الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد ترجم له العماد، وقال بعد إيرادها: وما أعجب به من إنشادها، ما صورته هذه الأبيات الحسنة، صقلتها الألسنة وهي عروسها في كنّها، خندريس في دنّها، مطبوعة في فنّها. يعدّ هذا الأسلوب من النظم معمّى. (25) ويدلّ على أن لقائله فضلا جمّا. انتهى كلام العماد.
ولو شاء في الثّناء زيادة لزاد. ومن شعره قوله في حجر الرّجل: «1» [الكامل]
وعجيبة أبصرتها فخبأتها
…
لغزا لكلّ مساجل ومناضل
ما تستقرّ بكف ألكن ناقص
…
حتى تجرّ برجل أروع فاضل «2»
ومنهم:
15- أبو العلاء بن أبي الندى
«13»
أبو العلاء بن أبي الندى، وقيل ابن جعفر بن عمرو المعري. الشعر فضله على فضائله. والأدب طبع يبدو على مخائله. من هذه البلد التي أخرجت الأخاير، وملئت بجواهرهم الذخائر. وكان أبو العلاء ذاك، ذكاء ليس فيه شاك.
قال فيه العماد: «اشتغل صغيرا بالفقه، وكان في الذكاء عديم الشّبه، سمح البديهة والرّويّة. مجيد وحيد فريد، غدر به عمره، وطوي نشره، وغيّض فيضه قبره، ونضب عند تموّج عبابه بحره. ولو عاش لكان آية، فلم يبق في علم من العلوم غاية» . ومن شعره يمدح بهاء الدّين الشّريف: «3» [الكامل]
من أين كان لكنّ يا حدق المهى
…
علم بنفث السّحر في عقد النّهى
أم من أعار البان في مهج الورى
…
فتكا فأصبح بالقنا متشبّها
من كلّ ميّاد القوام منعّم
…
يختال من سكر الشّباب فيزدهى «1»
واهي الجفون فلو تكفّل جفنه
…
فعل الصّوارم لاستقلّ وما وهى
يبدو بوجه كلّما قابلته
…
أهدى إليك من المحاسن أوجها
كالفضّة البيضاء إلا أنّه
…
يلقاك من ذهب الحياء مموّها
وله على القمر المنير فضيلة
…
كفضيلة القمر المنير على السّها «2»
جمّ البهاء كأنّما جمعت له
…
تلك الصّفات الغرّ من شيم البها
البدر يقصر أن أقايسه به
…
والشّمس تصغر أن أشبههه بها
وظلمت شامخ مجده إن جئته
…
عند المديح ممثّلا ومشبّها
أنتم بني الزهراء، أهل الحجّة ال
…
زهراء إن فطن المجاور أوسها
فإلام يجحد في البريّة حقّكم
…
قد آن للوسنان أن يتنبّها
(26)
صنتم ببذل عروضكم أعراضكم
…
وصيانة الأعراض في بذل اللها
ماذا أقول، وما لوصف علاكم
…
حدّ، ولا لنهاكم من منتهى
منكم سنا الشّرف المبين جميعه
…
وإلى بهاء الدّين بعدكم انتهى
ومنه قوله: «3» [البسيط]
لا غرو إن كان من دوني يفوز بكم
…
وأنثني عنكم بالويل والحرب
يدنى الأراك فيمسي وهو ملتثم
…
ثغر الفتاة ويلقى العود في اللهب
ومنه قوله في المروحة: «1» [الوافر]
وقابضة بعنان النّسيم
…
تصرّفه كيف شاءت هبوبا
فمن حيث شاءت أهبّت صبا
…
ومن حيث شاءت أهبّت جنوبا
يضمّخ بالطّيب أردانها
…
فتهدي لملبسها الطّيب طيبا
إذا أقبل القرّ كانت عدوّا
…
وإن أقبل القيظ صارت حبيبا
ومنه قوله في غلام ينظر في مرآة: «2» [البسيط]
بدا لنا فازدهانا حسن صورته
…
حتى امترينا لها في أنه بشر
وقابلت وجهه مرآته فبدت
…
كأنها هالة في وسطها قمر
ومنه قوله: «3» [الطويل]
خذي قلبه رهنا وردّي له الكرى
…
لعلّ خيالا منك في النّوم يطرق
فواعجبا للطّيف ليس بواصل
…
إلى الجفن إلّا وهو وسنان مطبق
يصدّ إذا الأبواب تفتح دونه
…
ويقرب منها شخصه حين تغلق
وما ذاك دأب الزّائرين وإنّما
…
زيارته للصّبّ زور منمّق «4»