الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائلها
.
وأما فضائلها: فروى الحاكم عن عقبة بن محمد، عن نافع، عن ابن
عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا يستطيع (أحدكم أن يقرأ ألف آية كل يوم؟
قالوا: ومن يستطيع ذلك يا - رسول الله.
قال: أما يستطيع أحدكم أن يقرأ (ألهاكُم) ؟
قال المنذري: ورجال إسناده ثقات، إلا أن عقبة لا أعرفه.
وللترمذي وقال: حديث غريب، عن هانئ مولى عثمان بن عفان
قال: كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتذكر القبر - فتبكي؟.
قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -
يقول: - ما رأيت منظرا قط، إلا والقبر أفظع منه.
قال المنذري: وزاد فيه رزين ما لم أره في شيء من نسخ
الترمذي: "قال هانئ وسمعت عثمان رضي الله عنه ينشد على قبر:
فإن تنج منه تَنْجُ من ذي عظيمة. . . وإلا فَإني لا أخالك ناجياً
وروى مسلم في صحيحه - وعبد بن حميد في مسنده - وهذا لفظه: عن
مطرف بن عبد الله ابن الشخير، عن أبيه رضي الله عنه قال: انتهيت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وقد أنزِلَتْ عليه: (ألهاكم التكاثر)، وهو يقول - يقول ابن آدم: مالي، مالي، وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت، أو أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت.
قال الإمام ناصر الدين بن الميلق ما حاصله: في كونها تعدل ألف آية:
أن القرآن ستة آلاف آية، ومائتا آية، وكسر.
فإذا تركنا الكسر، كان الألف سدس القرآن، وهذه السورة تشتمل على
سدس مقاصد القرآن، لأن مقاصده - كما مضى في الفاتحة - ستة: ثلاثة
مهمة، وثلاثة متمة. فأما الثلاثة المهمة: فمعرفة الله تعالى، ومعرفة الآخرة.
ومعرفة الصراط المستقيم. والسدس الذي اشتملت عليه، هو التعريف
بالجحيم، والسدس الثاني: دار النعيم، وهما ثلثا المقاصد المهمة.
والتعبير عن هذا المعنى بألف آية، أفخم وأجل وأضخم، من التعبير
بالسدس، والله أعلم.