الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسألت عن قلبي وأنت سلبته
…
سواك العارف المتجاهل
عاقبتني طوع الوشاة تجنّيا
…
وأخذتني ظلما بقول العاذل
وقوله: «1» [الكامل]
لو أنّ صدّكم تمثّل ليلة
…
لثنت غياهبها الخيال عن السّرى
ولئن غدرت فسنّة مأثورة
…
ما حلت عن شيم الليالي والورى
غلب الهيام عليه حتى أنّه
…
وكفاك حبّا، لو وصلت لما درى «2»
فانقع بذكر الصّبر حرّ فؤاده
…
أو لا فحدّث مقلتيه عن الكرى
حجبوك بدرا في الهوادج طالعا
…
وثنوك ظبيا في الأكلّة أحورا
ما هذه الغزلان بين كناسها
…
لكنّها الأسد الضواري والشّرى
(65)
من كلّ ماضي اللّحظ زهّد قومه
…
في البيض حتّى أنّها لا تشترى «3»
ومنهم:
21- شرف الدين، أبو المحاسن، نصر الله بن عنين، الدمشقيّ
«13»
شاعر لا يطاق يلبّه، ولا يهاب الأسد إلا إذا كفّ مخلبه. ينفح بلسان صلّ، ويلفح بنيران غل. أنفذ في المدام من المسام، وأشدّ في الإيلام من الهوام. بلسان أفتك في الأعراض من المقراض، وأنهك للأجسام من الأمراض. دؤوبا لزم منه طباع العقرب، ووثوبا مثل وثوب شجاع أو أقرب، وأسلوبا أقدم به إقدام الخناع ولم يترقّب فلم يسلم منه بريء على الإطلاق، ولا حمي عرض منه بمكارم
الأخلاق، بهجاء لا يخلص منه إنسان، ولا يخلو ربّ سيف ولا طيلسان. هذا مع كلمة بتصريف الأمر مقبولة، وعظمة على الكبر مجبولة، وهمّة نصبها على نقع في شركه، وأحبولة تعرض إلى العرض الفاضليّ.
واشتغل به زمانه، وأشعل بيانه بنانه. فما قال لكلبه أخسّه إذ نبح، ولا التفت إليه هجاء أو مدح. وتصدّى لأهل دمشق تصدّيا، أدوى قلوب الجميع، وآرى أذن كلّ سميع، فقاموا لمقاومة سمّه، ومقاحمة تمّه، فآل به الحال إلى الهجاج، واختراق الفجاج، فتغلغل في البلاد، ومني بالبعد عن موضع الميلاد.
وطاف الحجاز، واليمن، والهند، والسّند، وما وراء النّهر، وخراسان، وبلاد العجم، والعراق، مذبذبا في مهامهها الفساح، راكبا على كفل الليل وهادي الصّباح.
وكان على بعد الديار لا ييأس من روح الاقتراب، على طول الاغتراب. ومع هذا، لا تنجلي عن أهل دمشق غيابته، ولا تنجلي غوايته، بل يصبّ عليهم وبله، ويصيب فيهم نبله، ومن ذلك قوله:«1» [الكامل]
فعلام أبعدتم أخا ثقة
…
لم يجترم ذنبا ولا سرقا
انفوا المؤذّن من بلادكم
…
إن كان ينفي كلّ من صدقا
على أنه ما ذكر دمشق إلا ضاقت ضلوعه بزفراتها، وفاضت عيونه بعبراتها.
(66)
وله في هذا أشعار لم يقصّ لها جناح، ولم يقصر بها ارتياح.
