الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خمسة أكيال، أو أقل، إحداهما تدعى خُمّاً، والأخرى خُمَيْماً، تصبان من جبل سُدَير، فتجتمعان فتكوِّنان رأس بطحاء قُرَيش، التي تذهب إلى عُرنَة.
وفي خُمّ مسك لماء المطر يخرج إليه أهل مكة إذا مطرت متنزهين، وعند اجتماع الشعبن توجد بئر كان فيها الماء إلى عهد قريب، ربما هي (بئر خُمّ) المنسوبة إلى قدماء قريش. ومن هذا البئر يمكنك أن ترى الميثب مغيب الشمس.
الخَنْدَمة:
بفتح الخاء المعجمة، وسكون النون ثم الدال المهملة فميم فهاء. وقد تجمع الخنادم: هي سلسلة جبلية خشباء بمكة، تبدأ من شعب عامر قرب المسجد الحرام فتشرق حتى تصل المفجر، وإن كان شرقها يسمى باسم آخر، وفيها اليوم أحياء كئيرة وهي تقابل الحجون من الجنوب، وتمتد جنوباً فيكون نهايتها هناك جبل (سُدَير).
قيل: وكان أبو الرَّعَّاس أحد بني صاهلة، وقيل حِمَاس بن قيس ابن خالد البكري (1) يعد سلاحاً، فقالت امرأته ما تصنع بما أرى؟ قال: سمعت أن محمَّداً سيغزونا فهذا له ولأصحابه.
فقالت: ما أرى أنه يقوم لمحمد وأصحابه شيىء. فقال والله إني لأرجو أن أخدمك منهم خادماً، ثم قال:(2)
إن يقبلوا اليوم فما بي عِلّهْ
…
هذا سلاح كامل وألَّهْ
وذو غرارين صيع السَّلَّهْ
ثم شهد هذا الشاعر يوم فتح الخندمة مع أناس جمعهم صفوان
(1) كذا في معجم ما استعجم، وفي معجم البلدان: حماس .. الخ (الخندمة).
(2)
معجم ما استعجم.
ابن أمية وسهيل بن عمرو، فهزمهم خالد بن الوليد، فمر منهزماً حتى دخل بيته، وقال لامرأته: هل من مخش؟ فقالت: أين الخادم؟ قال:
إنك لو شهدتِ يوم الخَنْدَمهْ
…
إذ فر صفوان وفر عكرمهْ
واستقبلتنا بالسيوف المُسلِمهْ
…
يقطعن كل ساعد وجمجُمه
لهم نهِيتٌ خَلْفنا وهَمْهمهْ
…
ضرباً فلا تسمع إلا غَمغَمهْ
لم تنطقي باللوم أدنى كلمهْ
قلت: وقوله: فهزمهم خالد بن الوليد، هذا ناتج عما لخالد في نفوس المسلمين من البطولة، فلا يكادون يجهلون قائداً أحدث مثل هذا حتى يتبادر إلى أذهانهم اسم خالد، رضي الله عنه، وهذا وهم، لأن خالداً دخل مع (كُدَى) المعروف اليوم بريع الرسام، وكان سيره على طول الشارع المعروف اليوم بشارع خالد بن الوليد، وفيه مسجد ينسب إليه رضي الله عنه، وهذا غرب المسجد الحرام، ومعروف أن جيوش الفتح أحاطت بمكة من ثلاث جهات: أذاخر حيث دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكداء -بالفتح- حيث دخل الزبير وكتائب من الأنصار، وكُدَى -بالضم والقصر- حيث دخل خالد. فاجتمعت في المسجد الحرام. فكيف يقاتل خالد في الخندمة في أعلى مكة؟ وقال بُدَيل بن عبد مناة بن أم أصرم يخاطب أنس بن زنيم الديلي:
بكى أنَسٌ رَزْناً، فأعوله البُكا
…
فإلاّ عَديّاً إذ تُطلُّ وتُبْعَدُ