الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائلها
وأما ما ورد في بعض أمرها:
فروى الِإمام أحمد - قال الهيثمي: ورجاله ثقات - والطبراني عن الحارث
بن ضرار الخزاعي - وقال الطبراني: ابن سرار رضي الله عنه قال: قدمت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني إلى الِإسلام فدخلت فيه وأقررت به، فدعاني إلى الزكاة فأقررت بها.
وقلت: يا رسول الله، أأرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإِسلام وأداء الزكاة، فمن استجاب لي جمعت زكاته فيرسل إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسولاً لإِبان كذا وكذا، ليأتيك بما جمعت من الزكاة؟.
فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له، وبلغ الإِبان الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليه، احتبس الرسول فلم يأته، فظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطة من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فدعا بسروات قومه فقال لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وقّت وقتاً يرسل إليَّ رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة.
وليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلف، ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة كانت، فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة
ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض
الطريق، فرق فرجع، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم البعث إلى الحارث، فأقبل الحارث بأصحابه إذا استقل البعث وفصل من المدينة، فلقيهم الحارث فقالوا:
هذا الحارث، فلما غشيهم قال لهم: إلى أين بعثتم؟.
قالوا: إليك قال: ولم؟.
قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعث إليك الوليد بن عقبة، فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله.
قال: والذي بعث محمداً بالحق ما رأيته ولا أتاني.
فلما دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: منعت الزكاة، وأردت قتل رسولي؟
قال: لا، والذي بعثك بالحق ما رأيته، ولا أتاني. وما أقبلت
إلا حين احتبس عليَّ رسولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، خشيت أن تكون كانت سخطة من الله عز وجل ورسوله.
قال: فنزلت الحجرات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
إلى هذا المكان: (فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) .
والحارث هذا: هو الحارث بن أبي ضرار المصطلقي، أبو جويرية أم
المؤمنين رضي الله عنها. وبنوا المصطلق بطن من خزاعة.
وقد سقط من هذه الرواية أداة الكنية.
واسم أبي ضرار: حبيب بن الحارث.
وعن علقمة بن ناجية رضي الله عنه قال: بعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة بن أبي معيظ يصدق أموالنا، فسار حتى كان قريباً منا، وذلك
بعد وقعة المريسيع، فرجع فركبت في أثره، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أتيت قوماً في جاهليتهم، أخذوا اللباس، ومنعوا الصدقة، فلم يغير النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت الآية:(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ. . .) الآية. فأتى المصطلقيون إلى النبي صلى الله عليه وسلم إثر الوليد بطائفة من
صدقاتهم يسوقونها، وبنفقات يحملونها، فذكروا ذلك له، وأنهم خرجوا
يطلبون الوليد بصدقاتهم فلم يجدوه، فدفعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان معهم قالوا: يا رسول الله، بلغنا مخرج رسولك فسررنا بذلك وقلنا: نتلقاه، فبلغنا رجعته، فخفنا أن يكون ذلك من سخطة علينا، وعرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يشتروا منه ما بقي، وقبل منهم الفرائض، وقال: ارجعوا بنفقاتكم، لا نبيع شيئاً من الصدقات حتى نقبضه فرجعوا إلى أهليهم، وبعث إليهم من يقبض بقية صدقاتهم.
وفي رواية عن علقمة: أنه كان في وفد بني المصطلق على رسول الله
صلى الله عليه وسلم في أمر الوليد بن عقبة، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انصرفوا غير محبوسين، ولا محصورين.
رواه الطبراني بإسنادين.
قال الهيثمي: في أحدهما يعقوب بن حميد بن كاسب، وثقه ابن حبان.
وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد ابن عقبة إلى بني وليعة، وكانت بينهم شحناء في الجاهلية، فلما بلغ بني وليعة استقبلوه، لينظروا ما في نفسه، فخشى الْقَوْمَ فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
والله بني وليعة أرادوا قتلي ومنعوني الصدقة، فلما بلغ بني وليعة الذي قال
الوليد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله لقد كذب الوليد، ولكن كان بيننا وبينه شحناء، فخشينا أن يعاقبنا بالذي كان بيننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لينتهين بنوا وليعة، أو لأبعثن إليهم رجلاً
كنفسي، يقتل مقاتلهم، ويسبي ذراريهم، وهو هذا، ثم ضرب بيده على
كتف علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: وأنزل الله في الوليد (يا أيها
الذين إن جاءكم فاسق بنبأ) الآية.
رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن عبد القدوس التميمي.
وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات.
وعن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف إلى بيتها فصلى فيه ركعتين بعد العصر، فأرسلت عائشة إلى أم سلمة رضي الله عنهما: ما هذه الصلاة التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في بيتك؟.
فقالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الظهر ركعتين فقدم عليه وفد بني المصطلق فيما صنع بهم
عاملهم الوليد بن عقبة، ولم يزالوا يعتذرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاء المؤذن يدعوه إلى صلاة العصر، فصلى المكتوبة، ثم صلى عندي في بيتي تلك الركعتين. ما صلاهما قبل ولا بعد.
وعن أم سلمة - أيضاً رضي الله عنها، أنه نزل في بني المصطلق، فيما
صنع، بهم عاملهم الوليد بن عقبة:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)، الآية. قالت: وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إليهم يصدق أموالهم، فلما سمعوا به أقبل رَكْبٌ منهم، فقالوا: نسير مع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحمله، فلما سمع بذلك، ظن أنهم ساروا إليه ليقتلوه فرجع، فقال: إن بني المصطلق منعوا صدقاتهم يا رسول الله، وأقبل القوم حتى قدموا المدينة، وصفوا وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف، فلما قضى الصلاة انصرفوا، فقالوا:
إنا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، سمعنا يا رسول الله برسولك
الذي أرسلت يصدق أموالنا، فسررنا بذلك وقرت به أعيننا، وأردنا أن
نلقاه، ونسير مع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعنا أنه رجع، فخشينا أن يكون رده غضب من الله ورسوله علينا، فلم يزالوا يعتذرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حتى نزلت فيهم هذه الآية.
رواه الطبراني، قال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
وفي الصحيح ما يتعلق بالركعتين بعد العصر فقط.
وروى الشيخان في: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أكرم؟. قال: أكرمهم عند الله أتقاهم قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال
فأكرم الناس يوسف نبي الله، بن نبي الله، بن نبي الله ابن خليل الله، قالوا: ليس عن هذا نسألك.
قال: فعن معادن العرب تسألونني؟.
قالوا: نعم، قال: فخياركم في الجاهلية، خياركم في الِإسلام إذا فقهوا.