الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والبكاء والعمل، إلى طالب علم مهتد به فهو فائز. وإلى مُتْبع نَفْسَهُ شَهَواتِها، ضال بإهمالها فهو خائب.
وذلك لأنه سبحانه وعد بذلك، بإخبار صلى الله عليه وسلم عنه به، وتحقق صدقه بما أيده به من آياته التي ثبت بها اقتداره على ما يريد، من الإيجاد والإعدام.
فثبت تفرده بالملك، وأيد اقترابها بالتأثير في آية الليل، بما يدل على
الاقتدار على نقض السماوات المستلزم لإهلاك الأرض، فأذن ذلك بأنه ما
بقي إلا تأثير آية النهار، وعندها يكون طي الانتشار، وعموم البوار.
المؤذن بالإحضار، لدى الواحد القهار.
وأدل ما فيها على هذا الغرض كله: أول آياتها، فلذلك سميت بما
تضمنته من الاقتراب والقمر.
وكانت تسميتها بالقمر أشهر، لدلالته على الاقتراب المختتم به النجم.
بالإشارة، لا بالعبارة ولم تسم بالاشتقاق، لأنه إذا أطلق، انصرف إلى الإثم.
فكانت السماء به أحق.
فضائلها
وأما فضائلها: فروى مسلم والأربعة عن عبد الله، بن عبد الله، بن
عتبة، بن مسعود أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سأل أبا واقد الليثي
رضي الله عنه: ماذا كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟.
قال: كان يقرأ فيهما بـ "قاف والقرآن المجيد""واقتربت الساعة وانشق القمر".
وروى أبو الشيخ في كتاب "الثواب" عن عائشة رضي الله عنها، أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ في ليلة: "الم تنزيل، ويس".
و"تبارك الذي بيده الملك"، "واقتربت" كن له نورا.
وللحاكم وقال: صحيح الإسناد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، أن
حذيفة رضي الله عنه خطبهم بالمدائن يوم جمعة فقال: إن الله تعالى يقول:
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) ألا وإن الساعة قد اقتربت، ألا وإن القمر
قد انشق، ألا وإن الدنيا قد أذنت بفراق، ألا وإن اليوم المضمار وغدا
السباق، ألا وإن الغاية النار، والسباق من سبق إلى الجنة.
ورواه عبد الرزاق عن ابن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد
الرحمن السلمي قال: سمعت حذيفة رضي الله عنه يوم الجمعة وهو على
المنبر قرأ: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)، (فقال: قد اقتربت الساعة.
وقد انشق القمر، واليوم المضمار، وغدا السباق.
وللطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: من سأل عني، أو سره أن ينظر إليَّ، فلينظر إلى أشعث، شاحب، مشمر، لم يضع لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، رفع له علم فشمر إليه.
اليوم المضمار، وغدا السباق، والغاية الجنة أو النار.
وروى الطبراني - قال المنذري: ورواته محتج بهم في الصحيح، والحاكم
وقال: صحيح الِإسناد - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -
اقتربت الساعة، ولا تزداد منهم إلا بُعدا.
ولفظ الحاكم: اقتربت الساعة، ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصاً.
ولا يزدادون من الله إلا بعداً.
وروى البخاري وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن أهل
مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شقين، حتى رأوا حراء بينهما.