الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واسمها "عروس القرآن" واضح البيان في ذلك، لأنها الحاوية لما فيه من
حلى وحلل وجواهر وكلل، والعروس مجمع النعم، والجمال والبهجة، في
نوعها والكمال.
وكذا "الرفرف" بما في آيته من جليل الإنعام، البالغ إلى أنهى غايته.
فضائلها
وأما فضائلها: فروى البيهقي في الشُّعب عن علي رضي الله عنه، أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: لكل شيء عروس، وعروس القرآن الرحمن.
وسر ذلك والله أعلم، أن العروس تمام نعمة الِإنسان، وغاية تمتعه، لما
تبدو به من الزينة وأنواع الحلية، وتقترن به من مسرات النفوس، وانشراح
الصدور.
وقد اشتملت هذه السورة على جميع نعم الدنيا والآخرة، من ذكر الخلق
والرزق، بالأقوات والفواكه، والحلى وغيرها، والفهم والعلم، والجنة وتفصيل ما فيها، والنار وأهوالها، فإنها نعمة من حيث إنها - بالخوف منها - سبب لنيل الجنة وما فيها، ومن حيث إنها سارة لمن ينجو منها بالنجاة منها، وبأن من عاداه الله عذب بها، وسجن فيها.
وعلى ذلك كله، دل افتتاحها بالرحمن.
وروى الترمذي وقال: غريب، عن جابر رضي الله عنه قال: خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا، فقال: لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردوداً منكم،
كنت كلما أتيت على قوله: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، قالوا: لا بشيء
من نعمك ربنا نُكذبُ، فلك الحمد.
ورواه البزار عن ابن عمر، رضي الله عنهما.
قال الهيثمي: وشيخه عمرو بن مالك الراسبي وثقة ابن حبان.
وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح.
ورويناه في الخامس من أجزاء أبي محمد جعفر السراج، تخريج
الحافظ أبي بكر الخطيب عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن - أو قرئت عنده - فقال: ما لي أسمع الجن أحسن جواباً لردها منكم؟.
قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟.
قال: ما أتيت على قول الله عز وجل: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)
إلا قالت الجن: ولا بشيء من آلائك ربُ نُكذَب.
وروى الِإمام أحمد من طريق ابن لهيعة - قال الهيثمي: وفيه ضعف.
وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح - عن أسماء بنت أبي بكر رضي
الله عنهما قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر، والمشركون يسمعون:"فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ".
وروى ابن هشام في السيرة قبل حديث المستضعفين المعذَبين في الله.
عن ابن إسحاق أنه قال: فحدثني يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال: كان
أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، اجتمع يوماً أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يُجهر لها به قط، فمن رجل يسمعونه؟.
فقال عبد الله بن مسعود: أنا. قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد
رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه.
قال: دعوني فإن الله سيمنعني.
فغدا حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها حتى قام عند المقام، ثم
قرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - رافعاً بها صوته - (الرحمن علم القرآن)
قال: وتأملوه فجعلوا يقولون: ماذا قال ابن أم عبد؟.
ثم قالوا: إنه يتلو بعض ما جاء به محمد فقاموا إليه - فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه، وقد أثروا في وجهه. فقالوا:
هذا الذي خشيناه غليك. فقال: ما كان أعداء الله أهون عليَّ منهم الآن.
ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدا، قالوا: لا، حسبك قد أسمعتهم ما
يكرهون.
وروى الترمذي - وقال: حسن - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه
قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا وهو يقول: ياذا الجلال والإكرام، فقال: قد استجيب لك فسل.