الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويا حسين، أو ينذر لغير الله عز وجل ويتمسح بالقبور، ووقع في الشرك الأكبر وليس الأصغر، فهل يجوز أن نقول عنه: إنه مشرك أو نقول: إنه جاهل بالتوحيد ولا نحكم عليه بالكفر؟ وهل تجوز الصلاة خلفه ومناكحته وأكل ذبيحته لأنه يسمي ويذكر اسم الله عليها؟ نرجو من فضيلتكم الإجابة، وفقكم الله.
الجواب: دعاء غير الله شرك أكبر، قال تعالى:{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (1) وقال جل شأنه: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (2) والتوسل منه ما هو شرك ومنه ما محرم وبدعة وكلها ممنوعة، وأما التمسح بالقبور فمحرم وشرك، ومن وقع في شيء من الشرك فإنه يبين له الحكم ويقرن بالدليل، فإن تاب ورجع فالحمد لله، وإن أصر على ما هو عليه من الشرك فإنه يحكم بكفره، ولا تجوز الصلاة خلف المشرك ولا مناكحته ولا أكل ذبيحته، وإن سمى وذكر اسم الله. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة المؤمنون الآية 117
(2)
سورة يونس الآية 106
فتوى برقم 7366
السؤال:
هل هناك أحد غير الله يستطيع تفريج الهم والغم ودفع المصائب
؟
هذا السؤال تحته عشرة أسئلة، نجد في أكثر المذاهب سؤالا وهو: هل هناك أحد غير الله يفرج الكرب أم لا؟
يتكلمون بكل قوة في هذا السؤال، إلا إننا لم نجد أحدا يجيب بالإثبات، فيأتي في ذهن إنسان شعور يبحث فيه عن أساليب مختلفة بأنه كيف يستطيع أحد تفريج الكرب دون الله، هذا السؤال له صور مختلفة، فطلب من العلماء جوابه الرجاء منهم إفادتنا بالجواب الشافي. مثلا عندنا زيد يريد تفريج همه وغمه، فيطلب من غير الله أن يحل مشكلته.
1 -
إن كان أحد غير الله يفرج كربه، فمن هو الذي يسمع ويجيب على مسافة لا يعلم حدها إلا الله بينه وبين سائله في حياته وبعد مماته في قبره؟
2 -
ولو فرضنا أنه يسمع بهذه المسافة البعيدة، فهناك سؤال آخر: هل هو يفهم لغات أهل الدنيا كلها حين ينادونه باللغات المختلفة، مثل الألمانية والإنجليزية وغيرها من اللغات؟
3 -
ولو أجبتم بالإثبات بأنه يفهم لغات أهل الدنيا كلها، فينشأ منه سؤال آخر، وهو إن تقدم إليه في آن واحد ملايين من أهل الحاجة بحاجاتهم في لغاتهم المختلفة، فهل باستطاعته أن يسمع شكواهم ويجيبهم لطلباتهم في آن واحد، أم يحتاج إلى تعيين أوقات لحل مشكلة كل واحد بالنوبة، أي واحدا بعد واحد؟
4 -
هل الذي يطلبون منه حاجاتهم ينام أم لا تأخذه سنة ولا نوم؟ وإن كان هو يتصف بالنوم فينبغي أن يكون عندنا جدول يبين أوقات راحته بين نوم ويقظة أو يسمع وهو نائم؟
5 -
وهناك صاحب حاجات لا يستطيع أن يتكلم ويبين مراده باللسان، فهو يسأل حاجته بقلبه، فهل هو يجيبه على سؤاله القلبي أم لا؟
6 -
الإنسان من المهد إلى اللحد يتعرض لمشاكل صغيرة وكبيرة، فإن كان الله هو الذي يتولى حل جميع مشكلاته، فلا حاجة للجوء إلى غير الله. وإن كان غير الله ينجي من هذه الكرب الكثيرة، فما هي فائدة الرجوع إلى الله؟
7 -
فإن كان غير الله غير قادر على حل جميع المشكلات، فيقال: إن بعض المسائل يحلها رب العالمين، وبعض منها عند الله، فينبغي عند أهل
الحاجة قائمة بما هو لله، وما هي لغير الله، حتى لا يقدم لله ما هو لغيره وما هو لغير الله لله.
