الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنام إذا أنا حدّثته
…
لأن حديثي لا ينفع
نشاط المحدّث في لفظه
…
على قدر فهم الذي يسمع
وقوله: [مجزوء الكامل]
يغتابني فإذا التفتّ
…
أبان عن محض صحيح
وثبا كوثب البحتريّ
…
من النّسيب إلى المديح
وقوله: [الخفيف]
من مجيري من أسمر اللون كالأس
…
مر قامت عليّ فيه القيامه
(164)
حسد البدر حسنه فلهذا
…
ذاب غيظا حتى بدا كالقلامه
لعبت خلفه الذّؤابة فاس
…
تكبر تيها فقبّلت أقدامه
وقوله: [الكامل]
والشّعر كالدّينار جيّده
…
ورديئه كالفلس في الصّرف
ضرب كضرب العود تسمعه
…
وقعاقع كالطّبل والدّفّ
ومنهم:
47- الحسام الأحدب، وهو أبو العوف، منقذ بن سالم بن منقذ بن رافع بن جميل بن منير بن مزروع المخزومي
شاعر ولد بالمعرّة، وعقد راحه بالمسرّة، ومن ثمّ بين نبلائها نجم، ومن يمّ فضلائها انسجم. ونشأ بدمشق منذ كان في سن اليافع، واخضرّت فيها فروعه، فقيل له أبو الغصن لغصنه اليانع. ولم يكن مثله في الحدبان والهلال الذي تقوّس، ولا شبيهه في الأغصان ولو تهوّس، إلا أنه ما سدّت بمثله محرومة محروم، ولا سدّت قريش على نظره نطاق مخزوم.
وقد ذكره الفاضل أبو العباس، ابن العطّار الكاتب، قال:«وكان قامته دون قعدة الرجل» خلاف قول سلم الخاسر: [المتقارب]
إلى ملك من بني الخيزرا
…
ن كان القيام لديه قعود
وقد أنشده من شعره قوله: [الكامل]
لولا ظماي إلى جنى رشفاتها
…
عفت الكؤوس وما شربت مداما
وممنّع الزّورات زور خياله
…
من أجله أنا أعشق الأحلاما
يهوى الزيارة في الظّلام مجالسا
…
فأودّ لو عاد الصّباح ظلاما
من لي بمعشوق الشّمائل لم ينل
…
بدر التّمام إذا رآه تماما
رشأ لقتل محارب ومسالم
…
إن لم يهزّ الرّمح هزّ قواما
وقوله: [الطويل]
سلوا ورق بانات الحمى عن تشوّقي
…
وجز بالمنحنى عن تحرّقي
ففي دين بعد البين ما بعض بثّه
…
يدلّ على قلب المعنّى وما لقي
(165)
وليس الذي عندي من الوجد والأسى
…
بمستحدث عن بعد يوم التّفرّق
ولكنها نار تشبّ ضرامها
…
نوانا فما تخبو إلى حين تلتقي
وفي ذلك الحيّ التّهامي كاعب
…
كغصن النّقا عضّ النظارة موثقي
إذا طلعت شمس النهار رأيتها
…
تحاذر ذاك الحيّ منها وتتّقي
وقوله: [الكامل]
وفتور لحظك وهو آفة سكرنا
…
لا ما أتى في الكأس والإبريق
ما فاتك الحرّ الحلال وإنّما
…
حلو حديثك فيه مرّ عتيق
وقوله: [الخفيف]
لا تزدني على شديد اشتياقي
…
فكفاني من الأسى ما ألاقي
فإلى من وأنت خصمي ووالي ال
…
حسن أشكو جناية الأحداق
ونصوح يقول نم لترى الطّي
…
ف فتحظى منه ببعض التّلاقي
يا رفيق المحبّ أطنبت في التّع
…
نيف، ما هذه شروط الرّفاق
وقوله: [الكامل]
ما للغواني قلّ منها ناصري
…
لّما رأت خذلان شبّي النّاصل
عطلي من الأحباب أبقاني على
…
حال الأسى فأعجب لحال عاطل
وقوله: [الكامل]
زمن الصّبى هل ما تولّى يرجع
…
هيهات ذلك والشّباب مودّع
كم قد بكيت عليك لو أجدى البكا
…
وأسفت لو أنّ التّأسّف ينفع
لا تنكرنّ لهم خضوعي ذلّة
…
من ذا يحبّ ولا يذلّ ويخضع
