الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الفلق
قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد: مدنية.
وقال قتادة - قال الأصبهاني: والحسن، وعطاء، وعكرمة، وجابر بن
زيد -: مكية.
قال: والأول أصح، ويدل عليه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر وهو مع عائشة رضى الله عنها، فنزلت عليه المعوذتان.
وآيها خمس باتفاق العادين، ولا اختلاف فيها.
ورويها ثلاثة أحرف. وهي: دبق.
مقصودها
ومقصودها: الاعتصام من شر كل ما انفلق عنه الخلق الظاهر
والباطن. واسمها ظاهر الدلالة على ذلك.
فضائلها
وأما فضائلها: فروى الترمذي وقال: حسن صحيح غريب،
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان، وعين الإِنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما.
وأخرج الطبراني في الأوسط، عن علي رضي الله عنه قال: لدغت
النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي، فلما فرغ قال: لعن الله العقرب لا تدع مصلياً ولا غيره، ثم دعا بماء وملح. وجعل يمسح عليها ويقرأ:"قل يا أيها الكافرون، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس".
وفي المسند للِإمام أحمد، والسنن للنسائي، وأمالي أبي الحسين بن
شمعون، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب، إذ قال: ألا تركب يا عقبة؟. فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه، ثم قال: ألا تركب يا عقبة؟. فأشفقت أن تكون معصية، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت هنية ونزلت، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدت به ثم قال: يا عقبة ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟
قلت: بلى يا رسول الله، قال: فاقْرأَ: قل أعوذ برب الفلق، وقل
أعوذ برب الناس ثم أقيمت الصلاة، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مرَّ بى، قال كيف رأيت يا عقبة؟
اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت.
وزاد النسائي في رواية: ما سأل سائل بمثلهما، ولا استعاذ مستعيذ
بمثلهما.
وفي المسند عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، عن عقبة بن
عامر رضي الله عنه قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته فأخذت بيده
قال: قلت: يا رسول الله ما نجاة المؤمن؟.
قال: يا عقبة أخرس - وفي رواية: أملك - لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك، قال: ثم لقينى رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأني، فأخذ بيدي فقال: يا عقبة بن عامر، ألا أعلمك
خير ثلاث سور أنزلت في التوراة والِإنجيل والزبور والقرآن العظيم.
وفي رواية: ألا أعلمك سوراً ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا
في الِإنجيل ولا في القرآن مثلهن؟.
قال: قلت: بلى جعلني الله فداك.
قال: فأقرأني: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب
الناس. ثم قال يا عقبة لا تنسهن، ولا تَبِتْ ليلة حتى تقرأهن، فما نسيتهن
منذ قال: لا تنسهن وما بت ليلة حتى أقرأهن، ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته فأخذت بيده، فقلت يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال. فقال: يا عقبة صِلْ من قطعك، وأعط من حرمك، وأعرض - وفي رواية -: واعف عمَّنْ ظلمك.
وفيه: وفي رواية - قال الهيثمي: رجالها ثقات - أنه قال: لقيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عقبة بن عامر ألا أعلمك سوراً ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الِإنجيل، ولا في القرآن، مثلهن، ولا تأتي ليلةٌ إلا قرأت بهن فيها: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس.
قال الهيثمي: وهو في الصحيح باختصار.
وفي المسند - أيضاً عن ابن عابس الهجهني رضي الله عنه، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا ابن عابس ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟.
قلت: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل أعوذ برب الناس وأعوذ برب الفلق، هاتين السورتين.
وفي المسند عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أمرني رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة.
ورواه أبو داود والنَّسائي، والترمذي وقال: حسن صحيح، وقال
بالمعوذتين.
وروى مسلم والترمذي والنَّسائي عن عقبة. بن عامر رضي
الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ألم تر آيات أنزلت الليلة، لم ير مثلهن قط:
قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس.
ولأبي داود، والنَّسائي عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: بينا أنا
أسير مع النبي صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء، غشيتنا ريح وظلمة شديدة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بأعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس، ويقول: يا عقبة تعوذ بهما، فما تعوذ متعوذ بمثلهما.
قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة.
الجحفة: قرية كبيرة على سبع مراحل من المدينة الشريفة، وثلاث من
مكة، وتسمى مهيعة والأبواء: جبل بين مكة والمدينة.
وروى أبو داود، والترمذي وقال: حسن صحيح، عن عبد الله بن
خبَيب رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) والمعوذتين، حين تمسي، وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء.
وقد تقدم في الِإخلاص بلفظ آخر.
وروى النسائي، وأبو عبيد في الفضائل، عن معاذ بن عبد الله بن
خبيب عن أبيه رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة ومعه أصحابه، فوقعت علينا ضبابة من الليل، حتى سترت بعض القوم عن بعض، فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل يابن خبيب. فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ :
قال: قل أعوذ برب الفلق، فقرأها، وقرأتها، حتى فرغ
منها، ثم قال: ما استعاذ - أو استعان - أحد بمثل هاتين السورتين قط.
هكذا هو في نسختي، وكأنه سقط ذكر سورة الناس.
وفي رواية النسائي قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق مكة، فأصبتُ خلوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدنوتُ منه، فقال: قل. قلت: ما أقول؟
قال: أعوذ برب الفلق، حتى ختمها، وقل أعوذ برب الناس، حتى ختمها.
ثم قال: ما تعوذ الناس بأفضل منهما.
