المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5- أبو المظفر، أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ، الكناني الكلبي الشيزري، مؤيد الدولة - مسالك الأبصار في ممالك الأمصار - جـ ١٦

[ابن فضل الله العمري]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء السادس عشر

- ‌[شعراء العصر العباسى الثانى]

- ‌تقديم (1)

- ‌1- الأديب أبو محمد الحسن بن أحمد حكّينا البغداديّ

- ‌2- أبو عبد الله محمد بن مبارك بن عليّ بن جارية القصّار، البغداديّ

- ‌3- القاضي أبو عمرو، يحيى بن صاعد بن سيّار الهرويّ، قاضي قضاة هراة

- ‌4- أبو عبد الله النّقّاش، عيسى بن هبة الله البزّاز البغدادي

- ‌5- أبو المظفّر، أسامة بن مرشد بن عليّ بن مقلد بن نصر بن منقذ، الكنانيّ الكلبيّ الشيزريّ، مؤيّد الدولة

- ‌6- أخوه أبو الحسن

- ‌7- أبو الحسن عليّ بن مقلد

- ‌8- أبو سلامة، مرشد بن عليّ بن مقلد

- ‌9- حميد بن مالك بن مغيث بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم، أبو الغنائم

- ‌10- أبو الفضل، إسماعيل بن أبي العلاء

- ‌11- أبو الفتح يحيى بن سلطان بن منقذ

- ‌12- أبو مرهف، نصر بن علي بن مقلد

- ‌13- أبو الفوارس، مرهف بن أسامة بن مرشد بن عليّ بن مقلد بن نصر بن منقذ، عضد الدّولة

- ‌14- القاضي أبو غانم عبد الرزاق بن أبي حصين

- ‌15- أبو العلاء بن أبي الندى

- ‌16- محمد بن حيدر البغدادي

- ‌17- أبو الفتح، محمد بن عبد الله، سبط ابن التعاويذي

- ‌18- أبو الغنائم، محمد بن عليّ بن المعلّم الواسطيّ

- ‌19- عمارة بن عليّ بن زيدان الحكمي

- ‌20- ابن الساعاتي، عليّ بن رستم، بهاء الدين، أبو الكرم الخراساني

- ‌21- شرف الدين، أبو المحاسن، نصر الله بن عنين، الدمشقيّ

- ‌22- إسحاق بن أبي البقاء، يونس بن عليّ بن يونس، فتح الدين، أبو محمد

- ‌23- عون الدين، سليمان بن عبد المجيد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن بن العجمي

- ‌24- محيي الدين بن زيلاق الموصليّ. وهو أبو العزيز يوسف بن يوسف بن يوسف بن سلامة، العباسيّ

- ‌25- أبو بكر بن عدي بن الهيذام الموصلي

- ‌26- أحمد بن محمّد بن الوفا، ابن الحلاوي، الربعيّ الموصليّ

- ‌27- مجد الدّين بن الظّهير

- ‌28- الجلال ابن الصفّار الدنيسري

- ‌29- يوسف بن بركة بن سالم الشيبانيّ، التلعفريّ

- ‌30- نجم الدين القمراوي

- ‌31- فتيان الشاغوري

- ‌32- عبد الرحمن بن عوض بن محبوب، الكلبيّ، المعرّيّ، عفيف الدين التلمسانيّ، أبو البركات

- ‌33- محمد بن سوار بن إسرائيل بن الخضر بن إسرائيل بن محمّد بن الحسن بن الحسين، الدمشقيّ

- ‌34- عليّ بن يحيى البطريق، البغداديّ، الحليّ

- ‌35- ابن نجم الموصلي، شرف الدين

- ‌36- أيدمر المحيوي، فخر التّرك، أبو شجاع

- ‌37- ابن عربي، سعد الدين الدمشقي

- ‌38- أبو عبد الله الكردي

- ‌39- جمال الدّين، يوسف بن البدر لؤلؤ، الذهبيّ

- ‌40- محمد بن محمد بن إبراهيم بن الخضر، الطبريّ*

- ‌41- نور الدين الأسعرديّ

- ‌42- جمال الدين بن خطلخ، الأمويّ

- ‌43- يحيى بن يوسف بن يحيى، الصّرصريّ، الفقيه، الحنبليّ

- ‌44- الحسام الحاجريّ

- ‌45- ابن تميم

- ‌46- الأمير السليمانيّ

- ‌47- الحسام الأحدب، وهو أبو العوف، منقذ بن سالم بن منقذ بن رافع بن جميل بن منير بن مزروع المخزومي

