الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في الرضى ودرجة الراضي
1420-
قال فضيل: الراضي لا يتمنى فوق منزلته.
1421-
وقال أبو عثمان النيسابوري: منذ أربعين سنةً ما أقامني الله –عز وجل في حال فكرهته ولا نقلني إلى غيره فسخطته.
1422-
واشتكى عمران بن حصين –رضي الله عنه بطنه سنين كثيرة فدخلوا عليه يعودونه فقالوا له: منعنا من الدخول عليك طول شكايتك فقال: لا تفعلوا ذلك، فإن أحبه إلى ربي أحبه إلي.
1423-
وقال داود –عليه السلام يا رب دلني على رضاك، فقال: رضائي في كراهيتك إلى أن ترضى، فإذا رضيت فإنك لا تكره بعده مقضياً.
1424-
وقال أحمد بن عطاء: الرضى نظر القلب إلى قديم اختيار الله –عز وجل للعبد أنه يختار له الأفضل فيرخي به.
1425-
وسئل الجنيد عن الرضى فقال: رفع الاختيار.
1426-
وقال ذو النون: الرضى سرور القلب بمر القضاء.
وقيل: الرضا أن يكون قلب العبد ساكناً تحت حكمه.
وروي أن الله –تعالى- بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.
1427-
وقال المحاسبي: الرضا سكون القلب تحت جريان حكمه.
1428-
وقال أبو عمر الدمشقي: الرضا نهاية الصبر.
1429-
وقال الواسطي: الرضا هو النظر إلى الأشياء بعين الرضا حتى لا تسخط شيئاً إلا ما سخط مولاك.
1430-
وقال يحيى بن معاذ، إن عذبني عذبني من أحبه، وإن نجاني نجاني من أحبه، رضيت بما يرضاه فإنه ربي –عز وجل.
وقيل في تفسير قوله: {رضي الله عنهم ورضوا عنه} رضي الله عنهم بما كان سبق لهم من الله –تعالى- من العناية والتوفيق، ورضوا عنه، بما من عليهم بمتابعتهم لرسوله صلى الله عليه وسلم وقبول ما جاء به.
1431-
وقال الجريري:
((من رضي بدون قدره، رفعه الله فوق غايته)) .
1432-
وقال أبو تراب:
((ليس ينال الرضا من كان للدنيا عنده قدره)) .
1433-
وقال أبو سليمان:
((رضي عن قوم فاستعملهم بعمل أهل الرضا، وسخط على قومٍ فاستعملهم بعمل أهل السخط)) .
وأنشدوا:
رضيت بما قسم الله لي
…
وفوضت أمري إلى خالقي
لقد أحسن الله فيما مضى
…
كذلك يحسن فيما بقي