الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا أكثر المحموم من هذيانه
…
تقدّم له عذر الخبير بشانه
ولا تتأخّر حين تدعى لحاجة
…
فما الغيث بالمحمود بعد أوانه
ومنهم:
20- ابن الساعاتي، عليّ بن رستم، بهاء الدين، أبو الكرم الخراساني
«13»
شاعر كلّ وصف حقيق، وثائر كلّ ساعة منه بعمر الشقيق. ولا يضاهي حسن ديباجته الحقائق، ولا تعدّ نظير درجته الرقائق. بفطنة زائدة، وفطرة لم تنفق ساعاته بغير فائدة. مذ نشأ بذّ من أنشا، ومن حين راهق ساير النجوم ورافق. ومن أوّل ما نزع التمائم، برع في أهل العمائم، وشرع يفتّق الزهر من الكمائم، ويهزّ الغصن تحت الحمائم. وكان ذا شباب رقّ ماؤه، وترف نعماؤه.
يجلو قمر السّماء، ويعطو بجيد ظبية أدماء. ترف عليه طرّة، وسالف ولين أعطاف لا تخالف.
ولم يخل مذ كان من كآبة معشوق، وصبابة مشوق، حتى عدّ في الأعيان، وقعد على ذروة البيان، وقرّبته الملوك، فحظي بالجميل، وحبي بالجزيل. وكانوا إذا أنشد لديهم الشعراء، قدّم ابن الساعاتي، وأحسن إذا أساء العاتي، لروائع لا يقدر الواصف يوقّنها، وبدائع ما مضى قبلها، فآتى ذلك الساعة التي أنت فيها.
ومنه قوله: «1» [الكامل]
نهبت منام العاشقين جفونه
…
فلذاك ليس يراك كالوسنان
ذو وجنة حمراء حول عذاره
…
وكذا تكون شقائق النعمان
رشأ عصيت عواذلي وأطعته
…
فأطاع فيّ وشاته وعصاني
وقوله: «1» [البسيط]
وأهيف القدّ حيّاني بكأس طلا
…
كالشّمس يحملها بدر الدّجى السّاري
فقلت لّما رأيت الكأس في يده
…
قد أمكن الجمع بين الماء والنّار
(63)
وقوله: «2» [الطويل]
إذا الحبّ لم يشفع بسقم وأدمع
…
فهاتيك دعوى لا تزكّى شهودها
لقد سقمت مثل الجسوم جفونها
…
فلولا عموم السّقم كنّا نعودها
عدا مقلتي برق الحمى ووميضه
…
فما غادرت من لوعة تستزيدها
وما هو إلا صارم قتل الدّجى
…
وحمرته لوث فمن ذا يقيدها «3»
وقوله: «4» [الطويل]
وبي سالم الأحشاء من ألم الهوى
…
نظرت إليه نظرة سبّبت حتفي «5»
فيا آخذي أجفانه بظلامتي
…
دعوها فما أصمى فؤادي سوى طرفي
وقوله: «6» [الطويل]
شكوت إلى خدّيه فعل لحاظه
…
وقد فوّقت نحوي سهام جفونه
فقال كذا الورد الجنيّ بدوحة
…
يمانع عنه شوكه في غصونه
وقوله في أرمد: «1» [البسيط]
قالوا به رمد ينهى لواحظه
…
ألّا تخيف على قلب ولا كبر «2»
قلت احذروا مقلتيه فهي قاتلة
…
وضعفها الآن ينجيها من القود
ألم تروا عارضيه كيف قد لبسا
…
من خوف عارضها ثوبا من الزّرد
إن السّنان مخوف وهو ذو كلف
…
والسّيف يقطع منه الحدّ وهو صدي
وقوله: «3» [الكامل]
ولقد وقفت بها وكفّ ربيعها
…
في نسج حلّة نورها تتألّق
وشذا خيوط المزن يرسلها الحيا
…
إبرا وأكمام النبات تفتّق «4»
والبان يرقص والحمام هواتفا
…
تشدو وأطراف الغدير تصفّق «5»
وقوله: «6» [الكامل]
ألزمتني قول الوشاة وليس من
…
عدل الهوى أخذي بقول النّاس
وأريهم أن قد سلوت مغالطا
…
وبليتي في الدّمع والأنفاس
(64)
وأما وحبّك لو تفوز بسلوة
…
كفّي وقد علقت بذيل النّاس
عفت الحنين إلى زمان ذاهب
…
وأبيت ذكري للملول الناسي
وقوله: «7» [الكامل]
ما هذه يا عمرو أوّل وقفة
…
هان العزيز بها ولان الجليد «1»
أنكرت أدمعه وليس ببدعة
…
بالماء أن يتفجّر الجلمود
وقوله: «2» [مخلع البسيط]
يا سائلا عن غليل قلبي
…
لقد تجاهلت للسؤال
أنت على القرب والتنائي
…
أعلم مني بكلّ حال «3»
وقوله: «4» [الكامل]
يا قلب عاشقه وسهم جفونه
…
من ألزم المقتول حبّ القاتل؟
وقوله: «5» [الطويل]
تعجّب عمرو أن وقفت بمنزل
…
كلانا لفقدان الأحبّة ناحل
لئن جنّ فيه العاشقون صبابة
…
فأصداغه للعاشقين السلاسل
وقوله: «6» [الخفيف]
زعموا أنني تعشّقتك سو
…
داء دون بيض الغواني
ليس معنى الجمال فيك بخاف
…
إنما أنت خال خدّ الزّمان
وقوله: «7» [الكامل]