المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

سنة 1259هـ بقلم الشيخ محمد بن سعد العجيري وعليها بعض - مجلة البحوث الإسلامية - جـ ٢٨

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المحتويات

- ‌الخلاصة

- ‌قتل الغيلة

- ‌الخلاف بين الفقهاء فيما يوجبه قتل الغيلة:

- ‌الفتاوى

- ‌ حكم الله فيمن يستغيث بالأولياء عند نزول حادث به

- ‌ هل يجوز لمسلم أن يقول في دعائه: " أجيبوا وتوكلوا يا خدام هذه الأسماء الحسنى بقضاء حاجتي

- ‌ شخص عبد غير الله أو دعا غير الله أو ذبح لشيخ، هل يعذر بجهله أم لا يعذر

- ‌ هل هناك أحد غير الله يستطيع تفريج الهم والغم ودفع المصائب

- ‌ هل الدعاء يرد القضاء

- ‌ النذر لغير الله تعالى

- ‌ حكم النذر لغير الله

- ‌ حكم الإسلام في وقوف الطلبة لمدرسيهم أثناء دخولهم الفصول

- ‌ حكم الذبح للميت الذي يدعى أنه ولي لله ويبنى عليه الجدران

- ‌ الذبح لمن مات من الأنبياء والأولياء رجاء بركتهم

- ‌ حكم الله فيمن يذبح على الأضرحة، ويطلب منها الغوث والعون في النفع والضر

- ‌ حكم الطواف حول أضرحة الأولياء

- ‌(الذبح على عتبة المنزل الجديد)

- ‌ حكم ذبح الذبيحة للضيف

- ‌ حكم الصلاة خلف رجل يأكل ما ذبح لغير الله

- ‌حكم إقامة الولائم عند موت الميت

- ‌حكم قراءة الفاتحة للميت

- ‌حكم أخذ أجرة قراءة القرآن على الأموات

- ‌حكم الصلاة خلف المتمسك بالبدعة، وحكم صلاةالجمعة لاثني عشر رجلا

- ‌حكم الكتابة على القبور

- ‌زيارة القبور والتوسل بالأضرحة وأخذ أموال التوسل

- ‌حكم الصلاة خلف من يستغيث بغير الله

- ‌عدم جواز الطلب إلى الميت

- ‌جهاد الفلسطينين

- ‌لا يجوز التبرك بالأموات

- ‌مع النبي صلى الله عليه وسلم المهاجر المجاهد:

- ‌السفير النبوي

- ‌الثقة

- ‌جهاده

- ‌الإنسان

- ‌ العالم:

- ‌ القاضي

- ‌ الحكم

- ‌الإداري

- ‌الورع

- ‌الرجل

- ‌القائد

- ‌السفير

- ‌أبو موسى في التاريخ

- ‌فصل الجوابعن استحقاق المتأخرفضل الصحاب

- ‌موضوع الرسالة:

- ‌أهمية الرسالة:

- ‌أسرته:

- ‌شيوخه:

- ‌أعماله:

- ‌وفاته:

- ‌أولاده:

- ‌آثاره العلمية:

- ‌وصف النسخ:

- ‌عنوان الرسالة:

- ‌التوثيق:

- ‌منهج التحقيق:

- ‌ فضل القائم بالسنة ومضاعفة الأجر له عند فساد الزمان

- ‌الخلوةوما يترتب عليهامن أحكام فقهية

- ‌مقدمةفي أهمية المحافظة على أعراض المسلمين وسد باب الفساد الموصل إليها

- ‌الفصل الأول: تعريف الخلوة وبيان المراد بها

- ‌الفصل الثاني: أحكام الخلوة والسفر بالمرأة الأجنبية

- ‌المطلب الأول: الخلوة بالأجنبية

- ‌المبحث الأول: المراد بالمرأة الأجنبية

- ‌المبحث الثاني: في حكم الخلوة بالمرأة الأجنبية

- ‌المطلب الثاني: السفر بالمرأة الأجنبية:

- ‌الفصل الثالث: الخلوة بالأمرد

- ‌الفصل الرابع: الخلوة بالخنثى المشكل والسفر به

- ‌الفصل الخامس: خلوة المرأة بمملوكها والسفر معه

- ‌الفصل السادس: الخلوة بإماء الغير:

- ‌الفصل السابع: الخلوة بالمطلقة ثلاثا

- ‌الفصل الثامن: الخلوة والسفر بالزوجة وذوات المحارم

- ‌المطلب الأول: في حكم الخلوة والسفر بالزوجة وذوات المحارم

- ‌المطلب الثاني: حكم مباشرة الزوجة من غير خلوة

- ‌المطلب الثالث: أثر الخلوة بالزوجة على المهر والعدة

- ‌المطلب الرابع: أثر الخلوة بالمطلقة طلاقا رجعيا على الرجعة

- ‌الخاتمة

- ‌كشاف المراجع

- ‌الدفاع عن السنة النبويةوطرق الاستدلال

- ‌جهود العلماء لصيانة السنة ومقاومة حركة الوضع

- ‌أئمة الحديث والفقه واختلاف ميولهم

- ‌الاستدلال بالإجماع والقياس

- ‌الأخذ بالآثار وهو موافق للأصول

- ‌تصويب واعتذار

الفصل: سنة 1259هـ بقلم الشيخ محمد بن سعد العجيري وعليها بعض

سنة 1259هـ بقلم الشيخ محمد بن سعد العجيري وعليها بعض الهوامش المنقولة من حفظ المؤلف.

وهي نسخة جيدة تامة؛ ولذلك جعلتها أصلا.

والثانية: مطبوعة في الجزء الأول من مجموعة الرسائل والمسائل النجدية وتقع في أربع ورقات من صفحة 437 إلى صفحة 444 ولم يذكر الناشر شيئا عن الأصل الذي اعتمد عليه، وهي نسخة ناقصة سقط من منتصفها ما يوازي ربع الرسالة تقريبا.

ص: 218

‌عنوان الرسالة:

انفردت النسخة الخطية بذكره وأهملته المطبوعة. وتسمية مثل هذه الرسائل الصغيرة لم يكن معتادا عند أئمة الدعوة مما يؤكد أنه ربما كان من صنع الناسخ.

وعلى أية حال فهو عنوان مطابق بوجه عام لمضمونها فأثبته كما جاء في المخطوطة.

ص: 218

‌التوثيق:

أشار المؤلف إلى اسمه في صدر الرسالة، كما أنه قد أثبت ذلك على طرة المخطوط ولم يذكر فيما سوى ذلك. وإذا علمنا أن كتب التراجم أغفلت ترجمته على انفراد وكل ما وصلنا عنه نتف مفرقة استأثر عنوان المجد بالنصيب الأوفر منها تبين لنا السبب في عدم نسبته إليه.

ص: 218

‌منهج التحقيق:

حاولت بقدر الإمكان أن يخرج النص على هيئة أقرب ما تكون إلى الصورة التي تركها المؤلف، وقمت بعزو الآيات وتخريج الأحاديث والآثار

ص: 218

مع نقل ما قاله أهل العلم فيها وترجمت للأعلام ممن يحتاج إلى تعريف إلى غير ذلك مما يتطلبه التحقيق.

أسأل الله أن ينفع بها وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه. والحمد لله حمدا كثيرا طيبا كما يحب ويرضى.

كتبه: الوليد بن عبد الرحمن الفريان.

الرياض: 15/ 3 / 1409 هـ.

ص: 219

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله على نعمه وآلائه وأصلي وأسلم على خاتم رسله وأنبيائه من حسن بن حسين إلى الأخ راشد بن مبارك (1).

