الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبيل الله، وقد رأينا كيف خرج من البصرة حين نزع عنها وما معه إلا ستمائة درهم عطاء عياله، مما يدل على نزاهته المثالية المطلقة، وكان بمقدوره أن يصبح غنيا من عطائه أميرا ومن الغنائم في الفتوح، ولكنه كان كما يبدو لا يبقي لديه شيئا (1).
ومناقب أبي موسى كثيرة (2)، ذكرنا بعضها في سيرته إنسانا، فإذا لم يخلف شيئا من متاع الدنيا، فقد خلف الذكر المستطاب ومضى الذين خلفوا المتاع، ومضى متاعهم، وبقي الذين خلفوا الذكر الحسن بما خلفوه، وشتان بين الذكر الباقي والمتاع الفاني، وتلك هي عبرة العمل الصالح في هذه الحياة للذين يريدون أن يعملوا قبل الرحيل.
(1) طبقات ابن سعد (4/ 111).
(2)
تهذيب التهذيب (5/ 363).
القائد
.
«سيد الفوارس أبو موسى (1)» ، تلك هي قولة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبي موسى الأشعري، وهي شهادة تقلد أبا موسى أرفع وسام معروف من أوسمة الشجاعة الخارقة.
وكانت هذه الشهادة النبوية نتيجة من نتائج المواقف البطولية لأبي موسى، فقد ولى النبي صلى الله عليه وسلم أبا عامر الأشعري عم أبي موسى سرية لمطاردة المنهزمين من المشركين في غزوة حنين، فقتل تسعة من أبطال المشركين في المبارزة، ثم قتله العاشر، لأنه كان بطل أبطالهم، ولكن أبا موسى قتل قاتل عمه (2)، وقاد رجال السرية إلى نصر حاسم كان يمكن أن يؤدي قتل قائدها أبي عامر الأشعري إلى هزيمة شنعاء، كما
(1) طبقات ابن سعد (4/ 107).
(2)
مغازي الواقدي (3/ 915 - 916).
كان يحدث في الحروب القديمة عند قتل القائد، إذ تنهار معنويات رجاله، ويهربون من ساحة القتال.
كما أنه قتل في معركة واحدة تسعة من المشركين (1)، فكان يضرب لرجاله بشجاعته في القتال أروع الأمثال.
لقد كانت الحروب القديمة بحاجة إلى قائد يتميز بالشجاعة والإقدام؛ لأنه كان عليه أن يتقدم الصفوف، ويبارز أعداءه إذا ما دعي للمبارزة، فإذا لم يدع إليها واقتضت ظروف المعركة أن يرفع معنويات رجاله ويزعزع معنويات عدوه بالدعوة إلى مبارزة قائد أعدائه وأبطاله، فلا بد أن يبادر هو بالدعوة للمبارزة، وهذا ما يحتاج إلى الشجاعة والإقدام.
وقد كان أبو موسى بحق شجاعا مقداما، أثبتت أيامه في المعارك إنه ليس فارسا فحسب، بل سيد الفوارس، في أيام كانت الشجاعة فيها هي القاعدة، والجبن هو الاستثناء.
ولكنه لم يكن يعتمد الشجاعة وحدها في قتاله، بل كان يعتمد الشجاعة والعقل: يبدأ بالعقل، فيحاول أن يحقق أهدافه من عدوه بالمفاوضات وعقد الصلح وإشاعة السلام والتعاون الوثيق بين الغالب والمغلوب، نتيجة للمعاملة بالحسنى وتحكيم النطق والعقل. ولكن إذا لم ينجح في عروضه السلمية للصلح ووضع حد للقتال، ولم يبق أمامه إلا الأسنة مركبا، أقدم على ركوبها غير متردد، بشجاعة وإقدام:" نزل أبو موسى بأصبهان، فعرض عليهم الإسلام، فأبوا، فعرض عليهم الجزية، فصالحوه على ذلك، فباتوا على صلح، حتى إذا اصبحوا على غدر، فبارزهم القتال، فلم يكن أسرع من أن أظهره الله عليهم (2) ".
