الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا أيّها الملك الذي
…
ببابه كلّ أمل
لو لم تكن بدرا لما
…
أهدى لك الثور الجمل
ومنهم:
25- أبو بكر بن عدي بن الهيذام الموصلي
قوّس بالمعاني حتّى تهوّس، وتعالى في تشييد المباني حتى تنكّس. عرض له وسواس اختل به نظام عقله، ونقص تمام فضله، وكان لا يخلو في جنونه من طرف أفرح من البساتين، وألطف ما يحكى عن عقلاء المجانين. ثم زاد يبس مزاجه، ويئس من علاجه، فأتى جبلا ألقى نفسه من شاهقه فهلك، وحلّ رمسه لا ينتفع بما ملك، وقد أنشد له ابن سعيد قوله:[الخفيف]
أنا صبّ وماء عيني صبّ
…
وأسير من الضّنى في قيود
وشهودي على الهوى أدمع العي
…
ن ولكنّني قذفت شهودي
ومن شعره قوله: [مجزوء الكامل]
أفدي الذي ناديته
…
وركابه بيد النّوى
مولاي حبّك نيّتي
…
ولكلّ عبد ما نوى
ومنهم:
26- أحمد بن محمّد بن الوفا، ابن الحلاوي، الربعيّ الموصليّ
«13»
شرف الدّين، أبو الطّيّب، ذو الصّناعة التي لها لذاذة في الذوق، وحلاوة (84) في مرارة الشّوق. لم ترم بضاعته بالكساد، ولا صناعته بالفساد. على
أنّها صناعة حلاوي ما عرفتها العرب، ولا ألفتها في مأدبات الأدب، ولا ألّفتها الألباب من لباب البرّ والضّرب، ولا جادت بتقريبها ذات جفون ولا جفان، ولا جاءت بضرب من ضربها شفة ولا لسان. ولا تطاول إلى منّها الحلاويّ حلاويّ الأري والشّراب، ولا ندّ مثل عبقها في نادي الأعراب. ولا ذاقت العين شبيه طعم حلاوتها في صحون خدود الكواعب الأتراب، ولا تجاسر النخل أن يساقط رطبه الجنيّ لمقابلتها، ولا النّحل أن يعرض شهده الشّهيّ لمشاكلتها، ولا مكرر السكران يبرز من غلفه الملبسة لمماثلتها. ومن معموله الغالي، وقوله العالي، ما أنشده له ابن سعيد:«1» [الطويل]
كتبت فلولا أنّ هذا محلّل
…
وهذا حرام، قست لفظك بالسّحر «2»
فو الله ما أدري أزهر خميلة
…
بطرسك أم درّ يلوح على نحر
فإن كان زهرا فهو صنع سحابة
…
وإن كان درّا فهو من لجّة البحر
وكان له فرس أصابه داء الحمر لزيادة علفه، فأمر غلامه أن يسيّره ليخفّ ثقله، فأهمل الغلام ما أمره به، فتشبّك صدره، فلام الغلام، فادّعى أنّه سيّره، فقال:«3» [مجزوء الرجز]
ابن الحلاويّ أنا
…
دع قولك المعلّكا
لو أنّه مسيّر
…
لما غدا مشبّكا
ومما اخترته من شعره قوله، مما كتب به إلى بدر الدّين لؤلؤ، صاحب الموصل، ليلة نصف شعبان:[الطويل]
أتى للهنا ابن الحلاويّ مادحا
…
بنادر شعر فيكم محكم الرّصف
يهنّيك بالنّصف الذي أنت بدره
…
وقد حاز في أشعاره غاية اللّطف
ففي النّصف أبهى ما يرى البدر طالعا
…
وأحسن معمول الحلاويّ في النّصف
(85)
ومنه قوله يخاطب شخصا اسمه الركن: [الوافر]
على دار السّلام وأنت فيها
…
لأجلك دائما مني السّلام
بقربك لذّ لي فيها مقامي
