الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجعت حسرى وما وقفت
…
لا على عين ولا أثر
فلحى الله الألى زعموا
…
أنك المعلوم بالنظر
كذبوا ، إن الذي زعموا
…
خارج عن قوة البشر (1)
ولهذا وجدنا العلامة محمد بن إبراهيم الوزير، رحمه الله، يضع كتابا قائما برأسه على منهج القرآن في بيان العقيدة، ويوازن ذلك بمناهج المنطق اليوناني بما فيه من جفاف وتعقيد وتخليط، وسماه " ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان "، ومن قبل ذلك وضع شيخ الإسلام ابن تيمية كتابا كاملا ينقض فيه منطق اليونان بعنوان " نقض المنطق ".
(1) إيثار الحق على الخلق ص (139).
آثار هذا المنهج وفوائده:
وهذا المنهج في تلقي العقيدة واستلهامها من القرآن والسنة، مع أنه مقتضى الإيمان بالله، وبكتابه المنزل وبنبيه المرسل- الذي يبلغ عن ربه تبارك وتعالى فإننا كذلك نجني منه فوائد كثيرة، أهمها اثنتان:
1 -
أن هذا المنهج هو الذي يعصم عن الوقوع في الخطأ والانحراف والزلل، وعن الاضطراب في فهم العقيدة،
ويحفظ على الإنسان جهده، ويمنع عقله من التبدد والضياع، ونفسه من الهوى، لأنه يعود بالأمر كله إلى العليم الحكيم- سبحانه وتعالى الذي تكفل بالهداية لهذا الإنسان.
يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله وهو يتحدث عن خصيصة " الربانية " في التصور الإسلامي: (. . وهذا التوكيد على مصدر هذا التصور، هو الذي يعطيه قيمته الأساسية، وقيمته الكبرى. . فهو مناط الثقة في أنه المبرأ من النقص، المبرأ من الجهل، المبرأ من الهوى. . هذه الخصائص المصاحبة لكل عمل بشري، والتي نراها مجسمة في جميع التصورات التي صاغها البشر ابتداء من وثنيات وفلسفات، أو التي تدخل فيها البشر من العقائد السماوية السابقة!
وهو كذلك مناط الضمان في أنه التصور الموافق للفطرة الإنسانية، الملبي لكل جوانبها، المحقق لكل حاجاتها. ومن ثم فهو التصور الذي يمكن أن ينبثق منه ويقوم عليه أقوم منهج للحياة وأشمله) (1).
2 -
وهو المنهج الذي يجمع الأمة كلها، ويوحدها على كلمة واحدة وتصور واحد، يعصمها من التفرق والشتات، بما ينشئ فيها من تصورات ثابتة، وبما يضع لها من موازين
(1) خصائص التصور الإسلامي ص (53، 54).