تلك هي سياسته في القيادة، وذلك هو منهجه القيادي: العقل أولا، والشجاعة ثانيا، وتلك هي تعاليم الإسلام الجازمة في القتال: الإسلام، أو
(1) جوامع السيرة (241).
(2)
طبقات ابن سعد (4/ 110).
الجزية، أو القتال، طبقها أبو موسى كأحسن ما يكون التطبيق قائدا.
وكانت الحروب القديمة بخاصة، بحاجة إلى قادة، يعلمون بعقولهم وسيوفهم، بعقولهم: لإعداد الخطط العسكرية، وتبليغها، وتنفيذها، وإدارة المعارك، ومفاوضة الأعداء قبل نشوب القتال للصلح، وفرض السلام بالحكمة والحسنى والمنطق، ويعملون بسيوفهم في المعركة: يبارزون الأبطال، ويصاولون الأعداء. والحق أن أبا موسى كان مثالا رائعا للقائد المتميز الذي يعمل بعقله وسيفه معا في آن واحد، العقل أولا، والسيف ثانيا وأخيرا، لذلك انتصر في كل معاركه التي خاضها، ولم ينكص له لواء واحد طيلة حياته العسكرية الطويلة، التي امتدت أكثر من عشرين سنة متواصلة.
وليس من الغريب أن يفتح أبو موسى تسع مناطق صلحا، ومنطقة واحدة عنوة، فهذا دليل قاطع على أنه كان يعمل بعقله أولا وقبل كل شيء، والسيف ثانيا وأخيرا، والقول أن ما عمله هو مجرد تطبيق عملي لتعاليم القتال في الإسلام حق لا ريب فيه، ولكن تطبيق هذه التعاليم بمثل هذا النجاح الباهر والنسبة العالية من الصلح لا يقدر عليه كل مسلم حق، ولا يقدر عليه إلا من تميز بالعقل الراجح والإيمان العميق، وهو ما تميز به أبو موسى في هذا المجال.
وعقليته المتميزة، جعلته سريع القرار سليمه، والسرعة في إصدار القرار ضرورية في القتال، لتطور أحوال المعركة بسرعة خاطفة في كثير من الأحيان مما يجعله قادرا على مواكبة المعركة في الوقت والمكان الجازمين.
وكان ذا إرادة قوية، إذا قرر فلا بد من أن يضع قراره في حيز التنفيذ فيصبح عملا ولا يبقى كلاما.
وكان ذا شخصية رصينة، فلا يصدر أمرا لا يمكن تنفيذه، بل يصدر أوامر قابلة للتنفيذ بسهولة ويسر، أو بصعوبة وعسر، على كل فهي أوامر يمكن تنفيذها وكفى، وشخصيته الرصينة كفيلة بحمل رجاله الذين صدرت الأوامر إليهم والمسؤولين عن تنفيذها، على وضعها في حيز التطبيق العملي
الجاد المثمر بما يمكن من السرعة والإتقان.
وكان يتحلى بمزايا الضبط المتين، ويؤمن بمبادئ السمع والطاعة، فلا مخالفة، ولا تردد في التنفيذ، ولا دعوة إلى فتنة ولا مشاركة فيها باللسان أو اليد أو السيف أو بها جميعا، ولا التشجيع عليها من قريب أو بعيد ولا بالتلميح أو التصريح. كما فرض على نفسه مختارا مبدأ السمع والطاعة للخليفة القائم، فكان دائما مع الخلفاء على أعدائهم، كذلك فرض على رجاله السمع والطاعة لقيادته، فلم نسمع عن مخالفة واحدة لأوامره قائدا وإداريا، مع أنه كان على البصرة والكوفة وعلى جيش البصرة وجيش الكوفة، والبصرة والكوفة لا ترضيان عن قائد ولا أمير، ولا يرضى عنهما قائد ولا أمير.
