المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الإنسان 1 - ‌ ‌ العالم: أ- كان أبو موسى يفتي بالمدينة، ويقتدى به، - مجلة البحوث الإسلامية - جـ ٢٨

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المحتويات

- ‌الخلاصة

- ‌قتل الغيلة

- ‌الخلاف بين الفقهاء فيما يوجبه قتل الغيلة:

- ‌الفتاوى

- ‌ حكم الله فيمن يستغيث بالأولياء عند نزول حادث به

- ‌ هل يجوز لمسلم أن يقول في دعائه: " أجيبوا وتوكلوا يا خدام هذه الأسماء الحسنى بقضاء حاجتي

- ‌ شخص عبد غير الله أو دعا غير الله أو ذبح لشيخ، هل يعذر بجهله أم لا يعذر

- ‌ هل هناك أحد غير الله يستطيع تفريج الهم والغم ودفع المصائب

- ‌ هل الدعاء يرد القضاء

- ‌ النذر لغير الله تعالى

- ‌ حكم النذر لغير الله

- ‌ حكم الإسلام في وقوف الطلبة لمدرسيهم أثناء دخولهم الفصول

- ‌ حكم الذبح للميت الذي يدعى أنه ولي لله ويبنى عليه الجدران

- ‌ الذبح لمن مات من الأنبياء والأولياء رجاء بركتهم

- ‌ حكم الله فيمن يذبح على الأضرحة، ويطلب منها الغوث والعون في النفع والضر

- ‌ حكم الطواف حول أضرحة الأولياء

- ‌(الذبح على عتبة المنزل الجديد)

- ‌ حكم ذبح الذبيحة للضيف

- ‌ حكم الصلاة خلف رجل يأكل ما ذبح لغير الله

- ‌حكم إقامة الولائم عند موت الميت

- ‌حكم قراءة الفاتحة للميت

- ‌حكم أخذ أجرة قراءة القرآن على الأموات

- ‌حكم الصلاة خلف المتمسك بالبدعة، وحكم صلاةالجمعة لاثني عشر رجلا

- ‌حكم الكتابة على القبور

- ‌زيارة القبور والتوسل بالأضرحة وأخذ أموال التوسل

- ‌حكم الصلاة خلف من يستغيث بغير الله

- ‌عدم جواز الطلب إلى الميت

- ‌جهاد الفلسطينين

- ‌لا يجوز التبرك بالأموات

- ‌مع النبي صلى الله عليه وسلم المهاجر المجاهد:

- ‌السفير النبوي

- ‌الثقة

- ‌جهاده

- ‌الإنسان

- ‌ العالم:

- ‌ القاضي

- ‌ الحكم

- ‌الإداري

- ‌الورع

- ‌الرجل

- ‌القائد

- ‌السفير

- ‌أبو موسى في التاريخ

- ‌فصل الجوابعن استحقاق المتأخرفضل الصحاب

- ‌موضوع الرسالة:

- ‌أهمية الرسالة:

- ‌أسرته:

- ‌شيوخه:

- ‌أعماله:

- ‌وفاته:

- ‌أولاده:

- ‌آثاره العلمية:

- ‌وصف النسخ:

- ‌عنوان الرسالة:

- ‌التوثيق:

- ‌منهج التحقيق:

- ‌ فضل القائم بالسنة ومضاعفة الأجر له عند فساد الزمان

- ‌الخلوةوما يترتب عليهامن أحكام فقهية

- ‌مقدمةفي أهمية المحافظة على أعراض المسلمين وسد باب الفساد الموصل إليها

- ‌الفصل الأول: تعريف الخلوة وبيان المراد بها

- ‌الفصل الثاني: أحكام الخلوة والسفر بالمرأة الأجنبية

- ‌المطلب الأول: الخلوة بالأجنبية

- ‌المبحث الأول: المراد بالمرأة الأجنبية

- ‌المبحث الثاني: في حكم الخلوة بالمرأة الأجنبية

- ‌المطلب الثاني: السفر بالمرأة الأجنبية:

- ‌الفصل الثالث: الخلوة بالأمرد

- ‌الفصل الرابع: الخلوة بالخنثى المشكل والسفر به

- ‌الفصل الخامس: خلوة المرأة بمملوكها والسفر معه

- ‌الفصل السادس: الخلوة بإماء الغير:

- ‌الفصل السابع: الخلوة بالمطلقة ثلاثا

- ‌الفصل الثامن: الخلوة والسفر بالزوجة وذوات المحارم

- ‌المطلب الأول: في حكم الخلوة والسفر بالزوجة وذوات المحارم

- ‌المطلب الثاني: حكم مباشرة الزوجة من غير خلوة

- ‌المطلب الثالث: أثر الخلوة بالزوجة على المهر والعدة

- ‌المطلب الرابع: أثر الخلوة بالمطلقة طلاقا رجعيا على الرجعة

- ‌الخاتمة

- ‌كشاف المراجع

- ‌الدفاع عن السنة النبويةوطرق الاستدلال

- ‌جهود العلماء لصيانة السنة ومقاومة حركة الوضع

- ‌أئمة الحديث والفقه واختلاف ميولهم

- ‌الاستدلال بالإجماع والقياس

- ‌الأخذ بالآثار وهو موافق للأصول

- ‌تصويب واعتذار

الفصل: ‌ ‌الإنسان 1 - ‌ ‌ العالم: أ- كان أبو موسى يفتي بالمدينة، ويقتدى به،

‌الإنسان

1 -

‌ العالم:

أ- كان أبو موسى يفتي بالمدينة، ويقتدى به، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك، وقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى فقال:«لقد أوتي هذا من مزامير آل داود (1)» .

وقام أبو موسى ليلة يصلي، فسمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم صوته، وكان حلو الصوت، فقمن يستمعن، فلما أصبح قيل له، "إن النساء كن يستمعن"، فقال:"لو علمت لحبرتكن تحبيرا ولشوقتكن تشويقا"(2).

ووصف أحد الصحابة صوت أبي موسى بالقرآن، فقال:"لم أسمع صوت صنج قط، ولا بربط (3) قط، كان أحسن منه"، يصف صوته بقراءة القرآن الجهرية في الصلاة (4).

وبالطبع فإن استقطاب الآراء وإجماعها على الإعجاب بصوت أبي موسى بالقرآن، لا لأنه جميل الصوت فحسب، بل لإتقانه تجويد القرآن وحفظه والتأثير به في النفوس والعقول معا. لذلك خلف النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل في مكة بعد فتحها وانقضاء غزوتي حنين والطائف

(1) طبقات ابن سعد (2/ 344)، انظر تفاصيل روايته في طبقات ابن سعد (4/ 107 - 108).

(2)

طبقات ابن سعد (2/ 345) و (104).

(3)

بربط: العود (من الآلات الموسيقية)، ومعناه: صدر البط (ج): برابط.

(4)

طبقات ابن سعد (4/ 108).

ص: 152

يعلمان الناس القرآن والفقه في الدين (1)، وأرسلهما إلى جملة اليمن داعين إلى الإسلام، فأسلم عامة أهل اليمن: ملوكهم، وسوقتهم (2).

وكان عمر بن الخطاب إذا رأى أبا موسى قال: "ذكرنا يا أبا موسى "، فيقرأ عنده (3) القرآن، وقال عمر لأبي موسى:"شوقنا إلى ربنا "، فقرأ القرآن، فقالوا: الصلاة! فقال عمر: "أولسنا في صلاة! "(4)، وقال عمر لأبي موسى:"ذكرنا ربنا"، فقرأ عليه أبو موسى، وكان حسن الصوت بالقرآن (5).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "بعثني الأشعري إلى عمر حين كان على البصرة، فقال: كيف تركت الأشعري؟ فقلت له: تركته يعلم الناس القرآن. فقال: أما أنه كيس، ولا تسمعها إياه "(6).

(1) مغازي الواقدي (3/ 959).

(2)

تهذيب الأسماء واللغات (1/ 30).

(3)

طبقات ابن سعد (4/ 109).

(4)

طبقات ابن سعد (4/ 109).

(5)

طبقات ابن سعد (4/ 109).

(6)

طبقات ابن سعد (2/ 345).

ص: 153

وقال الإمام الشعبي: "انتهى العلم إلى ستة "، وذكر أبا موسى فيهم. وقال الحسن البصري:"ما أتاها - يريد البصرة - راكب خير منه" يعني أبا موسى (1).

وكان دقيقا غاية في تحري العلم: في نقله بصدق، وفي تعليمه بأمانة، وهو القائل:"من علمه الله علما، فليعلمه، ولا يقولن ما ليس له به علم، فيكون من المتكلفين ويمرق من الدين"(2).