8 -
هل الذي يرفع ويكشف الضر عن الناس هو يستطيع جلب الضر إلى الناس، أو هو يكشف الضر دون جلبه فقط، فإذا كان يتولى كشف الضر فقط، فمن الذي يوقع الضرر؟
9 -
فالحاصل لو فرضنا إن كان الله هو الذي يأتي بالضرر وغيره يكشف الضر، فإذا أراد الله أن يأتي بضر وأراد غيره أن يدفعه، وكل مصر على ما يريد، فمن المنتصر؟
10 -
إذا أراد أن يصلي على محسن أو مسيء، فمن تطلب منه المغفرة؟
الجواب: إن الله تعالى وحده هو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وهو وحده الذي يسمع دعاء الداعين أينما كانوا، وبأي لغة تكلموا، بل يجيب دعاءهم بلسان الحال، عقلاء أم غير عقلاء، وهو وحده الذي يضر وينفع حقيقة، أما ما يحصل ممن سواه فهو من الأسباب العادية التي مكن الله منها لعباده وأقدرهم عليها ففعلوها بتوفيق من الله تعالى، ورتب عليها مسبباتها، فللطبيب مثلا تشخيص الأمراض ووصف الدواء بتوفيق من الله، وإلى الله وحده الشفاء، وللحراث حرث الأرض وبذر الحب والسقي بهداية وتوفيق من الله، وإلى الله وحده ترتيب النتائج، وإيجاد المسببات بإنبات المزروع والأشجار، وإيجاد الحبوب والثمار، إلى أمثال هذا من الحوادث.
1 -
وعلى هذا فليس هناك أحد غير الله يفرج الكربة حقيقة، ولكن قد يكون هناك من جعله الله سببا في ذلك، كالطبيب والحراث فيما تقدم، فيكون تفريج الكربة من الله بسبب المخلوق بتوفيق من الله، وليس هناك أحد غير الله يسمع الداعي من مسافة بعيدة ويجيبه، ولا ميت يسمع دعاء من يدعوه ويضرع إليه، ولو سمعه ما استجاب له، قال الله تعالى:{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (1)
(1) سورة فاطر الآية 13
2 -
وليس هناك من يعلم جميع لغات المخلوقات سوى الله، فلا يتمكن أي مخلوق من سماع كل سائل ويفهم ما يقوله حتى يجيبه إلى مسألته. 3 - وعلى فرض معرفة أحد سوى الله بلغات العالم- وهو مستحيل- فهو لا يستطيع أن يسمع نداء الكثرة منهم إذا سألوه في وقت واحد، وأن يحقق مطالبهم في وقت واحد، مع تباين حاجاتهم وتباعد أماكنهم. 4 - ولا يتمكن الإنسان ونحوه من الاستماع للسائلين وإجابتهم في كل وقت، فإن من شأنه النسيان والغفلة والضعف والنوم، والحاجات والأسئلة والأدعية مستمرة، فلا يقوى على تحقيق ذلك إلا الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
5 -
وليس هناك من يعلم ما في ضمير غيره من الطالب والحاجات إلا الله، فكيف يتيسر لغيره تعالى تحقيق حاجتهم إذا لم يسألوا بلسان المقال؟ 6، 7، 8، 9، 10 - ومما تقدم يتبين أيضا أنه لا يكشف الضر حقيقة إلا الله، ولا يعطي الخير حقيقة إلا هو، كما قال تعالى:{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (2){وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (3). وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة فاطر الآية 14
(2)
سورة يونس الآية 106
(3)
سورة يونس الآية 107
فتوى برقم 9027
السؤال الأول: يقول الناس عند النوازل والشدائد: يا رسول الله، وغيره من الأولياء، ويذهبون إلى مقابر الصالحين في حالة المرض، ويستغيثون بهم ويقولون: إن الله يدفع البلاء بهم، نحن نستمدهم، لكن نيتنا إلى الله؛ لأن المؤثر هو الله، هل هذا شرك أم لا؟ وهل يقال لهم: إنهم مشركون؟ والحال أنهم يصلون ويقرءون القرآن وغيره من العمل الصالح؟
الجواب: ما يفعله هؤلاء هو الشرك الذي كان عليه أهل الجاهلية الأولى، فإنهم كانوا يدعون اللات والعزى ومناة وغيرهم ويستغيثون بهم؛ تعظيما لهم ورجاء أن يقربوهم إلى الله، ويقولون:{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (1). ويقولون أيضا: {هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} (2). وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء عبادة وأنها لا تكون إلا لله، ونهى الله تعالى عن دعاء غيره، فقال:{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (3){وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (4). وعلى المسلمين أن يقولوا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (5) في كل ركعة من صلواتهم، إرشادا لهم إلى أن العبادة لا تكون إلا له، وأن الاستعانة لا تكون إلا به دون الأموات من الأنبياء وسائر الصالحين، ولا يغرنك مع ذلك كثرة صلاة هؤلاء وصيامهم وقراءتهم؛ فإنهم ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؛ وذلك أنها لم تبن على أساس التوحيد الخالص، فكانت هباء منثورا، والأدلة من الكتاب والسنة على شركهم وإحباط عملهم كثيرة.
(1) سورة الزمر الآية 3
(2)
سورة يونس الآية 18
(3)
سورة يونس الآية 106
(4)
سورة يونس الآية 107
(5)
سورة الفاتحة الآية 5
فراجع في ذلك آيات القرآن والسنة الصحيحة وكتب أهل السنة. نسأل الله لنا ولك الهداية.