- ‌48- عبد الله بن عمر بن نصر الله الأنصاري، أبو محمد، موفّق

- ‌49- يوسف بن أحمد بن محمود، الأسديّ، أبو العزّ وأبو المحاسن، جمال الدين. عرف بابن الطّحان

- ‌50- جوبان القوّاس

- ‌51- محمد بن العفيف، سليمان بن علي بن عبد الله بن علي، التلمسانيّ، أبو عبد الله، شمس الدين

- ‌52- عمرو بن مسعود بن عمرو الكتّاني

- ‌53- علي بن المظفر الكندي الوداعي

- ‌54- أحمد بن أبي المحاسن، يعقوب بن إبراهيم بن أبي نصر

- ‌55- محمد بن محمد بن محمود أبو عبد الله، شهاب الدين

- ‌56- محفوظ العراقي، رشيد الدين

- ‌57- محمد بن سبط الحافظ، شمس الدين

- ‌58- محمد بن سباع الصائغ، الدمشقي، أبو يوسف، شمس الدين

- ‌59- عبد المجير، أحمد بن الحسين الخياط، مجير الدين

- ‌60- أحمد بن محمد بن سلمان بن حمائل، شهاب الدين، أبو جعفر

- ‌61- عبد العزيز بن سرايا الحلّي، أبو الفضل، صفيّ الدين

- ‌62- محمد بن يوسف بن عبد الله بن عبد الرحمن الحنفي

- ‌63- حسن بن علي العزّي

- ‌64- ألطنبغا العلمي الجاولي، أبو جعفر، علاء الدين

- ‌65- سليمان بن داود بن سليمان بن محمّد بن عبد الحقّ، الحنفيّ، أبو الربيع، صدر الدين

- ‌66- سليمان بن أبي داود

- ‌67- يحيى بن محمّد بن زكريا، العامريّ

- ‌68- محمّد بن عليّ، الحمويّ

- ‌69- عمر بن المظفّر بن عمر بن محمّد بن أبي الفوارس بن عليّ، الورديّ، أبو حفص، زين الدين

- ‌المصادر والمراجع

- ‌المحتوى

الفصل: ‌5- أبو المظفر، أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ، الكناني الكلبي الشيزري، مؤيد الدولة

ومنهم:

‌5- أبو المظفّر، أسامة بن مرشد بن عليّ بن مقلد بن نصر بن منقذ، الكنانيّ الكلبيّ الشيزريّ، مؤيّد الدولة

«13»

مجد الدّين، ورفد المحدثين. سليل إمارة، وسيل سحب مدرارة، وعديل شهب سيّارة. من أكابر بني منقذ، أصحاب شيزر، وأرباب تقى. لا يشدّ له على الفحشاء مئزر. توارثها منهم سادة غرّ، وقادة توزّعت خطياتهم الدّراري والدرّ، وكان هذا من أسنى بدورهم تماما، وأندى زهورهم أرجا ناغى غماما. فارس وغى، لا تقعده السآمة، وبطل حرب لا يدعى إليها أشجع من أسامة. من العلماء الشّجعان، والكرماء في الطّعام والطّعان. يطعنون صدر الكتيبة، ويطعمون السّنة الجديبة. يمتّون إلى البيت الفاضليّ بحقّ الجوار، وحظّ النّسب في الأدب، لا في النّجاد. وكانت له مع القاضي الفاضل صحبة زادت قدره بكتابه، وزانت حظّه له مشابه، وبينه وبينهم كتب تنشر (10) الرياض لمن تأمّل، وتنظر الشّهب منها في أردان من تحمّل، إلى همم يناط بالفراقد نجادها، وينام على الظّلم سهّادها.

