الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للصبح والمراد به الأذان بعد طلوع الفجر وسمي بالأول لأن الإقامة هي الأذان الثاني.
كما دل على ذلك حديث عائشة المخرج في صحيح البخاري رحمه الله، ودل على ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم:«بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة وقال في الثالثة: " لمن شاء (1)» .
وأما الأذان الأول المذكور في حديث ابن عمر «إن بلالا يؤذن بليل (2)» فالمقصود منه التنبيه لهم على قرب الفجر فلا يشرع فيه أن يقول الصلاة خير من النوم لعدم دخول وقت الصلاة ولأنه إذا قال ذلك في الأذانين التبس على الناس. فتعين أن يقول ذلك في الأذان الذي يؤذن به بعد طلوع الفجر.
والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(1) صحيح البخاري الأذان (627)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (838)، سنن الترمذي الصلاة (185)، سنن النسائي الأذان (681)، سنن أبو داود الصلاة (1283)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1162)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 86)، أول مسند البصريين (5/ 54، 5/ 56، 5/ 57)، سنن الدارمي الصلاة (1440).
(2)
صحيح البخاري الأذان (617)، صحيح مسلم الصيام (1092)، سنن الترمذي الصلاة (203)، سنن النسائي الأذان (637)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 73)، موطأ مالك النداء للصلاة (164)، سنن الدارمي الصلاة (1190).
حكم
صلاة المنفرد خلف الصف
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم د / ش. ع. ع
سلمه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشير إلى استفتائك المقيد بإدارة البحوث العلمية والإفتاء برقم 3231 وتاريخ 15/ 8 / 1407هـ الذي تسأل فيه عن رأينا
بالنسبة لما اطلعت عليه من رأي ابن تيمية في حكم صلاة المنفرد خلف الصف. .؟
وأفيدك بأنني قد اطلعت على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي أرفقته بالرسالة وهو القول بصحة صلاة المنفرد خلف الصف للحاجة إذا لم يجد من يصف معه وهو قول قوي بلا شك ولكن الأصح منه والأوفق لظاهر السنة عدم الصحة لأمور ثلاثة:
أولها: عموم قوله صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمنفرد خلف الصف (1)» ولم يفصل.
ثانيها: أنه صلى الله عليه وسلم أمر من صلى خلف الصف وحده أن يعيد ولم يستفصل منه هل وجد أحدا أم لم يجد ولو كان معذورا عند عدم وجود من يصف معه لاستفصله ومعلوم أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز عند أهل العلم.
ثالثها: أن في ذلك سدا لذريعة التساهل بالصلاة خلف الصف منفردا بدعوى أنه لم يجد فرجة في الصف والغالب أنه لو لم يستعجل لوجد فرجة في الصف أو تمكن من الوقوف عن يمين الإمام.
وفق الله الجميع لما فيه رضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(1) سنن الترمذي الصلاة (230)، سنن أبو داود الصلاة (682)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1004)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 228)، سنن الدارمي الصلاة (1285).