ثمّ إنّه ما سكن له قلق، ولا سلب عن جفنه أرق، حتى أزيلت عن العود إليها موانعه، وأزيحت أسباب من كان لا يصانعه. ثم لما استقرت به الدار، وبها لم يدع أهلها من بوائقه، ولم يعد إلا وقد أذنت بقدومه جعجعة صواعقه. ومنها
قوله: «1» [المتقارب]
هجوت الأكابر في جلّق
…
ورعت الرفيع بسبّ الوضيع «2»
وأخرجت منها ولكنّني
…
رجعت على رغم أنف الجميع
ومما استعطف به هذه النائبة، حتى لان له قلبها القاسي، وخفّ عليه حبلها الراسي، قصيدة كتبها إلى الملك العادل، أبي بكر ابن أيوب، منها:«3» [الكامل]
ما في أبي بكر لمعتقد الهدى
…
شكّ يريب بأنه خير الورى
بين الملوك الغابرين وبينه
…
في الفضل ما بين الثّريّا والثّرى
يعفو عن الذّنب العظيم تكرّما
…
ويصدّ عن قول الخنا متكبّرا
وله البنون بكلّ أرض منهم
…
ملك يقود إلى الأعادي عسكرا
من كلّ وضّاح الجبين تخاله
…
بدرا، فإن شهد الوغى فغضنفرا
يعشو إلى نار الوغى شغفا بها
…
ويجلّ أن يعشو إلى نار القرى
متقدم حتى إذا النّقع انجلى
…
بالبيض عن سبي الحريم تأخّرا
يا أيها الملك الذي ما في فضا
…
ئله وسؤدده ومحتده مرا
أشكو إليك نوى تمادى عمرها
…
حتى حسبت اليوم منها أشهرا
لا عيشتي تصفو ولا رسم الهوى
…
يعفو ولا جفني يصافحه الكرى
ومن العجائب أن تفيّأ ظلكم
…
كلّ الورى، ونبذت وحدي بالعرا
ثم كانت له من الملك المعظم عيسى، حين أفضى إليه ملكها، مكانة أشرقت عداه، وأشرقت بنداه. وكان لا يفارقه حيث شاد وخيّم، ولا يتجهّم له وجهه حيث تقشّع أو غيّم. وولّاه بدمشق وظيفة نظر الديوان، فباشرها حتى (67)
استقال، وهدأ شيطانه وقال، وخرس إلا ما أضحك به الملك المعظم فقال.
وكان يعجب بنوادره، ويعجل إيماء الطرف ببوادره، ويقترح عليه في خواص مجلسه، ليخرج بينهم تلك الدّفائن، ويغرق في بحره الأجاج تلك السفائن، إلا من ركب ذلك البحر على خطر، أو وقف في طريقه ليقع منهم في حفر.
ولّما كان في العراق، حضر مجلس الإمام الرّازي، في يوم ذيول السّحب عليه مكفوفة، وعين الشمس به مطروفة، والثّلج قد بثّ في الجوّ سرايا نوره، وبعث من الأفق تحايا كافوره. وأري ماء كلّ غدير في إناء بلّوره. فسقطت لديه حمامة لزبها «1» خاطف، ووقعت عليه كما يستجير الخائف، فقام ابن عنين، وقال:«2» [الكامل]
يا ابن الكرام المطعمين إذا شتوا
…
في كلّ مخمصة وثلج خاشف «3»
العاصمين إذا النفوس تطايرت
…
بين الصوارم والوشيج الرّاعف «4»
من نبّأ الورقاء أن محلّكم
…
حرم وأنّك ملجأ للخائف
وفدت عليك وقد تدانى حتفها
…
فحياتها ببقائها المستانف
لو أنّها تحبى بمال لانثنت
…
من راحتيك بنائل متضاعف «5»
جاءت سليمان الزمان حمامة
…
والموت يلمع في جناحي خاطف «6»
قرم لواه الجوع ثمّ أعاده
…
من دونها يهوي بقلب واجف «7»
فقال له الإمام: أنت ابن عنين الدمشقي- ولم يكن يعرفه من قبل- فقال: أنا هو. فأدني من مجلسه، وأسنى له خالص ودّه وأنفسه.
ولم يبق من أهل المجلس إلّا من كتب شعره، ورواه، ثم كان لا يؤثر إلا هواه.