وهو في بني منقذ علامة أعلام، وضرغامة في أجمة أسل وأقلام. حمامة سجع، وغمامة رجع، وصمصامة مرهف منهم لا يفلّ له حدّ، وأسامة من بيت، كلّهم أسود، ما منهم إلّا كريم الجدّ، طمى على قريبهم سيله، وغطّى على أطوادهم المنيفة ذيله.

وقد ذكره العماد الكاتب ذكرا يوشّح الأعطاف، ويرشّح لفواضل هزّاته السّلاف، قال: «وسكن دمشق، ثمّ نبت به كما تنبو الدّار بالكريم، فانتقل إلى مصر، فبقي بها مؤمّرا مشارا إليه بالتّعظيم، إلى أيّام الصّالح ابن رزّيك. ثم عاد

ص: 25

إلى الشّام، ثم رماه الزّمان إلى حصن كيفا، فأقام بها حتّى ملك السّلطان صلاح الدّين، فاستدعاه وقد جاوز الثّمانين» «1» انتهى كلامه.

قلت: وقدم عليه وقد أمسك الهرم بواعثه، وشدّ بإمساك العصا له رجلا ثالثة، وقد جاوز الثّمانين، وجاور ركائب إلى المنايا ما بين. وفي سنّه يقول: لمّا علّت ومرّت أيامه التي خلت، وقد وهن جلده، ووهى بنانه، ورعشت يده.

ويصف فيها ما آلت إليه أحواله وآصت، أقصر من أعمر الأيام أحواله، يتذكّر شبابه المفارق، وناب سنانه في صدر المارق، إذ كانت قناته تحرق لبّة الأسد، وتخلق له في قلب الشّجاع الحسد:[البسيط]

فاعجب لضعف يدي عن حملها قلما

من بعد حطم القنا في لبّة الأسد «2»

وله ديوان شعر رقيق الجلباب كخدود الغيد، تحيّر فيها ماء الشّباب. لا يصل إلى درّه الغوّاص، ولا يطّلع على سرّه إلّا الخواص.

ومما له يرشف ثغوره، وترهف كالسّيوف الحداد سطوره، قوله:«3» [الطويل]

تخالفت الأهواء وانشقّت العصا

وشعّبهم وشك النّوى كلّ مشعب

وقد نثر التّوديع في كلّ مقلة

على كلّ خد لؤلوا لم ينقّب

(11)

ومنه قوله: «4» [مجزوء الكامل]

يا عاتبا أحبابه

أأمنت تقليب القلوب؟

ص: 26

لا تفز عنّ سماع من

تهوى بتعداد الذّنوب

ما ناقش الأحباب إلا (م)

من يعيش بلا حبيب

ومنه قوله: «1» [البسيط]

أفدي خيالا سرى ليلا فاشرقت الدّ

نيا بأنواره والصّبح ما انبلجا

عجبت منه تخطّى الهول معترضا

أرض العدا ووشاة الحيّ، كيف نجا؟

ومنه قوله: «2» [المنسرح]

انظر إليها فإن نظرت ترى

شخصا عن العاشقين يحتجّ «3»

غصن ودعص فالغصن من هيف

يميس لينا والدّعص يرتجّ

شمس وليل فاعجب لشمس ضحى

تشرق والليل راكد يدجو

منه قوله: «4» [السريع]

نفسي فدت بدر تمام إذا

عاتبني بالجدّ أو بالمزاح

سددت بالتّقبيل فاه على

مسك ودرّ ورضاب وراح «5»

ومنه قوله: «6» [مجزوء الرمل]

يا من فدتك النفس قد أس

رفت في هجري وصدّي

ابق من هجرك حظا

للذي يهواك بعدي «7»

ص: 27

قلت: وما كان ضرّ هذا الشاعر لو قال بعدها:

لا تخلّي الهجر طرا

في نصيبي أنا وحدي

ومنه قوله: «1» [مخلع البسيط]

إن راعنا البين بافتراق

وساء بعد الدّنوّ بعد

فهذه شيمة الليالي

تعيرنا ثمّ تستردّ

ومنه قوله: «2» [الرجز]

ما هاج هذا الشّوق غير الذّكر

وزورة الطّيف أتى من مصر «3»

(12)