أولاه الله من نعمه وبارك

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وإن تسأل عني، فأحمد إليك الله وأشكره كما شكره الأواه بخير وعافية ونعم وافية، وقد سألت رحمك الله عن مسألتين والخاطر مشغول، وقد آن بحمد الله أن نشرع في الجواب.

المسألة الأولى: ما معنى (2) قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ثعلبة «وللعامل منهم أجر خمسين) قيل: يا رسول الله أجر خمسين منهم؟ قال: (أجر خمسين منكم (3)» .

كيف ساووا الصحابة رضي الله عنهم وهم أفضل الناس، ولن يبلغ من بعدهم أدنى درجة من درجاتهم؟

(1) لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر.

(2)

(ط): ما معنى. ساقطة.

(3)

سنن الترمذي تفسير القرآن (3058)، سنن أبو داود الملاحم (4341)، سنن ابن ماجه الفتن (4014).

ص: 222

فالجواب وبالله التوفيق:

اعلم أولا أن الحديث المشار إليه، خرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه، كلهم من طريق عتبة بن أبي حكيم (1) عن عمرو بن جارية عن أبي أمية الشعباني عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (2) أما والله قد سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرا لا بد لك منه -وفي بعضها -لا يدان لك به، فعليك بخاصة نفسك، ودع أمر العوام فإن وراءكم أيام الصبر فمن صبر فيهن كان كمن قبض على الجمر، للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله)، قالوا: يا رسول الله أجر خمسين منهم؟ قال: (أجر خمسين منكم) (6)» .

(1) الأصل: الحكم. تحريف.

(2)

سورة المائدة الآية 105

(3)

سنن أبي داود رقم 4341 وجامع الترمذي رقم 3058 وسنن ابن ماجه رقم 4014 وأخرجه الطبري في التفسير رقم 12862 والحاكم في المستدرك 4/ 322 وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه الآجري في الغرباء رقم 9 وابن حبان في الصحيح رقم 1850 (موارد) والطحاوي في المستشكل 2/ 65 والبيهقي في الاعتقاد 126وابن أبي عاصم في الزهد رقم 216 وأبو نعيم في الحلية 2/ 30 والبغوي في شرح السنة 14/ 347 وابن وضاح في البدع 4/ 76 وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الشعب كما في الدر المنثور 2/ 339.

(4)

الشح: البخل الشديد، وطاعته: أن يتبع الإنسان هوى نفسه لبخله، وينقاد له. الجامع 10/ 4. (3)

(5)

علق في هامش الأصل ما نصه: أي الروايات، ومعناه: لا طاقة لك به. (4)

(6)

(ط): ودع عنك. (5)

ص: 223

وعتبة هذا، قال الحافظ المنذري (1) في مختصر السنن لأبي داود: هو [أبو](2) العباس بن أبي حكيم الهمداني الشامي وثقه غير واحد، وضعفه (3) غير واحد (4)(5).

قلت: وقد حكم الترمذي على هذا الحديث بأنه حسن غريب (6).

إذا عرفت ذلك، فالمعنى الذي لأجله استحق هذا (7) الأجر العظيم والثواب، وساوى فضل خمسين من الصحاب؛ إنما هو لعدم المعاون والمساعد على فعل الخير (8) كما ذكره (9) أبو سليمان الخطابي (10) وأبو الفرج عبد الرحمن بن رجب (11) وغيرهما فالمستقيم على المنهج السوي والطريق النبوي عند فساد الزمان ومروج الأديان، غريب ولو عند الحبيب، إذ قد توفرت الموانع وكثرت الآفات، وتظاهرت القبائح والمنكرات، وظهر التغيير في الدين والتبديل، واتباع الهوى والتضليل، وفقد المعين وعز من يلوذ به الموحد (12).

(1) أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي، حافظ محدث فقيه. مؤرخ ت 656. تذكرة الحفاظ 4/ 1436.

(2)

ساقط من الأصل و (ط).

(3)

(ط): وتكلم فيه.