وأشعاره كلّها موضع استحسان، ومجمع إحسان. فمنه قوله يمدح المعظم نوبة دمياط، وهو:«1» [الطويل]
سلوا صهوات الخيل يوم الوغى عنّا
…
إذا جهلت آياتنا والقنا اللّدنا
غداة لقينا دون دمياط جحفلا
…
من الروم لا يحصى يقينا ولا ظنّا
قد اتّفقوا رأيا وعزما وهمّة
…
ودينا وإن كانوا قد اختلفوا لسنا
(68)
تداعوا بأنصار الصليب فأقبلت
…
جموع كأن الموج كان لهم سفنا
عليهم من الماذيّ كلّ مفاضة
…
دلاص كقرن الشمس قد أحكمت وضنا
وأطمعهم فينا غرور فأرقلوا
…
إلينا سراعا بالجياد وأرقلنا
فما برحت سمر الرماح تنوشهم
…
بأطرافها حتى استجاروا بها منّا
سقيناهم كأسا نفت عنهم الكرى
…
وكيف ينام الليل من عدم الأمنا
لقد صبروا صبرا جميلا ودافعوا
…
طويلا فما أجدى الدفاع ولا أغنى
رأوا الموت من زرق الأسنّة أحمرا
…
فألقوا بأيديهم إلينا فأحسنا «2»
منحنا بقاياهم حياة جديدة
…
فعاشوا بأعناق مقلّدة منّا
ولو ملكوا لم يأتلوا في دمائنا
…
ولوغا ولكنّا ملكنا فأسجحنا
فكم من مليك قد شددنا إساره
…
وكم من أسير من يد الأسر أطلقنا «3»
أسود وغى لولا وقائع سمرنا
…
لما ركبوا قيدا ولا سكنوا سجنا «1»
يسير بنا من آل يعقوب ماجد
…
أبى عزمه أن يستقرّ به مغنى «2»
سرى نحو دمياط بكلّ سميذع
…
بحيث يرى ورد الوغى المورد الأهنى
وطهّرها من رجسها بحسامه
…
همام يرى كسب الثّنا المغنم الأسنى
مآثر مجد خلّفتها سيوفه
…
لها نبأ، يفنى الزمان وما تفنى «3»
وقد عرفت أسيافنا ورقابهم
…
مواقعها فيهم، فإن عاودوا عدنا «4»
وقوله: «5» [الطويل]
وما شام من أعلى المقطّم جفنه
…
سنا بارق إلا توالت قطاره
حديث صقال الخدّ لم يذو ورده
…
ولا دبّ كالريحان فيه عذاره
وقوله وهو مريض، يتقاضى نفقة ينفقها، وطبيبا يعوده، وصبيّا معظميا من الغيث يجوده:«6» [الكامل]
انظر إليّ بعين مولى لم يزل
…
يولي النّدا وتلاف قبل تلافي
أنا كالذي أحتاج ما يحتاجه
…
فاغنم دعائي والثناء الوافي «7»
(69)
وقوله في ملوك بني أيوب، رحمهم الله:«8» [الوافر]
هم تركوا صليب الكفر أرضا
…
يداس وكان معبودا يباس
وأرغم بأسهم آناف قوم
…
تجنّبها لعزّتها العطاس
وقوله: «1» [البسيط]
أبيت وأسراب النّجوم كأنها
…
قفول تهادى إثرهنّ قفول
وقوله: «2» [الطويل]
ألا يا نسيم الرّيح من تلّ راهط
…
وروض الحمى كيف اهتديت إلى الهند
فأصبح طيب المسك يخفي مكانه
…
حياء ولا يبدو شذا العنبر الورد «3»
أأهل الحمى خصّوك منهم بنفحة
…
فأصبحت معتلّ الصّبا عطر البرد
إذا جمعت بيني وبينهم النّوى
…
فأيّ يد مشكورة للنوى عندي «4»
وقوله منها:
فما زالت الأيام ترهف حدّها
…
وتسحت حتى استأصلت كلّ ما عندي «5»
فأقبلت أجتاب البلاد كأنّني
…
قذى حال دون النّوم في أعين رمد
وقوله: «6» [الكامل]
ما باله في عارضيه مسكه
…
ولقد عهدت المسك في سرر الظّبا
عجبا له اتّخذ الوشاة وقولهم
…
صدقا وعاين ما لقيت وكذّبا
وقوله: «1» [الكامل]
خود تعثّر كلّما رقصت
…
من شعرها بمبلبل زجل «2»
وبليّتي من ضيق مقلتها
…
إن خيف قتل الأعين النّجل «3»
تسعى بصافية معتّقة
…
تبدو لنا في الكأس كالشّعل
ودنت كأنّ شعاعها قبس
…
باد وإن جلّت عن المثل