وحمائم بالغور بتّ مؤرّقا
…
أشكو الذي تشكو وباتت تسجع
وأحبّة قطعوا حبال مودّتي
…
لم يبق لي في الوصل منهم مطمع
قالوا تعرّض بالخيال وطيفه
…
والطّيف كيف يزور من لا يهجع
وقوله: [الطويل]
تجمعت الأحزان من كلّ جانب
…
عليّ كشمل الحيّ لّما تفرّقا
(166)
حبست على أطلاله الدّمع سافحا
…
ففي سفح ذاك المنحنى راح مطلقا
أطلت إليه بثّ شكوى صبابتي
…
[ومثلي] يطيل البثّ من كان شيّقا
ولما اجتمعنا للوداع عشيّة
…
جزعت ولما يبعد العهد باللّقا
وإن تبت عنكم كارها فأليّة
…
بحبّكم لا بتّ إلّا مؤرّقا
وقوله: [الطويل]
سرى البرق من نحو الحمى يتألّق
…
فهاج لمسراه الحمام المطوّق
وغرّد حتى قلت مثلي متيّم
…
وأعلن حتى قلت مثلي مؤرّق
وبتّ أناجي الشوق حتى إذا بدت
…
عن الصبح أثواب الظلام تشقّق
وقفت بربع الدار عنهم مسائلا
…
فكادت لما بي دمنة الدار تنطق
وقوله: [الطويل]
مرير التّجنّي ثغره خصر الجنا
…
بصدري به قبض وعذري له بسط
أباح دم العشّاق خطّى قدّه
…
فهل جاءه غير العذار به خطّ
وقوله: [مجزوء الكامل]
طاب الصّبوح مع الغبوق
…
فامزج لنا راحا براح
مشمولة قد عتّقت
…
في دنّها من عهد نوح
حمراء صرفا إن بدت
…
في كأسها أزرت ببوح
أو ما ترى راووقها
…
يبكي على الزّقّ الذّبيح
خذها وإلا ما النصي
…
ح فلا تطع قول النصيح
وقوله: [الخفيف]
يا نسيم الصّباح عيّ لساني
…
قصر والغرام شرح يطول
أنت مأمونة على السّرّ فاستملي
…
حديثي وحقّقي ما أقول
جدّدي بيننا المواثيق فالله
…
على ما نقول وكيل
في عذول عن السّلوّ وفي
…
أذنيّ وقر عما يقول العذول
ما عليهم لو خفّفوا من غرامي
…
إن عبء الغرام عبء ثقيل
(167)
وبذاك الصّريم ريم لقتلي
…
فاعل وعن صدّه مفعول
قمر من جبينه ومن الفر
…
ع لرأيه بكرة وأصيل
أشبهت لون قده حوّة
…
الثغر فذا عاسل وذا معسول
يا عنيدا بالصدّ هل لظما الصب
…
ب إلى رائق الوصول وصول
إن نار الجفا التي أنت مصل
…
فوق ما يستحقّ منك الخليل
وقوله: [الكامل]
كرّر عليّ فإنّ أخبار النّقا
…
أمست أحقّ لمسمعي أن تطرقا
وأعد عليّ حديث من حلّ الحمى
…
فلربما ناب الحديث عن اللّقا
وقوله: [الطويل]
أهاجك نجد أم شجتك المنازل
…
فأكناف سلع فاللوي فالمعاقل
فيا حبّ وصل لم تشبه قطيعة
…
ويا طيب حبّ لم تشنه العواذل
ولم أنس سكّان الحمى وقد اغتدوا
…
رواحل قد شدّت لديهم رواحل
فما أوسقوا يوم الترحّل أو سقوا
…
مطيّهم إلا ودمعي مناهل
ولما نأوا نأيا تولّيت إثرهم
…
أسائل بعد القوم والدمع سائل
فلو قصدوا الإنصاف أدنوا وباعدوا
…
ولو عدلوا في الحكم صدوا وواصلوا
أيا فالقا هام الدّجى بقلوصه
…
توقّ النّقا إن كنت نجدا تحاول
وإياك أن تأتي الأراك مخافة
…
أراك وقد أصمى فؤادك نائل
وقبّل إذا أقبلت أحجار حاجر
…
ومثّل به فالرسم للرسم ماثل
وحيّ به حيّا متى رمت ريمة
…
يصدّك عنه الذابل القدّ ذابل
فكم علقتنا من هواه علائق
…
خذلنا بها والحبّ للمرء جاذل
وكم قد توسّلنا إليه بمدمع
…
فسال ولم تنفع لديه الوسائل
ولما رأيت السّحر بدعة طرفة
…
تيقنت حقّا أن عيناه بابل