المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌63- حسن بن علي العزي - مسالك الأبصار في ممالك الأمصار - جـ ١٦

[ابن فضل الله العمري]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء السادس عشر

- ‌[شعراء العصر العباسى الثانى]

- ‌تقديم (1)

- ‌1- الأديب أبو محمد الحسن بن أحمد حكّينا البغداديّ

- ‌2- أبو عبد الله محمد بن مبارك بن عليّ بن جارية القصّار، البغداديّ

- ‌3- القاضي أبو عمرو، يحيى بن صاعد بن سيّار الهرويّ، قاضي قضاة هراة

- ‌4- أبو عبد الله النّقّاش، عيسى بن هبة الله البزّاز البغدادي

- ‌5- أبو المظفّر، أسامة بن مرشد بن عليّ بن مقلد بن نصر بن منقذ، الكنانيّ الكلبيّ الشيزريّ، مؤيّد الدولة

- ‌6- أخوه أبو الحسن

- ‌7- أبو الحسن عليّ بن مقلد

- ‌8- أبو سلامة، مرشد بن عليّ بن مقلد

- ‌9- حميد بن مالك بن مغيث بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم، أبو الغنائم

- ‌10- أبو الفضل، إسماعيل بن أبي العلاء

- ‌11- أبو الفتح يحيى بن سلطان بن منقذ

- ‌12- أبو مرهف، نصر بن علي بن مقلد

- ‌13- أبو الفوارس، مرهف بن أسامة بن مرشد بن عليّ بن مقلد بن نصر بن منقذ، عضد الدّولة

- ‌14- القاضي أبو غانم عبد الرزاق بن أبي حصين

- ‌15- أبو العلاء بن أبي الندى

- ‌16- محمد بن حيدر البغدادي

- ‌17- أبو الفتح، محمد بن عبد الله، سبط ابن التعاويذي

- ‌18- أبو الغنائم، محمد بن عليّ بن المعلّم الواسطيّ

- ‌19- عمارة بن عليّ بن زيدان الحكمي

- ‌20- ابن الساعاتي، عليّ بن رستم، بهاء الدين، أبو الكرم الخراساني

- ‌21- شرف الدين، أبو المحاسن، نصر الله بن عنين، الدمشقيّ

- ‌22- إسحاق بن أبي البقاء، يونس بن عليّ بن يونس، فتح الدين، أبو محمد

- ‌23- عون الدين، سليمان بن عبد المجيد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن بن العجمي

- ‌24- محيي الدين بن زيلاق الموصليّ. وهو أبو العزيز يوسف بن يوسف بن يوسف بن سلامة، العباسيّ

- ‌25- أبو بكر بن عدي بن الهيذام الموصلي

- ‌26- أحمد بن محمّد بن الوفا، ابن الحلاوي، الربعيّ الموصليّ

- ‌27- مجد الدّين بن الظّهير

- ‌28- الجلال ابن الصفّار الدنيسري

- ‌29- يوسف بن بركة بن سالم الشيبانيّ، التلعفريّ

- ‌30- نجم الدين القمراوي

- ‌31- فتيان الشاغوري

- ‌32- عبد الرحمن بن عوض بن محبوب، الكلبيّ، المعرّيّ، عفيف الدين التلمسانيّ، أبو البركات

- ‌33- محمد بن سوار بن إسرائيل بن الخضر بن إسرائيل بن محمّد بن الحسن بن الحسين، الدمشقيّ

- ‌34- عليّ بن يحيى البطريق، البغداديّ، الحليّ

- ‌35- ابن نجم الموصلي، شرف الدين

- ‌36- أيدمر المحيوي، فخر التّرك، أبو شجاع

- ‌37- ابن عربي، سعد الدين الدمشقي

- ‌38- أبو عبد الله الكردي

- ‌39- جمال الدّين، يوسف بن البدر لؤلؤ، الذهبيّ

- ‌40- محمد بن محمد بن إبراهيم بن الخضر، الطبريّ*

- ‌41- نور الدين الأسعرديّ

- ‌42- جمال الدين بن خطلخ، الأمويّ

- ‌43- يحيى بن يوسف بن يحيى، الصّرصريّ، الفقيه، الحنبليّ

- ‌44- الحسام الحاجريّ

- ‌45- ابن تميم

- ‌46- الأمير السليمانيّ

- ‌47- الحسام الأحدب، وهو أبو العوف، منقذ بن سالم بن منقذ بن رافع بن جميل بن منير بن مزروع المخزومي

