الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1453-
قال: وسمعت أبا عثمان الصابوني قال: أنشدني إسحاق بن إبراهيم العدل قال: أنشدني عمر بن أبي عمر النوقاني لنفسه:
طلق الدنيا ثلاثاً
…
إنما الدنيا دنيه
كل عيشٍ وإن
…
امتد فعقباه منيه
فصل
1454-
أخبرنا أبو بكر: محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ عبد الله بن يوسف، ثنا أبو بكر الأخميمي، ثنا الوليد بن حماد، ثنا عبد الله بن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان قال: حدثني أبي الفضل، عن أبيه عاصم، عن أبيه عمر، عن أبيه قتادة بن النعمان –رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أنزل الله –عز وجل علي جبريل في أحسن ما كان يأتيني في صورةٍ فقال: إن السلام يقرئك السلام يا محمد ويقول لك: إني أوصيت إلى الدنيا أن تمرري وتكدري وتضيقي وتشددي على أوليائي، كي يحبوا لقائي، وتحببي وتسهلي وتوسعي وتصفي لأعدائي كي يكرهوا لقائي، فإني خلقتها سجناً لأوليائي وجنة لأعدائي)) .
1455-
وأخبرنا أبو عمرو، عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أبو عمرو مولى بني هاشم، ثنا محمد بن أيوب الأنماطي بحلب، ثنا إبراهيم بن عبد الجبار المصري، ثنا خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني، ثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب –رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 211⦘
((من قضى نهمته من الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مد عينه إلى زينة المترفين كان ممقوتاً في ملكوت السموات، ومن صبر على القوت الشديد صبراً جميلاً، أنزله الله من الفردوس حيث شاء)) .
1456-
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، ثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، أنبأ علي بن عياش، ثنا سعيد بن سنان قال: حدثني أبو الزاهرية، عن أبي شجرة، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه:
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً متلفعاً بعطاف، مسنداً بين رجلين من أهل بيته من أثر شكاةٍ كانت به، حتى أتى مقامه في المسجد فقال بيده للناس تأخروا ورددها ثلاثاً، فإنكم لا تقدمون الملائكة، ثم أقبل بوجهه على الناس وقال: إن ربي –عز وجل قد رفع لي الدنيا وأنا أنظر إليها، وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة، كما أنظر إلى كفي هذه جليان من الله –عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم، كما جلي للنبيين قبله، فسلوني رددها ثلاثاً، وايم الله لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به، فقضي أن أحداً لا يجترئ على مسألة رسول الله صلى الله عليه وسلم مرثية له من شكاته وهيبة له، فطفق باسطاً كفيه رجاء أن يسأله أحد، قال: أما إذا لم تسألوني فلا يلقى الله أحد يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلا أدخل الجنة ما لم يخلط معها غيرها، رددها ثلاثاً، فقال قائل من قاصية الناس: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! وما يخلط معها غيرها؟ قال: حب الدنيا، وأثرة لها وجمعاً لها، ورضى بها وعمل الجبارين)) .
قوله: (متلفعاً) : أي مشتملاً، و (العطاف) : الرداء، و (الشكاة) : العلة، و (جليان) : أي إظهار وكشف، وقوله (من قاصية الناس) : أي من بعيد و (الأثرة) : الإيثار والاختيار،
⦗ص: 212⦘
و (المرثية) : الرحمة والشفقة.
1457-
أخبرنا أبو الخير بن رزا، أنبأ أحمد بن موسى بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن السري، ثنا المنذر بن محمد بن المنذر قال: حدثني أبي، حدثني عمي، الحسين بن أبي الجهم، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن علي أبو أيوب الأفريقي قال: حدثني ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه قال:
((أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي، فقال: يا عبد الله بن عمر، كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك في الموتى)) .
قال مجاهد: وقال لي عبد الله بن عمر: يا مجاهد إذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وإذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء.
1458-
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن محمد بن مالك، ثنا إبراهيم بن الهيثم قال: حدثني عتبة بن السكن الفزاري، حدثني صفوان بن عمرو قال: حدثني شريح بن عبيد، أن أبا مالك الأشعري –رضي الله عنه لما حضرته الوفاة قال لأناس من الأشعريين:
((ليبلغ شاهدكم غائبتكم أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حلاوة الدنيا مرارة الآخرة، ومرارة الدنيا حلاوة الآخرة)) .