وكان يتحمل المسؤولية إلى الحدود التي لا مخالفة في تحملها لأوامر رؤسائه، إذا هو لا يطيق خلاف ذوي الأمر المسؤول أمامهم مباشرة كالخليفة أو قائده العام، فهو من هذه الناحية قائد متبع وليس قائدا مبتدعا. وإذا اقتضى الأمر مخالفة أوامر رئيسه المباشر، فهو يعرض الأمر للرئيس ويعرض له ظروفه ويبسط له عذره، ثم ينتظر جواب رئيسه ويعمل بما يأمره به نصا وروحا، بدون مخالفة ولا خلاف.
وكانت له نفسية لا تتبدل في حالتي الرخاء والشدة، فهو بخير في الحالتين، إذا أصابه الخير شكر، وإذا أصابه الشر صبر، ولا يبطره الرخاء، ولا تجزعه الشدة.
وكان يعرف نفسيات رجاله وقابلياتهم، فيكلف كل واحد منهم بما يتفق مع نفسيته ويناسب قابليته، ولا يحمله ما يكره أو ما لا يطيق.
وكان موضع ثقة رؤسائه من خلفاء وأمراء وقادة، لأنه كان مطيعا بعيدا عن خلق المشاكل، وكان يبادلهم الثقة بثقة مثلها، فيخلص في عمله وفي أداء واجبه فيرضيهم بالأعمال كما يرضيهم بالطاعة المطلقة. وكان موضع ثقة رجاله، لا يستطيعون إلا الإعجاب به والتقدير له، لأنه يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الآخرون، ولا يفعل في الخفاء ما لا يفعله في العلن. كما
كان يثق برجاله كما يثقون به، والثقة المتبادلة من عوامل النصر، لأن التعاون بين القائد ورجاله يكون صادرا عن القلب، فيكون تعاونا وثيقا إلى أبعد الحدود.
وكان موضع حب رؤسائه ومرؤوسيه: موضع حب رؤسائه، لأنه مطيع وبعيد عن الفتنة، ويؤدي واجبه على أحسن ما يرام. وموضع حب مرؤوسيه لأنه لا يظلمهم، ولا يغمط حقوقهم، ويعرف لهم أقدارهم، ولا يحرم أحدهم منصبا ولا عطاء يستحقه، ولا يتأثر بالمحسوبية والمنسوبية والوساطات لتقديم من لا يستحق التقدم، فيحرم المستحق ويقدم غير المستحق، فهو دائما يصون حقوق رجاله ماديا ومعنويا، وبدوره يبادل رؤساءه ومرؤوسيه حبا بحب، ويحب لهم ما يحبه لنفسه.
وكانت له قابلية بدنية متميزة تعينه على تحمل المشاق العسكرية، فكان إذا مطرت السماء، قام فيها حتى تصيبه السماء، وكأنه يعجبه ذلك (1)، ولا يتستر من المطر خوف البلل. وكان متقشفا بطبعه في مأكله وملبسه ومسكنه، يكتفي منها بالنزز القليل الذي يسد الحاجة ويستر العورة، ولا يميل إلى الترف والمترفين، وكانت له طاقة نفسة عجيبة على مغالبة اليأس والقنوط والجزع، لهذا نراه قد قضى أكثر حياته مجاهدا، لأنه كان يعتبر الجهاد في سبيل الله من أعظم العبادات، لا يبالي في جهاده أن يكون قائدا عاما، أو قائدا مرؤوسا يضع نفسه بإمرة غيره من القادة، حتى القادة الذين ولاهم هو وبعث بهم إلى ساحات القتال، وهذا ما لا يقدر عليه إلا المجاهدون الصادقون الصابرون المحتسبون الصادقون.