- ‌48- عبد الله بن عمر بن نصر الله الأنصاري، أبو محمد، موفّق

- ‌49- يوسف بن أحمد بن محمود، الأسديّ، أبو العزّ وأبو المحاسن، جمال الدين. عرف بابن الطّحان

- ‌50- جوبان القوّاس

- ‌51- محمد بن العفيف، سليمان بن علي بن عبد الله بن علي، التلمسانيّ، أبو عبد الله، شمس الدين

- ‌52- عمرو بن مسعود بن عمرو الكتّاني

- ‌53- علي بن المظفر الكندي الوداعي

- ‌54- أحمد بن أبي المحاسن، يعقوب بن إبراهيم بن أبي نصر

- ‌55- محمد بن محمد بن محمود أبو عبد الله، شهاب الدين

- ‌56- محفوظ العراقي، رشيد الدين

- ‌57- محمد بن سبط الحافظ، شمس الدين

- ‌58- محمد بن سباع الصائغ، الدمشقي، أبو يوسف، شمس الدين

- ‌59- عبد المجير، أحمد بن الحسين الخياط، مجير الدين

- ‌60- أحمد بن محمد بن سلمان بن حمائل، شهاب الدين، أبو جعفر

- ‌61- عبد العزيز بن سرايا الحلّي، أبو الفضل، صفيّ الدين

- ‌62- محمد بن يوسف بن عبد الله بن عبد الرحمن الحنفي

- ‌63- حسن بن علي العزّي

- ‌64- ألطنبغا العلمي الجاولي، أبو جعفر، علاء الدين

- ‌65- سليمان بن داود بن سليمان بن محمّد بن عبد الحقّ، الحنفيّ، أبو الربيع، صدر الدين

- ‌66- سليمان بن أبي داود

- ‌67- يحيى بن محمّد بن زكريا، العامريّ

- ‌68- محمّد بن عليّ، الحمويّ

- ‌69- عمر بن المظفّر بن عمر بن محمّد بن أبي الفوارس بن عليّ، الورديّ، أبو حفص، زين الدين

- ‌المصادر والمراجع

- ‌المحتوى

الفصل: ‌63- حسن بن علي العزي

وإنّما من رقّة خدّه

قد أثّرت فيه لحاظ العيون

ومنه قوله: [السريع]

قد طال فكري في القريض الذي

من نفعه لست على طائل

أقرّني زورا فصرت امرأ

صاحب ديوان بلا حاصل

ومنه قوله: [الخفيف]

لي بأرض الشام شرّ مقام

لا مكاني يرجّى ولا إمكاني

أسهر الليل في مكابدة الشّع

ر وأبكي النّهار للحرمان

ومنه قوله: [الخفيف]

قل لمن حضّنى على الدين أقصر

عن ملامي فليس لي تقصير

لا تسلني عن الصّلاة فبيتي

مسجد غير أنّه مهجور

ومنهم:

‌63- حسن بن علي العزّي

ابن نفسه، وصاحب يومه لا أمسه، يعرف بالزعاري، نسبة إلى غور زعر، لا إلى الكلاب، وإن كان قد فغر فمه فأشبهها، وغرّ بأنّه بشر إلّا أنه سوّد صورته وشوّهها. أعقل منه سكان المارستان، وآمن عاقبة منه حنش البستان، وأقلّ غيبة منه وجوه أهل البهتان، وأملك منه لشهوته الحمار، شمّ بولة الأتان. لا دين يرجع إليه، ولا عقل يرد عليه، ولا محتسب يقيم عليه (272) الحدّ، ويمسك يديه، بعقيدة لا يغسل السيف عارها، ولا يواري الليل عوارها، أثقل من منّ، وأشحذ من مسنّ، وأبغض من مساء رقيب، وأشأم من صباح ذيب، وأقدر من قمل، وأحرص من نمل، وأسقط من الذّباب، وأسمج من الذّئاب. بعرض أسرع

