الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحِبَال:
كجمع حبل الذي يربط به: هي اصطلاح جغرافي يطلق على الرمال المنقادة كالأعراف. أما إذا أطلق فيِ الشعر على مشاعر الحج أوما حول مكة فالمقصود بها حِبَال عَرفة، وهي: رُمَيلات صغيرة غرب جبل الرحمة، وكثيراً ما تصحفت فقيل الجبال - بالجيم- وهو خطأ، قال ابن أحمر:(1)
إمَّا الحِبَال وإمَّا ذا المجاز
…
وإمَّا في مِنىً سوف تلقى منهُمُ سبباً
وذو المجاز الوارد هنا: هو سوق ذي المجاز المشهور في الجاهلية، والذي يقرن مع عكاظ ومجنة، تقع آثاره على خمسة عشر كيلاً شمال عَرَفة، وسيأتي في بابه. ولقرب المجاز من عَرَفة قال أبو ذؤيب الهذلي:(2)
فراح بها من ذي المجاز عشيةً
…
تبادر أُولىَ السابقات إلى الحَبْل
فقال هنا: الحبل مفرداً والشعر العربي له مَنْحىً في هذا، فقد يجمع المفرد وقد يفرد الجمع.
الحَثَمَة:
بثلاث فتحات، هي حَثَمَة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كانت من ربع رهطة بني عدي بن كعب وكان يقول رضي الله عنه:
إن الذي أخرجني من الحَثَمَة لقادر على أن يسوقها إليَّ. أي الشهادة.
والحثمة -جغرافياً- أكمة صخرية قابلة للتفتت. وكانت هذه
(1) معجم ما استعجم (الحبال).
(2)
معجم البلدان ومعجم ما استعجم (حبل).
الحثمة بسفح جبل عمر مما يلي الشبيكة فغشيها العمران، وهي اليوم لصق جسر الشبيكة من مغيب الشمس، وفيها يقول خالد ابن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة، ويقال الحارث بن خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة:
لَنِساءٌ بين الحُجُون إلى الحَثَـ
…
ـسمة في ليال مقمرات وشرق
ساكنات البطاح أشهى إلى القلب
…
من السحناتِ دور دمَشْقِ
يتضمخن بالعنبر والمسك
…
ضماخاً كأنَّه ريحُ مَرْقِ
ويروي الأصفهاني، قصة هذا الشعر فيقول:(1)
بلغني أن الحارث بن خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة، ويقال: بل خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة، كان تزوج حمُيدة بنت النعمان بن بَشِير بدمشق لما قدم على عبد الملك بن مروان، فقالت فيه:
نكحت الَمدينيَّ إذ جاءَني
…
فيا لك من نكحةٍ غاويه
كهول دمَشق وشبانها
…
أحب إلينا من الجالية
صنان لهم كصنان التيو
…
سِ أعيا على المسك والغالية
فقال الحارث يجيبها:
قاطنات الحجون أشهى إلى قلـ
…
ـبي من ساكنات دور مشق
(1) الأغاني ص 3347 ط دار الشعب.