الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجاله، ويشاركهم في وضع الحلول للمشاكل والمعضلات.
ومن مزاياه سفيرا نبويا، رواء مظهره، فقد كان شكله إنسانا ليس جميلا، ولكنه مقبول غير منفر على العموم، بسيط الثياب ولكنها نظيفة، نظيف البدن يديم نظافته بالوضوء.
وعلى كل حال، فقد كانت سفارته إلى اليمن، لا إلى دولة أجنبية كالفرس والروم، أو إلى عرب لهم صلة مباشرة بالفرس والروم، فقد كان رواء مظهر سفراء النبي صلى الله عليه وسلم إلى أولئك الملوك والأمراء متميزا، أما سفراء النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك العرب وأمرائهم في الجزيرة العربية، فلم يكن رواء المظهر للسفير النبوي شرطا أساسيا.
لقد كان أبو موسى سفيرا، راسخ الانتماء للدين الحنيف، عميق الإيمان بالإسلام، فصيحا، عالما، حسن الخلق، صابرا، حكيما، يتسم بسعة الحيلة ورواء مظهره مقبول، لذلك نجح في سفارته نجاحا كبيرا.
أبو موسى في التاريخ
يذكر التاريخ لأبي موسى، أنه كان من المسلمين الأولين الذين اعتنقوا الإسلام بمكة المكرمة قبل الهجرة إلى الحبشة.
وأنه له فضيلة ليست لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هاجر ثلاث هجرات، هجرة من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، وهجرة إلى الحبشة من بلده اليمن، وهجرة من الحبشة إلى المدينة (1) ويذكر له، أنه نال شرف الصحبة، وشرف الجهاد تحت لواء النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) تهذيب الأسماء واللغات (2/ 268).
ويذكر له، أنه علم أهل مكة القرآن والفقه في الدين بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة الطائف إلى المدينة المنورة.
ويذكر له، أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله ومعاذ بن جبل إلى اليمن داعين إلى الإسلام، فأسلم عامة أهل اليمن.
ويذكر له أنه كان من عمال النبي صلى الله عليه وسلم وقضاته ودعاته.
ويذكر له، أنه كان يفتي بالمدينة المنورة، ويقتدي به من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويذكر له، أنه كان أول عامل في الإسلام، اختاره الناس عاملا لهم، وحملوا الخليفة على إقرار اختيارهم.
ويذكر له، أنه فتح عشر مناطق واسعة من بلاد فارس تسع مناطق منها صلحا، ومنطقة واحدة بالقتال.
ويذكر له، أنه كان أحد الحكمين في التحكيم بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان لإيقاف الاقتتال بين المسلمين.
ويذكر له، أنه اعتزل الفتنة الكبرى مع من اعتزل من كبار الصحابة، فلم يشارك فيها بلسانه ولا بيده ولا بسيفه.
ويذكر له، أنه كان أحد علماء الأمة الستة، وأحد قضاة الأمة الأربعة (1)، وأحد معلمي القرآن الكريم الكبار، وأحد المحدثين الأولين، وأحد أساطين الفكر الإسلامي والعلوم الإسلامية الأقدمين.
(1) تهذيب التهذيب (5/ 363).
ويذكر له، أنه كان من ألمع ولاة المسلمين الأولين، ومن أقدر الإداريين حكما وبناء وفتحا.
ويذكر له، أنه كان إماما في علوم القرآن وتعليمه، إماما في الحديث النبوي الشريف، إماما في الورع والتقوى، إماما في القضاء، إماما في الإدارة وأن مناقبه كثيرة جدا.
ويذكر له، أنه كان يصدر في كل أعماقه عن عقيدة راسخة يؤمن بها أعمق الإيمان، ويضحي من أجلها كل التضحية، فلا يميل مع الهوى، ولا يرجو لنفسه من متاع الدنيا ما يرجوه لأنفسهم أكثر الناس، فاعتزل الفتنة خوفا من الله لا خوفا على نفسه، فخسر كل شيء وربح نفسه.
رضي الله عن الصحابي الجليل، المؤمن الصادق، الورع التقي، العالم المحدث، المعلم الفقيه، القاضي العادل، والإداري الحازم، البطل الشجاع، المجاهد الصابر، القائد الفاتح، أبي موسى الأشعري.