ص: 385

تفطّرا من الزّجاج، وآكل للقدر من الدّجاج. لا له زاجر يردعه، ولا أمر من العفاف يسعه، يطير مع كلّ ناعق، ويعوي لكلّ ناهق، إذا شعر نبح، وإذا أنشد كبح. يتهادى إلى كلّ مجلس كأنّه زلزلة، ويتباذى وما حرج من الخطوة الحاضرة قدر أنمله. على أنّه حام تتحامى صرحه الذّئاب، ويعرف فضله على كثير ممّن لبس الثياب. يرعى العظام ولا يلج بيت جاره إلّا أنّه يسعى حول الخيام، ذو حميّة ما شهد شبهها يوم الكلاب، وحفيظة ما عرف مثلها لبني كلاب، ببصر حديد، وساعد شديد، وفطنة لو تقيّد بها علم الطّبّ أو تنحّل علم أبقراط فصار الأكحل لا يخاف الغارة الشعرى ولا يهاب في السماء العوا. لا يزال في الحيّ منه طائف يسعى، ومقدام الأسد إذا أقعى، تتوقّى الأعداء من كلبه، وتتطاول الرءوس ولا تصل إلى ذنبه. فاتك أخلا رامة من ظباتها السوانح، وسبق بطشه الجوارح. إذا رأته كلاب الحيّ بصبصت أذنابها، وأكرمت مقدمه كأنّها تعرف أنسابها. إذا نبذت له الحصاة ينزو لوقعها، وينبو لسمعتها. وله خطّ يروق وشي قلمه، ويطول بعصيّ يراعه كأنّما يهش بها على غنمه. هذا مع رجوعه إلى أكرومته وعفافه، وقنعه بقليل الذّمّ بلغه، واللحم موفر لأضيافه، وعدم تهافته على آمال تتنافس طلابها، ودنيا تزاحم منها على جيفة وتهارش كلابها.

وحكى لي من لا أتّهمه، ممن كان يصحبه ويلزمه، (273) ويبيت عنده ولا يضجره ولا يبرمه، أنّه كان ينام عنده الليلة الطويلة بتمامها، ويصبح النّهار ويتضحّى وهو نائم، فإذا حضر الغداء، أنبهه فقعد فأكل، لا يغسل وجها ولا يدا، ولا يقف مع أمر كأنّه خلق سدى، ما استيقظ وتوضّا، ولا صلى سنة ولا فرضا، هذا مع إصرار لا يهمّه منه لبس القبائح، ولا يخيفه تشيع الفضائح، ولا يضرّه أن يبيت جسمه سماط السّياط، وعرضه قرى القوابح. وعلى هذا فهو شاعر يملأ السمع عجبا، ويهزّ الجماد طربا، لا يفوته صيد معنى شارد، ولا ليل

ص: 386

يسهره لراقد. بديهة في التحصيل اعتادها، وقدرة على صيد شوارد المعاني لا ينكر له إذا صادها. عجبا له وهو في هذا النّسب العريق، والمشابهة في التخلّق والتخليق، كيف خالف عادة مثله في الوفاء، وكيف حمد من نوعه كلّ مضمر، ووصف وهو بالجفاء، إلّا أنّ محاسن شعره نطقت، ويد المعرفة به سبقت، وله حقّ الصّحبة التي كانت إنفاقا، فليتها لا كانت ولا أنفقت. ومن بدائعه قوله فيما كتب به إليّ:[الكامل]

أبدا يجدّد لي الحمام إذا شدا

ذكراك في الليل البهيم إذا هدى

يا غصن بان طار قلبي نحوه

شوقا فبلّ جناحه قطر النّدى

أترى دمي في وجنتيك فإنّني

عاينت خدّك لا يزال مورّدا

أم نار حسنك أوقدت في صحنه

فوضعت قلبي منه خالا أسودا

عقد الجفون بكلّ نجم طالع

طرف يطالعني على بعد المدى

شرقت به عين وغصّ بشخصه

صدري وضمّ عليّ وارده يدا

ثمّ انتضته يد الفراق بيقظة

من مقلتيّ وكان فيها مغمدا

منها:

نجل الخليفة من قريش والذي

حاز المفاخر طارفا أو متلدا

سلك الطريق إلى عديّ جدّه

في المجد والحسب الصريح فما عدا

(274)

وجلت مخايله الرئاسة إذ نضا

عنه الغمامة ثمّ لاث السؤددا

أورى زناد الدين بعد خموده

حينا ونار الجاهليّة أخمدا

وعصى دعاء اللات بعد بلوغه

وأطاع في الله النبيّ محمّدا

بنيت معاليه على قصد القنا ال

خطّيّ إذ سلك الطريق الأقصدا

وأقام أعمدة المآثر وارتقى

درج المعالي في السّيادة مصعدا

وأحلّ أسرار الممالك صدره

فحنت أضالعه عليه تودّدا

ص: 387

فلو استطاع الماردون لوحيه

سمعا علوا صرحا إليه ممرّدا

لكنّهم منعوا برجم شهابه

أن يقعدوا للسّمع منه مقعدا

وقوله من أخرى كتب بها إليّ: [الطويل]