في روضة غنّى الربيع بها
…
فأبان صنعة علّة العلل «4»
فكأنّما فرشت بساحتها
…
بسط الزّمرّد راحة النّفل «5»
(70)
وكأنّ كفّ النجم من طرب
…
نثرت عليها أنجم الحمل «6»
ودعت حمائمها مراجعة
…
فوقفت في شغل بلا شغل
شقّ الشقيق بها ملابسه
…
حزنا على ديباجة الأصل
وكأن في أغصانها سحرا
…
ثاني الثّقيل ومطلق الرّمل «7»
ومنها قوله:
ملك زهت أيام دولته ال
…
غرّاء وافتخرت على الدّول
يغشى الوغى والحرب قد كشرت
…
للموت عن أنيابها العصل
والشمس كالعذراء كاسفة
…
محجوبة بالنّقع في الكلل «8»
ملك صوارمه رسائله
…
إنّ الصوارم أبلغ الرّسل
ملك قصرت على مدائحه
…
شعري، وعقد نواله أملي «1»
ومنها قوله يمدح الملك المعز، صاحب اليمن، ويحرّضه على الأشراف بمكة، وكان قد أخذ بها وسلب، ودبّت إليه عقارب شرارها فلسب:«2» [البسيط]
أعيت صفات نداك المصقع اللسنا
…
وحزت في الجود فضل الحسن والحسنا «3»
وما تريد بجسم لا بقاء له
…
من خلّص الزّبد ما أبقى لك اللّبنا
ولا تقل ساحل الإفرنج أملكه
…
فما يساوي إذا قايسته عدنا
وإن أردت جهادا روّ سيفك من
…
قوم أضاعوا حقوق الله والسّننا «4»
طهّر بسيفك بيت الله من دنس
…
وما أحاط به من خسّة وخنا
ولا تقل إنّهم أولاد فاطمة
…
لو أدركوا آل حرب قاتلوا الحسنا
وقوله يمدح الصاحب صفي الدين، ابن شكر، وكان مالكيّ المذهب:«5» [البسيط]
في ظلّ أبلج يستسقى الغمام به
…
فيستهلّ ويستشفى به الكلب
المستقلّ بما تعنى الملوك به
…
والمستقلّ لنا الدّنيا إذا يهب «6»
ثبت الجنان له حلم يوقّره
…
إذا هفا بحلوم السّادة الغضب
صافي الضمائر، مرضيّ السّرائر مح
…
مود المآثر ترضى باسمه الخطب
(71)
إذا احتبى للفتاوى فهو مالكها
…
وإن حبا خجلت من جوده السّحب
فما رأينا إماما قبل رؤيته
…
يرى النّوافل فرضا فعلها يجب
يقظان للمجد يحمي ما توارثه
…
آباؤه الصّيد من فخر أب فأب
قوم ترى الوفد في أبياتهم زمرا
…
فالمجد يخزن والأموال تنتهب
لو أزمعوا أمرهم يوما على أجأ
…
رأيت أركان سلمى خيفة تجب
يا أيها الصاحب الصدر الوزير ومن
…
إلى مفاخره العلياء تنتسب «1»
دعيت في الدولة الغرّاء صاحبها
…
حقّا فظنّ جهول أنه لقب «2»
وقوله: «3» [الخفيف]
خبّروها بأنّه قد تصدّى
…
لسلوّ عنها ولو مات صدّا
عنفت طيفها على ظنّها أن
…
ن خيالا منها إلينا يهدى «4»
كذّبتها ظنونها لا الكرى زا
…
ر جفوني ولا الخيال تهدّى «5»
ومنها قوله:
وتعاطى الملوك مثل معالي
…
هـ فنالوا من دون ذلك جهدا «6»
هلكوا دون نيل ما أمّلوه
…
من يطر فوق طوره يتردّى
لم يقف دونهم ولو كان يلقى
…
رتبة من ورائهم لتعدّى
وقوله يمدح الإمام فخر الدين الرّازي: «7» [الكامل]
بحر تصدّر للعلوم ومن رأى
…
بحرا تصدّر قبله في محفل
غلط امرئ بأبي عليّ فأسه
…
هيهات قصّر عن مداه أبو علي «1»
لو أنّ رسطاليس يسمع لفظة
…
من لفظه لعرته هزّة أفكل
ويحار بطليموس لو لاقاه من
…
برهانه في كل شكل مشكل «2»
فلو انهم جمعوا لديه تيقّنوا
…
أنّ الفضيلة لم تكن للأوّل
وقوله في الأمجد بهرام شاه: «3» [البسيط]
تمضي المنايا بما شاءت أسّنته
…
إذا القنا بين فرسان الوغى اشتجرا
(72)
تكاد تخفي النجوم الزّهر أنفسها