كم خاض بحرا وفلا كبحر

حتى أتى طلائحا في قفر

قد انطوينا من سرى وضمر

حتى اغتدين كهلال الشّهر

يحملن كل ما جد كالصّقر

بعيد مهوى همّة وذكر

للمجد يسعى لا لكسب الوفر

يذكرني طيب الزّمان النّضر

ما كان إلا غرة في الدّهر

ومنه قوله: «4» [الكامل]

واها لليل خلتني من طيبه

متفيّئا في ظلّ طير طائر

ناهلت فيه البدر شمسا توّجت

عند المزاح بكلّ نجم زاهر «5»

ولثمت برقا لو تألّق في دجى

أغنى المحول عن الغمام الماطر «6»

ص: 28

ومنه قوله: «1» [الكامل]

عاتبته في صدّه قبل النّوى

فكأنّ عتبي زاده إصرارا

ورأيت أمواه الحياء بخدّه

فترقرقت حتى استحالت نارا

ومنه قوله: «2» [الرمل]

راحتي في فيض دمعي

لو أطاعتني الدّموع

وخداع الطّيف لوطا

ف بأجفاني الهجوع

ومنه قوله: «3» [الكامل]

أحبابنا المتوجّعون لما بنا

هجروا وأبدوا رأفة وتوجّعا

صدّوا فأشعرني السّقام صدودهم

وأعاض عيني من كراها أدمعا

وهم جنوا ما أنكروا فتوجّعوا

متنصّلين تقيّة وتورّعا

كالقوس ترمي السّهم ثم ترنّ من

وجد عليه تأسّفا وتفجّعا

وفي هذا زيادة على قول ابن الرومي: «4» [البسيط]

كالقوس يصمي الرمّايا وهي مرنان

ومنه قوله: «5» [الكامل]

في وجهه ماء الملاحة حائر

وبخدّه ورد الحيا لم يقطف

وكأن وشي عذاره في خدّه

نمل تسرّب فوق ورد مضعف

ص: 29

(13)

ومنه قوله: «1» [الكامل]

هبني أكفكف زفرتي ومدامعي

ما حيلتي وشجا التجمّل خانقي

أنا كالحمام تبوح حين تنوح بالشّ (م)

كوى ولم يفغر لها فم ناطق «2»

ومنه قوله: «3» [الكامل]

لله ليلتنا التي رحبت لنا

فيها المسرّة في مجال ضيّق

ما شابها لولا مشيب ظلامها

كدر ولا راعت بواش محنق

فلو استطعت خضبتها بشبيبتي

وجعلت لون صباحها في مفرقي

ومنه قوله: «4» [المنسرح]

أقول للعين في يوم الوداع وقد

فاضت بقان على الخدّين مستبق «5»

تزودّي اليوم من توديعهم نظرا

ففي غد تفرغي للبين والأرق «6»

ومنه قوله في الخمر: «7» [المنسرح]

إذا قراها المزاج أضرمها

وقلت: أيدي السّقاة تحترق «8»

توّجها الماء من فواقعه

درّا به ترتدي وتنتطق «9»

ص: 30

ومنه قوله: «1» [البسيط]

ما حيلتي خذلتني بعد بعدكم

مدامعي واستحالت في الحشا حرقا

كأنّما رام قلبي أن يصعّد من

دمي دموعا بنار الشّوق فاحترقا

ومنه قوله: «2» [السريع]

أخرجني حبّك عن شيمتي

حتى لقد أنكرت أخلاقي

أخضع للواشي ولولا الجوى

لم يخضع الملسوع للراقي

أشفق أن يظهر حبّي لكم

هيهات يا ضيعة إشفاقي

ومنه قوله: «3» [مخلع البسيط]

قل للملوك الذي تجنّى

وخان من بعد ملك رقيّ

أحسن بي لا عن اعتماد

غدرك إذ جاد لي بعتقي

(14)

ومنه قوله: «4» [الخفيف]

لو رآني أموت ظمآن والنّي

ل بكفّيه ما سقاني بلالا

وهو لو رام أخذ إنسان عيني

قلت: خذه يكن بخدّك خالا

ومنه قوله: «5» [الكامل]

