الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الزاي
باب الترغيب في أداء الزكاة
1459-
أنبأ أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ بنيسابور، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا محمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا حفص بن عمرو الربالي، ثنا بهز بن أسد، ثنا شعبة قال: حدثني محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبوه عثمان، أنهما سمعا موسى بن طلحة يحدث عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه:
((أن رجلاً قال: يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فقال القوم: ما له ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرب ما له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعبد الله، ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، ذرها. قال: كأنه كان على راحلته)) .
قوله: أرب، خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ وخبره محذوف والتقدير: له أرب، وقوله: ما له إعادة لكلامهم على طريق الإنكار.
1460-
أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو طاهر
⦗ص: 214⦘
الزيادي، أنبأ محمد بن الحسين القطان، ثنا علي بن الحسن الدار بجردي، ثنا أبو جابر، ثنا الحسن بن أبي جعفر قال: حدثني محمد بن جحادة، عن المغيرة بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي المنتفق –رضي الله عنه قال:
((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى، فقالوا: هو بعرفات، فأتيت ومعه ركب من أصحابه، فلما دنوت منه قال لي أصحابه: إليك يا عبد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأرب ما له: أي فحاجة ما له؟ قال: فجئت حتى اختلفت عنق راحلتي وراحلته، قال: قلت: يا رسول الله جئت أسألك عن عمل يدخلني الجنة وينجيني من النار، قال: فأكب رسول الله صلى الله عليه وسلم فظننا أنه ينتظر الوحي، ثم رفع رأسه فقال: لئن كنت أوجزت المسألة لقد أبلغت، فافقه ما يقال لك: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتصلي الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، ما أحببت أن يفعل الناس بك من خير فافعل بهم، وما كرهت أن يفعل الناس بك من شر فدع الناس منه، خلي زمام رحالتي)) .
(الركب) : جمع راكب، وقوله:(فأرب ما له) : ما صلة زائدة والمعنى فأرب له، وقيل: ما هذه يقتضي التقليل، وقوله:(أوجزت) : الإيجاز: الاختصار، وقوله:(لقد أبلغت) : أي أتيت بكلام بليغ المعنى إن كنت اختصرت الكلام فقد بالغت في المعنى.
1461-
أخبرنا أبو طاهر: عبد الله بن محمد الكيال، وأبو طاهر، أحمد بن أبي الربيع الإستراباذي قالا: أنبأ محمد بن إبراهيم بن جعفر، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا محمد بن سنان،
⦗ص: 215⦘
ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا أبو جعفر الرازي، ثنا الربيع بن أنس، قال: سمعت أنس بن مالك –رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من فارق الدنيا على الإخلاص وعبادة الله لا شريك له، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، فهذا الله عنه راضٍ)) .
قال أنس –رضي الله عنه: ((وهو دين الله الذي جاءت به الرسل، وبلغوه عن ربهم قبل هرج الأحاديث واختلاف الأهواء، وتصديق ذلك في كتاب الله وفي آخر ما أنزل الله تعالى: {فإن تابوا} يقول: خلعوا الأوثان وعبادتها {وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} وقال في آيةٍ أخرى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} )) .
1462-
أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ محمد بن علي بن عمرو الحافظ، ثنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا يحيى بن سعيد –وهو أبو حيان التيمي- وعن أبي زرعة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه:
((أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! دلني على عملٍ إذا عملته دخلت الجنة، قال: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)) .
1463-
أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، ثنا والدي، أنبأ محمد بن أيوب بن حبيب الرقي، ثنا هلال بن العلاء، ثنا حجاج بن محمد، عن شعبة، عن الحكم بن عروة بن النزال، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه قال:
((قلت: يا رسول الله أخبرني بعملٍ يدخلني الجنة، قال: بخٍ بخٍ، سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، صل الصلاة المكتوبة، وأد الزكاة المفروضة)) .
قال شعبة: وثنا الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه نحوه.
1464-
أخبرنا أبو الفتح: عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، ثنا أبو الفرج، عثمان بن أحمد البرجي، أنبأ محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم الثقفي، ثنا عبده، عن ابن المبارك، أنبأ عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، قال: حدثني عبد الرحمن بن غنم أن معاذاً –رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
((يا رسول الله: أي الأعمال أفضل؟ الصلاة بعد الصلاة المفروضة؟ قال: لا، ونعم ما هي، قال: فالصوم بعد صيام رمضان؟ قال: لا، ونعم ما هو، قال: فالصدقة بعد الصدقة المفروضة؟ قال: لا، ونعم ما هي، قال: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: فأخرج
⦗ص: 217⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم لسانه ثم وضع عليه إصبعه فاسترجع معاذ، فقال: يا رسول الله: أنؤاخذ بما نقول كله ويكتب علينا؟ قال: فضرب رسول الله منكب معاذ مراراً، فقال له: ثكلتك أمك يا ابن جبل، وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم)) .
1465-
أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأ أبو الفتح المحاملي، ثنا علي بن عمر الدارقطني، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعلي بن شعيب قالا: ثنا يزيد بن هارون، أنبأ همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدثني شيبة الخضري أنه شهد عروة بن الزبير، يحدث عمر بن عبد العزيز، عن عائشة –رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((ثلاث أحلف عليهن: لا يجعل الله ذا سهمٍ في الإسلام كمن لا سهم له، وأسهم الإسلام ثلاثة: الصلاة والصيام والزكاة، ولا يتولى الله عبداً في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة، ولا يحب رجل قوماً إلا كان معهم، والرابعة لو حلفت عليها لرجوت أن لا آثم: لا يستر الله عبداً في الدنيا إلا ستره يوم القيامة)) .
فقال عمر بن عبد العزيز: إذا سمعتم هذا من مثل عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فاحفظوه.
1466-
أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ أبو بكر: محمد بن أحمد بن المغيرة، ثنا عبد الرحمن بن أحمد الختلي بالبصرة، ثنا الحارث، ثنا أبو النضر: هاشم بن القاسم، ثنا الليث، عن خالد بن
⦗ص: 218⦘
يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أنس بن مالك أنه قال:
((أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم من بني تميم فقال: يا رسول الله إني رجل ذو مال كثير وذو أهل وولدٍ وحاضرة، أخبرني كيف أصنع وكيف أتصدق؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرج الزكاة من مالك فإنها طهور يطهرك، وتصلي وتعرف حق السائل، والجار، والمسكين، وابن السبيل، ولا تبذر تبذيراً، قال: حسبي يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله –عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها ولك أجرها، وإثمها على من يليها)) .
1467-
أنبأ محمد بن عبد الواحد المصري، ثنا أبو بكر بن أبي نصر في كتابه، أنبأ أبو الشيخ، ثنا عبدان، ثنا كثير بن عبيد الحذاء، ثنا بقية، عن الضحاك بن حمزة الأملوكي [عن أبان] ، عن حطان الرقاشي، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الزكاة قنطرة الإسلام)) .
1468-
أخبرنا عمر بن الحسن بن عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي نصر، ثنا أبو محمد: عبد بن محمد بن جعفر، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 219⦘
((ما من عبدٍ إلا له ثلاثة أخلاء: فأما خليل فيقول: ما أنفقت فلك، وما أمسكت فليس لك وذلك ماله، وأما خليل فيقول: أنا معك فإذا أتيت باب الملك تركتك ورجعت، فذلك أهله وحشمه، أما خليل فيقول: أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت، فذاك عمله، فيقول: إن كنت لأهون الثلاثة علي)) .