وللبزار - قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح - عن عبد الله الأسلمي
رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة، حتى إذا كنا ببطن واقم، استقبلتنا ضبابة فأضلتنا الطريق، فلم نشعر حتى طلعنا على ثنية، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عدل إلى كثيب فأناخ عليه، ثم قام، وقام عليه من شاء الله، فما زال يصلي حتى طلع الفجر، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم برأس ناقته، ثم مشى، وعبد الله بن الأسلمي إلى جنبه، ما أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره ثم قال: قل.
قلت: ما أقول؟
قال: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق) ، حتى فرغت منها، ثم قال:(قل أعوذ برب الناس) ، حتى فرغت منها.
فقال رسول الله: هكذا فتعوذ، فما تعوذ العباد بمثلهن قط.
وللبيهقي في الدعوات، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان وعين الِإنسان، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما، وترك ما سوى ذلك.
وللنسائي، وابن حبان في صحيحه، عن جابر رضي الله عنه، أن
النِبي صلى الله عليه وسلم قال له: أقرأ يا جابر، قلت: وماذا أقرأ بأبى أنت وأمى؟ ، قال: اقرأ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس) ، فقرأتهما، فقال: اقرأ بهما، ولن تقرأ بمثلهما.
وللطبراني في الأوسط - قال الهيثمي: ورجاله ثقات - عن ابن
مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقد أنزل عليَّ لم ينزل عليَّ مثلهن، المعوذتين.
وللدرامي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: مشيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: قل يا عقبة، فقلت: أي شيء أقول؟
قال: فسكت عني، ثم قال: يا عقبة قل. فقلت: قل. فقال: أعوذ برب الفلق، فقرأتها حتى جئت على آخرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلها.
ورواه عبد الرازق بنحوه. ورويا أيضاً عنه رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أنزل عليَّ آيات لم أر - أو لم ير - مثلهن.
وقال عبد الرازق: لم أسمع مثلهن - أو لم أر مثلهن -: المعوذتين.
ورواه أبو عبيد، ولفظه: أنزلت علي آيات، لم ينزل عليَّ مثلهن قط:
المعوذتان.
ولأبي عبيد، وابن عبد الحكيم في الفتوح، عن عقبة بن عامر
الجهني - أيضاً رضي الله عنه قال: اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه، فقلت: أقرئني من سورة هود، أو سورة يوسف، عليهما السلام فقال:"لن تقرأ شيئاً أبلغ عند الله من " قل أعوذ برب الفلق ".
ورواه النسائي وقال: لي تقرأ شيئاً عند الله أبلغ من آيات أنزلت
عليَّ أعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس.
وروى البغوي عن عقبة أيضاً رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟.
قلت: بلى. قال: قل أعوذ برب الناس.
ولأبي داود والنَّسائي عن عقبة - أيضاً رضي الله عنه. أنه قال: كنت
أقود بالنبي صلى الله عليه وسلم ناقته في سفر، فقال لي: يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟ ، فعلمني (قل أعوذ برب الفلق) ، (وقل أعوذ برب الناس) فلم يرني سررت بهما جداً، فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما صلاة الصبح للناس، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم التفت إليَّ فقال: يا عقبة كيف رأيت.
ولأبي عبيد عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قال: من صلى
الجمعة ثم قرأ بعدها "قل هو الله أحد" والمعوذتين، حفظ - أو كفى - من
مجلسه ذلك إلى مثله.
ومثله لا يقال بالرأي، فحكمه الرفع.
ورواه ابن السنى عن عائشة رضي الله عنها بصريح الرفع، قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ بعد صلاة الجمعة: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، سبع مرات، أعاذه الله من السوء إلى الجمعة الأخرى.
ولمالك والشيخين، وأبي داود والترمذي، عن عائشة أيضاً رضي
الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه، نفث في يده وقرأ المعوذات، وقل هو الله أحد، ومسح بها وجهه وجسده، فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل به ذلك.
وفي رواية: كان ينفث على نفسه في المرض الذي توفى فيه بالمعوذات.
فلما ثقل، كنت أنفث عليه بهن. وأمسح بيد نفسه لبركتها.
ورواه البخاري في الوفاة، والبيهقي في الدعوات، بلفظ: كان إذا
اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح بيديه، قالت: فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه الذىِ توفى فيه، طَفِقْتُ أنفُثُ عليه بالمعوذات التي كان ينفث بها على نفسه، وأمسح بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه.
ولفظ الموطأ وأبي داود: في رواية: كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه
بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه " كنت أقرأ عليه، وأمسح عنه بيده رجاء بركتها".
ورواه أبو عبيد في أواخر كتاب الفضائل، عن عائشة أيضاً رضي الله
عنها بلفظ: كان إذا مرض يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث.
وقال الشيخ محى الدين في أواخر باب الغسل من شرح المهذب:
ويقرأ عند المريض الفاتحة، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، مع النفخ في
اليدين، ويمسحه بهما، ثبت ذلك في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى عبد بن حميد عنها أيضاً رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد النوم يجمع يديه فينفث فيهما، ويقرأ بـ قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، يمسح بهما على وجهه ورأسه، وسائر جسده.
قال عقيل: ورأيت ابن شهاب يفعل ذلك.
قال النووي: قال أهل اللغة: النفث: نفخ لطيف بلا ريق.
ولأحمد - قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح عن أبي العلاء، يعني
يزيد بن عبد الله، بن الشخير، قال:: قال رجل كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفر، والناس يعتقبون وفي الظهر قلة، فحانت نزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت، فلحقني من بعدي، فضرب منكبي فقال: قل أعوذ برب الفلق، فقلت أعوذ برب الفلق، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه.
ثم قال: قل أعوذ برب الناس، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأتها معه، قال: إذا أنت صليت، فاقرأ بهما.