نفسي الفداء لمن يعاتبني

وفمي على فمه يقبّله

ويريد يوضح وجه حجّته

واللّثم يعجله ويخجله

ص: 31

حتّى إذا أضجرته سترت

ما بين فيّ وفيه أنمله

ويعود معتذرا ليشغلني

عنه بعذر لست أقبله

ومنه قوله: «1» [الكامل]

راجع أحبّتك الذين هجرتهم

أو فالق هجرتهم بقلب سال

تاركتهم لا معلنا بقطيعة

تسلي ولا متعرّضا لوصال

ثقة بهم ونسيت أنّ قلوبهم

مخلوقة من جفوة وملال

وغدا إذا استعطفتهم وتمنّعوا

أدمت بنانك حسرة الإخلال

ومنه قوله: «2»

عتبي نفاق لا تحفلنّ به

قول بلا نيّة ولا عمل

يشبه تعبيس شارب الخمر لا

لكرهها بل لفارط الجذل

ومنه قوله: «3» [الكامل]

لا تستعر جلدا على هجرانهم

فقواك تضعف عن صدود دائم

واعلم بأنّك إن رجعت إليهم

طوعا، وإلّا عدت عودة راغم

ومنه قوله: «4» [الكامل]

قسما بمن لم يبق خو

ف رقيبه لي فيه قسما

خاف الوشاة فصدّ حتّ

ى في الرّقاد إذا ألمّا

ص: 32

لأخاطرنّ بمهجتي

في حبّه إمّا وإمّا

ومنه قوله: «1» [البسيط]

من لي بأنّ بسيط الأرض دونكم

طرس وأنّي في أرجائه قلم

(15)

أسعى إليكم على رأسي ويمنعني

إجلالي الودّ أن تسعى بي القدم «2»

ومنه قوله: «3» [الكامل]

نمّت على حسراته زفراته

وكذا ينمّ على الضرام دخانه

وأخو الهوى مثل الكتاب دليل ذا

ك عيانه ودليل ذا عنوانه

تحكي البروق فؤاده فضرامها

أشواقه وخفوقها خفقانه

ومنها: [الكامل]

كاتمت واشيك الهوى قبل النّوى

فبدا له من بعدها كتمانه

وعصاك دمعك عند خطرة ذكرهم

وبقدر طاعتك الهوى عصيانه

وتخلّق الطّيف الطّروق بخلقهم

فإذا ألمّ يروعني هجرانه

ومنه قوله: «4» [الكامل]

أنكرت واشيك الغرا

م فجاء سقمي بالبيان

شهد النّحول به وما

يغني الجحود عن العيان

ما يستدلّ على وقو

د النّار إلّا بالدّخان

ص: 33

ومنه قوله: «1» [الكامل]

يمتنّ طيفك بالزّيارة كلّما

دلّته أفكاري على أجفاني

المنّ للأفكار لو لم تهده

نحوي لكان كأنت في الهجران

لقن القطيعة منك في سنة الكرى

فإذا جفا وجنى فأنت الجاني

ومنه قوله: «2» [الكامل]

يا هاجري [أبدا] في يقظتي فإذا

هوّمت وكّل بي طيفا يؤرّقني «3»

يلمّ بي غير مشتاق على عجل

وينثني حين يشجيني ويقلقني

فلست أنفكّ من بين مجدّد لي

روعاته بخيال منك يطرقني «4»

ومنه قوله: «5» [السريع]

كيف انتصاري من هوى ظالم

قلبي وعيني بعض أعوانه؟

(16)

في كلّ يوم موقف للنّوى

من عتبه ظلما وهجرانه

فعهده أضعف من خصره

وخصره في سقم أجفانه

ومنه قوله: «6» [البسيط]

جاهرت بالهجر أستبقي الوصال به

وربّما استتر الإسرار في العلن

فضاع في الصّدّ أيّام حفظت بها

أيّام وصلك في مستأنف الزّمن

ص: 34

كذاك الدّم وهو الرّوح يهرقه الطّ

بيب حفظا لباقي الرّوح في البدن «1»

ومنه قوله: «2» [البسيط]