وما شخصه أبو موسى، في الحكم والسياسة، ينطبق على ما يقوله رجال
(1) طبقات ابن سعد (4/ 113).
القانون والسياسة في القرن الأخير نتيجة دراساتهم الجامعية وتجاربهم العلمية ونضوجهم الفكري، ولكن أبا موسى أرسل قولته تلك نتيجة عقليته المتزنة ورأيه السديد وحكمته وتجاربه في حياته العملية.
وهذه المزايا الفكرية والعقلية، جعلت قيادته تنجح بالصلح مع الأعداء في تسع مناطق، وتنجح بالقتال في منطقة واحدة، أي أن تسعين بالمائة من نجاحه قائدا كان بالصلح، وعشرة بالمائة فقط نجاحه قائدا بالقتال، وهذا حقق له أهدافه بخسائر قليلة جدا بالأرواح، ولو انعكس الأمر لتضاعفت خسائره لتحقيق تلك الأهداف.
وهذا هو فضل العقل المتزن والرأي السديد بالنسبة للقائد، فالخير لا يقتصر عليه، بل يشمل رجاله كافة، فلا يتكبدون خسائر فادحة دون مسوغ، إذ يحقق لهم قائدهم أهدافهم من القتال كاملة، ويحفظ لهم أرواحهم، فلا عجب أن يكون أبو موسى موضع ثقة رجاله ثقة بلا حدود.
وعند مقارنة أعماله العسكرية بمبادئ الحرب، نجد أنه:(يختار مقصده ويديمه) ولا يحيد عنه، فهو يعرف ما يريد، ويبذل جهده لتحقيقه، ولا يستطيع عدوه أن يجبره على تبديل رأيه بشكل أو بآخر. مثلا إذا قصد هدفه السوقي، فحاول عدوه افتعال معركة جانبية لصرفه عن هدفه السوقي إلى هدف تعبوي ولا قيمة للهدف التعبوي كما هو معروف، إلا أن أبا موسى لم يكن من أولئك القادة الذين يصرفون عن تحقيق مقصدهم بمثل تلك الأساليب، فكان يمضي قدما لتحقيق هدفه المختار، غير ملتفت إلى ألاعيب خصمه.
وكانت معارك أبي موسى كلها (تعرضية)، فلا نعرف له معركة واحدة دفاعية أو انسحابية، فهو قائد تعرضي، يقدر قيمة التعرض في رفع معنويات رجاله من جهة، وزعزعة معنويات أعدائه من جهة أخرى.
وكان في تعرضه، يحاول أن:(يباغت) عدوه إذا استطاع إلى ذلك سبيلا، وقد أفلح في تحقيق هذا المبدأ الحيوي في كثير من عملياته العسكرية، فأجبر عدوه على قبول الصلح أو الفرار من ميدان القتال،
والمباغتة -كما نعلم- من أهم مبادئ القتال على الإطلاق.
وكان يعمل على: (تحشيد قوته) للمعركة، وقد أدى حين كان على البصرة دورين مهمين لهما علاقة مباشرة بالناحية العسكرية من حياة أبي موسى العامة، هما: دور حشد القوة وإرسالها إلى ميادين القتال بقيادة أحد القادة المرؤوسين، ودور قيادة رجاله من أهل البصرة الذين حشدهم للقتال. ولا بد أن نعرف أن واجب التحشد الذي نهض به أبو موسى في تلك الأيام كان في أوج مد الفتح الإسلامي العظيم، وأن أهل البصرة كان لهم الأثر الحاسم في فتوح المشرق الإسلامي، مما يشير إلى دور أبي موسى المتميز في تحشيد القوة، فقد بذل قصارى جهده بأحسن طريقة وأسلوب في حشد المجاهدين وتسييرهم إلى ميادين الجهاد بالعدد والعدد الكاملين وبالقيادات المتمرسة المقتدرة.
