الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1752-
أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، ثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا ابن قولويه-وهو إسحاق بن أحمد أصبهاني- ثنا إبراهيم –هو ابن يوسف الهسنجاني- ثنا ابن أبي الحواري، ثنا أبو سليمان قال: جاءني أبو علي الأحمر بأحسن حديث سمعته في الدنيا قال:
((يوضع للصوام مائدة يأكلون والناس في الحساب، قال: فيقولون: يا رب نحن نحاسب وهؤلاء يأكلون قال: فيقول: طالما صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم)) .
فصل في فضل رمضان وصيام رمضان
1753-
أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ جعفر بن محمد
⦗ص: 350⦘
الفقيه، أنبأ أبو أحمد: محمد بن إبراهيم، ثنا الحسن بن علي بن نصر، ثنا عبد الله بن يونس الكتاني، ثنا علي بن حجر المروزي، ثنا يوسف بن زياد، ثنا همام بن يحيى المحلمي، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه قال:
((خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: أيها الناس إنه قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهرٍ، جعل الله تعالى صيامه فريضةً وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلةٍ من خصال الخير كان كمن أدى فريضةً فيما سواه ومن أدى فيه فريضةً كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه، ومن فطر صائماً كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، قلنا: يا رسول الله ليس كلنا يجد من يفطر الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على مذقة لبنٍ أو تمرة أو شربة ماءٍ، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضه شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ومن خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى لكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما فتسألون الله تعالى الجنة، وتعوذون به من النار)) .
1754-
أخبرنا تميم بن عبد الواحد، ثنا علي بن ماشاذة، ثنا
⦗ص: 351⦘
سليمان بن أحمد، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا محمد بن مصفى، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا سيف بن محمد، عن ضرار بن عمرو، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه قال:
((كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استهلوا شعبان أكبوا على المصاحف فعرضوها، وأخرج المسلمون زكاة أموالهم يقوون المسكين والضعيف على صيام شهر رمضان، ودعت الولاة أهل السجون فمن كان عليه حد أقاموه عليه وإلا خلوا سبيله، حتى إذا نظر المسلمون إلى هلال شهر رمضان اغتسلوا واعتكفوا، وبعث الله –عز وجل ملائكة في أول الليلة من شهر رمضان فغلوا فيه أعفار الجن وفتحت فيه أبواب السماء، وغلق فيه أبواب النار، وبسط فيه الرزق للعباد، ورفع فيه العذاب عن أهل القبور، فمن صام يوماً من شهر رمضان تباعد من النار مسيرة مائة عام ومن قام من شهر رمضان كان له مثل أجر ليلة القدر، ومن قام ليلة القدر كان صلاته تلك عمل ثلاث وثمانين سنة وكان المسلمون في رمضان أما النهار فصيام وتسبيح وصدقة وأما الليل فتلاوة القرآن والركوع والسجود والقيام)) .
1755-
أخبرنا أحمد بن علي الحراثي، أنبأ أبو عبد الله: محمد بن إبراهيم الجرجاني، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا وهب، عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن عمرو بن تميم، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دنا رمضان يقول:
((أظلكم شهركم هذا، ومحلوف أبي القاسم الذي يحلف به ما مر
⦗ص: 352⦘
على المسلمين شهر خير لهم منه ولا مر على المنافقين شهر شر لهم، ومحلوف أبي القاسم الذي يحلف به إن الله ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخلهم، وذلك أن المؤمن يعد نفقته وقوته للعبادة وأن الفاجر يعد لغفلة المسلمين وعثورهم فهو غنم للمؤمن نقمة للفاجر)) .
1756-
أخبرنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، أنبأ أحمد بن الحسين الحيري، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عيسى بن حيان المدائني، ثنا شعيب بن حرب، ثنا يونس بن عمر، ثنا المغيرة بن عبد الله، عن أبيه قال:
((غدوت لحاجة إلى المسجد فإذا بجماعة في السوق فملت إليهم، فإذا برجل يحدثهم ويقول: وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفت لي صفته، فعرضت له على قارعة الطريق بين عرفات ومنى ورفع إلي ركب وعرفته بالصفة، فهتف بي رجل من القوم فقال: أيها الراكب خل عن وجوه الركاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوا الراكب فأرب ما له؟ قال: فجئت حتى أخذت بزمام الناقة أو خطامها، فقلت: بأبي يا رسول الله ما يقربني إلى الجنة ويباعدني من النار؟ فقال لي: وذلك أعملك أو أنصبك؟ قال: قلت: نعم، قال: فاعقل إذاً أو افهم، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتأتي إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك، وتكره للناس ما تكره أن يؤتى إليك، خل زمام الناقة أو خطامها)) .
قوله: فأرب ما له: أي فحاجة له، وما زائدة، وقوله: أعملك أي أنصبك. قيل في التفسير {وجوه يومئذ خاشعة عاملة} . معنى عاملة: ناصبة أيضاً.