الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَحْرض:
بفتح الميم وسكون الحاء، كأنه مكان للحرض، ولفظ مَحْرض وحُرَاض وحُرُض تكثر في ديار هذيل: وهو وادٍ صغير يسيل من جنوب دفاق بينه وبن إدام ثم يدفع في ملكان من الجنوب بعد دفاق، ماراً بين لبنين الواقعين جنوب ملكان، وهما ما كان يعرف بألْبان، وقد تقدم ذكرهما وتكرر. ورأسه بين لبنين يسمى ضُهَاء.
فيه مزارع عثرية، أعلاه للأشراف الحمودية وأسفله لخُزَاعة البر. قال عمر بن أبي ربيعة:(1)
أفي رسم دارٍ دارسٍ أنت واقِفُ،
…
. بقاعٍ تعفّيه الرياح العواصِفُ؟
بها جازت الشَّعْثاء فالخيمة التي
…
قَفَا مَحْرضٍ كأنهن صحائِفُ
مُحَسِّر:
بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد السين المهملة أيضاً، وآخره راء:
هو وادٍ صغير يأتي من الجهة الشرقية لثَبير الأعظم من طرف (ثَقَبَة) ويذهب إلى وادي عُرَنة -بالنونَ- فإذا مر بين مِنىً ومزدلفة كان الحد بينهما، فيتجه جنوباً، ويمر سيله عند عين الحُسَينية قبل أن يصب في عُرَنة وهو قبل ذلك يختلط بأودية المفاجر الثلاثة، فتصير وادياً واحداً، وقد عُمِر اليوم اجتماعها فصار حيّاً من أحياء مكة. ليست بمحسر زراعة ولا عمران، والمعروف منه للعامة ما يمر فيه الحاج بين مزدلفة ومنى، وله علامات هناك منصوبة، وكثير من الناس يركضون حتى يجتازوه، كما يركضون بين الصفا والمروة، إذا وصلوا بطن وادي إبراهيم.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: عرفة -بالفاء- كلها
(1) ديوانه: 219.
موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة -بالنون- وجمع كلها موقف، وارتفعوا عن بطن مُحسِّر. ويسمى محُسِّر (وادي النار) ويسمى (المُهلّل) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوضع فيه راحلته، أي يحثها على العدو. وكان عمر يفعل كذلك، ويقول:
إليك تسعى قَلِقاً وضينُها
…
مخالفاً دين النصارى دينُها
معترضاً في بطنِها جنينُها
…
قد ذهب الشحم الذي يزينُها
وكان ابنه عبد الله يفعل ذلك إذا هبط بطن محسِّر.
ولا زالت ترى هذه السنة من المشاة، أما السيارات فليس إلى إركاضها سبيل ذلك اليوم إنما تدب دبيباً لكثرة الزحام.
وقال الفَضْل بن العبَّاس اللُّهيبي: (1)
أقول لأصحابي بسفح محُسِّر
…
ألم يأن منكم للرحيل هبوبُ
فيتبعكم بادي الصبابة عاشقٌ
…
له بعد نوم العاشقين نحيبُ
قال: بسفح محسر. أي بسفح جبل محسر الذي يمر تحته.
وقال عمر بن أبي ربيعة المُغَيري: (2)
ومقالها بالنعف نعف محسِّر
…
لفتاتها: هل تعرفين المُعرِّضا؟
نعف محسر: يعرف اليوم بدقم الوَبُر. وهو مكان مشهور بين
(1) معجم البلدان (محسر).
(2)
ديوانه ص 189.