إن ألقه سرّه قربي وآنسه

وإن أغب صدّ عنّي معرضا ولها

كأنّني ميّت في النّوم يبهجه

لقاؤه ثمّ ينساه إذا انتبها

ومنه قوله: «3» [الكامل]

تخفى عليّ ذنوبه في حبّه

ويرى ذنوبي قبل أن أجنيها

فكأنّه عيني ترى عيبي ولا

يبدو لي العيب الذي هو فيها

ومنه قوله: «4» [الكامل]

يغالطني فيكم هواي فأنثني

إليكم على إنكار ما قد بداليا

كعطفة أمّ البوّ ترأم شلوه

وقد رابها منه الذي ليس خافيا «5»

ومنه قوله:»

[البسيط]

بعدا لمن شرّه أعمى يصيب ولا

يرى مكان الأقاصي من ذوي النّسب «7»

كالنّار تحرق طبعا لا تميز بي

ن المندل الرّطب في الإحراق والحطب

ص: 35

ومنه قوله: «1» [مخلع البسيط]

أنت كلون البياض تهوى

وهو أذى كلّه وعيب

إن حلّ في العين فهو شين

أو حلّ في الرّأس فهو شيب

وقوله: «2» [الوافر]

وما أشكو تلوّن أهل ودّي

ولو أجدت شكيّتهم شكوت

(17)

مللت عتابهم ويئست منهم

فما أرجوهم فيمن رجوت

إذا أدمت قوارضهم فؤادي

كظمت على أذاهم وانطويت «3»

ورحت عليهم طلق المحيّا

كأنّي ما سمعت ولا رأيت

ومنه قوله: «4» [الكامل]

لا تنكرن مرّ العتاب فتحته

شهد جنته يد الوداد الناصح

وتطلّب المحبوب في مكروهه

فالدّرّ يطلب في الأجاج المالح

ومنه قوله: «5» [الخفيف]

لي مولى صحبته مدّة العم

ر فلم يرع حرمتي وذمامي

ظنّني ظلّه أصاحبه الدّه

ر على غير نائل واحترام

فافترقنا كأنّه كان طيفا

وكأنّي رأيته في المنام

ص: 36

وقوله من مرثيّة: «1» [الطويل]

أطلت عليّ الليل حتّى كأنّما

زماني ليل كلّه ما له فجر

تمثّلك الأفكار لي كلّ ليلة

وتؤنسني أشباهك الأنجم الزّهر

وقوله: «2» [البسيط]

أزور قبرك مشتاقا فيحجبني

ماهيل فوقك من ترب وأحجار

فأنثني ودموعي من جوى كبدي

تفيض فاعجب لماء فاض من نار

ومنه قوله: «3» [الكامل]

حيّا ربوعك من ربى ومنازل

ساري الغمام بكلّ هام هامل

وسقتك يا دار الهوى بعد النّوى

وطفاء تسفح بالهتون الهاطل

حتّى تروّض كلّ ماح ما حل

عاف وتروي كلّ ذاو ذابل

أبكيك أم أبكي زماني فيك أم

أهليك أم شرخ الشّباب الزائل

وما قدر دمعي أن تقسّمه النّوى

والوجد بين أحبّة ومنازل «4»

ومنه قوله: «5» [الكامل]

نظرت إلى ذي شيبة متهدّم

أفناه ما أفنى من الأيّام «6»

(18)

يمشي وتقدمه العصا وقد انحنى

فكأنّها وتر لقوس الرّامي

ص: 37

ومنه قوله: «1» [البسيط]

إذا كتبت فخطّي جدّ مرتعش

كخطّ مضطرب الكفّين مرتعد «2»

فاعجب لضعف يدي عن حملها قلما

من بعد حطم القنا في لبّة الأسد

وإن مشيت وفي كفّي العصا ثقلت

رجلي كأنّي أخوض الوحل في الجلد

وقد تقدّم البيت الثّاني منها في ترجمته.

