الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لاحِجٌ:
كفاعل اللّحج: قال ياقوت: من نواحي مكة، وأورد:
أرقت بِرَقٍ لاح في بطنِ لاحِجٍ
…
وأرَّقني ذكر المليحةِ والذكر
ونامتْ ولم أرقدْ لهفي وشقوتِي
…
وليست بما ألقاه في حُبّها تدري
ويظهر أن هذا الشعر متأخر تدل على ذلك ركاكته. وتوجد اليوم اللاّحِجَة: مؤنث الذي قبله، وهو الوادي الذي يبتدئُ من وجه جبل ثور الشمالي، ومن غرب جبل سُديَر، ثم يسيل غرباً ماراً بين ثور في الجنوب الشرقي وجبل السَّرد في الغرب، وأسفله يسمى بطحاء قُريش، وينتهي سيله إلى عرنة بطرف جبل حُبَشي من الغرب. يمر فيه طريق كُدَيّ إلى ثور والحُسَينية، كان يسمى (درب اللَاّحِجة) وهذيل تقول:(اللاّحِية) وما سمعت هذه اللغة عند هذيل إلا في هذا.
ومن روافده: خُمّ، المتقدم، والنَّبْعة: نَبْعة كُدَيّ وكانت خُمّ وبطحاء قريش، ولا زالت من متنزهات أهل مكة، كان فتيان قريش يأتون بطحاء قريش فيأتيهم ابن أم فيعل الهُذَلي فيغنيهم. (1)
لَبَنَانِ:
بفتح اللام والموحدة على صيغة التثنية:
قالوا: هما جبلان قرب مكة، يقال لأحدهما لَبَن الأسفل وللآخر لَبَن الأعلى، فوق ذلك جبل يقال له مَبْرك به برك الفيل بعُرَنة وهو قريب من مكة.
(1) الأغاني ص 1709 ط دار الشعب.
قلت: هما جبلان يشرفان على وادي حُنَين من الجنوب بينه وبين وادي البُجَيدي، وكلاهما من روافد عُرنَة وبن لبنين ريع يسمى (مبرك)، يجعل أحدهما غر به والآخر شرقه.
وتخاصم في لَبَنين هذين قريش والأشراف الجوازين، فوصلت القضية الحسن بن علي صاحب ثورة العرب، فأراد أن يحكم به لقُرَيش، لأن هذه ديار قريش -وإن كان الأشراف من قريش أيضاً- فقال الجازاني:(لبن لبنين يا شريف) أي أنهما جبلان وليسا جبلاً واحداً! فحكم الحسن بأن للجازاني الشرقي وللقُرَشي الغربي.
وذهب قول الجازاني (لبن لبنين) مثلاً لمن يريد القِسْمة.
ويوجد لَبَنَانِ آخران جنوب مكة، على بعد 47 كيلاً، مياهها في وادي محرض ثم في ملكان، وهما في ديار الأشراف الحُمُودية من الأشراف العبادلة، وهذان وردا في شعر هذيل باسم (ألبَان) ولَبَن آخر بوادي سعيا، وكان جبل مِلْحة المشرف على المُعرّف من مطلع الشمس يسمى لُبَينا تصغير المتقدم، قال أوس بن حجر:
حلفت برب الداميات نحورها
…
وما ضم أجماد اللُّبَين فَكَبْكب
وجنوب مكة إلى الغرب سلسلة جبال ليست بالشوامخ تسمى لُبَيْنات وهذه ذكرها الأزرقي باسم (لَبَن) وقال هو حد الحرم، حيث نص أن عنده أضاة تسمى (أضاة لَبَن) عندها حد الحرم. وعلى العموم يبدو أن كنانة أو قُريشاً خاصة كانت تطلق اسم لَبَن على كل جبل أشعل تشبيهاً باللَّبَن، حيث نراها تكثر في ديارها ولا توجد في غيرها. وفي ألْبان يقول أبو قلابة الهُذَلي:
يا دار أعرفها وَحْشاً منازلهُا
…
بين القوائِم من رهطٍ فَألْبَانِ