عجلت أوليائي إلى الجنة لولا ذلك ما مات آدم وولده حتى ينفخ في الصور. يا داود ما تقول في نفسك؟ تقول: قطعت عليهم عبادتهم، أما تعلم ما أتيت عبدي المؤمن على عثرةٍ يعثرها فكيف إذا ذاق الموت، وهو من أعظم المصيبات، وهو بين أطباق التراب. إنما أحبه طول ما أحبه لأعظم له الأجر، وأجري عمله أحسن ما كان يعمل إلى يوم القيامة. يا داود من أجل ذلك سميت نفسي: أرحم الراحمين)) .