عفا بعدهم بطن العقيق فلعلع

فوادي الغضا فالمنحنى فطويلع

منازل عفّاها البلى فتأبّدت

معالمها بعد النّوى فهي بلقع

هي الدار يصبيني صباها ولم يزل

تجرّعن فيها الأمرين أجرع

وزعني بها الصبر الجميل عن الأسى

دموع على ليل الصّدود توزع

سقى الله أيامي بها وإن انقضت

مراجعتي فيها لمن ليس يرجع

وحيّ لياليّ التي زالت المنى

وقد زلن والأيّام تعطي وتمنع

ومنها:

فساروا بمثل الشّمس حطّت لثامها

وكم دون تلك الشّمس بدر مقنّع

لوت جيدها فيما ترى العين دمية

تحاط بألحاظ الكماة وتمنع

يراقبنا فيها غيور كأنّما

ترى الشّمس منها بين قرنيه تطلع

إذا زلّ عنها سجنها أحدقت به

لواحظ قد غطّت عليهنّ أدمع

يشقّ إليها الدّمع وهي سريعة

يشقّ عليها والقنا وهي شرّع

ومنها:

شهاب يضيء الخطب رأيا مهذّبا

عليه الحسام الهندوانيّ يطبع

(275)

سليل أبي حفص إلى مثل هديه

وآثاره في صالح الذّكر ينزع

فتى عدويّ يجبن السيل دونه

إذا همّ ناجاه فؤاد مشيّع

إذا ناب خطب ناب فيه عن القنا

يراع له أنف الكريهة يجدع

وألفاظ حرّ حرّة لا يديرها

خداع إذا مرّت وذو الحرب يخدع

يصيح على الأعداء في كلّ بقعة

غراب لها بالطّرس والنّقس أبقع «1»

ص: 388

وقوله من أخرى كتب بها إليّ: [الوافر]

سقى عهد الحمى صوب العهاد

بكلّ أجشّ منفتق المزاد

كأن حبيك ريّقه إذا ما

تراكم قطره رجلا جراد

يفضّ عراه لمع البرق فيه

كما هتك الدّجى شرر الزّناد

فيسرق منه أجفان الخزامى

ندى كالدّمع في الأجفان بادي

فلو أنّ الجماد يطيق شكرا

له لنطقن ألسنة الجماد

حيا يحيى موات التّرب منه

بنفث الرّوح أفواه الغوادي

ثرى دار وجدت بها شجوني

ولكنّي عدمت بها فؤادي

منازل باعدت ما بين قلبي

وسلواني وجفني والرّقاد

يعارض ذكرها ريقي فتشجى

لهاتي منه بالعذب البراد

ويبرأ من نسيم المسك أنفي

إذا هبّت صبا تلك البلاد

منها:

إذا الحلماء والفصحاء جاؤوا

وجيء بهم لإسداء الأيادي

فمن قيس بن عاصم وابن قيس

ومن قسّ بن ساعدة الإيادي

ذكرتك يا ابن فضل الله ذكرى

علا هي والكواكب في عداد

وقد نوّهت باسمي فهو فرد

أجوز به النّجوم علي انفرادي

وألبسني احتفالك بي رداء

خلعن عليه أفئدة العباد

وقد أوطأت آثاري أناسا

على آثارهم وطء الجياد

ص: 389

(276)

فكنت لهم عليانا ودوني

إذا ما حاولوا خرط القتاد

وقوله من أخرى كتب بها إليّ: [الكامل]

أطروق طيف من خيالك عائد

يعنى بوسنان اللواحظ هاجد

قطع السماوة بعد هدء قائما

بالودّ في حفظ العهود لقاعد

ومن العجائب أن تحسّ دنوّه

بعد الجفاء لنازح متباعد

أصبو إليه ودون منهل ثغره

ما دون مورد كلّ عذب بارد

خفقان ألوية ولمع أسنّة

زرق تفارط في أنامل ذائد

للماء تحت طلا لهى وضاءة ال

خدّ المورّد تحت فرع وارد

منها:

برّاق ثغر الجود يشعر نشره

بالرّيّ أشعار الغمام الرّاعد

وترى السكينة في خفافي عطفه

كالصّفو في ماء الغدير الرّاكد

يسطو فيبرأ تاج كلّ مملّك

لسطا يديه من بنان العاقد

وإذا اجتنى للجود ناط يمينه

بالنيّرات إلى يمين القاصد

وتظلّ تحسده الملوك فإنّني

لأرى الملوك على نداه حواسدي

أطناب عزّيه على هام السّهى

موصولة من عزمه بقواعد

يتعثّر الخطب المفاجئ بينها

ويقيل عثرة كلّ حدّ صاعد

وقوله مضمّنا: [الكامل]

أفديه أغيد شعره وجبينه

نور تلألأ في ظلام داجي

والفرق بين الشّعر فوق جبينه

عريان يمشي في الدّجى بسراج

وقوله: [الرجز]

ص: 390

قد بعتهم قلبي يوم بينهم

بضمّة التوديع وهو محترق

ولم أجد من بعدها لردّه

وجها، وكان الرّدّ لو لم نفترق

وقوله: [المتقارب]

(277)

أتى ابن نباتة ديوانه

يوقّع والجهل قد أوقعه

فلمّا تصدّر لم يدر ما

يصدّر في الكتب المصفعة

فقالوا حمار وهذا الجمود

يدلّ على أنّه بردعه

وقوله: [المتقارب]

أرى ابن نباتة لما غدا

يعرّض في كتبه بي غوى

فإن كنت كلبا فقد حمّلوا

على عرسه كلّ كلب عوى

وقوله: [المنسرح]

كأنّما الورد حمرة وندى خدّ مليح أبكاه توبيخ

فانظر إليه في أفق مجلسنا كواكبا كلّهنّ مرّيخ

وقوله: [البسيط]

يا سيّدي أهل دار الطّعم قد كذبوا

حتى عليّ بوعد غير منضبط

فاعلم على كلّ حال أنّهم سقط

لا يفلحون فلا تغترّ بالسّقط

وقوله في يوم ثلج: [الطويل]

كأنّ مغاني جلّق حين أشرفت

وقد عمّ منها الثلج بكلّ طريق

كواعب قامت في انتظار لزائر

يبسطن لممشاه ثياب دبيقي

وقوله: [الوافر]

ص: 391

بدا والليل مضموم الجناح

بريق مثل منبلج الصباح

سريع الومض في وطفاء تشكو

تثاقل خطوها هيم البطاح

أصاخ لها الثرى وقد ارجحنّت

وشافه وقعها ثغر الأقاحي

فأولد بطن ذاك السّفح زهرا

كواعبه التقين على سفاح

فمن قان يخال دما وزاه

أغرّ كأنّه بيض الأداحي

كأنّ المزن والأغصان خيل

عطفن على الرّبى بكؤوس راح

فوا لهفيّ من جفن وثغر

رقيق الخصر مجدول الوشاح

(278)

أغنّ إذا نضا برديه لاحت

معاذير المتيّم للّواحي

شكا خدّاه من طرفي جراحا

وقلبي منهما دامي الجراح

فلم أر مثل ناظره وقلبي

وكلّ منهما شاكي السّلاح

ومن قصيدة: [الطويل]

سرى ونقاب اللّيل بالفجر قد حطّا

وخطّت يد الإصباح في فوده وخطا

وقد شغلت أيدي الضّحى بنجومه

أناملها يلقطن جوهرها لقطا

وألقت خواتيم الثّريّا اليد الّتي

لها فكّت الجوزاء من أذنها القرطا

وشقّت على اللّيل البهيم ابتسامة

من الصّبح شقّت عن ترائبه مرطا

وخادع مطرود الكرى كلّ ناظر

وسدّ عن الرّمل أبرده الأرطى «1»

خيال إذا أدنته من كبدي المنى

شفاها فقد يدنو المراد وإن شطّا

خليليّ ما أولاكما بتحيّة

تردّ إلى من شطّ إن جئتما الشّطّا

يذاد لها ماء الفرات إذا انتهت

إلى كبد تشتاق من عاته السّقطا «2»

ص: 392

ومن قصيدة: [الكامل]

لله مطّلعون من قلل الحمى

تدنيهم الذّكرى وإن لم يسعفوا

بين البروق ثغورهم تجلو الدّجى

ومع الشّموس وجوههم تستشرف

أنكرت منزلهم بعيني والحشا

يدريه للشّعف القديم ويعرف

ومن قصيدة: [الكامل]

