الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد علم بهذا: أن اسمها دال على مقصودها.
ما ورد فيها
.
وأما ما ورد فيها: فروى ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم وقال:
صحيح على شرط مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ عشر آيات في ليلة، لم يكتب من الغافلين.
وروى الطبراني في الكبير - قال الهيثمي: بإسناد حسن، وفي الأوسط
بإسناد فيه معاوية بن أبي العباس، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات - عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال: عُرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته كنزاً كنزاً، فسر بذلك، فأنزل الله عز وجل:(ولسوف يعطيك ربك فترضى) ، فأعطاه الله في الجنة ألف قصر، في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم.
وفي رواية في الأوسط، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عُرض عليَّ ما هو مفتوح لأمتي بعدي فسرني، فأنزل الله عز وجل:(وللآخرة خير لك من الأولى) ، فذ كره.
ويسَنُّ في قراءة المكيين: أن يكبر إذا بلغ "والضحى" إلى آخر القرآن.
وروى ذلك عن السوسي صالح بن زياد، عن أبي عمرو بن العلاء
البصري، وذلك من أول "ألم نشرح".
قال شيخنا العلامة شمس الدين بن الجزري رحمه الله: وقد كان أئمة
القراء يأخذون به عن جميع القراء.
وكل ذلك في وجه البسملة، وانتهاؤها أول (قل أعوذ برب الناس) ، لا آخرها، بناء على أن التكبير لأول السورة، ولفظه: الله أكبر.
وزاد جماعة قبله التهليل.
روى الحاكم في مستدركه وقال: صحيح الِإسناد ولم يخرجاه، من طريق
البزي عن عكرمة بن سليمان قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن
قسطنطين، فلما بلغت "والضحى" قال لي: كبِّر حتى تختم، فإني قرأت على
عبد الله بن كثير فأمرني بذلك، وأخبرني به عن مجاهد، عن ابن عباس، عن
أبي بن كعب رضي الله عنهم، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك.
وذكر الِإمام شمس الدين محمود الأصفهاني في تفسيره بغير سند فقال:
عن ابن سليمان قرأت على إسماعيل بن عبد الله، فلما بلغت إلى:
والضحى، قال لي: كبر حتى تختم مع خاتمة كل سورة، فإني قرأت على شبل بن عبَّاد، وعلى عبد الله بن كثير، فأمراني بذلك، قال: وعن عبد الله بن كثير: أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس
ْرضي الله عنهما فأمره بذلك، وأخبر أن ابن عباس قرأ علىْ أبَي بن كعب
رضي الله عنه فأمره بذلك، وأخبره أبي أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بذلك.
قال شيخنا ابن الجزري: وروينا عن الشافعي أنه قال: إن تركت
التكبير، فقد تركت سنة من سنن نبيك صلى الله عليه وسلم.
وهذا يقتضي تصحيحه لهذا الحديث.
وسبب وروده، وكونه من هذا الموضع: ما رواه الحافظ أبو العلاء
الهمداني بإسناده عن أحمد بن فرح، عن البَزِّي، أن النبي صلى الله عليه وسلم انقطع عنه الوحي، فقال المشركون: قَلَى محمداً ربُّه، فنزلت سورة الضحى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، وأمر النبي أن يكبر إذا بلغ الضحى مع خاتمة كل سورة حتى يختم.
ونقل شيخنا عن شيخه الحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير أنه قال:
ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف، انتهى.
وقد ذكر البغوي هذا السبب في تفسيره، وجزم به.
فالله أعلم.