الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثقة
كان أبو موسى موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم به، فقد كان أحد اثنين أذنا عليه (1): الأول رباح الأسود مولاه (2)، والثاني أبو موسى الأشعري، وهذا دليل على مبلغ ثقة النبي صلى الله عليه وسلم به وبعقله وحسن تصرفه وأمانته وصدقه.
ولما ولد لأبي موسى غلام، أتي النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه: إبراهيم، وحنكه بتمرة (3)، وهذا دليل على مبلغ حب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى، ومبلغ تقديره له.
ولما توفي باذان سنة عشر الهجرية وزع النبي صلى الله عليه وسلم عمل اليمن على قسم من أصحابه، وكان ذلك بعد حجة الوداع، فكان أبو موسى أحد عماله، فولاه زبيد وعدن ورمع (4) والساحل، فكان
(1) جوامع السيرة (27).
(2)
رباح الأسود: انظر سيرته في أسد الغابة (2/ 190) والإصابة (2/ 193) والاستيعاب (2/ 487).
(3)
طبقات ابن سعد (4/ 107).
(4)
رمع: قرية أبي موسى ببلاد الأشعريين قرب غسان وزبيد، انظر التفاصيل في معجم البلدان (4/ 285).
في هذه المنطقة الواسعة واليا وقاضيا ومرشدا وداعيا، وهي موطنه الأصلي وبين قومه الذين استجابوا له وعاونوه على تحمل أعباء واجباته وتعاونوا معه في معالجة ما صادفه من معضلات ومشاكل، وأعانوه على حلها بسهولة ويسر.
ولم يزل أبو موسى عن عمله في اليمن، كما لم يعزل غيره من عمالها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (1)، حتى ظهر الأسود العنسى في اليمن، وارتد من ارتد معه، فانحاز أبو موسى مقتحما حضرموت (2) حتى نزل السكاسك حيث بدأ العمل مع إخوانه للقضاء على المرتدين (3).
كل ذلك يدل دلالة واضحة على أن أبا موسى كان موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم الكاملة به، فقربه واعتمد عليه في كثير من الأعمال.
لقد نال أبو موسى، شرف الصحبة، وشرف الجهاد تحت لواء النبي صلى الله عليه وسلم وتحت ألوية الإسلام، وشرف العمل في الإدارة والقضاء والدعوة والإرشاد لخدمة الإسلام والمسلمين.
(1) الطبري (3/ 229).
(2)
حضر موت: بلاد واسعة شرقي عدن بقرب البحر، انظر التفاصيل في معجم البلدان (3/ 292 - 295).
(3)
انظر التفاصيل في الطبري (3/ 227 - 230).