الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقصودها
.
ومقصودها: التهديد الشديد، بيوم الوعيد، الذي هو محط - الرحال.
لكونه أعظم مقام لظهور الجلال، لمن كذب بأن هذا القرآن تذكرة في
صحف مكرمة، بأيدي سفرة. والدلالة على حقيقة كونه كذلك، بأن السفير به أمين في الملأ الأعلى، مكين لمكانته فيما هنالك، والموصل له إلينا منزه عن التهمة، بريء من النقص، لما يعلمونه من حاله قبل النبوة، وما كانوا يشهدون له به من الكمال في صحبته لهم المتطاولة، التي نبههم بالتعليق بها على ما لا يشكون فيه من أمره، ولم يأتهم بعدها إلا بما هو شرف له، وتذكير بما في أنفسهم، وفي الآفاق من الآيات.
وذلك كاف لهم في الحكم بأنه صدق، والعلم اليقين بأنه حق.
واسمها التكوير أدل ما فيها على ذلك، بتأمل الظرف وجوابه، وما فيه
من بديع القول وصوابه، وما تسبب عنه من عظيم الشأن لهذا القرآن.
فضائلها
.
وأما فضائلها: فروى الترمذي، وأحمد - قال الهيثمي: بإسنادين رجالهم
ثقات - والطبراني بإسناد أحمد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ: إذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقت، أحسب أنه قال: وسورة هود.
قال المنذري: لم يصف الترمذي هذا الحديث بحسن ولا بغرابة.
وإسناده متصل ورواته ثقات مشهورون، ورواه الحاكم وقال: صحيح
الِإسناد.
وقال ابن رجب: وأخرجه الترمذي، ولم يذكر سورة هود، وقال:
حسن غريب.
قال النووي في التبيان: وقد روى ابن أبي داود بإسناده عن أبي هريرة
رضي الله عنه أنه قرأ: (إذا الشمس كورت) يحزنها شبه الرثاء.
انتهى.
وروى مسلم وأبو داود والدارمي، وعبد الرزاق، عن عمر بن حريث
رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الصبح إذا الشمس كورت.
ولفظ عبد الرزاق: يقرأ في الصبح: والليل إذ عسعس.
ولفظ أبي داود: كاني أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم -
يقرأ في صلاة الغداة بـ (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) .
وتقدم في، سورة هود عليه السلام من فضلها.
وروى ابن أبي الدنيا عن عبد الأعلى بن أبي عبد الله العنبري
قال: رأيت عمر بن عبد العزيز خرج يوم الجمعة في ثياب دسمة وراء حبشي
يمشي، فلما انتهى إلى الناس رجع الحبشي، فكان عمر إذا انتهى إلى الرجلين
قال: هكذا رحمكم الله، حتى صعد المنبر، فخطب فقرأ (إذا الشمس
كورت) فقال: وما شأن الشمس؟. (وإذا النجوم انكدرت) حتى انتهى
(وإذا الجحيم سعرت، وإذا الجنة أزلفت) فبكى، وبكى أهل المسجد.
وارتج المسجد بالبكاء، حتى رأيت أن حيطان المسجد تبكي معه.