الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الظهران في السبعينات من هذا القرن، وذكر ياقوت أنها كانت عين بأسفل مر الظهران لبني الدؤل بن بكر من كنانة، وكان جبل ضاف المشرف عليها ينسب إليها فيقال جبل سَرْوعة، وهي على الضفة اليمنى للوادي غير بعيدة من الركاني.
قال قيس بن ذَرِيح الكناني:
عفا
سرف
من أهله فَسرَاوعُ
…
فوَادي قُدَيد فالتلاع الدوافعُ
فغَيْقَة فالأخَيْاف أخياف ظبية
…
بها من لبينى مخرف ومرابع
في هذين البيتين:
سَرِف: يتبع هذا. وادي قديد: واد فحل من أودية الحجاز، يمر شمال مكة على (130) كيلاً. انظره مفصلاً في المعجم.
غَيْقَة: واد فحل يقع بين القاحة وبدر، يصب في البحر قرب آثار الجار جنوباً، وقد وهم حمد الجاسر في تحديده في كتابه بلاد ينبع (1).
أخياف ظبية. أنظر نفس المصدر، فهي قرب غيقة، وليس المقصود عرق الظبية. لبينى: لبنى، معشوقة قيس التي كان زَوْجاً له ثم طلقها فهام بها.
سَرِف: بفتح السين وكسر الراء وآخره فاء: وادٍ كبير من روافد مر الظهران، يسيل من جبل أظلم وما حوله، وفيه هناك الجعرانة، ثم ينحدر فيسمى وادي الزاوية، نسبة إلى زاوية أقامها السنوسي هناك وعليها مزرعة، ثم ينحدر فيسمى وادي
(1) انظر كتابي (على طريق الهجرة) ص 80، 81، 160 - 167، 206 - 209 وانظر دليل ذلك الكتاب.
الوسيعة، وفيه زراعة على آلات الضخ، ثم يقطعه طريق مكة إلى المدينة شمال مكة على اثني عشركيلاً، ثم يصب في مرّ الظَّهْران عند دف خُزَاعة، فيه منهل النوارية على الطريق، وفيه قريتان لقبيلة بني لحيان التي تسمى ديارها اللحيانية، وهي الأرض الممتدة بين مكة ومر الظهران، وفي سرف قبر السيدة ميمونة بنت الحارث أُمِّ المؤمنن، وفي هذا المكان بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبع للهجرة، ثم ماتت بنفس المكان. ويبلغ وادي سرف "36" كيلاً طولاً، كله لقبيلة لحيان.
وفي سرف يقول عبيد الله بن قيس الرُّقَيَّات (1):
لم تكلِّمْ بالجَلْهتَين الرسومُ!
…
حادث عهد أهلها أم قديمُ؟
سرف منزل السَلْمةَ، فالظَّهْـ
…
ـرانُ منازل فالقصيمُ
وقال قيس بن ذَرِيح الكناني (2):
الحمد لله قد أمست مجاورةً
…
أهل العقيق وأمسينا على سِرَفِ
حي يمانون والبطحاءُ منزلنا
…
هذا لعمرك شكل غير مؤتلفِ
قد كنت آليتُ جهداً لا أفارقها
…
أفٌّ لأكثر ذاك القيلِ والحلفِ
حتى تكنفني الواشون فافتلتت
…
لا تأمَننْ أبداً إفلاتَ مُكتَنفِ
وقال الأحوص (3):
(1) معجم البلدان (سرف).
(2)
معجم ما استعجم (سرف).
(3)
شعر الأحوص (158).