ومنه قوله: «3» [الكامل]

كم حار في ليل الشّباب فدلّه

صبح المشيب على الطّريق الأقصد «4»

وإذا عددت سنيّ ثمّ نقصتها

زمن الهموم فتلك ساعة مولدي «5»

ومنه قوله: «6» [الطويل]

أراني نهار الشّيب قصدي وطالما

تجاوز بي ليل الشّباب سبيلي

وقد كان عذري أن أضلّني الدّجا

فهل لي عذر والنّهار دليلي

ومنه قوله: «7» [البسيط]

يا ربّ حسن رجائي فيك حسّن لي

تضييع وقتي في لغو وفي لعب «8»

وأنت قلت لمن أضحى على ثقة

بحسن عفوك إنّي عند ظنّك بي

ص: 38

ومنه قوله: «1» [البسيط]

الرّوح محصورة في الجسم موثقة

بقيد مهلتها أو ينتهي العمر

حتى إذا خلصت أفضت إلى سعة ال

فضاء وانزاح عنها الضّيق والضّرر

كالنّور في العين محصور ويخرج من

حرص دقيق وضيق ثم ينتشر

ومنه قوله في قلع الضّرس: «2» [البسيط]

وصاحب لا تملّ الدّهر صحبته

يشقى لنفعي ويسعى سعي مجتهد

لم يبد لي مذ تصاحبنا فمذ وقعت

عيني عليه افترقنا فرقة الأبد «3»

ومنه قوله: «4» [البسيط]

علا إلى الأفق أقوام بلا أدب

وفي الحضيض ذوو الآداب قد همدوا

(19)

كأنّما النّاس في بحر يموج بهم

رسا به الدّرّ واستعلى به الزّبد

ومنه قوله: «5» [الكامل]

استر همومك بالتّجمّل واصطبر

إنّ الكريم على الحوادث يصبر

كالشّمع يظهر نوره متجمّلا

فوق الشّمات وفيه نار تسعر

ومنه قوله: «6» [البسيط]

ص: 39

اصبر إذا ناب أمر وانتظر فرجا

يأتي به الله بعد الضّرّ والياس

إن اصطبار ابنة العنقود إذ حبست

في ظلمة القار أفضاها إلى الكاس

ومنه قوله: «1» [الكامل]

اصبر على جور الولاة وعسفهم

وترقّب الفرج الذي يتوقّع

وادفع معرّتهم بطاعة خاضع

فالدّهر عارية غدا يسترجع

فالنّبت يسجد خاضعا متواضعا

للريّح ثمّ إذا تولّت يرفع

ومنه قوله: «2» [البسيط]

إنّي وثقت بأمر عزّني أملي

فيه وقد قيل كم من واثق خجل

عادت إليّ الأماني منه آيسة

فيا حياء المنى من خيبة الأمل

ومنه قوله: «3» [الكامل]

النّاس أشباه فإن خطب عرا

حطّ الدّنيّ وساد ذكر الأفضل

كالعود مشتبها فإن أحرقته

كره الدّخان وطاب عرف المندل «4»

ومنه قوله: «5» [البسيط]

زهّدني في العقل أنّي أرى

عناية الأيّام بالجهل

والدّهر كالميزان: ذو الفضل ين

حطّ وذو النقصان يستعلي

ص: 40

ومنه قوله، وفي كل كلمة نون:«1» [الكامل]

نزّه لسانك عن خنا ونميمة

من نمّ بين النّاس كان مهينا

وامنح نوالك من نحاك بظنّة

وأنف لنفسك أن تكون ضنينا

(20)

ومنه قوله: «2» [الخفيف]

كم تغصّ الأيّام منّي وتأبى

همّتي أن تنال منّي مناها

أنا في كفّها كجذوة نار

كلّما نكّست تعالى سناها

ومنه قوله: «3» [مجزوء الرمل]

يا ظلوما كلّما استع

طفته صدّ وتاها

زدت في تيهك والشي

ء إذا زاد تناهى

تتقصّى دولة الحس

ن وإن طال مداها

ومنه قوله: «4» [الكامل]

خلع الخليع عذاره في عشقه

حتّى تهتّك غاية الإفراط «5»

يأتي ويؤتى ليس ينكر ذا ولا

هذا كذلك إبرة الخيّاط

ومنه قوله: «6» [الكامل]

قالوا نهته الأربعون عن الصّبا

وأخو المشيب يجور ثمّت يهتدي

ص: 41