وكان يطبق مبدأ: (الاقتصاد بالمجهود) فلا يعطي خسائر بالأرواح دون مسوغ، وقد لمسنا بوضوح نجاحه في إقرار الصلح في أكثر أيام قيادته وعدم اللجوء إلى السلاح إلا مضطرا، وكان أهم أسباب هذا المسلك الذي سلكه في قيادته هو الاقتصاد بالمجهود في تحقيق أهدافه من القتال بالسلام لا بالحرب، حفاظا على أرواح الرجال أن تزهق بدون استنفاد الجهود كافة في بقائها على قيد الحياة.
وكان: (يتعاون) تعاونا وثيقا صادقا مع غيره من القادة المسلمين بكل رحابة صدر وعن طيب خاطر، كما أنه كان يحمل قواته على التعاون فيما بينها تعاونا وثيقا صادقا، وبدون تعاون وثيق يصعب إحراز النصر.
وكان يطبق مبدأ: (الأمن) تطبيقا مثاليا، فقد حمى رجاله بشتى الوسائل والأساليب، لكيلا يباغتهم عدوهم، ولا نعرف أن رجاله بوغتوا من عدوهم في يوم من الأيام. كما بذل قصارى جهده لمنع عدوه من الحصول على المعلومات عن قواته، فحرم عدوه من رصد حركاتها ونياتها.
وكانت خططه العسكرية التي يعدها لتحقيق أهدافه من القتال تتسم: (بالمرونة)، صالحة للتطبيق في كل وقت، كما أنها صالحة للتحوير في حالة
تبدل الموقف من حال إلى حال. فقد كان يسبق النظر، ويحسب لكل ما يتوقع حسابه، ويدخل في خططه أسوأ الاحتمالات، فإذا وقعت كان مستعدا لها بالمعالجة المدروسة المستحضرة، وإذا لم تقع لم يخسر شيئا في استعداداته الرصينة.
وإذا كان أبو موسى يطبق كل هذه المبادئ القتالية، فهو بدون شك:(يديم المعنويات) إدامة مستمرة بالنصر، والمعنويات ترتكز على أساسين: الإيمان، والنصر، وقد تيسرا في أيام أبي موسى تيسرا عظيما، فلا عجب أن ترتفع المعنويات إلى عنان السماء.
وقد كان أبو موسى يديم معنويات رجاله، بشجاعته الشخصية النادرة، وقيادته الحكيمة المتزنة، ومواعظه الحسنة المستمرة، وبمثاله الشخصي لرجاله في الورع والتقوى، وبانتصاراته المتعاقبة الباهرة.
وكان يطبق مبدأ: (الأمور الإدارية)، فلا ينقص رجاله ما يأكلون ويلبسون ولا ما يتسلحون به ولا ما يحملون عليه، وتصل أعطياتهم إلى من يعولون، فلا يكون المجاهد في ميدان الجهاد، ويبقى قلقا على أهله وذويه في شيء. وبعد النصر كان يقسم بالسوية، فينال كل مجاهد ما يستحقه من الغنائم: للفارس حقه، وللراجل حقه، بموجب تعاليم الدين الحنيف.
لقد كان أبو موسى يطبق كل مبادئ القتال تطبيقا سليما.
وكان أبو موسى يتمتع بماض ناصع مجيد، فهو صحابي جليل، قديم الإسلام، ومن أصحاب الأيام، شجاع مقدام، قاض ومعلم، ومحدث وفقيه. والرجل الذي يقاتل تحت راية قائد له ماض ناصع مجيد، غير الرجل الذي يقاتل تحت راية قائد ليس له في سجل الباقيات الصالحات ذكر مستطاب أو ليس له أي ذكر على الإطلاق.
وكان بالإضافة إلى تلك المزايا، يساوي نفسه برجاله، بل كان يستأثر دونهم بالخطر ويؤثرهم بالأمن، ويؤثرهم على نفسه بالخير المادي، ويكتفي هو بالقليل القليل.