الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الترهيب من منع الزكاة
1469-
أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج بنيسابور، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة الإسفراييني، ثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني قال: قرأنا على عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: حدثني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها، إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت قط وأقعد لها بقاع قرقرٍ تستن عليه بقوائمها وأخفافها، ولا صاحب بقرٍ لا يفعل فيها حقها، إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وأقعد لها بقاع قرقرٍ تنطحه بقرونها وتطؤه بقوائمها، ولا صاحب غنم لا يفعل فيها حقها، إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وأقعد لها بقاع قرقرٍ تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا مكسور قرنها، ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعاً أقرع يتبعه فاتحاً فاه، فإذا أتاه فر منه فيناديه، خذ كنزك الذي خبأته فأنا عنه غني، فإذا رأى أن لا بد منه سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل)) .
⦗ص: 221⦘
(القاع القرقر) : الصحراء الواسعة المستوية، (وتستن) : تعدو بنشاط، و (الجماء) التي لا قرن لها، و (الشجاع) : الحية العظيمة، و (الأقرع) : الذي لا شعر على رأسه لكثرة سمه، و (سلك يده) : أي أدخلها، وقوله (فيقضمها) : أي يكسرها كما تكسر الدابة الشعير إذا أكلته.
1470-
أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ محمد بن علي الحافظ، أنبأ عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا أحمد بن مهدي (ح) .
قال محمد بن علي: وأخبرنا أحمد بن إسحاق بن محمد، ثنا علي بن محمد بن عيسى الحكاتي قالا: ثنا أبو اليمان، أنبأ شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة –رضي الله عنه قال:
((لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه، وحسابه على الله، قال أبو بكر –رضي الله عنه: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق)) .
1471-
أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن زياد، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني،
⦗ص: 222⦘
ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي –رضي الله عنه قال:
((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة: آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه والواشمة والمستوشمة ومانع الصدقة والمحل والمحلل له)) .
1472-
أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو طاهر بن محسن، أنبأ محمد بن الحسين القطان، ثنا أبو الأزهر، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن جبلة بن سحيم، عن أبي المثنى العبدي، عن بشير بن الحضامية السدوسي قال:
((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتصلي الخمس، وتصوم رمضان، وتؤدي الزكاة، وتجاهد في سبيل الله قلت: يا رسول الله أما اثنتان فلا أطيقهما، فوالله ما لي إلا عشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهم، وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى فقد باء بغضب من الله، فأخاف إذا حضرني الموت كرهت وجشعت نفسي. قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم حركها، ثم قال: لا صدقة ولا جهاد؟ فبم تدخل الجنة؟! قال: قلت: يا رسول الله أبايعك عليهن: قال: فبايعني عليهن كلهن)) .
(الرسل) : اللبن، و (الحمولة) : التي تحمل الأحمال، (وجشعت) أي: حرصت على الحياة.
1473-
أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ محمد بن علي الحافظ، أنبأ أحمد بن إبراهيم، ثنا القاسم بن زكريا، ثنا يعقوب بن
⦗ص: 223⦘
إبراهيم، ثنا ابن علية، عن الجريري؛ عن العلاء بن الشخير، عن الأحنف بن قيس قال: قدمت المدينة فإذا أنا بحلقة فيها ملأ من قريش، إذ جاء رجل حسن الثياب أخشن الجسد أخشن الوجه فقام عليهم فقال:
((بشر الكنازين برضفٍ يحمى عليه من نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه ويوضح على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه يتجلجل. قال: فوضع القوم رؤوسهم فما رأيت أحداً منهم رجع إليه شيئاً. قال: وأدبر فاتبعته حتى جلس إلى سارية فقلت: ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت. قال: إن هؤلاء لا يعقلون شيئاً وإن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم دعاني: يا أبا ذر، فأجبته، قال: ترى أحداً؟ فنظرت ما عليه من الشمس وأنا أظن أن يبعثني في حاجةٍ له قال: ما يسرني أن لي مثله ذهباً أنفقه كله إلا ثلاث دنانير، ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئاً. قلت: مالك ولإخوانك من قريش لا تعتريهم وتصيب منهم؟ قال: وربك لا أسألهم، ولا أستفتيهم عن دين حتى ألحق بالله ورسوله)) .
(الرضف) : الحجارة المحماة، و (حلمة الثدي) : الشاخص من الثدي، و (نغض الكتف) : الشاخص من الكتف، وقول:(يتجلجل) أي: يتحرك، وقوله (لا تعتريهم) : أي لا تأتيهم ولا تقصدهم.
1474-
أخبرنا أحمد بن علي بن خلف –فيما أرى-، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، ثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا أبو المثنى العنبري، ثنا علي بن عبد الله المديني، ثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني عامر العقيلي أن أباه أخبر أنه سمع
⦗ص: 224⦘
أبا هريرة –رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده، وعفيف متعفف ذو عيال. وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير متسلط، وذو ثروة من مالٍ لا يؤدي حق الله في ماله، وفقير فخور)) .