الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واسمها "الليل" أوضح ما فيها على ذلك، بتأمل القسم والجواب.
والوقوع من ذلك على الصواب.
وأيضاً: الليل نفسه دال على ذلك، بأنه على غير مراد النفوس، بما فيه
من الظلام، والنوم الذي أخو الموت، وذلك صادر عن كثرة المرادات.
فضائلها
.
وأما فضائلها: فروى مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر بالليل إذا يغشى، وفي العصر بنحو ذلك، وفي الصبح أطول من ذلك.
وروى الشيخان عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه حين طَوَّل في صلاة الجماعة بمن تضرر بتطويله: يا معاذ إذا قمت بالناس، فاقرأ بالشمس وضحاها، وسبح اسم ربك الأعلى، واقرأ باسم ربك، والليل إذا يغشى.
وروى أحمد في مسنده، وابن حيان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح
الإسناد، والبيهقي من طريقه وهذا لفظه، عن أبي الدرداء رضي الله عنه
قال: قال رشول الله صلى الله عليه وسلم: ما من يوم طلعت شمسه إلا وكان بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم، إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا آبت الشمس إلا وكان بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثلقين: اللهم أعط منفقاً خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً، وأنزل الله في ذلك قرآناً، في قول الملكين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم، في سورة يونس:(وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25) .
وأنزل الله في قولهما: اللهم أعط منفقاً خلفا، وأعط ممسكاً تلفاً:
(والليل إذا يغشى - إلى قوله -: للعسرى) .
وقال ابن رجب: وذكر محمد بن عبد الله بن عبد الحكم في كتاب
"سيرة عمر بن عبد العزيز": أن عمر قرأ ذات ليلة: (والليل إذا يغشى)
فلما بلغ: (فأنذرتكم ناراً تلظى) خنقته العبرة، فلم يستطع أن ينفذها.
فرجع، حتى إذا بلغها، خنقته العبرة، فرجع - يعني: الثالثة - حتى إذا بلغها خنقته العبرة، فلم يستطع أن ينفذها، فتركها وقرأ بسورة غيرها.