…
خوفا ويشرق بهرام إذا ذكرا «4»
وقوله: «5» [الخفيف]
وربا عزّتا وقد جادها الثّل
…
ج ولاحت من سائر الأقطار
كعروس من آل ساسان تجلى
…
من دبيقي ثوبه في إزار «6»
وقوله في جنديّ استحسنه وهو ببلاد الهند: «7» [مجزوء الكامل]
ما للمحبّ وللعواذل
…
لو أنهم شغلوا بشاغل
ما أنكروا أعجوبة
…
إذ يصبح الهنديّ قاتل «8»
وقوله على لسان حائك، يورّي بصناعته كأنه يفخر:«1» [الطويل]
أنا الذي لولا صنائع كفّه
…
لما رفعت يوما لملك مضاربه «2»
فتى يتقاضى صنعه النّاس دائما
…
فلم يخل وقتا من غريم يطالبه
له قصبات السّبق في كلّ موطن
…
يطيل إذا أسدى لمن لا يناسبه
ويسقي إذا الأنواء في العام أخلفت
…
فهل مثل آبائي تعدّ مناقبه
وكم قد كسونا من يتيم وميّت
…
سترنا ولولانا لبانت معايبه
وكم قد سعى جدّي لمدّ صنيعة
…
تهزّ لها أعطافه وجوانبه «3»
وكم راض صعبا جامحا متمنّعا
…
يلاينه طورا وطورا يصاعبه
ولست كمن ولّى فرارا من الضّنى
…
يطيل سؤالا عن رفيق يصاحبه «4»
وقوله في البئر، في معرض الإلغاز:«5» [الطويل]
ورومية في الدار عندي عزيزة
…
عليّ تروّيني الحديث بلا ضجر
تفوت القنا الخطّيّ طولا وشكلها
…
يوازي الغلام الطفل في الدار إن خطر «6»
وقوله في المرآة: «7» [الطويل]
وفاتنة عندي عزيز نجارها
…
عليها حليّ من لجين ومن تبر «8»
يؤثّر فيها الوهم من صلف بها
…
فمن أجل هذا لا تريم من الخدر «1»
تخبّرني عني بما لا رأيته
…
فتصدق فيما خبّرت وهي لا تدري
(73)
تقابل بالمكروه إن قابلت به
…
وإن قوبلت بالبشر لاقته بالبشر «2»
وقوله في الكركة التي يستخرج فيها ماء الورد: «3» [الطويل]
ومثقلة حملا إذا ما بناتها
…
مرتها أعارتها الغواني نهودها «4»
تباري ثقال المعصرات بدرّها
…
فما تركت للسّحب إلا رعودها
وقوله في جواب لابن عدلان في حبل الغسيل: «5» [الخفيف]
أبدا يكتسي العواري من النا
…
س، ومن يكتسي العواري عاري
فهو يكسى، واليوم صحو ويعرى
…
جسمه في مواقع الأمطار
وكان الذي كتب به ابن عدلان إليه: «6» [الخفيف]
وضئيل له الهواء مقيل
…
مكتس يومه وفي الليل عاري «7»
ويرى لابسا صنوف ثياب
…
وهو ذو فاقة حليف افتقار
تعتليه الكسا ثقالا فيلقي
…
ها خفافا في أخريات النهار «8»
وقوله في الزّرّ والعروة: «1» [الوافر]
وبعل كلّه ذكر صحيح
…
وأنثى كلّها فرج مباح «2»
فتفضي هذه، ويحب هذا
…
ولا يوديهما ذاك الجراح «3»
وقوله: «4» [المتقارب]
تعجّب قوم لصفع الرّشيد
…
وذلك ما زال من دأبه
رحمت انكسار قلوب النّعال
…
وقد دنّسوها بأثوابه
فو الله ما صفعوه بها
…
ولكنهم صفعوها به
وقوله في هجاء الفاضل، وقد تمحّل عليه وتقوّل فيما لا ينسب إليه ومثله من يصفح، وما زالت الأشراف تهجا وتمدح. والذي قاله:[المنسرح]
حاشى لعبد الرحيم سيّدنا ال
…
فاضل مما تقوله السّفل
وتبّ من قال إنّ حدبته
…
في ظهره من عبيده حبل
هذا قياس في غير سيّدنا
…
يصحّ إن كان يحبل الرّجل
(74)
وقوله في مثله: «5» [الطويل]
سألت السّديد الفاضليّ وقد بدا
…
عليه هزال بعد شدّة أسره
أكنت مريضا؟ قال: لا، وإنما
…
يخبّرني عبد الرحيم بسرّه «6»
فقلت له: إن العظيم اختياره
…
لأوضح فحل من تفاقم أمره «1»
