الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
o وقال إسماعيل بن خليل: "لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل لكان آية"(1).
ولو تتبعت ثناء الأئمة عليه لطال بنا المقام، ولكن أختم بقول الإمام الذهبي:" كان أحمد عظيم الشأن، رأسا في الحديث، وفي الفقه، وفي التأله. أثنى عليه خلق من خصومه، فما الظن بإخوانه وأقرانه؟!! وكان مهيبا في ذات الله. حتى قال أبو عبيد القاسم بن سلام: ما هبت أحدا في مسألة ما هبت أحمد بن حنبل "(2).
(1) الحلية (9/ 66) وتاريخ بغداد (4/ 418) وتاريخ دمشق (7/ 250) والنبلاء (11/ 202).
(2)
النبلاء (11/ 203). وانظر: تاريخ دمشق (7/ 246) ومناقب الإمام (ص212).
احترام العلماء له:
العلماء لهم منزلة عظيمة ومكانة رفيعة، فهم ورثة الأنبياء، والعلم تاج يرفع من ذكر الإنسان ويعلي قدره، وكم من أصيل النسب حطه الجهل، وكم من وضيع النسب رفعه العلم فوق جميع الناس، وصدق من قال:
العلم يرفع بيتا لا عماد له
…
والجهل يهدم بيت العز والشرف
ويزداد فضل الإنسان ومكانته بزيادة علمه وعمله، والإمام أحمد رحمه الله تعالى جمع الأمرين معا، مما جعل شيوخه قبل تلاميذه يقدرونه، ويجلونه، ويحترمونه، حتى قال إدريس بن عبد الكريم المقرئ:
" رأيت علماءنا مثل الهيثم بن جميل، ومصعب الزبيري - وذكر (20) عالما من الحفاظ والفقهاء - فيمن لا أحصيهم من أهل العلم والفقه، يعظمون أحمد بن حنبل، ويجلونه، ويوقرونه، ويبجلونه، ويقصدونه للسلام عليه ".
وقال أحمد بن شيبان: " ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بن حنبل، وكان يقعده إلى جنبه إذا حدثنا، وكان يوقر أحمد بن
حنبل ولا يمازحه ".
ويزيد بن هارون من شيوخ أحمد، ويعتبر من الأئمة الحفاظ الأثبات، ومع ذلك نجده يحترم الإمام أحمد هذا الاحترام. ويزيد بن هارون صاحب نكتة وطرافة، لكنه يتحرز من ذلك عند الإمام أحمد. قال خلف بن سالم:" كنا في مجلس يزيد بن هارون، فمزح يزيد مع مستمليه، فتنحنح أحمد بن حنبل، فضرب يزيد بيده على جبينه، وقال: ألا أعلمتموني أن أحمد ههنا حتى لا أمزح!! "(1).
وقال أبو بكر المروزي: أخبرني عبد الله بن المبارك - شيخ سمع منه قديما، وليس بالخراساني - قال:"كنت عند إسماعيل ابن علية، فتكلم إنسان فضحك بعضنا، وثم أحمد بن حنبل. فأتينا إسماعيل فوجدناه غضبان، فقال: أتضحكون وعندي أحمد بن حنبل؟! "(2).
رحم الله الإمام أحمد بن حنبل، فقد كان رجلا جادا، متميزا، حريصا على وقته، وعلى طلبه للعلم. وهذه الصفات هي التي جعلت شوامخ العلماء يحترمونه ويقدرونه، حتى إن كثيرا من العلماء كان يسميه بـ:"الإمام" أو "إمامنا" سواء من شيوخه أو من أقرانه أو من تلاميذه، فمنهم: الإمام المبجل يحيى بن آدم (3) وعلي بن المديني الذي قال: "اتخذت أحمد بن حنبل إماما فيما بيني وبين الله"(4).
كما كان يسميه أيضا بـ: "سيدنا". وممن يسميه بالإمام أيضا: بشر بن الحارث (5)
(1) الحلية (9/ 169) ومناقب الإمام (ص67) والنبلاء (11/ 194) والمنهج الأحمد (1/ 76).
(2)
مناقب الإمام (ص68) والنبلاء (11/ 194).
(3)
انظر: تاريخ بغداد (4/ 417) ومناقب الإمام (ص77) والنبلاء (11/ 189) والتهذيب (1/ 73).
(4)
تاريخ دمشق (7/ 242) ومناقب الإمام (ص109) والبداية والنهاية (10/ 336).
(5)
مناقب الإمام (ص117).