الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعكسه موضع: (ناديه) .
ورويها سبعة أحرف: وهي: أهام بقى.
مقصودها
ومقصودها، الأمر بعبادة من له الخلق والأمر، شكراً لِإحسانه، واجتناباً
لكفرانه، طمعاً في جنانه، وخوفاً من نيرانه، لما ثبت من أنه يدين العباد يوم
المعاد.
وكل من اسميها دال على ذلك، لأن المربي يجب شكره، ويحرم كفره.
على أن "اقرأ" يشير إلى الأمر، والعلق يشير إلى الخلق، واقرأ يدل على
البداية، وهي العبادة بالمطابقة، وعلى النهاية، وهي النجاة يوم الدين باللازم.
والعلق يدل على كل من النهاية والبداية بالالتزام، لأن من عرف أنه
مخلوق من دم؛ عرف أن خالقه قادر على إعادته من تراب، فإن التراب أقبل
للحياة من الدم، ومن صدَّق بالِإعادة عمل لها.
وخص العلق، لأنه مركب الحياة، ولذلك سمى نفساً، فكأنه إشارة إلى تحريم أكل الدم، لأن من أكله تطبع بطابع صاحبه، وصارت نفسه كنفسه.
فضائلها
وأما ما ورد فيها: فروى الطبراني - قال الهيثمي: برجال الصحيح -
عن أبي رجاء العطاردي قال: كان أبو موسى رضي الله عنه يقرئنا فيجلسنا
حلقاً، عليه ثوبان أبيضان، فإذا قرأ هذه السورة (اقرأ باسم ربك الذي خلق) قال: هذه أول سورة أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم.
وروى البخاري في بدء الوحي ومسلم عن عائشة رضي الله عنهما، أن
جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) .
وتقدم في "إذا السماء انشقت" حديث السجود فيها.
ولأحمد - قال الهيثمي: أيضاً برجال الصحيح، وبعضه في الصحيح
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المقام فمر به أبو جهل فقال: ألم أنهك؟. فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لم تنتهرني يا محمد، فوالله لقد علمت ما رجل أكثر ناديا مني؟.
قال: فقال له جبريل عليه السلام: (فليدع ناديه) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما: فوالله لو دعا ناديه، لأخذته الزبانية
بالعذاب.
وروى مسلم في كتاب التوبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال أبو جهل: (هل) يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟.
فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك لأطانَّ على رقبته، أو لأعفرنَّ وجهه في التراب، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، زعم ليطأ على رقبته، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه فقيل له: مالك؟.
فقال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار، وهَوْلاً، وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَوْ دَنَا مني لا ختطفته الملائكة عضوا عضوا، وأنزل الله عز وجل لا ندري في حديث أبي هريرة، أو شيء بلغه -:(كلا إن الإنسان ليطغي - إلى قوله: (أرأيت إن كذب وتولى) - يعني: أبا جهل - (ألم يعلم بان الله يرى) إلى قوله: (فليدع ناديه) ، يعنى قومه. إلى آخر السورة.