(4)

مختصر السنن 6/ 189.

(5)

قال الحافظ ابن حجر في التقريب / 380: صدوق يخطئ كثيرا من السادسة.

(6)

الجامع 5/ 258.

(7)

(ط): هذا. ساقطة.

(8)

(ط): فعل الخير. ساقط.

(9)

(ط): ما ذكره الحافظ.

(10)

في العزلة / 39.

(11)

في كشف الكربة / 21.

(12)

(ط): من تلوذ به من الموحدين.

ص: 224

وصار الناس كالشيء المشوب، ودارت بين الكل رحى الفتن والحروب، وانتشر شر المنافقين وعيل صبر المتقين، وتقطعت أسباب (1) المسالك للسالك (2) وترادفت الضلالات والمهالك، ومنع الخلاص ولات حين مناص.

فالموحد بينهم أعز من الكبريت الأحمر، ومع ذلك فليس له مجيب ولا داع (3) ولا قابل لما يقول ولا واع (4)، قد نصبت له رايات الخلاف ورمي بقوس العداوة والاعتساف، ونظرت إليه شزرا العيون (5). وأتاه الأذى من كل منافق مفتون (فاشتدت عليه الكربة)(6) واستحكمت له الغربة، وأفلاذ كبده تقطعت مما جرى في دين الإسلام وعراه من الانثلام (7) والباطل قد اضطرمت ناره، وتطاير في الآفاق شراره، ومع هذا كله / فهو على الدين الحنيف مستقيم ولحجج الله [1 / ب] وبراهينه مقيم.

فبالله قل لي: هل يصدر هذا إلا عن يقين (8) وصدق راسخ في الجنان، وكمال توحيد وصبر وإيمان (9) ورضى وتسليم لما قدره الرحمن، وقد وعد الله الصابرين جزيل الثواب:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (10).

وقد قال بعض العلماء رحمه الله تعالى: من اتبع القرآن والسنة وهاجر إلى الله بقلبه، واتبع آثار الصحابة لم يسبقه الصحابة إلا بكونهم رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى. وفي ذلك الزمان فالكل له أعوان وإخوان

(1)(ط) سبل.

(2)

(ط): للسالك. ساقطة.

(3)

(ط): راع.

(4)

(ط): وقد.

(5)

(ط): شزر. تحريف.

(6)

ما بينهما ساقط من (ط).

(7)

(ط): الانثلام والانفصام.

(8)

(ط): و. ساقط.

(9)

(ط): وإيمان وصبر.

(10)

سورة الزمر الآية 10

ص: 225

ومساعدون ومعاضدون، ولهذا قال علي بن المديني رحمه الله كما ذكره عنه ابن الجوزي في صفة (1) الصفوة - ما قام أحد بالإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قام أحمد بن حنبل! قيل: يا أبا الحسن، ولا أبو بكر الصديق؟!. قال: إن أبا بكر الصديق له (2) أصحاب وأعوان، وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب. انتهى (3). وقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) قيل: يا رسول الله ومن الغرباء؟. قال: (النزاع من القبائل (5)» .

ورواه أبو بكر الآجري الحنبلي (6) وعنده: «قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس (7)» .

(1)(ط): كتاب صفوة الصفوة.

(2)

(ط): رضي الله عنه كان له.

(3)

أخرجه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد / 149 عن الميموني قال: سمعت علي بن المديني.

(4)

المسند 1/ 398 وأخرجه ابن ماجه في السنن رقم 3988 والدارمي في السنن رقم 2758والآجري في الغرباء رقم 2 والبغوي في شرح السنة 1/ 118 والخطيب في أصحاب الحديث / 23 والخطابي في الغريب 1/ 174وابن وضاح في البدع / 65 والطحاوي في مشكل الآثار 1/ 297وأخرجه الدورقي في مسند سعد بن أبي وقاص رقم 93 من حديثه وصححه ابن كثير في النهاية 1/ 17.