وحين ولاه عمر بن الخطاب البصرة، قال لأهل البصرة:"إن أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم أعلمكم كتاب ربكم عز وجل، وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وأنظف لكم طرقكم (3) "، وكان أبو موسى هو الذي فقه أهل البصرة وأقرأهم (4) القرآن الكريم، وسكن الكوفة وتفقه به أهلها (5).

وجمع أبو موسى القرآن في البصرة يوما، وقال:"لا تدخلوا علي إلا من جمع القرآن" فدخل عليه زهاء ثلاثمائة، فعظم القرآن وقال:"إن هذا القرآن كائن لكم أجرا، وكائن عليكم وزرا، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن تبعه القرآن زج في قفاه فقذفه في النار"(6).

(1) الإصابة (4/ 120).

(2)

طبقات ابن سعد (4/ 109).

(3)

حلية الأولياء (1/ 257).

(4)

الإصابة (4/ 120).

(5)

الإصابة (4/ 120).

(6)

صفوة الصفوة (1/ 226) وانظر حلية الأولياء (1/ 257).

ص: 154

وكان أبو رجاء العطاردي يقول: "كان أبو موسى الأشعري يطوف علينا في هذا المسجد، مسجد البصرة، يقعد حلقا، فكأني أنظر إليه بين بردين أبيضين يقرئنني القرآن، ومنه أخذت هذه السورة:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (1)، فكانت أول سورة أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم (2).

ووصفوا حديثه الحاسم الجازم في العلم، فقالوا:"ما كنا نشبه كلام أبي موسى إلا بالجزار الذي لا يخطئ المفصل (3) ".

وكان عبد الله بن مسعود يقرأ القرآن، فجاء حذيفة بن اليمان فقال:"قراءة ابن أم عبد، وقراءة أبي موسى الأشعري، والله إن بقيت حتى آتي أمير المؤمنين - يعني عثمان - لأمرته بجعلها قراءة واحدة". وقال حذيفة: "يقول أهل الكوفة: قراءة عبد الله - يعني عبد الله بن مسعود - ويقول أهل البصرة: قراءة أبي موسى، والله لئن قدمت على أمير المؤمنين لأمرته أن يغرقها"(4)، يريد: أن يضع حدا للاختلاف في القراءات، وذلك بجمع القرآن، وفعل حذيفة ما وعد به، وجمع عثمان القرآن (5).

(1) سورة العلق الآية 1

(2)

حلية الأولياء (1/ 256 - 257) وانظر أنساب الأشراف (1/ 110).

(3)

طبقات ابن سعد (4/ 111).

(4)

كتاب المصاحف (13).

(5)

كتاب المصاحف (14 - 16) والرياض النضرة (2/ 135 - 136).

ص: 155

لقد بلغ أبو موسى في القرآن وفي علومه مبلغا جعله موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده في تولي واجب الداعية المختار والمعلم الأول في ركب تعليم القرآن وعلومه، حتى أصبحت له مدرسة تعرف باسمه في البصرة والكوفة بخاصة والمشرق الإسلامى كله بعامة.

ب - حفظ أبو موسى كثيرا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روى ابنه أبو بردة قال:"كان لأبي موسى تابع، فقال لي: يوشك أبو موسى أن يذهب ولا يحفظ حديثه فاكتب عنه، قلت: نعم ما رأيت، فجعلت أكتب حديثه، فحدث حديثا فذهبت أكتبه كما كنت أكتب، فارتاب بي، وقال: لعلك تكتب حديثي؟ قلت: نعم: قال: فائتني بكل شيء كتبته! فأتيته به، فمحاه ثم قال: احفظ كما حفظت (1) "، فقد كان ألمعي الذكاء، يحفظ ما يسمعه بسرعة ويسر وإتقان.

ولأبي موسى ثلاثمائة وستون حديثا (2)، اتفق البخاري ومسلم على خمسين وانفرد البخاري بأربعة أحاديث، ومسلم بخمسة وعشرين حديثا وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن عبد الله بن عباس وأبي بن كعب وعمار بن ياسر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم، وروى عنه أولاده: إبراهيم وأبو بكر وأبو بردة وموسى، وامرأته أم عبد الله، وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدري وطارق بن شهاب. ومن كبار التابعين فمن بعدهم زيد بن وهب وأبو عبد الرحمن السلمي وعبيد بن عمير وقيس بن أبي حازم وأبو الأسود الدؤلي وسعيد بن المسيب

(1) طبقات ابن سعد (4/ 112).

(2)

أسماء الصحابة الرواة لابن حزم- ملحق بجوامع السيرة (76) وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال (310).

ص: 156