السؤال الثاني: هل للأولياء الصالحين أن يسمعوا نداء من دعاهم، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم:«والله إن موتاكم لتسمع قرع نعالكم (1)» ؟ أفيدوني.
الجواب: الأصل أن الأموات صالحين كانوا أو غير صالحين لا يسمعون كلام البشر؛ لقوله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} (2) وقوله سبحانه: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} (3).
ولكن قد يسمع الله الموتى صوت رسول من رسله؛ لحكمة من الحكم كما أسمع سبحانه قتلى بدر من الكفار صوت رسوله صلى الله عليه وسلم؛ إهانة وتبكيتا لهم، وتكريما لرسوله صلى الله عليه وسلم، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما استنكر بعضهم ذلك:«ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوا (4)» وارجع في الموضع إلى كتاب " النبوات "، وكتاب " التوسل والوسيلة "، وكتاب " الفرقان "، وكلها لشيخ الإسلام ابن تيمية، ففيها الكفاية في الموضوع، وأما سماع الميت حينما يوضع في قبره قرع نعال المشيعين فهو إسماع خاص ثبت في النص، فلا يزاد عليه لاستثنائه من الأدلة العامة الدالة على عدم سماع الموتى كما تقدم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) صحيح البخاري الجنائز (1338)، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2870)، سنن النسائي الجنائز (2051)، سنن أبو داود الجنائز (3231)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 126).
(2)
سورة فاطر الآية 14
(3)
سورة فاطر الآية 22
(4)
الإمام أحمد، واللفظ له 1/ 27 و3/ 104و182 و263 و287 والبخاري 2/ 101 والنسائي 4/ 110.
فتوى برقم 8818
السؤال: في شهر رمضان يدعون بعد كل ركعتين بواحد من الصحابة، فيقولون: بحياة فلان الصحابي الجليل أن يتقبل الله منا صلاتنا وصيامنا. وقد نصحتهم ولكن بلا فائدة، وبعد هذا أصلي لحالي في زاوية المسجد، هل لي الصلاة معهم أم أكون لحالي حسب ما أنا عليه؟ أفتوني جزاكم الله خير جزاء.
الجواب: أولا: الدعاء بجاه رسول الله أو بجاه فلان من الصحابة أو غيرهم أو بحياته لا يجوز؛ لأن العبادات توقيفية، ولم يشرع الله ذلك، وإنما شرع لعباده التوسل إليه سبحانه بأسمائه وصفاته وبتوحيده والإيمان به وبالأعمال الصالحات، وليس جاه فلان وفلان وحياته من ذلك، فوجب على المكلفين الاقتصار على ما شرع الله سبحانه، وبذلك يعلم أن التوسل بجاه فلان وحياته وحقه من البدع المحدثة في الدين، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (1)» متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (2)» خرجه الإمام مسلم في صحيحه، والله ولي التوفيق
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) البخاري 3/ 167ومسلم 12/ 16 وأحمد 6/ 270 وأبو داود 5/ 12 وابن ماجه 1/ 7.
(2)
الإمام أحمد 6/ 146و180و 256 والبخاري 3/ 24 ومسلم 12/ 16.
فتوى برقم 9610
السؤال: أن شخصا أقر بكلمة لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، ويؤدي الصلاة في الأوقات الخمسة، ولكنه يدعو شيئا مع الله تعالى، هل إذا توفي ذلك الشخص يجب عليك أن تشيعه أم لا؟
الجواب: الدعاء نوع من أنواع العبادة، وصرف شيء منه إلى غير الله شرك أكبر يخرج من الإسلام، قال تعالى:{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} (1).
وقال:
{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (2). وبذلك تعرف أنه لا يجوز لك الصلاة على من يفعل ذلك، ولا تشيع جنازته إذا مات ولم يتب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة المؤمنون الآية 117
(2)
سورة يونس الآية 106
فتوى برقم 5318
السؤال: يقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (1). . ما حق من دعا الله بأسمائه الحسنى؟ أيتوسل بعشرة أسماء من أسمائه أو أكثرها أو يتوسل بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله؟
(1) سورة الأعراف الآية 180
الجواب: دعاء الله بأسمائه الحسنى والتوسل إليه بها مشروع؛ لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (1) ولما رواه الإمام أحمد من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا. قال: فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها (2)» .
وللداعي أن يتوسل إلى الله بأي اسم من أسمائه الحسنى التي سمى بها نفسه أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم، ولو اختار منها ما يناسب مطلوبه كان أحسن، مثل: يا مغيث أغثني، ويا رحمن ارحمني، رب اغفر لي وارحمني إنك أنت التواب الرحيم (3). . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة الأعراف الآية 180
(2)
رواه الإمام أحمد في مسنده 1/ 391 و452
(3)
انظر تفسير ابن كثير جـ2 ص 268 وما بعدها