(5)

النزاع: جمع نازع ونزيع، وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته نهاية 5/ 41. (4)

(6)

محمد بن الحسين، فقيه محدث ت 360. تذكرة 3/ 936.

(7)

الغرباء للآجري رقم1 وأخرجه أحمد في المسند 4/ 73 وابن وضاح في البدع / 65 والخطابي في الغريب 1/ 176 والطبراني وأبو نصر السجزي في الإبانة كما في الكنز 1/ 239 من حديث عبد الرحمن بن سنة وأخرجه الطبراني في الصغير رقم 90 (روضه) والقضاعي في مسند الشهاب رقم 1055 من حديث سهل الساعدي.

ص: 226

ورواه غيره: قال: «الذين يفرون بدينهم من الفتن (1)» .

ورواه الترمذي عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: «الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي (3)» .

ورواه الإمام أحمد أيضا من حديث سعد بن أبي وقاص (4)[2 / أ]، ورواه الطبراني من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «طوبى للغرباء!) قيل: ومن الغرباء؟ قال: (قوم صالحون قليل في قوم سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم (5)». قال الأوزاعي (6) في تفسيره (7): أما أنه ما يذهب الإسلام ولكن يذهب أهل السنة، حتى ما يبقى في البلد منهم إلا رجل واحد أو رجلان (8). وروى البخاري عن

(1) ذكره الحافظ ابن رجب في كشف الكربة / 12 ولم أعثر عليه مسندا فيما بين يدي من المصادر لكن أخرج نحوه أحمد في الزهد 1/ 170 وأبو نعيم في الحلية ج1 / ص25 من حديث عبد الله بن عمرو وأخرجه الدورقي في مسند سعد بن أبي وقاص رقم 94 موقوفا عليه.

(2)

في الجامع: عن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحه عن أبيه عن جده.

(3)

جامع الترمذي رقم 2632 وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه ابن عبد البر في الجامع 397، وأخرج نحوه القضاعي في مسند الشهاب رقم 1052، 1053.

(4)

المسند 1/ 184.

(5)

الطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد 7/ 278 قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وأخرجه أحمد في المسند 2/ 177، 222 والآجري في الغرباء رقم 6 وابن المبارك في الزهد رقم 775 والفنوي في المعرفة 2/ 517 وابن وضاح في البدع 4/ 64 والحاكم في المستدرك 2/ 71 وصححه ووافقه الذهبي.

(6)

أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، الفقيه. ثقة جليل ت 157. تقريب / 347.

(7)

أي: تفسير هذا الحديث.

(8)

ذكره الحافظ ابن رجب في كشف الكربه / 18 والإمام محمد بن عبد الوهاب في أحاديث الفتن / 101.

ص: 227

مرداس الأسلمي. . . (1) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يذهب الصالحون الأول ويبقي حثالة كحثالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله باله (2)» . وكان الحسن البصري رحمه الله يقول لأصحابه: يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله، فإنكم من أقل (3) الناس (4).

وقال يونس بن عبيد (5): ليس شيء أغرب من السنة، وأغرب منها من يعرفها (6).

وروى أبو القاسم الطبراني وغيره -بإسناد فيه نظر- (7) من حديث (8) أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء إقبالا وإدبارا وإن لهذا الدين إقبالا وإدبارا، وإن من إقبال الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الفاسق والفاسقان فهما مقهوران ذليلان، إن تكلما قمعا وقهرا واضطهدا، ألا وإن من إدبار الدين أن تجفوا القبيلة بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الفقيه والفقيهان وهما مقهوران ذليلان إن تكلما فأمرا بمعروف ونهيا عن منكر قمعا وقهرا واضطهدا فهما مقهوران ذليلان لا يجدان على الحق أعوانا وأنصارا (9)» وروى الطبراني

(1) الأصل و (ط): السلمي. تحريف. وهو ابن مالك صحابي بايع تحت الشجرة، قليل الحديث. تقريب / 525.

