الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الراء
باب الترهيب من الربا
1399-
أخبرنا أبو الخير: محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق بن العباس، ثنا عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، ثنا يحيى بن محمد الجاري، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن مسلم بن الوليد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:
((صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: لا أقسم، لا أقسم ثم نزل، فقال: أبشروا أبشروا، من صلى الصلوات الخمس، واجتنب الكبائر السبع نودي من أبواب الجنة: ادخل -قال عبد العزيز: لا أعلمه إلا قال: ((بسلام)) - فسمعت عمر بن عبد العزيز يسأل عبد الله بن عمرو: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرهن؟ قال: نعم، عقوق الوالدين، وإشراك بالله، وقتل النفس، وقذف المحصنات، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف، وأكل الربا)) .
1400-
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا السري بن إسماعيل، ثنا عبد الله بن رشيد، ثنا مجاعة بن الزبير، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لما عرج به إلى السماء نظر في سماء الدنيا، فإذا رجال بطونهم كأمثال البيوت العظام قد مالت بطونهم وهم منضدون على سابلة آل فرعون، يوقفون على النار كل غداة وعشي، يقولون: ربنا لا تقم الساعة أبداً. قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء أكلة الربا من أمتك لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)) .
قوله (منضدون) : أي طرح بعضه على بعض: و (السابلة) : المارة أي يتوطؤهم آل فرعون الذين يعرضون على النار كل غداة وعشي.
1401-
قال: وأنبأ أحمد بن موسى، ثنا علي بن الحسين بن محمد، ثنا أحمد بن الحسن بن سعيد، ثنا أبي، ثنا حصين بن مخارق، عن حمزة الزيات، عن أبان، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يأتي آكل الربا يوم القيامة مخبلاً يجر شقه، ثم قرأ: {لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} )) .
⦗ص: 186⦘
(الخبل) : الجنون و (المخبل) : المفلوج. وقوله: ((الذي يتخبطه الشيطان من المس)) أي: يستولي عليه الشيطان فيصرعه فيجن.
1402-
أنبأ محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا هارون بن سليمان، ثنا روح بن عبادة، ثنا عوف، عن أبي رجاء، عن سمرة بن جندب –رضي الله عنه قال:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يقول لأصحابه: هل رأى منكم أحد رؤيا؛ فيقص عليه من شاء الله أن يقص، وإنه قال لنا ذات غداةٍ: إنه أتى الليلة آتيان، إنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما وإذا رجل مضطجع وإذا آخر قائم بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة فيثلغ رأسه فيتهدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فما يرجع إليه حتى يصح رأسه فيعود عليه فيفعل به كما فعل المرة الأولى. قال: قلت: سبحان الله ما هذا؟ قالا لي: انطلق. فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي فمه وإذا هو يشرشر شدقه إلى قفاه وعينيه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل ذلك فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح الجانب الأول. كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى، فقلت: سبحان الله ما هذا؟! قالا: انطلق، انطلق. فانطلقنا فأتينا على مثل بناء التنور –قال عوف: وأحسبه أنه قال: فإذا فيه لغط وأصوات- قال: فانطلقنا فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا هم أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق، انطلق قال: فانطلقنا
⦗ص: 187⦘
وأتينا على نهر –أحسبه قال: أحمر- مثل الدم وإذا رجل يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا السابح يسبح، ثم يأتي الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجراً، ثم ينطلق، فكلما رجع إليه فغر فاه فألقمه حجراً. قال: قلت لهما: سبحان الله ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق. قال: فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلاً وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها قال: قلت لهما: ما هذا؟ قالا لي: انطلق، انطلق، قال: فانطلقنا فأتينا على روضة معشبة فيها من كل لون الربيع وإذا بين ظهراني الروضة رجل قائم طويل لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء وإذا حوله أكثر ولدان رأيتهم قط قال: قلت: ما هذه؟ وما هؤلاء؟ قال: قالا: انطلق، انطلق فانطلقنا، فأتينا على دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها فقالا لي: ارق فيها. فارتقينا فيها، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبنة من ذهب ولبنة من فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتح لنا فدخلناها فتلقانا فيها رجال شطر خلقهم كأحسن ما رأيت، وشطر خلقهم كأقبح ما أنت راءٍ فقالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، وإذا نهر معرض يجري كأنه ماءه المحص في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا فذهب ذلك السوء عنهم، وصاروا في أحسن صورة قال: قالا لي: هي جنة عدن، وهذا منزلك. قال: فسما بصري في السماء صاعداً فإذا قصر مثل الربابة البيضاء فقالا لي: هذا منزلك. فقلت لهما: بارك الله فيكما ذراني فلأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله، قال: فقلت لهما: إني رأيت هذه الليلة عجباً فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أما إنا سنخبرك: أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه فإنه الرجل يأخذ القرآن ثم يرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعيناه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة
⦗ص: 188⦘
تبلغ الآفاق. وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي يسبح في النهر فيلقم الحجر فإنه آكل الربا، وأما الرجل الذي عنده النار، الكريه المرآة فإنه ((مالك)) خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم –عليه السلام وأما الولدان الذين حوله فإنه كل مولود مات على الفطرة، فقال بعض القوم: يا رسول الله: وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين، قال: وأما القوم الذين شطر خلقهم حسن، وشطر خلقهم قبيح؛ فإنهم قوم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً تجاوز الله عنهم)) .
قوله: (يثلغ رأسه) : أي يشدخ ويشج. (ابتعثاني) : أقاماني. (يهوي بالصخرة) : يقصد الصخرة. (فيتهدهده الحجر) : فيتدحرج ويتدور. (يشرشر) : يشق. (ضوضوا) : ضجوا وصاحوا. (يفغر) : يفتح. (والمرآة) : المنظر. (اللغط) : الجلبة. (الدوحة) : الشجرة العظيمة. (وسما بصري) : أي ارتفع ونظر إلى فوق. (والربابة) : السحابة البيضاء. وقوله: (على الفطرة) : أي على الإسلام الذي قضي عليه في اللوح المحفوظ.
1403-
وأخبرنا محمد بن الحسين بن سليم، أنبأ أبو علي بن شاذان، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا عمرو بن عون الواسطي، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن الركين بن الربيع بن عميلة، عن أبيه، عن ابن مسعود –رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ما أكثر أحد من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلةٍ)) .