غادي الدّيار فناج فيها فعلنا

وشكا الذي نشكو الحمائم موهنا

صبّ بكى إثر الخليط وعاقه

أن يستقلّ وراءهم فرط الضّنى

زالت حمولهم وفيها أنفس

قد أبدلوها بالضّلوع المنحنى

لله ما سترت غمائم خمرهم

من أقمر تبدو فيحجبها السّنا

هي والبدور على قوالب أفرغت

لكن أرى الآدى إلينا الأحسنا

بانوا وأتبعهم فؤادي حسرة

يستصحب الأكباد فيها الأعينا

(279)

يتلفّتون إلى قتيل نواهم

وهم الظّباء وأيّ ظبي ما دنا

ويلينهم مرّ النّسيم لطافة

وهم الغصون وأيّ غصن ما انثنى

واها لها ولكلّ غصن ليّن

لو ضمّ منه الصّدر قلبا ليّنا

وقوله: [الخفيف]

ومليح ما زال طاير عقلي

واقفا في الهوى على غصن قدّه

ضمّ نبت الشّقيق زهرا وكانت

علّة الضّمّ أنّه جنس خدّه

وقوله: [الكامل]

أعطى أزمّته الصّبا والشّمالا

وانقاد أدهم بالبروق محجّلا

غيث قفا إثر الكواكب ذيله

فعفا وأرسلها سحائب جفّلا

ما قبّلت منه الكمائم هيدبا

إلّا وقد حسبته كمّا مسبلا

ص: 393

لبست له الغدر الدّروع وقد رأت

برقا يهزّ على الأبيرق منصلا

وقوله: [الوافر]

جرت كبدي مع الدمع المندّي

حواشي وحشتي غبّ العقاب

فكانا لؤلؤا رطبا أضيفت

فرائده إلى ذهب مذاب

فيالك حلية لوفزت منها

بشيء لافتديت به شبابي

وقوله: [الوافر]

حبست الدمع ثمّ جعلت جفني

سياجا ما له عنه انفراج

فما زلتم بجودكم إلى أن

تجرّى الدّمع وانخرق السّياج

وقوله: [المتقارب]

وأغيد ألثغ خاطبته

وقد أبدل السّين في اللفظ ثا

فقلت له زر فقال الرقي

ب أراه مع الصّبح قد غلثا

فقلت أرى جبلا لا يرق

فؤادك لي قال لي قد رثا

وقوله: [السريع]

كأنّما طابعه المشتهى

من تحت تلك الشّفة الزاهرة

(280)

مركز بيكار الجمال الذي

صحّح وضع الطلعة الباهرة

فاعجب لأيدي الحسن إذ قرّرت

مركزه في طرف الدائرة

وقوله: [الرمل]

أعجب ما في مجلس اللهو جري

من أدمع الرّاووق لمّا انسكبت

لم تزل البطّة في قهقهة مم

ما بيننا تضحك حتى انقلبت

وقوله: [السريع]

أنا القليل العقل في خرقي الذي

أهلكه في كلف المشارب «1»

ص: 394

ما نلت من تضييع موجودي سوى

تصفية الكاسات في شواربي

وقوله: [مخلع البسيط]

قالت وقد أنكرت سقامي

لم أر ذا السّقم يوم بينك

لكن أصابتك عين غيري

فقلت لا عين غير عينك

وقوله: [الطويل]

جرت من بعيد الدار لي نفحة الصّبا

فقد أقبلت حسرى من السّير ظالعة

ومن عرق مبلولة الجيب بالنّدى

ومن تعب أنفاسها متتابعة

وقوله: [الكامل]

لي عند مشتجر الرّياح إذا التقى ال

جمعان واستنّ الجياد الضّمّر

وتراكمت سحب المنايا واعتلى

في الجوّ من وقع السّنابك عثير

وانهلّ من زرق الأسنّة فوق مغ

برّ التّراب دم عبيط أحمر

وعلى الثرى من كلّ شهم أروع

ثوب بتفضيل المنون مشهّر

من أبيض في مفرقيه أبيض

أو أسمر في جانبيه أسمر

قلب تخيّلك الظنون له فما

تصبيه حادثة ولا تتغيّر

وقوله: [المتقارب]

فتنت بأسمر حلو اللّمى

لسلوانه الصّبّ لم يستطع

ص: 395