(2)

أخرجه البخاري في الصحيح رقم 6434 وأحمد في المسند ج 4 / ص193 والبيهقي في كتاب الأدب رقم 312. وأخرجه البخاري تعليقا رقم 4156، ومعنى: لا يباليهم الله باله. أي: لا يرفع لهم قدرا ولا يقيم لهم وزنا. فتح الباري 11/ 252.

(3)

الأصل و (ط): أول.

(4)

ذكره الحافظ ابن رجب في كشف الكربة / 19.

(5)

أبو عبيد بن دينار العبدي، ثقة ثبت فاضل ورع ت 159 تقريب / 613.

(6)

ذكره الحافظ ابن رجب في كشف الكربه / 19. وذكره أبو يعلى في الطبقات 2/ 42.

(7)

كما في المصدر السابق / 21.

(8)

ما بينهما ساقط من (ط).

(9)

الطبراني كما في مجمع الزوائد 7/ 261، 271، قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد وهو متروك وأخرجه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب العالية 4/ 335 قال ابن حجر: حديث ضعيف.

ص: 228

أيضا عن ابن مسعود رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة قال: «وإن من أشراطها أن يكون المؤمن [2 / ب] في القبيلة أذل من النقد (1)» . والنقد: هي الغنم الصغار (2). . . وروى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر (3)» . . . وروى الحافظ ابن عساكر عن أنس أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من شاته (4)» .

وروى الحافظ ابن أبي الدنيا عن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب الملح في الماء. قيل مم ذلك يا رسول الله؟ قال: مما يرى من المنكر لا يستطيع تغييره (5)» .

وقال ابن مسعود: يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من الأمة (6).

فقد تبين بما أوردناه، واتضح مما قررناه، وظهر مما سطرناه: ما سأل عنه السائل وفقه الله.

(1) قطعة من حديث طويل أخرجه الطبراني في الأوسط والكبير كما في مجمع الزوائد 7/ 323، قال الهيثمي: وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف.

(2)

واحدتها: نقدة، وجمعها: نقاد. النهاية 5/ 104.

(3)

جامع الترمذي رقم 2260 وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.

(4)

كما في كنز العمال 11/ 276.

(5)

أخرجه ابن أبي الدنيا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في المصدر السابق 3/ 686 وأخرجه ابن وضاح في البدع / 92 عن عطاء بن ميسرة بلفظ (سيأتي على الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الثلج في الماء. قيل: يا نبي الله ومم ذاك؟ قال: يرى المنكر يعمل به فلا يستطيع أن يغيره).

(6)

ذكره الحافظ ابن رجب في كشف الكربة / 22.

ص: 229

وإلى هذا الذي ذكرنا أشار ابن القيم رحمه الله في الكافية الشافية حيث قال:

فالحائز الخمسين أجرا لم يحز

ها في جميع شرائع الإيمان

هل حازها في بدر أو أحد (1)

أو الفتح المبين وبيعه الضوان

بل حازها إذا كان قد عدم المعين

وهم فقد كانوا أولي أعوان

والرب ليس يضيع ما يتحمل

المتحملون لأجله من شأن

فتحمل العبد الوحيد (2) رضاه مع

فيض العدو وقلة الأعوان

مما يدل على يقين صادق

ومحبة وحقيقة العرفان

في كل يوم فرقة تغزوه إن

يرجع (3) يوافيه الفريق الثاني (4)

فسل الغريب المستضام عن الذي

يلقاه بين عدأ بلا حسبان

(1) الأصل: أو في أحد. تحريف.

(2)

في الكافية: العبد الضعيف.

(3)

في الكافية: ترجع.

(4)

بين هذا البيت والذي قبله قوله: يكفيه ذلا واغترابا قلة الأنصار بين عساكر الشيطان.

ص: 230