فما هذه ما بين ثدييك، قال لي:
…
تقعّر صدري من محدّب ظهره
وقوله في جدال طال بين فقيهين يعرف أحدهما بالجاموس، والآخر بالبغل:«2» [الكامل]
البغل والجاموس في جدليهما
…
قد أصبحا مثلا لكل مناظر
برزا عشيّة يومنا فتناظرا
…
هذا بقرنيه وذا بالحافر «3»
وقوله: «4» [الكامل]
ما إن مدحتك أرتجي لك نائلا
…
فحرمتني فهجوت باستحقاق
لكنني عاينت عرضك أسودا
…
متمزّقا فقدحت في حرّاق
وقوله: «5» [البسيط]
وما هجوت ابن عصرون أروم له
…
فضلا ولا نلت من فخر ولا شرف
لكن أجرّب فيه خاطري عبثا
…
كما تجرّب بيض الهند في الجيف
وقوله في ابن دحية الكلبي اللغوي: «6» [السريع]
دحية لم يعقب فلم تنتمي
…
إليه بالبهتان والإفك «1»
ما صحّ عند الناس شيء سوى
…
أنّك من كلب بلا شكّ
وقوله: «2» [الوافر]
شكا شعري إليّ وقال تهجو
…
بمثلي عرض ذا الكلب اللئيم
فقلت له تسلّ فربّ نجم
…
هوى في رجم شيطان رجيم «3»
وقوله في ابن المؤيّد، وقد عزل:«4» [المتقارب]
شكا ابن المؤيّد من صرفه
…
وذمّ الزمان وأبدى السّفه «5»
(75)
فلا تغضبنّ إذا ما صرفت
…
فلا عدل فيك ولا معرفه «6»
وقوله في علويّ أحبّ صبيّا يلقب الجمل: «7» [المتقارب]
فديتك قل للشهاب الشّريف
…
وإن شاط غيظا لذا واحتفل «8»
أتزعم أنّك من شيعة ال
…
وصيّ وأنت تحبّ الجمل «9»
وقوله مما كتب به وهو مريض إلى الصلاح الإربلي: «10» [الوافر]
إليك شكيّتي عبث الليالي
…
لقد حصّت نوائبها جناحي «1»
وكيف يفيق من عبث الليالي
…
مريض لا يرى وجه الصلاح «2»
وقوله في صبي أسود أحبه، وقصر منه على حبّة القلب حبّه:«3» [الطويل]
أجل أنا في لون الشّبيبة مغرم
…
وإن لجّ عذّال وأسرف لوّم
وقد عابني قومي بتقبيل خدّه
…
وما ذاك عيب أسود الرّكن يلثم «4»
وقوله، مما كتب به إلى الملك المعظم عيسى:«5» [البسيط]
إذا لقيت الأعادي يوم معركة
…
فإنّ جمعهم المغرور منتهب
لك النفوس وللطير اللحوم ولل
…
وحش العظام وللخيّالة السّلب
وقوله في العجلة المعدّة لجرّ الأثقال، وأجاد المقال:«6» [البسيط]
أهل العلوم أحاجيكم بواردة
…
لا ترتوي ذات إبطاء على عجله
إذا استوى بين رجليها امرؤ نطقت
…
بمزعجات من الأصوات متّصله
تمشي وقائدها من خلفها أبدا
…
تميد في المشي كالسكرانة الثّمله
صعراء إن قامت فهي مائلة
…
وإن مشت فهي كالميزان معتدله
محمولة وهي للأثقال حاملة
…
مقمية لا تزال الدّهر مرتحله
وقوله في محي الدين بن أبي عصرون، وكان يباشر الحرب تحت الراية
الناصرية الصلاحية، سقى الله أيامها:«1» [الوافر]
سمعت بأنّ محي الدين يغشى ال
…
وغى والحرب سارية المنايا «2»
فلا تشهد بصفعان قتالا
…
فقوس النّدف لا تصمي الرّمايا
(76)
وقوله: «3» [البسيط]
لو كنت أسود مثل الفيل هامته
…
عبل الذّراعين في غرموله كبر
كانت حوائج مثلي عندكم قضيت
…
لكنني أبيض في أيره قصر
وقوله: «4» [السريع]
أقولها بالغة ما عسى
…
والطبل لا يضرب تحت الكسا «5»
قاضيك إن لم تخصه فاقصه
…
أولا فلا يحكم بين النّسا «6»
وقوله: «7» [الطويل]
فيا من لراج أن تبيت مغذّة
…
ببيداء دون الماطرون ركابه
وقامت جبال الثّلج زهرا كأنّها
…
سفائن في بحر يعبّ عبابه «8»