الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والخوف والرجاء والتوكل والصلاة والصوم والذبح والنذر ونحو ذلك. وهذا هو معنى لا إله إلا الله؛ لأن معناها لا معبود حق إلا الله كما قال سبحانه في سورة الحج: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} (1).
ولا بد مع ذلك من الكفر بجميع الطواغيت، وهي المعبودات من دون الله؛ كالأصنام ونحوها، ومعنى ذلك البراءة من عبادة غير الله، واعتقاد بطلانها، كما قال الله سبحانه:{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (2).
ويدخل في ذلك البراءة من عبادة الجهلة لأصحاب القبور؛ كعبادة الحسين والبدوي ونحو ذلك، وعليك يا أخي أيضا ترك ما حرم الله عليك من التدخين واستماع الأغاني ومشاهدة ما حرم الله مشاهدته من النساء السافرات وشبه العاريات ونحو ذلك، ومنع ابنتك من الدراسة المختلطة وزوجتك من العمل المختلط؛ صيانة لهما عن الفتنة، مع الحرص على تعليم أولادك حقيقة الإسلام بواسطة بعض المعلمين الطيبين. وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، ورزقنا وإياك وسائر إخواننا الفقه في دينه والسلامة من أسباب غضبه، إنه سميع قريب. .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
(1) سورة الحج الآية 62
(2)
سورة البقرة الآية 256
السؤال الرابع: هل يعذر
المسلم إذا فعل شيئا من الشرك كالذبح والنذر لغير الله جاهلا
؟
الجواب: الأمور قسمان: قسم يعذر فيه بالجهل، وقسم لا يعذر فيه بالجهل. فإذا كان من أتى ذلك بين المسلمين، وأتى الشرك بالله، وعبد غير الله، فإنه لا يعذر؛ لأنه مقصر لم يسأل، ولم يتبصر في دينه، فيكون غير
معذور في عبادته غير الله من أموات أو أشجار أو أحجار أو أصنام، لإعراضه وغفلته عن دينه، كما قال الله سبحانه:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ} (1).
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لما استأذن ربه أن يستغفر لأمه لأنها ماتت في الجاهلية، لم يؤذن له ليستغفر لها؛ لأنها ماتت على دين قومها عباد الأوثان، ولأنه صلى الله عليه وسلم قال لشخص سأله عن أبيه، قال: هو في النار. . فلما رأى ما في وجهه قال: إن أبي وأباك في النار.
لأنه مات على الشرك بالله، وعلى عبادة غيره سبحانه وتعالى، فكيف بالذي بين المسلمين وهو يعبد البدوي، أو يعبد الحسين، أو يعبد الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو يعبد الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم، أو يعبد عليا أو يعبد غيرهم؟!
فهؤلاء وأشباههم لا يعذرون من باب أولى؛ لأنهم أتوا الشرك الأكبر وهم بين المسلمين، والقرآن بين أيديهم. . وهكذا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودة بينهم، ولكنهم عن ذلك معرضون.
والقسم الثاني: من يعذر بالجهل؛ كالذي ينشأ في بلاد بعيدة عن الإسلام في أطراف الدنيا، أو لأسباب أخرى كأهل الفترة ونحوهم ممن لم تبلغهم الرسالة، فهؤلاء معذورون بجهلهم، وأمرهم إلى الله عز وجل، والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة فيؤمرون، فإن أجابوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار؛ لقوله جل وعلا:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (2) ولأحاديث صحيحة وردت في ذلك.
وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله الكلام في هذه المسألة في آخر كتابه: طريق الهجرتين لما ذكر طبقات المكلفين، فليراجع هناك لعظم فائدته.
(1) سورة الأحقاف الآية 3
(2)
سورة الإسراء الآية 15