…
ولولا الرّكن ما طاب المقام
ومنه قوله في مليح قصّر شعره: [الكامل]
قصّرت شعرك كي تقلّ ملاحة
…
فكساك أبهى الحسن وهو مقصّر
وقطعته ليقلّ عنّا شرّه
…
والإثم أقتله القصير الأبتر
ومنه قوله: «1» [الطويل]
يهدّد منه الطّرف من ليس خصمه
…
ويسكر منه الرّيق من لا يذوقه
حكى وجهه بدر السّماء فلو بدا
…
مع البدر قال النّاس هذا شقيقه
ومنه قوله: [الكامل]
أطلقت أدمع عينه يوم النّوى
…
وفؤاده أحكمت شدّ وثاقه
أسهرته وأسلت مقلته دما
…
أترى ذبحت النّوم في آماقه
ومنه قوله: «2» [الكامل]
أحيا بموعده قتيل وعيده
…
رشأ يشوب وصاله بصدوده
لم أنسه إذ جاء يسحب برده
…
والليل يخطر في فضول بروده
والصّبح مأسور، أجدّ لأسره
…
جنح الظّلام تأسّفا لفقيده
فالليل يرفل في ثياب حداده
…
والصّبح يرسف في وثاق حديده «1»
ولذاك لم تنم النّجوم مخافة
…
من أن يفادي الصّبح فكّ قيوده «2»
ما زال يرشفنا شقيقة ريقه
…
طيبا، ويلثمنا شقيق خدوده
حتى تحكّم في النّجوم نعاسها
…
والتذّ كلّ مسهّد بهجوده
ومنه قوله: «3» [الطويل]
يقولون يحكي البدر في الحسن وجهه
…
وبدر الدّجى عن ذلك الحسن منحطّ
كما شبّهوا غصن النّقا بقوامه
…
لقد بالغوا في المدح للغصن واشتطّوا «4»
(86)
ومنه قوله، وقد عرّف النور السهرزوري بينه وبين بدر الدين لؤلؤ في أيّام العشر:[الطويل]
وعشر رأيت البدر فيه مجالسي
…
وأعجب شيء رؤية البدر في العشر
هداني إليه النّور حتى أتيته
…
ولا عجب إن دلّ نور على بدر
ومنه قوله، مما كتب إلى الصّاحب بهاء الدّين زهير:[البسيط]
تجيزها وتجيز المادحين بها
…
فقل لنا أزهير أنت أم هرم
ومنه أخذ الصاحب جمال الدين بن مطروح فقال: [الوافر]
أقول وقد توالى منك برّ
…
وأهلا ما برحت لكلّ خير
ألا لا تذكروا هرما بجود
…
فما هرم بأكرم من زهير
ثم رجع إلى تتمّة ما اخترنا لابن الحلاوي. ومنه قوله وقد خلع عليه خلعة صفراء فكرهها، وبوجه الوجل شبّهها:[الكامل]
فعلام ألبس من فواضل جودكم
…
ما لا يليق بهمّتي وفخاري
صفراء أنبأ لونها لما أتت
…
بقصور حجّتها عن الإعذار
ومنه قوله في الشّبّابة، وأجاد في التضمين، ووفّى من الإجادة بما هو به ضمين:«1» [الطويل]
وناطقة خرساء باد شحوبها
…
تلقّفها عشر وعنهنّ تخبر «2»
يلذّ على الأسماع رجع حديثها
…
إذا سدّ منها منخر جاش منخر «3»
ولم أر مثلي شاقه صوت مثلها
…
وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
ومنه قوله مما كتب به إلى بعض أصدقائه يستعين به في عاريّة صوان له من شخص كان يصحبه من الأمراء: [الطويل]
أريد من المولى الأمير الذي سرت
…
مواهبه بين الورى سير عدله
أخا سفر ما حلّت الشّمس وجهه
…
من الأرض إلّا صدّها قدر شكله
فكن مسعدي فيما طلبت فمقصدي
…
بأنّي لا أنفكّ من تحت ظلّه